الغاوون41صدر العدد 41 من مجلة "الغاوون" في بيروت، وناقشت المجلة في موقفها الشهري مسألة تكريم الشاعر سعيد عقل بمناسبة بلوغه المئة عام من العمر، حيث شنَّ مثقفون عرب هجوماً على هذا التكريم بدعوى المواقف العنصرية التي كان سعيد عقل قد اتَّخذها ضد الفلسطينيين، فقالت "الغاوون": "لا نجادل في كون المواقف السياسية التي اتَّخذها سعيد عقل تجاه الفلسطينيين عنصرية ومقزِّزة إلى أبعد حدّ. لكن ما دخل ذلك في التقليل من قيمته الشعرية الكبيرة ودوره التأسيسي في الحداثة الشعرية العربية؟! هجوم غير مُبرَّر في الميزان النقدي والتاريخ الأدبي شنَّه مثقفون وأدباء عرب على حفل تكريم سعيد عقل بمناسبة بلوغه المئة عام. وقد توافق المهاجمون على عدم أحقِّية سعيد عقل بالتكريم بسبب مواقفه العنصرية! هذا الخلط الغريب بين السياسة والشعر، أو حتى بين الأخلاق الشخصية والقيمة الأدبية، مستهجن. لأنه بحسبه سيكون غسان مطر أحق بالتكريم من سعيد عقل. وسيكون سميح القاسم أحق بالتكريم من شعراء جماعة «شعر» مجتمعين. وهلمَّ جراً".

وتتابع المجلة: "في هذا المقياس، على أميركا إذاً منع كتب عزرا باوند وطرده من تاريخها الأدبي كونه انحاز انحيازاً أعمى للفاشية. لكن مكان عزرا باوند كسياسي كان المحكمة، ومكانه كشاعر كان الخلود والتكريم. ومكان سعيد عقل كسياسي متطرِّف يجب أن يكون المحكمة، بينما مكانه كشاعر هو التكريم. وإذا كان لنا من احتجاج على التكريم الأخير لسعيد عقل فهو لأن الجهة المُكرِّمة هي الكنيسة لا الشعراء، هو لأن سعيد عقل «تحتفل به طائفته لا قرّاء العربية»، على ما كتب أُنسي الحاج".

وختمت المجلة: "اسمحوا لنا بأن نطالب بـ«علمانية» نقدية تفصل بين الشعر والسياسة. اسمحوا لنا بهذا «الفصل» بين ما جعلنا أجمل الناس، وبين ما جعلنا أقبح الناس".

وضمَّ العدد أيضاً حواراً مهماً مع المفكر الشهير هومي بابا قام بترجمته الكاتب السوداني عز الدين محمد زين. كما ضمَّ الحلقة الثانية من كتاب "لحظة وفاة الدكتاتور" لماهر شرف الدين.
ومن مواد العدد الأخرى: "أبو الرقعمق شاعر لذة الحماقة" لمحمد الخباز، "ثريا ملحس التائهة بنشيدها الأبدي" لأحمد الواصل، "صوت الوعي الجمعي في القصيدة العامّية" لأحمد يحيى علي، "الييديش أدب الأقلّية الحيّ" لريم غنايم، "عزيزي الله" لجمال جمعة، "أكثر مكراً من الشعر" للينا شدود، "عن الصفحات الثقافية غير العربية" لسليم البيك، "حمار" لهاتف جنابي، "الفارق بين اعتقال مثقفين واعتقال فنانين في سوريا" لنوّار جبّور، "عابر" لشوقي مسلماني، "الشعراء وزمان القرود" لعبد حامد، "Rio De Janeiro" لنسيمة الراوي، "كي تتخلَّى عن هنديَّتك" للشاعرة الأميركية آمبر باست (ترجمة: غدير أبو سنينة)، "هاجر يا أمّ؛ بأية لغة تهاجرين" لشوقي عبد الأمير، "ترنيمة لثورات الحرّية" لآزاد اسكندر، "مملكة النور" لعماد بدران، "الميت المرح" و"الأكثر مرحاً" لبودلير (ترجمة: صلاح أيوب)، "كلٌّ كاتب نفسه في عالم الانتشار الأفقي" لزينب عساف...

لقراءة العدد الجديد
http://alghawoon.com/mag/