جريدة البحرين والقصة

محمود يوسف رائد القصة القصيرة في البحرين

عندما توقفت مجلة (الكويت) ظل مجتمع الخليج العربي دون صحافة إلى أن طرقت الحرب العالمية الثانية الأبواب حيث صدرت حياها جريدة ) البحرين ( في شهر مارس 1939 . وقد أصدرها أحد رواد النهضة الأدبية في البحرين وهو ) عبد الله الزائد ( بتشجيع من بريطانيا التي كانت تريد أن تكسب الرأي العام في منطقة الخليج وتمتص ميول الغالبية العامة من الناس التي كانت تحمل لها سخطاً دفيناً، وفي فترة وجدت بريطانيا ضرورة تشجيع هذه الجريدة والوقوف من ورائها، وقد أتاح لها ذلك أنها كانت في هذه الفترة تنفذ سياستها الاستعمارية التي تقوم على التدخل المباشر في كل شأن من شؤون البلاد، وصدور جريدة تحت ظل مثل هذه السياسة لابد

عالمية الثانية الأبواب حيث صدرت حينها جريدة ) البحرين ( في شهر مارس 1939 . وقد أصدرها أحد رواد النهضة الأدبية في البحرين وهو ) عبد الله الزائد ( بتشجيع من بريطانيا التي كانت تريد أن تكسب الرأي العام في منطقة الخليج وتمتص ميول الغالبية العامة من الناس التي كانت تحمل لها سخطاً دفيناً، وفي فترة وجدت بريطانيا ضرورة تشجيع هذه الجريدة والوقوف من ورائها، وقد أتاح لها ذلك أنها كانت في هذه الفترة تنفذ سياستها الاستعمارية التي تقوم على التدخل المباشر في كل شأن من شؤون البلاد، وصدور جريدة تحت ظل مثل هذه السياسة لابد

عالمية الثانية الأبواب حيث صدرت حينها جريدة ) البحرين ( في شهر مارس 1939 . وقد أصدرها أحد رواد النهضة الأدبية في البحرين وهو ) عبد الله الزائد ( بتشجيع من بريطانيا التي كانت تريد أن تكسب الرأي العام في منطقة الخليج وتمتص ميول الغالبية العامة من الناس التي كانت تحمل لها سخطاً دفيناً، وفي فترة وجدت بريطانيا ضرورة تشجيع هذه الجريدة والوقوف من ورائها، وقد أتاح لها ذلك أنها كانت في هذه الفترة تنفذ سياستها الاستعمارية التي تقوم على التدخل المباشر في كل شأن من شؤون البلاد، وصدور جريدة تحت ظل مثل هذه السياسة لابد

عالمية الثانية الأبواب حيث صدرت حينها جريدة ) البحرين ( في شهر مارس 1939 . وقد أصدرها أحد رواد النهضة الأدبية في البحرين وهو ) عبد الله الزائد ( بتشجيع من بريطانيا التي كانت تريد أن تكسب الرأي العام في منطقة الخليج وتمتص ميول الغالبية العامة من الناس التي كانت تحمل لها سخطاً دفيناً، وفي فترة وجدت بريطانيا ضرورة تشجيع هذه الجريدة والوقوف من ورائها، وقد أتاح لها ذلك أنها كانت في هذه الفترة تنفذ سياستها الاستعمارية التي تقوم على التدخل المباشر في كل شأن من شؤون البلاد، وصدور جريدة تحت ظل مثل هذه السياسة

لابد

عالمية الثانية الأبواب حيث صدرت حينها جريدة ) البحرين ( في شهر مارس 1939 . وقد أصدرها أحد رواد النهضة الأدبية في البحرين وهو ) عبد الله الزائد ( بتشجيع من بريطانيا التي كانت تريد أن تكسب الرأي العام في منطقة الخليج وتمتص ميول الغالبية العامة من الناس التي كانت تحمل لها سخطاً دفيناً، وفي فترة وجدت بريطانيا ضرورة تشجيع هذه الجريدة والوقوف من ورائها، وقد أتاح لها ذلك أنها كانت في هذه الفترة تنفذ سياستها الاستعمارية التي تقوم على التدخل المباشر في كل شأن من شؤون البلاد، وصدور جريدة تحت ظل مثل هذه السياسة

لابد

عالمية الثانية الأبواب حيث صدرت حينها جريدة ) البحرين ( في شهر مارس 1939 . وقد أصدرها أحد رواد النهضة الأدبية في البحرين وهو ) عبد الله الزائد ( بتشجيع من بريطانيا التي كانت تريد أن تكسب الرأي العام في منطقة الخليج وتمتص ميول الغالبية العامة من الناس التي كانت تحمل لها سخطاً دفيناً، وفي فترة وجدت بريطانيا ضرورة تشجيع هذه الجريدة والوقوف من ورائها، وقد أتاح لها ذلك أنها كانت في هذه الفترة تنفذ سياستها الاستعمارية التي تقوم على التدخل المباشر في كل شأن من شؤون البلاد، وصدور جريدة تحت ظل مثل هذه السياسة

لابد عالمية الثانية الأبواب حيث صدرت حينها جريدة ) البحرين ( في شهر مارس 1939 . وقد أصدرها أحد رواد النهضة الأدبية في البحرين وهو ) عبد الله الزائد ( بتشجيع من بريطانيا التي كانت تريد أن تكسب الرأي العام في منطقة الخليج وتمتص ميول الغالبية العامة من الناس التي كانت تحمل لها سخطاً دفيناً، وفي فترة وجدت بريطانيا ضرورة تشجيع هذه الجريدة والوقوف من ورائها، وقد أتاح لها ذلك أنها كانت في هذه الفترة تنفذ سياستها الاستعمارية التي تقوم على التدخل المباشر في كل شأن من شؤون البلاد، وصدور جريدة تحت ظل مثل هذه السياسة لابد عالمية الثانية الأبواب حيث صدرت حينها جريدة ) البحرين ( في شهر مارس 1939 . وقد أصدرها أحد رواد النهضة الأدبية في البحرين وهو ) عبد الله الزائد ( بتشجيع من بريطانيا التي كانت تريد أن تكسب الرأي العام في منطقة الخليج وتمتص ميول الغالبية العامة من الناس التي كانت تحمل لها سخطاً دفيناً، وفي فترة وجدت بريطانيا ضرورة تشجيع هذه الجريدة والوقوف من ورائها، وقد أتاح لها ذلك أنها كانت في هذه الفترة تنفذ سياستها الاستعمارية التي تقوم على التدخل المباشر في كل شأن من شؤون البلاد، وصدور جريدة تحت ظل مثل هذه السياسة لابد عالمية الثانية الأبواب حيث صدرت حينها جريدة ) البحرين ( في شهر مارس 1939 . وقد أصدرها أحد رواد النهضة الأدبية في البحرين وهو ) عبدالله الزائد ( بتشجيع من بريطانيا التي كانت تريد أن تكسب الرأي العام في منطقة الخليج وتمتص ميول الغالبية العامة من الناس التي كانت تحمل لها سخطاً دفيناً، وفي فترة وجدت بريطانيا ضرورة تشجيع هذه الجريدة والوقوف من ورائها، وقد أتاح لها ذلك أنها كانت في هذه الفترة تنفذ سياستها الاستعمارية التي تقوم على التدخل المباشر في كل شأن من شؤون البلاد، وصدور جريدة تحت ظل مثل هذه السياسة لابد

بمثل هذا الطموح الثقافي الجديد ظهرت مجلة ) البعثة ( فكانت جديرة بأن تكون بداية لحركة صحافية نشيطة في الكويت، ظلت تتسع وتزدهر مع تتابع السنين وتجدد الحاجات الاجتماعية والفكرية في البلاد، ولقد ساعد على بروز الصحافة وامتداد أثرها - وبصورة خاصة في الكويت - أن البلاد كانت تواجه نتائج المرحلة الاقتصادية الجديدة بعد اكتشاف النفط وإنتاجه، حيث بدا المردود الاقتصادي يدفع بالمؤشرات الاجتماعية والسياسية ويعكس آثاره في إنعاش البلاد، فرأينا من أبرز الاهتمامات خلال العقد الرابع والخامس من هذا القرن استقدام عدد من المطابع في البلاد . وهي المطابع التي يمكن أن تتحرك آلاتها لإخراج الصحف لا لإصدار المنشورات الرسمية الخاصة بالحاكم أو بالإنجليز.

وكان من الطبيعي إزاء وجود المطبعة أن يزداد الاهتمام بإصدار الصحف وقد وجدنا مجلة ) كاظمة ( (28)، أول مجلة تخرجها المطبعة في الكويت بعد أن أحضرت إلى البلاد ) مطبعة المعارف ( (29)، وبعد ذلك بسنوات تعددت المطابع في الكويت والبحرين، وأصبحت معظم الصحف تصدر عنها، بل إننا نجد حكومة الكويت نفسها تبادر إلى إنشاء )مطبعة حكومة الكويت( عام 1956.
وهكذا فقد أتاحت المرحلة الاقتصادية الحديثة، وتوقيت ظهور نتائجها في فترة تبلورت فيها ملامح ناضجة، ومتحررة من تركات العهود الماضية للجيل الجديد الذي وضع كل إمكانياته من أجل نهضة البلاد، أتاح ذلك للصحافة أن تنطلق ضمن واقع تاريخي متطور، حافل بالمظاهر المستجدة التي كان يتفجر بها المجتمع يوماً بعد يوم، ويكفي أننا حين نلقي نظرة سريعة على هذه الصحف التي صدرت في الأربعينات والخمسينات فسنجد أنها لم تكن تصدر لأغراض تتصل بالربح التجاري أو نحوه، بل كانت تخرج معبرة عن حاجة المجتمع في الفكر والثقافة . أي أنها عاشت الصراع الحقيقي مع جميع الرواسب ومخلفات الماضي، وعاصرت الصدام المباشر مع ما يخطه الاستعمار والسلطة السياسية من آثار العزلة والجمود ... لذلك أرادت أن تستخرج مجتمعاً جديداً متحرراً ومتطوراً.

ولقد سيطر على الصحف خلال هذه الفترة نزعتان واضحتان :
الأولى : نزعة اجتماعية تربوية.

الثانية : نـزعـة وطـنـيـة قـومـيـة.

وتمثل النزعة الأولى عدد من الصحف الكويتية المبكرة التي شغلتها حاجة البلاد إلى تطور التعليم وإصلاح مرافق المجتمع والدعوة إلى انفتاحه وتطويره واكتسابه لجميع مظاهر الحضارة والثقافة الجديدة، ومن هذه الصحف مجلة ) البعثة ( ومجلة ) كاظمة ( ومجلة (الكويت) التي أصدرها يعقوب عبد العزيز الرشيد في نوفمبر 1950 إحياءاً لذكرى مجلة (الكويت) الأولى التي أصدرها والده، ومجلة الرائد التي أصدرتها جمعية المعلمين الكويتية سنة 1952 بإشراف أحمد العدواني وفهد الدويري وحمد الرجيب.
وفي البحرين صدرت أوائل الخمسينات جريدة ) الخميلة ( أشرف على تحريرها كاتب عراقي ) كارنيك جورج ( وجريدة الميزان التي أصدرها عبدالله الوزان . وقد اهتمت الأولى بالجانب الثقافي الاجتماعي، وتصف الجريدة اهتمامها بعبارة ) جريدة أدبية فنية جامعة تصدر كل أسبوع ( فهي تحاول أن تكون متخصصة ولكن ما نشرته كان يجمع اهتمامات شتى، أما الجريدة الثانية فقد طغى عليها الجانب الاجتماعي ومتابعة الأحداث السياسية العربية (30) التي كانت تتلاحق في هذه الفترة.

أما النزعة الوطنية والقومية فقد عبرت عنها الصحافة في الخمسينات تعبيراً قوياً بازغاً في كل من البحرين والكويت، والذي جعلها تصدر عن هذه النزعة، تطور الحركة الوطنية (وبخاصة في البحرين) وانتشار الوعي القومي (وبخاصة في الكويت )، الذي فجرته الثورة العربية في مصر، ففي الوقت الذي كان فيه مجتمع الخليج العربي يرسف بالأغلال ويعاني من السيطرة الاستعمارية وتخلف النظام السياسي كانت الثورة العربية تحقق انتصاراتها بالتخلص من الوصاية الاستعمارية ونظام الحكم المطلق، وهو ما كان يدفع القوى الاجتماعية في الخليج العربي إلى التطلع نحو القومية العربية والتخلص من أسباب المعاناة السياسية والاجتماعية.

ونجد الصحف خلال هذه الفترة تصدر عن مؤسسات وتجمعات وطنية فالنادي الثقافي القومي بالكويت يصدر مجلة ) الإيمان ( سنة 1953 ويشرف عليها مجموعة من الكتاب الذين عرفوا بتمسكهم بفكرة القومية العربية (أحمد الشفاف، وأحمد الخطيب، وعبدالرزاق البصير، وعبدالله حسين .. وغيرهم) ونادي ) الخريجين ( يصدر مجلة ) الفجر ( عام 1955 ويشرف عليها خالد الخرافي، وعبدالوهاب محمد، ومرزوق خالد الغنيم، وقد دفعها الهاجس الوطني والقومي إلى مهاجمة المعاهدة بين بريطانيا والكويت بحدة وفي عناوين بارزة (31)، والمطالبة بالوحدة والتوعية بفكرة القومية العربية، ثم نجد صحيفة ثالثة تعبر عن هذا الامتداد القومي العربي وهي مجلة ) الشعب ( التي أصدرها خالد خلف سنة 1957.

أما التيار الوطني في البحرين فنجده يتمثل في صحيفتين تعبران عن التيار الثقافي الجديد الذي لا تختلف مظاهره عن مظاهر الثقافة الحديثة في الوطن العربي والصحيفة الأولى هي ) صوت البحرين ( وهي مجلة شهرية صدرت عام 1949 وتولى الإشراف عليها إبراهيم حسن كمال ومجموعة من الكتاب الذين عرفوا بارتباطهم الشديد بالحركة الوطنية في تلك الفترة ومنهم حسن جواد الجشي، وعبدالعزيز الشملان، وعبدالرحمن الباكر، أمـا الثانيـة فـهـي جريــدة ) القافلة ( - الأسبوعية - التي أصدرها علي سيار ومحمود المردي في نوفمبر 1952. وكانت تتعرض لرقابة شديدة من قبل المعتمد البريطاني حتى أنها أوقفت فترة ثم عاودت الصدور تحت اسم جديد وهو ) الوطن ( عام 1955. وتتميز مجلة صوت البحرين عن غيرها من الصحف )بإعطاء مزيد من الاهتمام للقضايا الاجتماعية، فهي تشن حملة على نظام الرق، وتطالب كلا من السعودية وقطر بإلغائه لأنه يتنافى مع المبادئ الإسلامية، ثم انتقلت إلى مهاجمة شركات النفط وبينت استغلالها لليد العاملة العربية حتى أثارت ذعر أصحاب شركة أرامكو. وفي كل ذلك ما يؤكد أن ) صوت البحرين ( خرجت عن النطاق المحلي إلى التعبير عن هموم منطقة الخليج العربي بصفة عامة((32)، وقد استهدفت من كل ذلك أن تسفر عن الباطن السيء الذي طبعته السلطة السياسية والاستعمارية في المنطقة، وذلك - بدون شك - هدف أساسي من أهداف الحركة الوطنية في هذه الفترة . وكذلك الأمر مع جريدة القافلة التي حرصت على أن تكون لسان حال هيئة الاتحاد الوطني عندما كوَّنها الوطنيون في البلاد.
ولاشك أن مثل هذا التيار الوطني القومي هو الذي غذى الثقافة الحديثة لدى أبناء الجيل الجديد في الخليج العربي بطابع يختلف تماماً عن الفترات السابقة إذ أنه توغل بهذا الجيل إلى حقيقة المعاناة الاجتماعية وكشف له الكثير من أبعادها فأصبحنا بذلك أمام وعي حميم الصلة بالمجتمع دفع إلى معالجة مشاكله بشتى الطرق الممكنة، وقد كانت القصة القصيرة هي الفن الذي استوعب صياغة هذا الارتباط بالمجتمع لذلك نمت التجارب فيها ورأينا ملامح أولية للقصة الواقعية . فالاهتمامات الاجتماعية والتربوية والوطنية والقومية التي وجهت الصحافة خلال هذه الفترة تنعكس بصورة واضحة على جميع أشكال الثقافة والأدب في الخليج العربي، ولم تكن القصة القصيرة بعيدة عن ذلك فقد نشأت مع تلك الاهتمامات القصة التعليمية، والقصة الاجتماعية، والقصة الرومانسية.

وأبرز ما تتميز به الصحافة الوطنية في هذه الفترة هو الاتجاه الانتقادي الحاد، الذي يلجأ إلى استخدام الأسلوب اللاذع في نقد الأوضاع الاجتماعية والإدارية والسياسية، الأمر الذي خلق جواً مناسباً لظهور ) المقال الإصلاحي ( وما كان يشيع فيه من تجسيم لمشاكل المجتمع بصورة يكاد يقترب فيها من أسلوب القصة، وهو ينتشر في صحف الكويت - البعثة - الإيمان - الفجر - الشعب، كما يكون أكثر سيطرة على كتاب المقال في صحف البحرين، صوت البحرين - جريدة القافلة - جريدة الوطن - وذلك لأنها كانت تعبر عن أهداف الحركة الوطنية التي جاءت حرباً على مظاهر الفساد في المجتمع، وكانت تحرص على تعرية الوجوه الفاسدة - وجه السلطة - والاستعمار - والشركات الاحتكارية . ويأتي المقال الإصلاحي بأسلوبه النقدي ليطرح ذلك بصورة مباشرة، فينتقد التناقضات الطبقية، واستغلال الفئات الفقيرة وحرمانها، ويتذرع كثير من الكتاب بأسلوب قريب من القصة، فيسبغون على مقالاتهم روحاً شائقة مثيرة وقريبة من الواقع . وكان اهتمامهم بتجسيد أمراض المجتمع يدفعهم إلى وضع الفكرة مدعمة بحادثة حدثت في الواقع المحلي، فحين تنتقد جريدة ) القافلة ( في العدد السادس من السنة الأولى شركة بابكو التي لا توفر أجهزة السلامة الكافية للعمال تعرض للقراء قصة بعض العمال الذين تعرضوا لأحداث قطعت فيها أعضاؤهم الجسدية وتعرضوا للتشويه بسبب عدم وجود أساليب السلامة.
لقد ساهم هذا الطابع الانتقادي في الصحف في انتشار المقال الإصلاحي الذي عني بالوصف والتجسيم لعيوب المجتمع، وقد لجأ جميع الكتاب فيها إلى التوقيع المستعار الذي يشي بالدلالة أو بالروح العامة للمقال . فتنشر مجلة البعثة الكويتية (مع المعتوهين) (33) بتوقيع )مهذار( و(صور من الأخلاق)(34) بتوقيع (مقنع) وتنشر (صوت البحرين) ) وخزات ( بتوقيع ) ساخط ( كما تنشر جريدة القافلة مقالات (دموع وابتسامات) (35)، بتوقيع عابر سبيل، وتنشر أيضاً (جولة الأسبوع) بتوقيع (متجول). وتشير هذه التوقيعات المجهولة فضلاً عما تعبر عنه من دلالة إلى أثر الرقابة على الصحف وما كان يدفع إليه من تحفظ ومواراة.

وتتميز (جولة الأسبوع) بأسلوب الوصف والاصطياد لعيوب المجتمع الذي لا يخلو من الحس القصصي، بل إنه يحمل تأثراً بحديث عيسى بن هشام للمويلحي .. فالمتجول في هذه المقالات ينزل إلى المجتمع ويخالط نماذجه البشرية أو يواجه عيوبه وأمراضه الواضحة .. فهو في الحلقة الأولى في العدد (2) من جريدة القافلة 21 نوفمبر 1952 .. ينتقد تجمّع الشباب والموظفين في المقاهي دون طائل، ويلتقي بشاب يعرفه ويحكي قصته عندما أحب فتاة رفض والدها أن يزوجها إياه، وزوجها لرجل طاعن في السن .. وهو الآن يلتقي بحبيبته سراً ويمارس معها ما يشاء، ويترك هذا الشاب ليذهب إلى المسجد وينتقد خطيب الجمعة الذي يقرأ في ورقة لخطبة من السنة الماضية ويدعو لجيوش المسلمين بالنصر في الوقت الذي لا توجد فيه حرب، مهملاً ما في الوقت الحاضر من تدهور أخلاقي . ويستمر قلم ) المتجول ( في تجسيم مثل هذه الأمراض الاجتماعية في الأعداد التالية من جريدة القافلة، وفيها ينتقد أسلوب الرعاية الصحية في مستشفى الحكومة وسلوك الممرضات (القافلة (5) ديسمبر 1952)، وينزل في العاصمة فيلفت النظر لوجود المتسولين الذين يملأون الشوارع وينادي بضرورة إيوائهم (القافلة (19) ديسمبر 1952) ويذهب لحضور حفلة زواج فينتقد ما يعتمد عليه الآباء من مظاهر البذخ والمطالبة بالمهور العالية (القافلة (17) يناير 1953).

وتغذي مثل هذه المقالات الإصلاحية بديباجتها الوصفية مناخ البدايات الأولى في القصة القصيرة، فقد كانت تلفت الانتباه إلى ما يخلفه الأسلوب القصصي من وسائل الإقناع والاقتراب من الواقع، وقد احتاجت الأقلام الناقدة في هذه الفترة لتحقيق تلك الوسائل إلى الابتعاد عن أسلوب المقال الذي لا يجسم الأحداث القريبة من الواقع على نحو يثير التعايش والتقارب .