جمال الخياط

نشيد الخلود
(الفصل الثامن من رواية حارس الأوهام الرمادية)
2000

أنت الذبيحة يا رقية.. .. والدم المسفوك حول أشلائك يلطخني ويغري الضاريات بافتراسي حتى آخر خلية من جسدي الواهن، وتصرخ المحرق بعدك، خوفا علي: - أي جرم أرتكبه هذا البريء حتى تستبيحوا دمه الطاهر لتتخذوه ضحية جديدة؟ ألم تشبعوا بعد؟ ولا تكترث الأصنام، السفلة، الملاعين، الأنجاس، أبناء الزانيات من صيحة الاستغاثة التي تطلقها أزقة المحرق وحاراتها هولاً من مشهد العنف الأليم. يجرون ما تبقى من صحوي خلفهم، ويمضون إلى مسلخ جديد وآمن حيث يبعثون الحياة في أوجاعي
ويعيدون للألم، والحزن، والشقاء هيبته الضائعة. وتبدأ على الفور حفلة جديدة، تتقارع فيها الكؤوس المزدانة بالحمرة نخب الوقيعة. أتمدد بدون رب يحميني.. يوهنني أنه يقف في صف الأصنام ليتوافد مزيد من الأنجاس، الملاعين، السفلة، أبناء الزانيات الفاجرات. مدعوون جدد يزينون المكان بشتائمهم، وصراخهم الهستيري، وضربهم العشوائي المدمر. انه كرنفال أتفق الحاضرون على أن لا يخمد طالما تشتعل أوجاعي، واتفقوا بالإجماع على السهر حتى الموت، موتي. وتصرخ الأرض بعد أن ضاقت ذرعاً بكتم اللوعة: - ارتوت أعماقي من الألم و! م ترتو قلوبكم من الحقد. ولا أموت..

تبتلعني الأرض وتخبئني عن أعين الخونة لأستريح من عناء الغدر. ولا أستريح. تأخذني حمى الخيانة فألملم جراحاتي وأحزاني وامضي إلى البحر حيث يداويني، ويسمح حكاياتي وشكواي. تحتضني الأمواج وتهدر في قلمي رعداً يوقظني من سبات الألم: - أستفق يا فتى فأنت لم تخلق لكي تكون ذبيحة ولا الوقت يقدر على طعنك في الظهر. أهدي للبحر جراحاتي بينما يمنحني خلايا برونزية جديدة تحسي جسدي المثخن بالجراح، وأحتفظ بإحباطي في القلب الحزين لليوم الموعود. نصبوني مجرما.. دون تهمة أو ذنب اقترفته. لقد قرروا في جلسة سرية ماجنة، وبعد مداولات وسخة أن أكون الضحية المختارة للانتقام من تاريخ الخيانة. نصبوا حولي الأسلاك الشائكة ولغموا الطريق أمامي بعد أن حولوها إلي سكة الجحيم. سأقضي كما يريدون، أسايرهم بكامل وعيي وإرادتي متوقعا النهاية التي رسموها بعناية من أجلي، نهاية سوداء، على أمل أن تواتيني الفرصة لجعلها دموية قانية عكس ما يتمنون. يبتغون أن أصل الجحيم محطماً فلا تجد النيران أمامي شيئاً تأكله، لتأكل نفسها، فيصيح اللهب حانقاً: - أي لعنة تعتمر في أدمغتكم حتى تغتالوا نفساً قبل أن تلتهمها أمنا جهنم. مجرم أنا، رغما عن نفسي البريئة، الطاهرة، العفيفة، ولكني أصدق جرم البراءة ولا أغفر لهؤلاء ا!جرة، الأصنام، تهمة الخيانة على أمل أن يسفر انقشاع الغيوم عن صفحتي البيضاء، النقية أمام حبيبتي الخالدة المحرق. س أصل الحكاية كالمات.. والكلمات تتناسل لتغدو أفعالاً مشينة لم يسجلها رب العالمين في دفاتره العتيقة. من العدم تنبت أشجار الزيف في سرعة خرافية لتنعب عليقا أحقر المخلوقات وأتفهها. تنقل الرياح هذه الحكايات المختلقة ولا يصدقها إلا أصحابها، وأمثالهم التافهون، وأولئك الذين يفتقدون الثقة في أفئدتهم. وتموت الأشجار واقفة دون أن تؤدي أشباه الحكايات إلى ذلك الانفجار المتوقع. وقبل أن أحتضر 11 أكتب وصية دموية شائنة تسوط بجذورها الحقيرة جسد الضحية من كل الاتجاهات، ولا أكترث لصرخة الألم. وحدها المحرق تتألم من قسوة صمتي الذي يتبع الصراخ الأخير، ومن غير أن تتقن الزعيق تقول: - كل الحكايات الزائفة تموت على بوابة المحرق.

وتندمل جراحاتي الغائرة من حرارة هذه الكلمات المتدفقة من جزيرتي السمراء، أمي الحنونة، لأقرر في لحظة ثبات أن أقف كالجبل في وجه الحكايات القذرة، وأصحابها الأصنام. وجوه كثيرة تتعقبني بعد رحيلك يا رقية. لا يمكن أن تمر الحكايات الزائفة دون تأثير، وإذا كان قدرك أن تكون ضحية فهو أيضا قدري الذي يأزمني. وضع مؤقت يجب أن أثور عليه من أجل خلاصنا الأبدي. يجب أن أنفض عن جسدك كتل الدم المتجلط، ولسعات الكلمات، وحمى المؤامرات الطفولية. أنت أكبر من أن تكون مجرد جسد يستقبل الطعنات. نحن أعظم من أن نجاري هؤلاء الأصنام، الأنذال في لعبتهم النجسة. يجب أن أترفع عن هذه الدناءات وأتابع حياتي بشموخ من أجل أن أستعيدك مع زعفران إلى المكان الذي تهوينه ول! تقدرين على فراقه، المحرق، وسترينهم يتساقطون أمام أقدامنا يقبلونها من أجل السماح والمغفرة. في المقابل هناك حكايات كثيرة مضادة، حكايات شريفة تدخل التاريخ من أوسع أبوابه سوف ألجأ لها حتى تغسل قلبي من نهر الأوجاع. قلبي الذي يود لو يعلنها صرخة للعالمين: - كل الحكايات كاذبة فلماذا تنسج كل هذه الشائعات؟ ومن يهمه أن يختفي صاحبي وأن أموت نجساً؟ أكتم الحقيقة عن قلبي، فالأصنام الحقيرة مفضوحة الأفعال منذ اللحظة الأولى، وتعرف أن احتمالي للألم محدود بتعلقي بك. وجودك في ذاكرتي لابد أن يقود إلى هلاكهم أجمعين، في لحظة تجلي الحقيقية، حقيقة حياتك وبأن الموت لم يختارك. أصبحت رقية حكايتي الأزلية.. أدفع بالنيابة عنها ثمن أحقاد الآخرين، بينما ندفع سوياً ضريبة الندم والعذاب. عندما دخلت المرأة حياتي البائسة من أصعب المنافذ فتقت جراحاتي الطرية رغم قدمها واخترقت ساتري الحصين لتضعف قلبي في مواجهة طعنات الشامتين. في كل مرة كنت أخرج من المأزق بدرس جديد، حتى كثرت الدروس ولم أهتد إلى طريقة تخفف عن قلبي عذابه. يئست الجروح من نكاية الدواء واحتجت رغم مزاحمة الألم: - أي جسد هذا الذي. يقول للجراح هل من مزيد. وأي بشر يطربون لصوت الألم، ويهللون لمنظر الدماء وهى تقطر مني. أطرب كثيراً لهذا الإطراء وامضي سعيدا مطلقا على نفسي سيد الألم وقاهر

الجراح. أخبئ رقية في فؤادي بلسماً يداوي نقمة الجراح، ولا أستطيع تسميتها. مأساة كما يطالبني الأصنام. أهيم على وجهي أبحث عنها في المتاهات التي هزمتها، في الدروب التي سيجتها بطمأنينتها، في القلوب التي احتضنتها من جور الزمان. أضحك كثيراً رغم هول المعاناة، وأطرب في أعماقي الهشة: - هل يعقل أن يفقد المرء ضلعه؟ رقية أصبحت لعنتي الأخيرة.. هكذا اتفق الأصنام، المتخاصمون بشتى مذاهبهم، وأجهدوا نفسهم يحرثون طريقا جديدة يكون الموت نهايتها، وتكون قدري الذي لا مفر من الانزلاق في هاويته. اتفقوا على أن يحطمونني حتى لو لم يكن هناك خصومة تستدعي هذه التصفية الشرسة، البشعة. جميعهم لا يرغبون أن تكون رقية وعاء لأحزان عمري. يريدونها الشيطان الأكبر لأفراحي، تهتك السعادة في م! د قلبي. يعرفونني متعطشا لفرحة أبدية تغسل عار الحزن الذي لازم صفحات الماضي السوداء. لذلك كانت النهاية التي ابتدعوها لها مؤلمة، وسوداء. أعترض الشيطان، وزمجر قائلاً: - من ذا الذي تجرأ وأراد أن يهين تاريخي المشين؟ لا المرأة ولا أوغاد البشر يقدرون على فتنتي أو إغوائي، وهذه الذبيحة اختارت بنفسها قدرها لذلك سأتجاهلها- رأفة مني- لتحدد قدرها، أما أن تثور وأما أن تخلل ضحية إلى الأبد. !" وأخطو للأمام دون أن أنظر لنهاية الطريق. هناك أصنام جديدة تخلق، كيوم في الأفق، وهناك غبار ينقض على الطريق، وهناك لصوص وقطاع طرف، هناك !! مفترسات من شتى الأنواع يغريهم دمي الطري، وهناك أمل في المستقبل ينتظرني عندما أسفك دم أعدائي واشربه. أ أوسعوني إهانة.. افترسوني بوحشية غير منتظرة. استباحوا دمي كما لو أنهم ينتقمون من غدر لحق بشرفهم. كانوا يغرفون هن جسدي الدم الساخن ويسقونه لعابري الطرق، والمتسكعين العاطلين ورواد الحانات الليلية، ومدمني المخدرات، والمخنثين، بشر من كل الفئات الدنيا. كان ذلك- في نظرهم- عقابا سماويا على الأفكار الشيطانية التي تسكن عقلي، ولم ترقهم. كانوا يصرخون للمتجمهرين: - هذا عقاب الفاجر عاشق النساء. لم تعجبكم صورة رقية في خيالي، أغضبكم انحيازي الرهيب لمحنتها وطهارتها التي لم تكتشفها شهوتكم الطاغية. أعلنتموها حرباً لا هوادة فيها على جهاتي المثالية كما تدعون. تريدون نموذجاً مختلفاً يسكن خيالي تجعلني أنظر للساقي ا

جميعهن على أنهن بائعات رخيصات للهوى. فرحتكم الكبرى عندما أتخيل أنثى تركع لشهوتها كالكلبة عند أسفل الرجال. تلك الأنثى التي تسعر عندما يركلها القوادون - اللعنة على صورة باهتة كهذه. اللعنة على مشاعر وضيعة. اللعنة، كل اللعنة على أنثى من هذا النوع. اللعنة عليكم يا تجار اللحم الأبيض. أنثى كالتي تريدون زرعها في ذاكرتي أحقر من أن تدفئ ذكريات رجل عفيف مثلي. أنثى نقية مثل رقية هي المقيمة الوحيدة في أعماقي. هكذا صرخت مبدياً المقاومة* ولم أجد إلا مزيداً من الإهانات، والهتك، والدم الذي يعطر الطرقات وحارات المدينة العتيقة. تردد صدى صرختي في البيوت العتيقة وهب لنجدتي شرف أمهات وجدات من زمن المحرق العتيق. كنت سعيداً لأن دمي المسفوك تلملمه من الأرض أيادي عجوز طاهرة وتعيده معززا إلى شراييني. كنت أقول لهؤلاء النسوة العفيفات قصائد حب عذرية، وكن يضحكن مثل الأطفال مخفيات منظر أسنانهن الساقطة، ثم بكين عند الوداع وقلن بحسرة: - هذا طراز من الرجال ندر أن يخلق مثله، الأنثى عنده ليست شفة عاطرة أو نهد منتصب أو فرج مشته. المرأة ليست خيل سباق مثير يتهافت عليه المتفرجون عند كشك المراهنة. الأنثى ليست غنجاً ودلالاً وهمساً ولمساً ودفئاً ورعشة واشتعالاً ورغبة متقدة، إنها المخلوق الذي ينصت ويحارب وبشارك الهم. هذا الرجل لا ينتمي لهذا الزمان. وأنتفض من معركة أخرى، منهك الجسد كما هي العادة، معافى العقل والروح أبحث عن ملجأ جديد يحميني من الضربة القادمة التي أخشى أن تكون قاتلة لأمنياتي الغالية بالانتقام من السفلة الذين يترصدون لأيامي الجميلة. لقد مللت كوني الذبيحة، المجرم بذنوب لم يقترفها، المدعو سليل الخيانة والدم، المحكوم على أيامه القادمة بعقاب يلون نفسه بالسواد، ويلومها. لست ذبيحة.. أعلن على الملأ أن الوقت قد حان لانتفاضتي. لا يهم إن كانت هذه الانتفاضة باهتة في بدايتها، غير مقلقة عندما يتقدم بها الوقت، ولكن عندما تشتد ويغذيها قهري المعتق، ورج!غ رقية إلى المحرق ستأتي على كل الأحقاد التي تزدحم بها قلوب المغرضين وسيظهر كل فرد منكم في صورته الحجرية الحقيرة، مشوها أمام المحرق. سيحترق كل ملفق وسيفنى كل فاجر، ولن يبقى إلا القلة القليلة، هم الشرفاء الأصيلين أبناء هذه الجزيرة السمراء الذين صدقوني وناضلوا من أجل أن -158-

تظل صورتي الجميلة مشرقة في عيون حبيبتي الأزلية المحرق. لست ذبيحتي أعلن بصوتي العالي، صوتي الذي لم تسكته معارك رخيصة، إنني نخور !بري ومعتد بكرا!ي ولا بأس عندي !و استقبلت مزيدا من الألم ودهمتني الجراح، لأنني سأقبض في النهاية ثمن هذه التضحيات الكبيرة رضا ودفئا يغمران قلبي وشعوري. أعلن بكامل قواي العقلية أن يوم الظالمين لقريب، وأنني أستعجله ليس لنفسي بل لأولئك الذين لم يحترموني كواحد من البشر، والذين اعتبروا الافتراءات مجرد تأكيد على جملة من الظنون. لأولئك أعلن أفني سأعتزل دور الضحية عمما قريب، وستكونون أنتم أيتها الأحجار الضحية المرتقبة التي تتلقى البصاق من زمرة الشرفاء. ستحتسون من نفس الكأس الذي جرعتموني إياها فهل ستتقبلون أن يسفك دمكم كالبهائم ويهدر على نفس الأرض الطاهرة آلتي احتضنت دمي. صاحت الأرض: - أخر ما أتمناه أن أرتوي من هذا السائل الملوث بالغدر، والكذب، والمؤامرات ولكن ماذا عساي أن أفعل وأنا بلا حول أو قوة، سأكمل معك لعبة الحياة بكل متناقضاتها وسأنحاز إلى جانبك. وعندما تغير جلدك الذي تبقع من آثار التعب سأدفع في يدك سوط الحقيقة لتعذب به أعداءك دون رحمة. وامضي نافضاً عن جسدي بقايا الدم المتجلط، وعن قلبي الهموم، وعن عقلي رماد الانتقام الذي حل موعده. انتم الضحية. والكلمات التي عذبتموني بها تحللت حروفها ولم يعد لها تأثير، تكفلت بها نار الحقيقة وأخفى اللهيب ملامحها. وإنني في حال ممتازة " لا ". العادلة، الحجة بالحجة والبيان هو الفيصل. وكما تحاربونني بالكلمات النجسة فإنني سأضع رقية في قلبي الذي أستمد منه الحياة، معتدا بمحبة الصغيرة زعفران: - الكلمة الشريفة أقسى من أي سلاح. رقية ليست خيانة. زعفران ليست رجس من عمل الشيطان. وأنا لا ألهث وراء جسد. عندما تكونون الضحية، وعندما تكويكم نار الحقيقة، وعندما تستنجدون من عاركم ستدركون كم كنتم مخطئين في حساباتكم. لن يكون الوقت قد فات لتوبتكم رغم أنني أعلم في أعماقي أنكم بعيدون عنها كبعدي عن الذنب، وأنكم تبحثون الآن جاهدين عن ضحية جديدة تكتسي بمشاعري وأحاسيسي، وعن أنثى عير رقية لا حول لها ولا قوة سوى أن تطأطأ رأسها خوفاً من سلطتكم الجائرة،

وخجلاً من سخافتكم. أيها الرب الذي لا يحميني.. وحدك تعلم أي جرم يرتكب الأصنام في حق مشاعري. وحدك تكشف ألاعيبهم الدنيئة وأنت جالس هناك في غرفتك القمرية. شهدت خلوتهم وهم ينسجون الحكايات ويتبلونها بأكاذيبهم. رعيتهم في تحركاتهم الخسيسة إلى الإطاحة بكياني والتشكيك بنفسي، ومعتقداتي. أحترم حكمتك ولكنني أموت ببطء، ولا أريد أن تنتهي حياتي وأنا مذنب في نظر بعضا من خلقك المخبولين. ناداني الموت بهدوء حتى لا يفزعني: - هذا كفر والعياذ بالله، ضع ثقتك العمياء في سيد الكون وسينصرك في النهاية، كلنا نعلم أنه لم يكن هناك تهور، وأن حكايات الرذيلة مفتعلة. وأن المناورات السرية في الغرام لا تناسب عفويتك. لم يكن هناك حرام وانتهاك لقانون الرب. لم يكن هناك إلا المودة النابعة من الأعماق لرقية. كان كابوسا أيقظني من نوم عميق. كنت قاب قوسين أو أدنى من الموت، والرحيل دون أن ألتقي بحبيبتي أو أن أنتقم من أولئك الأحجار الذين لوثوا سمعتي وأفقدوني الثقة في ربي. حلمت أنني أموت.. ذلك الموت الجسدي الذي لا يخلف وراءه بكاء، ودموعا، ونواحا، إنه صديقي سعد الذي أجده حاضرا دائما في أوقاتي العصيبة ليشدني من أذني كما لو عدت طفلا صغيرا، ويقتادني إلى مقبرة قرمزية حاول جاهدا تزيينها كي تجذب انهياري الوشيك. وكنت أحتفل معه بأن نغرس ورودا بنفسجية حول قبري المنتظر، ونرويها من ذكرياتنا المؤلمة قدر ما نستطيع، ولا ترتوي. وحق الأنثى الصغيرة زعفران.. تلك الأنثى التي لا تعرف من الحياة إلا البراءة، ولا تدرك من السعادة إلا الابتسامة التي تقنع وجوهكم القبيحة. وحق هذه البريئة التي لم تنجسها دناءتكم ولم تفطن بعد لغدركم الهائل لن يكون بيني وبينكم في الأيام القادمة، الفاصلة أ! إلا بحر عظيم ترفده دماؤكم. حكمتك العظيمة يا سعد، العفو سيد المرء، لا تجدي مح حفنة من الأصنام لا يردهم إلا التحطيم، الموت العلني، الشنيع.

جمال الخياط
jkhayyat@hotmail.com

بكالوريوس تربية / علوم - جامعة الملك سعود - السعودية - 1982

مؤلفاته :

  • ليلة دافئة - قصص - 1986
  • معاول و الجدار قشرة بيضة - قصص- 1988
  • كائنات المستنقع- نص - 1990
  • وليمة للنوارس اللطيفة - قصص- 1993
  • الساحلية - رواية - 1993
  • حديقة الأحلام - نص - 1996
  • حارس الأوهام الرمادية - رواية - المؤسسة العربية للدراسات و النشر- بيروت - 2000