رشيد حسني
(تونس)

العدد الثانى لمجلة شعريات تحتفى صحيفة العرب العالمية بصدور العدد الثانى من مجلة "شعريات" لخريف 2007 وهى فصلية تعنى بالشعر، تجمع نصوصها وتصفف مادتها فى الدولتين الشقيقتين تونس وليبيا وتوزع أساسا فى الدول العربية.

وتعتبر "مجلة شعريات" بمثابة مشروع شعرى جديد تديره نخبة من الشعراء العرب الشبان الذين تسرى فى عروقهم دماء الكتابة بشقيها الورقى والالكترونى وتصدر النشرية فى ذروة صعود موجة النشر الالكتروني، غير أن ذلك لم يثبط عزائم أسرة تحريرها من السعى لتحصين المعرفة من "فيروس النيت" ولم يثنيهم أى حاجز عن مواصلة النشر الورقى الذى لا تعوض متعته جودة الخدمات الرقمية المعاصرة ولا براعة "الماسنجر" ولا صفحات الويب المغرية، فالورق متعين ومحسوس وصفحة النيت الكترونية وافتراضية قد ينشف "سيلانها" وينضب "صبيبها"..

كما لا يخفى أن مجلة شعريات هى فى الآن نفسه ثمرة من ثمار كثافة المواقع والمدونات الثقافية أو ما يمكن أن اسميه "أدب الانترنيت" على الشبكة العنكبوتية فى العالم العربى ويبدو ذلك على الأقل من خلال تطابق الأسماء المتداولة على بعض بوابات النشر الالكترونى مع عدد الإمضاءات التى تضمنها العددان الصادران الى حد الآن فى مجلة شعريات.

لا غرابة فى ذلك فأمة العرب التى ديوانها الشعر تصهر التجارب الأدبية التقليدية والتقنيات المعاصرة للكتابة كى يواصل الشاعر دوره فى تشقيق المعنى وإبداع التراكيب والتعابير..
لكن هل أن "الشاعر دائما مع الخاسر" كما يقول الشاعر الاسبانى غارسيا لوركا وكما جاء فى افتتاحية العدد الثانى لمجلة شعريات التى كتبها رئيس تحريرها مهدى التمامي؟

* الشاعر ليس مع الخاسر إطلاقا
غارسيا لوركا قامة شعرية كبرى لا يناقش بكل هذا التبسيط والتسرع غير أنه تمكن الإشارة الى أن الرجل قد قال كلمته الشهيرة "الشاعر دائما مع الخاسر" وهو فى قمة الألم وفى ذروة المحنة التى طالته إبان تصاعد الحركة الفاشية بقيادة فرانكو ومعاونيه من رجعيين ومرتزقة ولعقة دماء وصائدى دريهمات رخيصة وكائدين وأصحاب الهمم الخسيسة فكأن لوركا قدم روحه قربانا ليوقف المذابح التى تحاك ضد الإنسانية وضد المعرفة والكرامة، حاول أن ينقذ الشعب الاسبانى بالكلمة وبالقصيدة لا غير.. فلا بد من تضحية ليسود زمن الشعر،.. لوركا اليوم هو رمز الصفاء التعبيرى بينما فرانكو هو الدكتاتورية.
ليس من قبيل الصدفة أن تفيض كلمة الشعر بمعانى الشعور والحس المرهف بالوجود وبالأشياء.

ذلك هو مصير الشعراء يحفون الشعور الإنسانى بأثمن ما يملكون بأرواحهم وأجسادهم الطرية وكثيرا ما يكون مآلهم أن لا يفلحوا فى عصورهم يكتبون لعصور قادمة ولا يختلف مصير الشاعر عروة بن الورد- الذى "يقسّم جسمه فى أجسام كثيرة"- عن مصير الشاعر الفرنسى ستيفان مالارمى غير المفهوم فى عصره ولا ينهض بتلك المهمة الخالدة إلا الشاعر الحقيقى وليس "الشعرور" ولا "ابن كذا"، كما يقول النقاد العرب القدامى الذين أجمعوا على أن القبائل العربية كانت تتباهى بميلاد الشعراء بينهم وتقيم المآدب لذلك وتجرى المناظرات الشعرية...

فكيف يتحول رمز التباهى والفخر بالشاعر الى مدلول للخسارة والهزيمة؟
قد يحصل ذلك فى زمن انقلاب المفاهيم فيحل الجاهل محل العارف..
أو يمكن أن يعلل الأمر بقلب جذر الفعل "خ س ر"، فيصبح عند قراءته معكوسا كالتالى "ر س خ" أى أن الشاعر يرسّخ المعانى والقيم والمثل مقابل خسارته "الظاهرية" فى الحياة..

فعند إبادة لوركا طمس القتلة ذواتهم ونصبوا الشاعر مظفرا بالمعنى القيمى الفلسفي، فلكأن الشاعر يجسد مفهوم النظر الى قدام أو تلبّس نظرية طيّ المسافات عند المتصوفة الكبار.
لكن أين ذلك مشروع من مجلة "شعريات" ونظرية الخسارة التى قدحها فى ذهننا لوركا ومهدى التمامي؟
وما هى بعض منابت مجلة شعريات كما يبدو فى نصوصها ومحتوياتها؟

الاتكاء على مجلة "شعر البيروتية"
بالإضافة الى جمع "شعر" على "شعريات" يبدو أن المشروع الجديد لمجلة شعريات يحاول الاتكاء على تجربة هامة فى تاريخ الشعر العربى المعاصر فهؤلاء "الفتية"، والشباب "المتقدين "شعرا" يحاولون الاستفادة من تجربة شعراء قصيدة النثر وشعراء الحداثة والاقتداء بمجلة "شعر" البيروتية التى تمخضت عن "صالون الخميس" الذى كان يعقده أدونيس وانسى الحاج ويوسف الخال وشوقى أبو شقرا وفؤاد رفقا "شاعر وأستاذ فلسفة" وغيرهم.. وصدر أول عدد لمجلة شعر فى جانفي/كانون الثانى 1957 فى بيروت برئاسة يوسف الخال وتوقفت فى خريف 1964 ثم عادت مجددا سنة 1967 وتوقفت عن الصدور نهائيا فى خريف 1969.

ومن حق جماعة "شعريات" أن يستلهموا بعض الأفكار والرؤى من مجلة "شعر" بإحيائها مجددا أو بتشريحها مثلما يبدو ذلك من خلال تخصيص حوار مطول مع أدونيس "على أحمد سعيد أسبر" فى العدد التأسيسى للمجلة وبتخصيص حيز هام من العدد الثانى الذى بين أيدينا "خريف 2007" للشاعر أنسى الحاج بعنوان "تعرى النص وحجاب اللغة: الجنس والحداثة فى خواتم أنسى الحاج" كتبه الدكتور ناظم عودة المقيم حاليا فى السويد وقد أقر فيه منذ البداية بأن ديوان "خواتم" قصائد نثرية خالصة معهم بتقنيات الحداثة وبرؤية حداثية للشعر وللغة.
وتتدعم فكرة تأسيس رؤية حداثوية فى مجلة "شعريات" بسعى آخر هو التركيز على نصوص شعرية متينة وعميقة ذات طرح مغاير مثل نشر قصيد حلم تموز نص رافدينى لشاعر مجهول "من الأساطير السومرية"، فى العدد الأول..

متابعة لراهن الشعر والحياة
تصب كل هذه المحاور والملفات الواردة فى مجلة شعريات فى بوتفة واحدة هى قراءة راهن الشعر العربى المعاصر ومحاولة تتبع مساراته وتوجهاته.
كما تحاول المجلة فى الآن ذاته أن ترصد أبرز الأحداث التى يشهدها العالم العربى لاسيما الشرق العربى نظرا لتزايد حجم الكوارث والدمار فيه فالشاعر عليه دائما أن يستبطن عظام الأمور "الهوية، الوطن، الثقافة، الحروب، الانتهاكات، الكوارث.." مثلما يستبطن التفاصيل الدقيقة للحياة "ابتسامة الطفولة، حفيف الأوراق، وغير ذلك..".
وتكمن مهمة القصيدة فى صياغة المرئى واللامرئى وتحويل الراهن واليومى الى عالم الكتابة وتكمن قدرة الشاعر فى تطويع ذلك ليتشكل فى لغة شعرية عذبة مستساغة.
واشتمل العدد الجديد لمجلة "شعريات" على 10 صفحات خصصت لحوار مع الشاعر العراقى المهاجر عدنان الصائغ ومختارات من نصوصه، تحدث فيه الشاعر عن تجربته فى الغربة، مؤكدا على أن "ديمومة الشعر كديمومة الحياة نفسها" وعلى أن "تاريخ الشعر العربى يقطر دما واغترابا"..

كما خصص ملف كامل للشعر الكردى فى العدد الثانى "17 صفحة كاملة" يتضمن منتخبات لشعراء مثل د. بدرخان السندى ومؤيد طيب وكرمانج هكاري.. كما أفردت مجلة "شعريات" ملفات هامة نذكر منها على الخصوص: اللحظة الشعرية الراهنة فى مصر وملفا حول الشاعر بول سيلان..

وتدل هذه الخيارات الشعرية على سعى جماعة "شعريات" إلى تتبع ما يجرى على الساحة العربية وذلك ما يعوز أغلب المجلات الصادرة اليوم.. غير أن النصوص فى المجلة لا تنقل الأحداث بشكل مباشر وفجّ بل توردها كما يراها الشعراء أى أن الأحداث منظور إليها بعين المتبصر والمتعمق..

وفيما تضمن باب فصوص فى العدد الأول من مجلة شعريات 8 قصائد فإن العدد الثانى اشتمل على 14 قصيدة أى أن المساحة المخصصة للنصوص والتجارب الشعرية الجديدة تضاعفت تقريبا وهى مختارات غير مكررة أى أنها لأسماء أخرى مختلفة عما جاء فى العدد الأول، ولم تهمل المجلة جانب الدراسات إذ كتب الدكتور محمد اسليم دراسة بعنوان "فى صلة الشعر بالسحر فى الإسلام" وكتبت فاطمة المسدى دراسة حول "الصورة الشعرية بين الذاكرة والمخيال" ونظر وليد الزريبى فيما يكمن "بين الشعرى والسياسي" من وشائج وعلائق متداخلة.

وأجرت رحاب طاهر مقابلة طريفة مع الشاعرة والمترجمة والصحفية اللبنانية صباح زوين وخُتمت المجلة بنص تأبينى كتبه صلاح عجينة بعنوان "حامل الفانوس أو سركون بولص" الذى تحدث فيه عن مرارة الفقر وعن الموت فى الغربة.. وفق شعارات لمّاحة "العزلة فى معناها التطهرى أو الحب فى معناه الشاسع والموقف الوطنى مهما اشتدت الغيوم".. وهى تحية رائعة لشاعر عربى بذل حياته كلها للشعر والترجمة والسعى إلى فهم الآخر والتواصل معه لا إقصاؤه..

الشاعر فى المغرب العربي!
ويمكن أن يعاب على هذه المجلة الجديدة تغييبها قيمة القصائد المنجزة فى المغرب العربى اليوم.. فالجسد فى أرض المغرب والفكر فى المشرق.

ليس ذلك من باب التقسيم والتفرقة عندما يشار الى المسألة الشائكة التى تتناول انشداد الشاعر فى المغرب العربى الى تجارب المشارقة ليثبت مكانته وجدواه ضمن الخطاطة الشعرية العربية المعاصرة على أن ذلك راجع الى اعتبارات عدة تعود فى مجملها الى قضايا انحسار عدد المطبوعات والمنشورات الشعرية فى المغرب العربى مقابل كثافتها فى المشرق العربى والى مسائل أخرى مثل التقاليد الثقافية وقضايا الذائقة الشعرية واهتمامات القراء..

من سينقل التجربة الشعرية الآخذة فى التشكل إلى العالم عامة وإلى الشرق خاصة والحال أن الإقدام فى مكان والذهن فى مكان آخر، فمجلة شعريات تلفت عبر اختياراتها ونصوصها الى تجارب وجدت كل الرعاية والاهتمام فى النشريات العربية وحتى فى المنشورات المطبوعة أو الصادرة فى المهجر..؟
لماذا تتكثف التجارب والأسماء الشعرية المشرقية بينما يكاد لا يعرف المغاربة عن شعرهم وشعرائهم إلا القليل؟
لماذا لا ترتوى الذائقة الشعرية إلا عندما يكتب سعدى يوسف تجربة "الأخضر بن يوسف" بعد إقامته فى الجزائر؟
لماذا يمثل اسم شعرى واحد قطرا مغاربيا واحدا؟
ولماذا يرحل بختى بن عودة الى العالم الآخر والعبرات تخنقه؟
لماذا تظلل كتابات محمد بنيس الشعرية عن أسماء أخرى؟
إذا لم يفك النشر الالكترونى بعض هذه الشفرات فما هو الحل إذن ؟
وعلى أية حال شكرا لمجلة "شعريات" فلقد حركت عدة أسئلة شعرية مجددا؟
وفى مقابل ذلك متى نرد الجميل الشعرى " للمشارقة؟
أليس الشعر دائما نفيا للخسارة؟
ألا تكفى الأسئلة لكى يخسر الشعراء هزائمهم وسلاسلهم؟
ألم تثبت لنا ذلك مجلة " شعريات" عبر عددها التأسيسى والعدد الثانى لخريف 2007؟


شعريات في عددها الجديد

صدر العدد الثاني خريف 2007 وهي مجلة فصلية تعنى بالشعر، وتتصدرها عناوين رئيسية على الغلاف: الجنس والحداثة في خواتم أنسي الحاج، الأكراد والشعر مع منتخبات من الشعر الكردي، قصائد للشاعر بول سيلان، عدنان الصائغ لشعريات: تاريخ الشهر العربي يقطر دما واغترابا.

في باب شرفة يكتب رئيس التحرير مهدي التمامي : الشاعر مع الخاسر ومما جاء في مقاله:
( فاستعلاء غالبية المثقفين عن الحياة العملية مثلا، وتحولهم إلى نرجسيين من دون قضايا جادة، يشيدون بتفننهم في البراعات اللغوية، والعيش على تخوم الطوباوية، جعلهم يفقدون أهم أدوارهم المتمثلة في كونهم العمود الفقري، والعمق الحقيقي للناس لقدرتهم على المواجهة وخوض معركة الإصلاح والتنمية، مما خلق فصاما حادا بينهم وبين السلطة)
في باب فصوص نقرأ: موتى يَجرُّون السماء للشاعر الأردني موسى حوامدة- تجاعيد للشاعر اليمني أحمد السلامي- إِعرابات للشاعر السوري شادي حلاق- بين موتٍ وآخر ..؟! للشاعرة اليمنية سوسن العريقي- هل كان شبحاً ؟!للشاعر الليبي عبدالباسط أبوبكر محمد- المرآة للشاعر السوري عبد الوهاب العزاوي- فواق للشاعر الليبي سالم العوكلي-ملعقة خشبية للشاعرة المصرية فاطمة ناعوت- بساطها في الكلام مأواي للشاعر الليبي محمد زيدان- فنجان قهوة على الجدار للشاعر السوداني نصار الحاج- نون الحرث للشاعر المغربي نور الدين بازين- سيرة يوم غائم للشاعر العراقي المقيم ببريطانيا وديع العبيدي-حديقة المهملات للشاعر المغربي عدنان ياسين- موسيقى المحرقة للشاعر السعودي حامد بن عقيل.
في باب تحليق وهو المخصص للحوار مع أحد الشعراء ذوي التجربة فقد كان اللقاء مع الشاعر العراقي عدنان الصائغ ييتخلله صورا للصائغ وعناوين جانبية منها: ديمومة الشعر كديمومة الحياة نفسها-قلتُ له سلّم على منفاك فأجابني لا تنس أن تسلّم لي على منفاك أييضا-كم من تقرير سري وصل للأكاديمية السويدية من كتاب عرب ضد أسماء عربية والحوار من أجراء الشاعر الليبي صابر الفيتوري.

في باب مدارسات نقرأ في صلة الشعر بالسحر فير الإسلام للدكتور محمد أسليم- الصورة الشعرية بين الذاكرة والمخيال للأستاذة الشاعرة العمانية فاطمة الشيدي-تعري النص وحجاب اللغة: الجنس والحداثة وهو دراسة لخواتم أنسي الحاج للدكتور ناظم عودة.
في باب برزخ نقرأ تحقيقا مطولا مع منتخبات من الشعر الكردي من إعداد الشاعر العراقية منال الشيخ وفيه نقرأ العناوين: شعراء كردستان لم تمنعهم الحدود من أسطرة أحلامهم المشتركة-الشاعر والمتلقي الكردي على حد السواء هما من أكثر من يبحثون عن آداب الشعوب الأخرى- كثرة اللهجات الكردية أثر على الشعراء الأكراد.

وفي هذا التحقيق يتحدث شعراء وشواعر كرد عن أحلامهم وخيباتهم وأخيرا نقرأ منتخبات مترجمة من الكردية لشعراء أمثال:بدرخان السندي-نارين عمر-كفاح محمود كريم- مؤيد طيب-كرمانج هكاري والترجمة من إعداد بدل روفو المزوري أما الشعراء الذين أسهموا في التحقيق منهم:فينوي فائق-نارين عمركفاح محود كريم-أوركيش إبراهيم.

في باب أسئلة الشعر نقرأ: بين الشعري والسياسي وقد أعد الملف الشاعر التونسي وليد الزريبي وممن أسهموا في إبادء وجهات نظر: الكيلاني عون: شاعر ليبي- زيد الشهيد:ناقد عراقي- عبد الباسط أبو بكر: شاعر ليبي- زياد مغامس: فلسطين- كمال الشلبي: شاعر ليبي- سميح القاسم : شاعر فلسطيني -صالح الحربي:شاعر سعودي-عائشة البصري شاعرة مغربية-نوال جبالي:شاعرة جزائرية -علي الشلاه: شاعر عراقي.

في آنية زهر نقرأ قصائد للشاعر الفرنسي بول سيلان من ترجمة وتوطئة للدكتور بنعيسى بوحمالة.
في باب إشراقة نقرأ حوار مكثفا مع الشاعرة اللبنانية صباح زوين أجرته معها الكاتبة رحاب ضاهر والحوار يتصدره عنوان: كتبي محاولات متتالية لفهم الكتابة.
في باب أثر نقرأ متابعات عن احتفالية شعريات الأولى والتي أقيمت بتونس كما نقرأ شعريات تحظى باهتمام صحفي استثنائي-وحوصلة من الأخبار والاصدارات.
في جهات يكتب صلاح عجينـة مدير التحرير : حامل الفانوس أو سركون بولص.

,تشرين الثاني 05, 2007

أقرأ أيضاً: