القسم الأول . الفصل الخامس 1

الصورة الرومانسية لقلق المرأة

محمود يوسف
أحمد كمال
علي سيار

تقف القصة الرومانسية القصيرة في الخليج العربي مع أكثر مظاهر القلق والخوف في حياة المرأة، حين تتعرض نفسيتها لاضطهاد الزوج، وتغير عواطفه فتكون تحت وطأة نفسية شديدة التألم، تريد منها أن تنتهي إلى المحافظة على الزوج، بينما تريد قوانين الرجل أن تحقق له وضعاً أفضل وأكثر سيطرة واخضاعاً للمرأة .
وحينئذ لابد أن تتجسد صورة المرأة من خلال معالم القلق النفسي، والحيرة الشديدة، والخوف من المجهول، حيث تكون على شفا هوة عميقة تقودها إلى الضياع والسقوط، وهي الطلاق .

إن الطلاق في المجتمع التقليدي ليس مجرد انفصال بين الزوج والزوجة، بل هو انتهاء، وسبة كبيرة، حيث تكون أكثر إثارة للنفور والاشمئزاز عندما يطلق عليها هذا المجتمع صفة ( المطلقة ) بكل ما تجره عليها هذه الصفة من تساؤلات وشائعات تزري بها وتقصف بحياتها، من أجل ذلك فإن قوانين الزواج في مجتمع تقليدي يمنح السيطرة والتفوق للرجل وحده - يجعل المرأة دون شك ( في وضع يفرض عليها الاحتفاظ بزوجها بأي شكل ومهما كان، حتى وإن كان سكيراً، عربيداً وزير نساء، وله وجه قرد، ويضربها كل يوم بالسوط، إنها تحاول الاحتفاظ رغم كل هذا، وتخشى أن يتركـها، ويذهـب إلى امـرأة أخـرى) (14).

هذا الوضع يقود المرأة إلى المعاناة النفسية الشديدة، التي تضطرم بالعواطف الإنسانية، فيكون ذلك مجالاً خصباً وغنياً للقصة الرومانسية، كي تثير التعاطف

مع المرأة، فتعلى من مكانتها، وتعرض لصورة الشقاء والبؤس، في حياتها بوصفها أحد أفراد المجتمع الذين يكونون جميعهم ضحايا لتقاليده .

وتصور القصة الرومانسية القصيرة كيف أن المرأة في مجتمع الخليج العربي تتعرض للطلاق بين يوم وليلة . لأنها كما تقضي التقاليد والنظم في الأسرة لا تعلم من أمر زواجها شيئاً إلا في ليلة الزفاف . وإذا أرادت أن ترفض الرجل، فهي ترغم عليه من قبل الوالدين، ومن هنا لا بد أن تصطدم حياتها بكثير من مظاهر الألم والحرمان، لأنها لا تملك إلا أن ترضخ وتستسلم للواقع رغم مرارته وجوره .

وفي قصة ( حائرة ) لمحمود يوسف نجد صورة بالغة للحيرة الرومانسية التي تقع فيها المرأة ضحية أحزانها وشعورها بالوحدة والعزلة . فهي متعلمة ولكنها ترضخ لإرغام والدها على الزواج من ابن عمها بعد أن انتهى من دراسته في أوربا، ومنذ اليوم الأول من زواجها تكتشف أن الحياة معه غير محتملة . وذات يوم خرج لشراء بعض الأدوات للمنزل فلم يرجع إليها، وانتظرته دون فائدة، ثم تفاجأ بوصول رسالة منه يطلب فيها أن تختار لها زوجاً آخر، فتقع في حالة من الحيرة والحزن والبكاء والوحدة . ويصف لنا الكاتب جانباً من أجواء حالتها على لسان رجل يسكن بجوارها. وهي حيلة سردية تضفي مزيداً من الإشفاق والعطف والرحمة كما سنرى .. يقول :
(وفي ليلة من ليالي الشتاء الموحشة ذات البرد القارص، في حوالي الساعة بعد منتصف الليل ... استيقظت فجأة على اثر صوت ناعم رخيم تتفتت له القلوب حسرة، وتتطاير له الأكباد حناناً، فقمت على الفور بخطى ثقيلة موزونة وتقدمت إلى الحائط المجاورة، وأرهفت أذني علّني أسمع شيئاً، ولكنني لم أسمع غير الأنين والبكاء، فهالني الأمر وراعني وقلت : لعل طارئاً من طوارئ الظلام أو شبحاً من أشباح الليل، ألمّ بهذه الفتاة المسكينة ... فلم تر ما كانت تفتض عنه، فأخذت تستذرف الدموع، والدموع هي البلسم الناجع لغليل القلوب الملتهبة يسكبها أصحابها في ساعات وحدتهم وانفرادهم حين لا يجدون من هذه الحياة مواسياً ومعيناً) (15).

ويحمل لنا هذا الجزء من قصة (حائرة) سمات رومانسية ظاهرة يتغنى فيها الكاتب بأحزان المرأة، ووحدتها، وما تؤول إليه بسبب الرجل من حيرة وضياع، فقد شحذ الكاتب كل إمكانياته في صياغة الجمل التي تثير العواطف والمشاعر برنينها وامتداد صورها . وحرص أيضاً على أن يبرز من خلالها بعض الأجواء العاطفية فيلجأ إلى بعض عناصر الطبيعة في رسم هذه الأجواء . كالليل المظلم والشتاء القارص، وأشباح الليل الرهيبة ونحوها، مما يجعلنا أمام صورة من صور الأسى والحزن والرثاء . وقد جعل من كل ذلك صدى، لما تقع فيه المرأة من حيرة وحزن وبكاء بعد أن تنكر لها الزوج وذهب عنها دون رجعة .

إن الكاتب في هذه القصة يتوغل به الحس الرومانسي فلا يعتمد على الخيال والإنشاء والوصف والاستطراد الذي يحرك الشعور فحسب بل إنه يعتمد على لغة تعتد بالخيال والجمال ففي وصفه لجمال المرأة في بداية القصة، وكيف أنه مصدر إلهام الشعراء والفنانين ينزع إلى تجسيد قيمة الجمال في المرأة . وهو حين يبكيها ويثير الرثاء والإشفاق حولها، إنما يريد أن يبين كيف تتعرض قيم الجمال في الحياة والمجتمع إلى الإيذاء، والازدراء والانطواء على مظاهر تمسح عليها صفات ما خلقت لها . كما حدث لهذه الزوجة . فالكاتب في هذه القصة يجاري بكاء الرومانسيين على إهدار المجتمع لقيم الجمال والخير والفضيلة .

وإذا كان محمود يوسف قد بكى على ضياع الجمال وانطفائه . فإننا نجد أحمد كمال في قصة ( الصابرة ) (16) يرثى لضياع السعادة التي توفرها حياة الفطرة الخالية من الأنانية والبغضاء . فقد كانت البطلة تعيش مع زوجها حياة قانعة، راضية، ولكن عندما أثرى الزوج طمع في الأولاد وتنكر لزوجته، فشردها وتزوج أخرى .

ويكون مصدر القلق للمرأة في هذه القصة أكثر مأساوية من القصة السابقة فهي أولاً تفتقد كرامة العيش مع الزوج، لأنها كانت تحيا معه حياة تجعلها كما يصف الكاتب ( أمة مطيعة لزوجها قبل أن تكون زوجة له ) وهي بعد ذلك عقيم، فقد مضى على زواجها سنوات ولم تنجب ولداً .. فهي تعيش حرماناً مزدوجاً لا تملك أن تغير فيه شيئاً . فالمشكلة التي تعيشها أعمق وأبعد، إذ أن عقم المرأة في المجتمع التقليدي يجعلها عرضة لأن يقذف بها الرجل خارج البيت في أي وقت يشاء . لذا لا تكاد تشعر بوجود بوادر هذا العقم حتى تلجأ إلى كل الأساليب التي يمكن بها أن تحافظ على حياتها مع الزوج، مدفوعة بقلق، وخوف مما قد يحدث لها .

ومن هنا تجتمع في بطلة القصة صورة المرأة التي تتعرض إلى استغلال الزوج واستعباده لها . ثم صورتها وهي تعايش مشكلتها الفسيولوجية في عدم الإنجاب رغم أن الرجل لا يدرك أن أسباب العقم قد ترجع إليه هو، فتكون بذلك تحت وطأة شديدة من الحرمان والحيرة، كما تكون ضحية سهلة لمنطق الرجل في مجتمع تقليدي تدعم له معايير السلوك ضرورة أن يكون الولد وسيلة لذكر اسمه بعد الموت. كما تمنح له شرعية الجمع بين أكثر من زوجة واحدة.

وتسقط المرأة هنا ضحية لهذا المنطق ولا تنفع جميع محاولاتها في اكتساب الرجل رغم أنها خدمته ثماني سنوات، وعاشت معه في الفقر والذل حتى أصبحت له ثروة . وأبسط ما تقع فيه بعد كل ذلك هو أن أصبحت لها ضرة تستأثر بحب الزوج وعطفه . كما تستغل هي هذا الحب فتفرض سيطرتها على الزوجة الأولى ( ضحيتها ) فتذيقها العذاب وتحيلها إلى خادمة، ثم تطردها من البيت، بعد أن تضع لزوجها مولوداً ذكراً .

وكما يتشرد البطل الرومانسي دوماً فيكون وحيداً أعزل، يستقبله الليل، ووحشة الأيام، تكون المرأة هنا طريدة لأوضاعها المؤسية فلا تجد خلاصاً إلا في الانتحار والهروب النهائي، ولكن بعد أن تنتقم من زوجها الذي عرضها لكل ذلك . فقد اختفت طوال سنين، ثم مضت إلى بيت زوجها واستغفلت زوجته فخنقت الطفل الصغير حتى الموت وفرت هاربة حتى دخلت كوخاً قديماً وأشعلت في جسمها النار، بينما الرجل ينظر نحوها في هلع .

تنتهي هذه القصة بصورة مؤذية بالغة، يلجأ إليها الكاتب مفتوناً بعاطفته نحو هذه المرأة التي لم يكن أمامها طريق صحيح، وقيمة فاضلة يمكن أن تعتنقها وتنجو من مصيرها، وقد أفسح الكاتب للسمات الميلودرامية في حدث القصة أن تشكل نموذج هذه المرأة، وخاصة في تجسيد فكرة الانتقام التي لا تدل على جوانب مضيئة ومنطق مقبول بقدر ما تدل على جوانب الضياع والتشاؤم. فطبيعة هذا الانتقام لا تعالج منطق الرجل ولا تغير أحكام المجتمع التقليدي المتخلف .

على أن قلق المرأة وخوفها من المجهول في علاقتها مع الرجل يكون أكثر تمثلاً وإثارة في قصة ( أشباح الليل ) (17) لعلي سيار، فهو في هذه القصة يبتعد عن الافتتان بالأحداث الكبيرة . التي تتسع مع اتساع الزمن، ويبتعد عن الأسلوب التقريري الجاف بصورة أبرزت جوانب فنية دقيقة في شخصية المرأة في مجتمع الخليج العربي . فالبطلة نموذج للمرأة التي تخضع حياتها لنوازع الرجل وعواطفه وميوله، فلا يكون لها هم في معيشتها سوى أن تحقق الرضا للزوج حتى لا تفاجأ به وقد تركها إلى أخرى .

ومن هنا ينبع الخوف والقلق في حياتها، حتى أنها تندفع للمحافظة على الزوج إلى أساليب الشعوذة والجان، تعبيراً عن ذروة القلق الممزوج بذروة التعلق بالزوج في آن واحد، فهي تحلم في المنام أن زوجها قد هجرها حتى لجأت إلى الشيخ ( عبد القادر ) كي يسترد لها الزوج ببركاته وأعماله السحرية النافذة، ويقيم لها الأعمال مقابل ما يأخذه منها من الحلي الذي تقتنيه حتى لا يبقى لديها شيء . ولكنها تنتظر وتنتظر، دون فائدة فتزداد قلقاً وتفاجأ أخيراً بزوجها يرش عليها الماء ليزيل عنها رعب الكابوس وقلقه بينما تتمسك هي بعناقه والخوف من فقدانه .

إن لجوء الكاتب إلى صورة الحلم يشكل توغلاً رأسياً في وعي الشخصية القصصية وباطنها الداخلي، ذلك الباطن الذي يمثل بؤرة القلق والخوف في شخصيتها، لأنها تدرك ضعفها وخضوعها حتى أنها لا تستطيع أن تعثر على هوية محددة دون الانضواء إلى الرجل، الزوج والمعيل، والقائم على شئون البيت، خاصة أنها لا تتمتع بشيء من التعليم، وليس لديها القدرة على العمل، فالمجتمع يمنع أو يحرم عليها ذلك، لذا تتعلق بقوى غيبية في صد المخاوف التي تثور في نفسها .

ورغم أن القصة تنتهي على أن كل ما حدث للبطلة لم يكن سوى حلم من أحلامها في النوم فإن المواقف في القصة بما احتوته من ترقب وانتظار وخوف وقلق وتعلق بالرجاء والأمل تظل جوانب داخلية بعيدة الغور تهدد بالانتشار والتفجر في أعماق المرأة، فهي لا تكاد تخرج من حلمها عندما يوقظها زوجها حتى تظل مشدودة إلى أعماقها بخيط يربطها بالقلق الذي تجسد لها في الحلم.

ولقد استعمل الكاتب في هذه القصة وسائل فنية تلائم افتتانه بتصوير عواطف البطلة وهي في لحظات القلق والترقب، وساعده في ذلك إحكامه للحدث القصصي وتجميع عناصره في مواقف مترابطة، وفي وحدة زمنية قصيرة يمكن أن يستوعبها الحلم، على عكس ما فعل أحمد كمال في قصة (الطفل الرابع ( الذي استوعب الحلم عنده سنوات طويلة .

كما أن قدرة علي سيار على التحليل أو صياغة الوصف التحليلي للشخصية من خلال بعض المواقف ساعده على خلق أجواء رصينة تجول فيها شخصيته من أجل أن تجسد فكرة نفسية دقيقة كالقلق، والخوف من المجهول . فهو منذ بداية القصة يقدم شخصيته على نحو من الإثارة، وفي أجواء تمتلئ بالخوف والذعر:
( قفي أيتها المرأة !!!
وتصطك ركبتا الأنثى وهي تحاول الوقوف . ويعاود الصوت الأجش الرهيب إلقاء أوامره :
- قفي أيتها المرأة .. قفي وإلا انتهى كل شيء وذهبت مجهوداتي أدراج الرياح. وتقف المرأة مذعورة خائفة. يخيفها الظلام الأسود، يلفع أمامها كل شيء.. ويخيفها فوق ذلك هذا الصوت الذي لم تتعود سماعه. وهذه النبرات المبحوحة وهي تصدم أسماعها كأصداء طبل عتيق وحين بحلقت بعينيها في الظلام الدامس ارتطم شيء ثقيل بأرض الحجرة شيء له بريق النار وزرقة الوهج ... وفي لحظة اختفى كل شيء في الظلام ليبدأ شيء آخر . ساعة دقاقة يبدأ دقها خافتاً ضئيلاً ثم يرتفع شيئاً فشيئاً حتى يصبح كطرقات عنيفة لمطرقة ثقيلة . ورويداً رويداً تتلاشى الدقات حتى تنتهي إلى لا شيء .. وفي أعقاب آخر دقة للساعة تغمرها موجة هوائية حارة تكاد تخنق أنفاسها كأنما فتحت عليها طاقة من الجحيم ) (18).

وندرك هنا بوضوح كيف يلجأ الكاتب إلى خلق الأجواء النفسية المضطربة الممتلئة بالخوف والترقب . إذ أنه يشتق شخصيته (المرأة) من واقع قلقها مع الرجل، فتأتي اللغة العاطفية والنفسية التي يفتتن بها الكاتب وهي تحتمل مقداراً من الصدق . ولكنه في نفس الوقت أراد أن يعمق تواجدها في واقع الشخصية، فجاءت استعانته بما هو محيط بالشخصية القصصية ... فصرخة الشيخ ) قفي أيته المرأة ... هي صرخة الخوف في داخلها ... والظلام الذي يسود الغرفة يحرك في أعماقها ظلاماً نفسياً فاقداً للأمل والرجاء ولكنه يتعلق بأوهى الأسباب في سبيل إرجاع الزوج الذي أظلم حياتها بهجرانه، ودقات الساعة التي تبدأ خفيفة، ثم ترتفع لتسمع بقوة هي دقات القلب النابض بالخوف والذعر الذي يتصاعد في داخله هذا الشعور الخانق بالأسى والمرارة والخوف من الضياع.

وتتظافر كل هذه الوسائل الفنية في التدفق بمشاعر بطلة القصة وتمثلها تمثلاً بازغاً، خاصة مع انثيال بعض الصور الأسلوبية كالفجر الذي يدير عينيه في بيت سكينة فلا يجدها . والشمس التي تنحدر في عالمها الأرجواني البديع ويكون انحدارها موعداً لترقب سكينة لآمال رجوع الزوج كما قال لها الشيخ عبدالقادر. ولكن مع انحدار الشمس ينحدر كل الأمل . ولا يكون لها إلا الانتظار وطول القلق، والدموع . وكذا الأمر مع المفردات التصويرية الأخرى كالنبرات المبحوحة وأصداء الطبل العتيق، وبريق النار وزرقة الوهج .. إنها جميعاً محفزات للخوف ومثيرات للترقب .

وهكذا يظل مصير المرأة في القصة الرومانسية محفوفاً بردود فعل ضعفها واستسلامها وخضوعها لقوانين الرجل . بحيث تنتهي إليها وهي مغمورة بمشاعر اليأس والإحباط والخيبة . ومن هنا فهي لا مفر لها من أن ترضخ للحزن . حتى وإن كانت لم تفتقد الزوج كما قادتها الأحلام إلى ذلك . وهي تظل في توجس وقلق من شيء بعيد يرتهن بقرار الرجل .

وقد لا يكون هذا الخوف والتمثل للقلق والوهم مقصوراً على حياة المرأة في القصة الرومانسية . بل هو يشمل الرجل أيضاً . إذ أن أبرز سمات الرومانسية خلال هذه الفترة هو خذلان الفرد لديها وانصياعه لسقوط القيم وتداعيها من حوله، بصورة تسلمه إلى الوهم والضياع، بل والموت أيضاً كما صورت ذلك بعض القصص (19).

وأيا ما كان الأمر فإن المرأة تظل ضحية للرجل . وإن كان الكتاب لا يصورون سقوطها في صراع محدد المعالم مع الرجل . بل إنهم ينظرون إلى المجتمع بأسره ويوجهون إليه اللوم، ونجد المرأة في قصة (السهم الأخير) (20) لفاضل خلف، تموت بضربة طائشة يوجهها إليها الزوج، ولكن لا يأتي ذلك في سياق يبرز صراعاً بين المرأة والرجل مباشرة . بل إنه يأتي في سياق تداعي الرجل نفسه عندما يفترسه عذاب الضمير . ويأتي انعطاف هذا السياق نحو التعاطف مع المرأة نوعاً من الانضواء في الموجة الرومانسية التي جرفت معها رغبة واضحة في تعضيد موقف المرأة.