الكلمة 50صدر العدد الجديد من مجلة "الكلمة"، العدد 50 حزيران (يونيو) 2011 ، المجلة الالكترونية الشهرية التي يترأس تحريرها الدكتور صبري حافظ. تتابع من خلالها الإنصات لزخم اللحظة التاريخية التي تمر منها الدول العربية، زخم التغيير والتحرر.
وتهتم "الكلمة" كعادتها بزخم هذا الواقع ومتغيراته، تتابعه وتسجل نبضه في عدد جديد تنشر فيه بالإضافة إلى المقالات التي تتابع هذا الحراك المزيد من القصائد والقصص المستوحاة من تلك المتغيرات، هذا فضلا عن رواية كاملة وديوان شعر وأبواب (الكلمة) المعهودة. وتعي مجلة "الكلمة" أن هذا الرهان هو ديدن اختياراتها منذ إصدار العدد الأول، ولعله ما يزعج البعض، لذلك تؤكد "الكلمة" انتصارها لقيم ما تحمله هذه الثورات وما تعلنه من أفق سياسي ومجتمعي وفكري.
تفتتح الناقدة المصرية المرموقة سيزا قاسم باب "دراسات" حيث ترد للبحث في مجال تحليل الترجمة، وتعقب دلالات النص الأصلي في انتقالاتها إلى لغة أخرى وانزياحاتها عن إيحاءاتها الأصلية، أما الباحث المصري حازم خيري فيحاول تمحيص قضايا واقعه الجوهرية من خلال منهجه الإنساني في "أي دم قد أعاد كتابة التاريخ العربي، ويتناول هنا الثورة المصرية خاصة، بطريقة تموضعها في سياق مشاكل واقعنا المعرفية والمنهجية المزمنة من ناحية، ومتغيرات الواقع الدولي ومؤامراته من ناحية أخرى. وتأخذنا الفنانة والأكاديمية المصرية أمل نصر في "ليه لأ؟" حوار حول مأزق الفن" في رحلة تقرأ فيها دلالات وتفاصيل الواقع الفني في أعمال معرض "ليه لأ"، وترى أنه واقع يطرح تساؤلاً تجريبياً ولكنه يتركه بلا إجابات حاسمة، ويكشف الباحث المغربي حمودان عبد الواحد، عن المضمر في صلاة الجنازة الأمريكية على جثة بن لادن، وما تنطوي عليه تصرفات الإدارة الأمريكية من طابع سياسي وأيديولوجي، ومن جدل خصب بين الاحترام الظاهري للإسلام، واللعب بالمعاني الدينية التي تُشكل الرصيدَ الأكبر من ثقافة المسلمين، والالتفاف عليها استخفافا بالعقل الاسلامي. وفي دراسته حول "السيرة النظرية" يتابع الناقد العراقي عباس خلف علي استقصاءات الكاتب العراقي المرموق محمد خضير حول سيرة الكتابة، أو المضمرات النظرية فيها في أحدث أعمال الكاتب. الباحثة السودانية خديجة صفوت تعرفنا "كيف فبركت رأسمالية العصابات الثورات المخملية" كي نتعلم من التاريخ ومن دروس الغير، وكي نتعامل بحذر مع ما يحاك ضد ربيع الثورات العربية من الخارج في لحظتنا التاريخية الراهنة. ويسعى الباحث السعودي فهد ابراهيم البكر في "الكتابة والرسالة في الأدب القديم" إلى تقديم فنٍّ من فنون الإنشاء في أزهى عصور الرسالة وأكملها نضجاً، وأعلاها مكاناً، وأسماها بياناً، ألا وهو فن الكتابة والرسالة في الأدب العربي القديم، وفي فترة زاهية من تاريخ هذا الفن وهي القرن الرابع الهجري.

في باب "شعر"، تقترح "الكلمة" في عددها الجديد، مختارات شعرية لإليزابيت بيشوب موسومة بـ "شجرة خارج نافذتي، نحن أقارب"، للشاعرة وللكاتبة وللمحررة وللمترجمة الأمريكية. القصائد المختارة قام بترجمتها الشاعر الفلسطيني محمد حلمي الريشة من مجلد صدر فِي سَنَةِ (2008) وضم أعمالها المتنوعة من قصائد، ونثر ورسائل. من هذا المجلد ترجم هذه القصائد التي تقدم صورة مصغرة على المشهد الشعري في الضفة الأخرى. وحفل العدد بقصائد الشعراء: رشيد المومني، ظبية خميس، حكيم نديم الداوودي، أحمد محسن العمودي، نور سليمان أحمد، أنس الفيلالي.

في باب "مواجهات"، تنشر "الكلمة"الحلقة الثالثة والأخيرة من حديث استفاض به المستعرب الاسباني المرموق، بدرو مارتينث مونتابث، لمجلة (الكلمة) طوال العددين السابقين، وفيه يتجاور الشخصي مع الأكاديمي، والتاريخي مع هموم اليوم في كلٍ نصيّ يميز اللقاء الذي أجرته محررة المجلة، أثير محمد علي، معه بالإسبانية وترجمته إلى العربية. كما تقدم (الكلمة) حوارا مشوقاً مع الفيلسوف السلوفيني الأشهر سلافوك جيجيك أجرته سميرة المنسي مع أحد أعلام الفلسفة الغربية المعاصرة. رؤية غربية جديدة للثورات العربية، ولمأزق المثقف الغربي إزاءها من ناحية، وإزاء الصراع العربي الصهيوني من ناحية أخرى. وهو حوار يكشف فيه جيجيك (أو زيزيك) عن كيف حكم الخوف الثقافة الغربية بعد الحرب العالمية الثانية.
أما باب "السرد" فيقدم كالعادة رواية جديدة موسومة بـ "زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة" للروائي السوداني عبدالعزيز بركة ساكن في الجزء الثالث من ثلاثيته، الأوجه المتعددة للصراع بين شمال وطنه وجنوبه. وكيف تصير مسألة الهوية إشكالية تواجهها شخصيات روايته التي تدور في فلك جعفر مختار الذي يرى تلك الحرب ببصيرة الصوفي العارف أن السلاح سيرتد نحو من يطلقه. وتمثل مليكة وزوجها إمكانية تجاوز هذا الصراع، لكنها إمكانية معاقة بإشكاليات اجتماعية وثقافية ودينية، الى جانب نصوص للمبدعين: لؤي حمزة عباس، محمد عبدالمنعم زهران، عبدالواحد الزفري، نبيل عودة، قادري عبدالخالق.

في باب "النقد"، يكتب المفكر السوري صادق جلال العظم عن "الربيع العربي: لماذا في هذا الوقت بالذات؟" ويتناول المفكر السوري ذهنيّة يقين المؤامرة، الذي تلجأ إليه السلطة أمام الحراك الثوري. ويرى أن حركة إحياء المجتمع المدني المعروفة باسم ربيع دمشق (2000) تشكل "المقدمة النظرية" السلمية لما ستتفجر عنه الانتفاضات من شعارات وتطلعات وتضحيات من تونس إلى اليمن مروراً بليبيا. وتشير الكاتبة نهلة الشهال في "اليمن الذي أفحمنا" إلى أن الانتفاضة اليمنية بلورت تجربة سياسية ناضجة خلال الأشهر الأربعة الماضية بما يجعلها تمتلك عناصر النجاح، وذلك من خلال سعيها إلى إسقاط النظام سلمياً، وتوظيف معرفتها بمجتمعها، واستنفار قواه وتجسيد آماله في يومياتها وهي تصنع تاريخاً آخر لليمن السعيد. أما مقالة الكاتبة هويدا طه "لماذا تحتاج مصر الى ثورة الغضب؟" فتبدأ الكاتبة بمساءلة واقع الحال السياسي والاقتصادي والأمني في مصر بعد ثورة الغضب، وتحاجج في ضرورة خوض شوط غضب ثوري جديد. وتنطلق مساءلة الباحث المغربي الحبيب ناصري في "العرب وضرورة الانتقال" من "الديموحرامية" الى "الديمقراطية" من امتداد خريطة للوطن العربي علقها لأولاده على جدار بيته. يقول بتقاسم فساد النظم العربية المشترك، رغم خصوصية السياقات الثقافية، ويرى أن المخرج من الجهل والتخويف لن يكون إلا بالمعايير العلمية والفكرية وتوفير الإمكانات المادية ودولة القانون، ويقدم جورج أورويل في الحرية والسعادة قراءة لرواية "نحن" للكاتب الروسي يفغيني إيفانوفيتش زامياتين، فيها يستبين ظرف واقع كتبتها التوتاليتاري، ويعقد صلة مقارنة بينها وبين رواية "عالم طريف وشجاع"، لآلدوس هكسلي. في "غواية الكتابة في الشعر الشرقي" تتبدى رؤية الكاتب العراقي علي حسن الفواز النقدية في تناوله لأعمال الماجدي الموسومة بـ "الشعر الشرقي"، فيؤكد أن شعرية الشرق هي مرجعية هذا الشعر. بينما يقارب الباحث المغربي سعيد بوخليط في "أفلاطون: جنس بدون حب الى حب بدون جنس"، معنى الشبقيّة بمختلف أشكال الممارسة، وبتعدد الميول الجنسية لدى فلاسفة الاغريق عامة، وتسلط بقعة الضوء على جدل أفلاطون حول الشبق. ويبحث الكاتب آشيل وينبرغ في آليات البلاغة منذ المسيحية القديمة إلى يومنا هذا. يحلل كيفية فعل الخطاب البلاغي ودلالات النص في آراء باحثين تناولوا قنوات إرسال الظاهرة البلاغية، حتى على المستوى، وأثرها على المتلقي.

وتقترح علينا "الكلمة" في باب "علامات" مقالة المفكر التقدمي السوري كامل عياد المنشورة في مجلة "الطليعة" سنة 1936، وفيها يقارب السياسة كمهنة متعالقة مع اليومي، ليصل إلى قدرتها الكفاحية على حمل رسالة للحق والتاريخ. وبذلك يتلمس القارئ واحدة من جذور مفهوم "الرسالة" في ثقافتنا العربية. ويفتتح الناقد الأدبي المغربي محمد معتصم باب "كتب" بـ "الرواية التربوية / التعليمية" حيث يستقصي رواية صدرت حديثا، تهتم بالواقع وما يمور فيه من صراع بين قوى التحديث وبين قوى التخلف. بينما يرصد الناقد اللبناني حسن عجمي كتابا يعالج قضايا اللغة حيث يمضي في رحلة نحو اكتشاف معنى النثرية و دلالاتها. ونكتشف مع الشاعر الفلسطيني نمر سعدي، في قراءته العاشقة، جدلية العشق والتمرد في شعر يوسف أبو لوز، والتي يرتكز صاحبها على موروث الفلسفة العربية القديمة وجماليات النص الصوفي. في "تشكيل الرؤيا وإنتاج التأويل" يسعفنا الباحث المغربي عبدالسلام دخان في تلمس الأثر الثقافي للفكر الإسلامي ارتباطا بموضوعات يتداخل فيها التاريخي والديني والفكري على نحو مخصوص. ويعود الكاتب الفلسطيني زياد جيوسي الى رواية موضوعها الاعتقال السياسي، مهداة الى روح "البوعزيزي مفجر الثورات العربية". وتقدم لنا الكاتبة اللبنانية منى فياض كتابا مثيرا للجدل، يقدم صورة أكثر جدلا..صورة العرب في عين يابانية بتفاصيلها القاسية. وينتهي باب "كتب" بسلسلة الكاتب المغربي عبدالرحيم مؤذن حول القصة القصيرة في المغرب، وفي هذه الحلقة يتوقف عند تجربة رائد من رواد القصة وأحد مناضليها الذين كرسوا وقعدوا لتجربتهم القصصية وساهموا بشكل لافت في "ربيع القصة المغربي" القاص أحمد بوزفور.
بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و" أنشطة ثقافية"، تغطيان راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت: http://www.alkalimah.net