نقدبعد توقُّف دامَ أكثر من ثلاث سنوات، عادت مجلّة "نقد" الفصلية إلى الصدور بعدد جديد صدر مؤخراً في بيروت تناول تجربة الشاعر الأردني البارز أمجد ناصر. وقد دأبت "نقد" منذ عددها الأول الذي صدر مطلع العام 2007 على تخصيص كل عدد لتناول تجربة شاعر عربي له بصمتُه الخاصة في المشهد الشعري الحديث، وإلى اليوم تناولت المجلة تجارب الشعراء: محمود درويش، نازك الملائكة، أنسي الحاج، بول شاوول، صلاح عبد الصبور، أمجد ناصر.
وسيتناول عددها المقبل - كما أعلنت على الغلاف الخلفي للعدد الجديد - تجربة الشاعر السوري محمد الماغوط.

وقالت "نقد" في افتتاحيتها إنها "تعاود الالتحاق بشقيقتها مجلة الغاوون لأن ما تستطيع فعله مرهون بها وحدها. وعودتها وليدة وعي أكبر بأهمية الدور الذي يجب أن تضطلع به (...) فالمهمة الأساسية لمجلة كـ نقد يجب أن تكون المساهمة قدر الإمكان في بلورة الحركة الحديثة للقصيدة العربية نقدياً، من خلال تنظيم الحراك النقدي في مجرى تأريخي صحيح. هذا ما بقي، أو ما رشحَ وتبلور من ورقة العدد الأول". وقالت المجلة إنها تعود "مع رؤية أكثر نضجاً لكيفية سير مجلّة من هذا النوع. ومع تواضع أكثر ربما افتقدته الانطلاقة الأولى. ومع اقتراب بأكبر قدر ممكن مما يُمكن تسميته بالنقد الحيّ"، معترفةً بأنها ارتكبت أخطاء في انطلاقتها الأولى من خلال نشر بعض الدراسات التي وصفتها بـ"الميتة".
وتابعت: "حين انطلقت مجلة نقد انطلاقتها الأولى مطلع العام 2007، أثارت سجالاً - من بين السجالات التي رافقتها - حول معنى تخصيص كل عدد لتجربة شاعر واحد. المقصود طبعاً أن الفكرة فيها شُبهة أرشيفية. لكنها مع كل عدد جديد باتت تتبلور أكثر فأكثر كمنبر لحراك نقدي مواكب للقصيدة العربية الحديثة".

وختمت المجلة: "وفي الانطلاقة الثانية لا بدّ أن نبدأ من يقين أن المهمَّة أصعب، وسبب ذلك عدم وجود حركة نقدية عربية تستوفي شروطها التاريخية للاضطلاع بدور مركزي. ولذا فإن وجود مجلة متخصِّصة بالنقد سيسمح بمراكمة التجربة، لبلورة ما يمكن أن يُؤسِّس لحركة نقدية مستقبلية تفهم أن النقد ليس جزءاً من أجزاء التاريخ الأدبي فحسب، وإنما أحد صانعيه".
توزَّع العدد الجديد على 11 دراسة وشهادة، تناولت تجربة أمجد ناصر من زوايا مختلفة، وهي: "الشعرية المفتوحة" لعبد القادر الجنابي، "ميتافيزيك الجسد" لمحمد علي شمس الدين، "حياة اخترعها الشعر" لفاروق يوسف، "شعرية المنفى وجماليات التجاور" لمحمد السيد إسماعيل، "صيرورة النص الشعري" لصلاح بوسريف، " ثقافة اقتفاء الأثر وكرامة الحياة" لأكرم قطريب، "سيميوطيقا التشيُّؤ والدراما في توهُّج الذات بالحياة والتاريخ" لمصطفى عطية، "أيقوناته في مصر" لمحمود القرني، "ملحمة الفحولة" لعبدالله كرمون، "عبور العائلة" للينا الطيبي"، "حطام ما يطير" لماهر شرف الدين.

وجدير بالذكر أن مجلة "نقد" الفصلية التي يرأس تحريرها الشاعر السوري الشاب ماهر شرف الدين كانت انطلقت في شتاء 2007 وتوقفت في ربيع 2008، وكانت آنذاك تصدر لدى "دار النهضة العربية"... لكنها اليوم باتت تصدر لدى "دار الغاوون"، والتي ستقوم أيضاً بإعادة طبع الأعداد السابقة وفق الحلة الجديدة للمجلة لإعادة طرحها في الأسواق ضمن علبة واحدة.

لقراءة العدد الجديد
http://alghawoon.com/mag/nmag.php?nn=72