جمال محمد غيطاس

رئيس تحرير مجلة لغة العصر
محرر تكنولوجيا المعلومات - مؤسسة الأهرام - مصر

تحاول هذه الورقة تحليل الوجه المعلوماتي الرقمي الراهن لواقع الثقافة العربية على الإنترنت، وللوصول إلى ذلك كانت هناك العديد من البدائل، مثل تحليل المكون التقني والمعلوماتي داخل السياسات والبرامج والمشروعات التي تنفذها الجهات الثقافية الرسمية وغير الرسمية العربية، والمشروعات التقنية والمعلوماتية المستقلة التي تنفذ في مجال التنمية الثقافية بالبلدان العربية المختلفة سواء على المستوى القطاعي أو الجماهيري والجهود الخاصة والأهلية والفردية التي تجري على صعيد التوظيف الثقافي لتقنيات المعلومات والاتصالات وغيرها من البدائل الأخرى.
لكن وقع الاختيار على بديل آخر وهو الحضور والفعاليات الثقافية العربية على الإنترنت في شتي المسارات الثقافية، لقناعتنا بأنه البديل الأكثر دقة في التعبير عن الوجه الرقمي للثقافة العربية وذلك للأسباب التالية:

  1. إن الإنترنت بصورتها الحالية وما حققته من انتشار وتغلغل وارتباط بشتي مفردات الحياة على مستوى الفرد والمنشأة والدولة والمجتمع ككل باتت هي نهاية المطاف الذي لابد وأن تصب فيه كل أو معظم نتائج أية خطط أو برامج أو مشروعات للتنمية الثقافية سواء كانت متضمنة في السياسات العامة للوزارات والهيئات الثقافية الرسمية وغير الرسمية، أو كانت مشروعات معلوماتية مستقلة قائمة بذاتها، ومن ثم فإن أية جهود ثقافية رقمية لا تظهر نتائجها على الإنترنت بصورة أو بأخري تعتبر جهودا قابلة للتشكيك في جدواها ومدي قدرتها على التماس مع المجتمع العريض والجماهير الواسعة.
  2. إن الحضور على الإنترنت يكشف عن مستوى القيمة المضافة الحقيقية المتحققة من وراء الحضور الثقافى الرقمى بدون مواربة أو دعاية أو محاولة للتجميل تقوم بها هذه الجهة أو تلك عن نفسها، بمعني آخر يوفر الحضور على الإنترنت محكا واقعيا بلا رتوش يفرز مستوى الجدية والنجاح في بناء حضور ثقافى رقمى ذو قيمة.
  3. يعتبر تحليل الحضور الثقافي على الإنترنت حلا إجرائيا وعمليا جيدا يعوض النقص الشديد في البيانات والمعلومات المطلوبة للقيام بهذه المهمة.

تأسيسا على ذلك تم إجراء مجموعة من المسوح التي لاحقت الحضور الثقافي العربي على الإنترنت، وتعاملت معه بالتحليل والرصد، وسارت هذه المسوح في سبعة مسارات، وتضمنت بعض المسارات مسحا واحدا فيما تضمنت مسارات أخرى اكثر من مسح، وشمل المسح الواحد 25 موقعا في المتوسط، وتمثلت المسارات السبعة فيما يلي:

  1. الوجه الرقمي للمؤسسات الثقافية العربية الرسمة "وزارات الثقافة ومؤسسات التنمية الثقافية ألخ".
  2. الوجه الرقمي للمتاحف العربية
  3. ـ الوجه الرقمي للفن العربي " السينما ـ المسرح ـ الموسيقي والأغانى".
  4. الوجه الرقمي للأدب العربي " الشعر ـ القصة ـ الرواية ..ألخ.
  5. الوجه الرقمي للثراث العربي " ديني ـ حضاري ـ شعبي .. ألخ".
  6. الوجه الرقمي للكتاب العربي " الكتب ـ دور النشر".
  7. الوجه الرقمي للتعليم والبحث العلمي العربي " مراكز البحث العلمي ـ التعليم الإلكتروني".

معايير التحليل وتجميع البيانات

تم تصميم استمارة لتحليل المواقع المختارة كعينة للتحليل، وتضمنت الاستمارة مجموعة من الحقول وقوائم البيانات التي تعبر كل منها عن معيار من المعايير المستخدمة في التحليل، وذلك على النحو التالى:

ـ حقول يتم من خلالها البيانات الخاصة ببطاقة تعريف الموقع وتضم الاسم والدولة التابعة لها وعنوانه على الإنترنت وتاريخ زيارته.
ـ حقول يتم من خلالها التعرف على شخصية وطبيعة الجهة القائمة على الموقع:" أفراد ـ مؤسسات رسمية ـ منظمات مدنية غير حكومية ـ شركات خاصة"، كمعيار يحدد ثقل ومستوي جهد كل جهة من هذه الجهات في التوظيف الثقافي لتقنية المعلومات والاتصالات.
ـ حقول تحدد نمط الموقع " موقع كلاسيكي عادي ـ مدونة ـ منتدى" كمعيار للدلالة على مدى النضج والتنوع والتطور في أساليب التوظيف الثقافي لتقنية المعلومات.
ـ حقول تحدد نوعية المحتوى الثقافي المقدم عبر الموقع وذلك على مستويين : الاول مستوى التجدد في المحتوى " ثابت ـ متجدد ـ تفاعلي ـ متنوع يضم اكثر من نمط"،ويرصد هذا المستوى حجم وثقل نوعية المحتوى من حيث التجدد والثبات والتفاعلية والتنوع في كل من النصوص والصور والصوت والفيديو في المواقع التي يشملها كل مسح على حدة، ويعطي نقاطا من مئة نقطة لكل نوعية داخل المواقع التي شملها المسح بصورة إجمالية، وذلك لقياس مدى التفاعلية والارتباطية بين هذه المواقع وجماهيرها ومدي نجاحها في بناء وجه رقمي ذو طبيعة متجددة وجاذبة.
والمستوي الثاني يقيس مدى تعددية الوسائط في الموقع: "النصوص ـ الصور ـ الصوت ـ الفيديو ـ أم خليط متنوع من كل ذلك"، باعتبار ذلك يؤشر إلى مدى استفادة القائمين على المواقع من الإمكانات التي تتيحها تعددية الوسائط في تقديم المحتوى الثقافي لزوار الموقع.
ـ حقول تحدد مدى أهمية المحتوى بالنسبة للتنمية الثقافية، وفي هذا المعيار يتم تصنيف المحتوى إلى " مهم جدا ـ مهم ـ متوسط الأهمية ـ ضئيل الأهمية" وذلك في ضوء ارتباط المحتوى المقدم عبر الموقع بعملية التنمية الثقافية سواء رفع الوعي أو التثقيف العام في مجال التخصص أو تقديم خدمات ثقافية للجمهور أو القيام بمهام الشرح والتبسيط والتفسير للمحتوي الثقافي ومناقشة القضايا الثقافية ومتابعة الحركة الثقافية في مجال تخصص الموقع، والعمل كآلية مكملة لنشاط آخر على أرض الواقع.
ـ حقول تحدد فئات الجمهور التي يخاطبها الموقع من حيث السن "أطفال ـ شباب ـ بالغون ـ مسنون"، ومن حيث المستوى التعليمي " عال ـ متوسط ـ تحت المتوسط"، كمعيار يدل على توجهات القائمين على التوظيف الثقافي لتقنية المعلومات نحو اختيار جماهيرهم وأي شرائح من الجماهير يستهدفونها من وراء المحتوى الثقافي المقدم عبر الموقع.
ـ حقل يحدد مستوى الإقبال على الموقع وعدد الزوار الذين يقبلون عليه ويتابعونه، وذلك كمعيار يدل على مدى جماهيرية الموقع وانتشاره، واستخدم في هذا الصدد تصنيف موقع "أليكسا http://www.alexa.com/siteinfo " وهو من أشهر المواقع على الإنترنت التي تقيس مستوى الزيارات التي يتلقاها كل موقع على الشبكة، ويقدم الموقع قائمة موحدة طبقا لعدد الزيارات التي يتلقاها أي موقع على الشبكة، فالموقع رقم واحد هو الأكثر زيارة وجماهيرية وتأثيرا على الإطلاق على مستوى العالم، ويليه الثاني وهكذا. وقد وضع الفريق البحثي مقياسا في هذا الصدد يعد مزيجا من عدة مقاييس مستخدمة في هذا الشأن، وتم تصنيف المواقع التي خضعت للتحليل إلى ثمانية تصنيفات الأول فئة المواقع ذات عدد الزوار المرتفع للغاية، وهي المسجلة في أليكسا ضمن قائمة المواقع من 1 إلى الف، والثاني فئة المواقع التي لديها معدل زيارات مرتفع جدا وهي المصنفة من ألف إلى عشرة آلاف، والثالث فئة المواقع المرتفعة الزيارة وهي المصنفة في المراكز من 10 آلاف إلى 30 الفا، والرابع فئة المواقع المتوسطة وهي المصنفة من 30 الفا إلى 50 الفا، والخامس فئة المواقع منخفضة الزيارة وهي المصنفة من 50 إلى 70 الفا، والسادس فئة المواقع ضعيفة الزيارة وهي المصنفة من 70 إلى 100 الف، والسابع فئة المواقع ضعيفة الزيارة جدا وهي المصنفة من 100 ألف وما بعدها، والسابع فئة المواقع المهملة التي لا تظهر في تصنيف إليكسا على الإطلاق.
ـ حقول تحدد مدى جودة المحتوى الثقافي المقدم طبقا للمعايير المحددة لجودة المحتوى على الإنترنت، ومنها "ثقل المحتوى ويقصد به حجم البيانات والمعلومات المعروضة على الموقع ـ جودة التصميم وعلاقته بالكفاءة في عرض وتقديم المحتوى للزوار ـ التحديث الذي يتم على المحتوى سواء من حيث الحجم أو دورية التحديث ـ تكامل البيانات والمعلومات التي يقدمها الموقع عن القضايا التي يهتم بها ويعالجها باعتبار أن التكامل في البيانات يرفع مستوى الفائدة بالنسبة للزائر والمستخدم"، ووفقا لمعيار الجودة يتم تصنيف المحتوى إلى أربع نوعيات، هي المحتوى الممتاز والمحتوى الجيد والمحتوى المتوسط والمحتوى المنخفض، ويتم منح نقطة من مائة نقطة لكل نوعية، بحيث تعبر النقاط عن مدى انتشار كل نوعية من النوعيات الأربع داخل الموقع.
بالإضافة لذلك احتوت استمارة التحليل وجمع البيانات إلى بضعة حقول أخرى لخدمة أغراض إضافية في التحليل، من بينها رصد التطبيقات القائمة بالموقع والتي تثري التفاعل الثقافي مع جمهوره، وحقل تعليق عام على الموقع من حيث الأداء والمحتوى والدور الثقافي.

نتائج المسوح

تم استخلاص نتائج المسوح وعرضها عرضا أفقيا، أي عرض نتائج كل معيار من معايير القياس التي تم استخدامها في مصفوفة القياس بصورة إجمالية تغطي جميع الفئات الاثنتى عشرة دفعة واحدة، وهي طريقة في عرض النتائج تسمح مثلا بأن نتعرف على أي من الفئات السابقة هي الأكثر قدرة على عرض محتوى ثقافى رقمى مهم ، ومن هي الفئة التي تحظى بمعدل زيارة أعلي من غيرها، أو ما هي الفئات العمرية والتعليمية التي تعرضت للإهمال من جانب فئة ما أو كل الفئات، وتوافر مثل هذه المعلومات يعين بلا شك في التعرف على مواطن "القوة والضعف " في الوجه الرقمي للثقافة العربية.

وكتمهيد لعرض النتائج يمكن مراجعة الجدول رقم "1" الذي يوضح إجمالي المواقع التي خضعت للتحليل في هذه الدراسة وعددها 307 مواقع وتوزيعاتها على الفئات المختلفة التي تمثل في مجملها عينة جيدة التمثيل للوجه الرقمي للثقافة العربية، خاصة في ظل محدودة بل وندرة المواقع العربية المتاحة عموما في العديد من هذه الفئات كالجمعيات والمنظمات الثقافية الأهلية وغير الرسمية ومواقع الفلكلور والتراث الشعبي وغيرها، كما يمكن أيضا مراجعة الجدول رقم "2" الذي يوضح تصنيفات وخصائص ومدي جودة ونوعية المحتوى الثقافي العربي العام المقدم عبر الـ 307 مواقع التي شملتها الدراسة، وهو تجميع أفقي شامل للأرقام والتحليلات التي وردت في كل فئة على حدة، ويلاحظ في هذا الجدول أن هناك سبعة مواقع تمثل 2.3% من العينة ظلت طوال فترة التحليل معطلة ولا تعمل وكان لا يمكن تجاهلها لأهميتها، فتم إيرادها ضمن العدد الإجمالي العام والإشارة إليها ضمن فئة معطلة في معايير التحليل، عدا معياري تصنيف المواقع ومعدل الزيارات حيث أمكن تحليلها على الرغم من كونها معطلة، وفيما يلي سنحاول تفكيك هذا الجدول إلى جداول فرعية تفصيلية تعرض بيانات الدراسة أفقيا بصورة "عابرة للفئات"، وذلك على النحو التالي:

ملامح الوجه الرقمي للثقافة العربية
طبقا للجهات القائمة على المواقع ونمطها

يوضح الجدول رقم "3" ملامح الوجه الرقمي للجهات القائمة على المواقع ونمط هذه المواقع كالتالى":

الأفراد: يبرز حضور الأفراد بشكل قوي وساحق في مجال الموسيقى، حيث اتضح أنهم مسئولون عن امتلاك وإدارة 93.3% من مواقع الموسيقى، تليها مواقع الأدب 57% ثم المكتبات الرقمية والمسرح 50% لكل منهما السينما 34,2% والمتاحف 26.3% والفلكلور 25%، وليس لهم دور في مواقع الوزارات والبحث العلمي والمنظمات غير الحكومية.

  • تظهر المؤسسات الرسمية بشكل كامل في 100% من مواقع الوزارات والبحث العلمي وهذا متوقع ومنطقى، ولكن ينخفض حضورها في مواقع التعليم الإلكتروني إلى 52% و36.8% في المتاحف و31.3 في السينما و31.6 في الفلكلور و33.3% في دور النشر والمعارض و20% في المكتبات الرقمية و3.8% في الأدب ويختفي تماما في الموسيقى.
  • أما المنظمات غير الحكومية والمؤسسات المدنية فحضورها الأساسي كان في مواقع المنظمات الثقافية الأهلية، حيث كانت مسئولة عن 94,4% من مواقع هذه الفئة، ثم كانت مسئولة عن 31.3% في الفلكلور ثم 28% تعليم إلكتروني ثم 23.1% في كل من الأدب والمسرح، و15.8% في السينما و4.2% في دور النشر والمعارض ومختفية في الموسيقي والبحث العلمي والوزارات.
  • كان حضور الشركات الخاصة باهتا وضعيفا في معظم الفئات فيما عدا فئة دور النشر والمعارض التي كان القطاع الخاص مسئولا عن 62.5 % من مواقعها، أما حضور الشركات الخاصة في الفئات الأخرى فبلغ 23.3% في المكتبات الرقمية و26.3 % في المتاحف، و18.4 في السينما والأدب، و12.5% فلكلور و12% تعليم إلكتروني ولم تظهر الشركات الخاصة والقطاع الخاص في مواقع البحث العلمي والوزارات والمنظمات غير الحكومية.
  • يسود النمط الكلاسيكي كل من الوزارات والبحث العلمي والموسيقي والمنظمات غير الحكومية ودور النشر بنسبة 100%، والمتاحف 94.7% والتعليم الإلكتروني 92% والفلكلور 81,5% والسينما 81.6%، والمسرح 76.9% والمكتبات الرقمية 53.3% والأدب 50%.
  • أما نمط المنتديات فكان حضوره 48% في التعليم الإلكتروني و40% الموسيقي و38.5% المسرح و30.8% الأدب و20% المكتبات الرقمية و12.5 الفلكلور و5.3% السينما ويختفي من الوزارات والمتاحف والبحث العلمي والمنظمات غير الحكومية ودور النشر.
  • سجلت المدونات أدنى حضور داخل الوجه الرقمي للثقافة العربية حيث ظهرت في 26.7% من المكتبات الرقمية و19.2% من الأدب و13.2% من السينما و5.3 % من المتاحف ولم تظهر مطلقا في كل من الوزارات والبحث العلمي والتعليم الإلكتروني والموسيقي والمسرح والفلكلور والمنظمات غير الحكومية ودور النشر.

ملامح الوجه الرقمي للثقافة العربية
طبقا لنوعية المحتوى وجودته

يوضح الجدول رقم"4" ملامح الوجه الرقمي للثقافة العربية طبقا لنوعية المحتوى وجودته كالتالى"

توعية المحتوى:

  • سجل المحتوى الثابت كثافة انتشار في مواقع في التعليم الإلكتروني بلغت 68 نقطة، وفي المتاحف 56.6 نقطة والبحث العلمي والموسيقي 48.3نقطة، و43.3 نقطة في الأدب و39.1 نقطة في الفلكلور ودور النشر 35.4نقطة، والمنظمات غير الحكومية 33.3 نقطة، والمسرح 31,7 نقطة والسينما 23.7نقطة، والوزارات 5.6 نقطة.
  • سجل المحتوى المتجدد كثافة انتشار في مواقع السينما بلغت 25.0 نقطة والبحث العلمى20.7 نقطة والمكتبات الرقمية 14.2 نقطة والمنظمات غير الحكومية13.9 والموسيقي 12.5نقطة ودور النشر 11.5والفلكلور 9.4 والمتاحف 9.2 والأدب 8.7 والمسرح 8.0 والوزارات 2.8 والتعليم الإلكتروني نقطتان.
  • ظهر المحتوى التفاعلي في مواقع الفلكلور بمعدل كثافة بلغ 6.3 نقطة وفي الموسيقي 5.8 نقطة والمسرح و3.8 نقطة والمنظمات غير الحكومية و2.8 نقطة والبحث العلمي و0.9 نقطة والمكتبات الرقمية و0.8 نقطة واختفي في السينما ودور النشر والمتاحف والأدب والوزارات والتعليم الإلكتروني.
  • ظهر المحتوى المتنوع بمعدل كثافة بلغ 54.2نقطة بمواقع الوزارات، وفي السينما 10.5نقطة والأدب 6.7 نقطة والمكتبات الرقمية 4.2نقطة، والتعليم الإلكتروني 4.0 نقطة، ودور النشر نقطة 2.1، والمسرح 1.9 نقطة، والمتاحف 1.3نقطة، ولم يظهر بالفلكلور والموسيقي والمنظمات غير الحكومية والبحث العلمي.

جودة المحتوى:

  • في فئة المحتوى الممتاز سجلت مواقع الموسيقي 54.2 نقطة من حيث كثافة انتشار هذه النوعية من المحتوى بداخلها، وسجلت مواقع السينما 36.8 نقطة، والمسرح 36.5 والفلكلور 23.4 والأدب 13.5 والمكتبات الرقمية 10.8 ودور النشر 10.4 والتعليم الإلكتروني 3.0 والوزارات 2.6 والمتاحف 1.3، ولم تسجل مواقع المنظمات غير الحكومية والبحث العلمي أية نقاط.
  • في فئة المحتوى الجيد سجلت مواقع التعليم الإلكتروني 73.0 نقطة والمنظمات غير الحكومية 43.1 والبحث العلمي 38.8 ودور النشر 33.3 والأدب 31.7 والموسيقي 30.8 والمتاحف 26.3 والمسرح 24.0 والمكتبات الرقمية 23.3 والسينما 22.4 والفلكلور 21.9 والوزارات 21.1 نقطة.
  • في فئة المحتوى المتوسط سجلت مواقع المكتبات الرقمية 52.5 نقطة والوزارات 44.7 والبحث العلمي 33.6 والمتاحف 32.9 والفلكلور 32.8 والأدب 26.0 والسينما 25.0 والمسرح 23.1 ودور النشر 22.9 والتعليم الإلكتروني 16.0 والمنظمات غير الحكومية 11.1 والموسيقي 8.3 نقطة.
  • في فئة المحتوى منخفض الجودة سجلت مواقع المنظمات غير الحكومية 45.8 نقطة، والمتاحف 39.5 ودور النشر 33.3 والأدب 28.8 والمسرح 26.9 والمكتبات الرقمية 26.7 والفلكلور 21.9 والوزارات 21.1 والبحث العلمي 20.7 والسينما 15.8 والتعليم الإلكتروني 8.0 والموسيقي 5.0 نقاط.

ملامح الوجه الرقمي للثقافة العربية
طبقا لأهمية المواقع للتنمية الثقافية وتعددية الوسائط

يوضح الجدول رقم "5" ملامح الوجه الرقمي للثقافة العربية طبقا لأهمية المواقع للتنمية الثقافية واستخدام تعددية الوسائط وذلك كالتالى:

الأهمية للتنمية الثقافية

  • تصدرت مواقع المسرح المواقع المهمة جدا بالنسبة للتنمية الثقافية، حيث كانت نسبة المواقع المهمة جدا للتنمية الثقافية 34.6 في المسرح، وفي المكتبات الرقمية 20.0%، وفي الفلكلور18.8% ودور النشر16.7 % والأدب 11.5 %والسينما 10.5 %، والمنظمات غير الحكومية 5.6 %، والموسيقي 3.3 %، ولم يظهر بالوزارات والتعليم الإلكتروني والمتاحف والبحث العلمي.
  • أما المحتوى المهم بالنسبة للتنمية الثقافية فكان أكثر ما يكون في فئة المسرح بنسبة 26.9 % ثم المكتبات الرقمية 13.3%، والفلكلور 37.5%، ودور النشر 45.8%، والأدب 34.6%، والسينما 31.6% والمنظمات غير الحكومية 27.8 والموسيقي 96.7%، والوزارات 26.3%، والتعليم الإلكتروني 76.0 %، والمتاحف 10.5 %، والبحث العلمي 3.4 %.
  • ظهر المحتوى متوسط الأهمية في مواقع البحث العلمي بنسبة 44.8 %، والمكتبات الرقمية 43.3 %، والمتاحف 42.1 % والسينما 36.8 %، والأدب 34.6 % والمسرح 26.9 والوزارات 26.3 %، والفلكلور 25.0 % والمنظمات غير الحكومية 22.2%، ودور النشر 16.7 %، والتعليم الإلكتروني 8.0 %، ولم يظهر بالموسيقى.
  • تربعت مواقع البحث العلمي على فئة المحتوى ضئيل الأهمية بنسبة 48.3%، ثم جاءت المكتبات الرقمية بنسبة 23.3 %، والمتاحف 47.4 5، والسينما 21.1 %، والأدب 19.2 %، والمسرح 15.4 %، والوزارات 36.8 %، والفلكلور 18.8 %، والمنظمات غير الحكومية 44.4 % ودور النشر 20.8 %، والتعليم الإلكتروني 16.0 %، ولم يظهر في الموسيقى.

استخدام تعددية الوسائط في عرض المحتوى

  • استخدم النص كوسيط لعرض المحتوى في جميع المواقع من جميع الفئات بنسبة 100%.
  • ظهر الصوت كوسيط لعرض المحتوى في 96.7% من مواقع الموسيقى، والتعليم الإلكتروني 52.0%، والوزارات 31.6 %، والأدب 30.8 %، والسينما 26.3 %، والمتاحف 15.8 %، والفلكلور 12.5 %، والمنظمات غير الحكومية 11.1 %، والبحث العلمي 6.9 %، والمكتبات الرقمية 6.7 %، والمسرح 3.8 %، ولم يظهر بمواقع دور النشر.
  • ظهر الفيديو كوسيط لعرض المحتوى في 52.0 % من مواقع التعليم الإلكتروني، والموسيقي 40.0 %، والأدب 30.8 %، والوزارات 26.3 % والسينما 26.3 % والفلكلور 12.5% والمسرح 11.5 % والمتاحف 10.5 % والبحث العلمي 10.3 % والمكتبات الرقمية 6.7 % ودور النشر 4.2 % ولم يظهر في مواقع المنظمات غير الحكومية.
  • ظهرت الصور كوسيط لعرض المحتوى في جميع مواقع الموسيقي والمتاحف، وظهرت في 93.8 % من مواقع الفلكلور، والتعليم الإلكتروني 92.0 % ودور النشر 91.7% والمنظمات غير الحكومية 88.9% والأدب 88.5 % والسينما 84.2 % والمكتبات الرقمية 83.3 % والبحث العلمي 82.8% والوزارات 78.9 % والمسرح 69.2%.

ملامح الوجه الرقمي للثقافة العربية
طبقا للجمهور المستهدف

يوضح الجدول رقم "6" ملامح الوجه الرقمي للثقافة العربية طبقا للجمهور المستهدف وذلك كالتالى:

أولا من حيث الفئة العمرية:

  • ظهر المحتوى المخصص لمخاطبة الأطفال في 21.1 % من مواقع الوزارات، والتعليم الإلكتروني20.0 %، والمتاحف 15.8 %، ودور النشر 12.5 %، والمنظمات غير الحكومية 11.1 %، والمكتبات الرقمية 3.3 %، ولم يظهر بمواقع البحث العلمي والسينما والأدب والمسرح والفلكلور والموسيقى.
  • ظهر المحتوى المخصص لمخاطبة الشباب في 100% من مواقع المتاحف والسينما والمسرح والفلكلور، والبحث العلمي 93.1 %، والتعليم الإلكتروني 92.0 %، والوزارات 84.2 %، والأدب 46.2 %، ودور النشر 37.5 %، والمنظمات غير الحكومية 33.3 %، والموسيقي 30.0 والمكتبات الرقمية 13.3.
  • ظهر المحتوى المخصص لمخاطبة البالغين في 100% من مواقع المتاحف والسينما والمسرح والفلكلور والموسيقى، وفي البحث العلمي 96.6 %، والمكتبات الرقمية 90.0 %، والوزارات 84.2 %، ودور النشر 79.2 %، والتعليم الإلكتروني 68.0 %، والمنظمات غير الحكومية 66.7 والأدب 53.8 %.
  • ظهر المحتوى المخصص لمخاطبة المسنين في 100% من مواقع المتاحف والمسرح، وفي الفلكلور 93.8 %، والبحث العلمي 93.1 %، والوزارات 84.2 %، والسينما 81.6%، ودور النشر 16.7%، والتعليم الإلكتروني 8.0%، ولم يظهر في الموسيقي والمكتبات الرقمية والمنظمات غير الحكومية والأدب.

ثانيا من حيث مستوى التعليم

  • ظهر المحتوى الذي يخاطب ذوي التعليم تحت المتوسط في 100% من مواقع الوزارات والموسيقى، وفي المتاحف 78.9 %، والسينما 60.5 %، والتعليم الإلكتروني 28.0 %، والبحث العلمي 13.8%، والمسرح 7.7 %، والفلكلور 6.3 %، والمنظمات غير الحكومية 5.6 %، ودور النشر 4.2 %، ولم يظهر في المكتبات الرقمية والأدب.
  • ظهر المحتوى الذي يخاطب ذوي التعليم المتوسط في 100% من مواقع الوزارات والموسيقي والمسرح، وفي السينما 97.4 %، والمتاحف 94.7 %، والفلكلور 93.8 %، والمنظمات غير الحكومية 83.3 %، والأدب 65.4 %، والتعليم الإلكتروني والمكتبات الرقمية40.0%، ودور النشر 33.3 %، والبحث العلمي 24.1 %.
  • ظهر المحتوى الذي يخاطب ذوي التعليم العالي والمثقفين في 100% من مواقع الوزارات والموسيقي والمسرح والمتاحف والفلكلور والمنظمات غير الحكومية والبحث العلمى، وفي 92.1 % من مواقع السينما، والتعليم الإلكتروني 68.0 %، ودور النشر 62.5 %، والمكتبات الرقمية 60.0 %، والأدب 34.6 %.

ملامح الوجه الرقمي للثقافة العربية
طبقا لجماهيرية المواقع ومعدل زيارتها

يوضح الجدول رقم "7" ملامح الوجه الرقمي للثقافة العربية طبقا لجماهيرية المواقع ومعدل زيارتها وذلك على النحو التالى:

  • لم يظهر أي موقع من أي فئة في مستوى الزيارات "المرتفع للغاية" المصنفة ضمن أكثر ألف موقع على العالم من حيث عدد الزيارات، باستثناء موقع واحد في فئة السينما يشكل 2.6% من هذه الفئة.
  • ظهر 56.7% من مواقع الموسيقي في فئة "مرتفع جدا" كما ظهر 10.5% من مواقع السينما في هذه الفئة وفيما عدا ذلك لم تظهر أية مواقع من أي فئة أخرى.
  • في فئة " مرتفع" بدأت الدائرة تتسع، فظهر 23.3 % من مواقع الموسيقى، والمسرح 19.2%، والفلكلور 12.5%، والوزارات 10.5%، والمكتبات الرقمية 6.7 %، والسينما 5.3 %، والمتاحف 3.7 %، والأدب 3.3 %، ولم تظهر أية مواقع من المنظمات غير الحكومية والبحث العلمي والتعليم الإلكتروني ودور النشر.
  • في فئة " متوسط" ظهر 13.3 % من مواقع المكتبات الرقمية، والتعليم الإلكتروني 8.0 %، والمسرح 7.7 %، والسينما 5.3 %، والأدب 3.3 %، ولم تظهر أية مواقع من الموسيقي والفلكلور والوزارات والمتاحف والمنظمات غير الحكومية والبحث العلمي ودور النشر.
  • في فئة "منخفض" ظهر 6.7 % من مواقع الموسيقى، والتعليم الإلكتروني 4.0 %، والمسرح 3.8 %، والمكتبات الرقمية 3.3 %، والأدب 3.3 %، ولم تظهر أية مواقع من السينما والفلكلور والوزارات والمتاحف والمنظمات غير الحكومية والبحث العلمي ودور النشر.
  • في فئة " ضعيف" ظهر 4% من مواقع التعليم الإلكتروني و3.8% من مواقع المسرح، ولم تظهر مواقع من أية فئة أخرى.
  • في فئة " منخفض للغاية" ظهر 86.2 % من مواقع البحث العلمى، ودور النشر83.3 %، والمنظمات غير الحكومية 77.8 %، والسينما 71.1 %، والتعليم الإلكتروني 68.0 % والمسرح 65.4 % والمكتبات الرقمية 56.7% والوزارات 52.6%، والمتاحف 40.7%، والأدب 40.0%، والفلكلور37.5 %، والموسيقي 13.3%.
  • في فئة " مهمل وخارج التصنيف" تصدرت المتاحف القائمة بـ 51.9%، ثم الفلكلور 50.0 %، والوزارات 36.8%، والأدب 36.7 %، والمنظمات غير الحكومية 22.2%، والمكتبات الرقمية 20.0%، ودور النشر 16.7%، والتعليم الإلكتروني 16.0%، والبحث العلمي 13.8 %، والسينما 5.3 %، ولم تظهر أية مواقع من المسرح والموسيقي في هذه الفئة.

تحليل نتائج المسوح
نقاط القوة والضعف في الوجه الرقمي للثقافة العربية

نصل الآن إلى السؤال التالي: ما الذي يمكن الخروج به من الأرقام والجداول السابقة ؟
تكشف الأرقام السابقة عن وجود العديد من نقاط القوة والضعف فى الوجه الرقمى الراهن للثقافة العربية، وذلك على النحو التالى:

أولا نقاط القوة:

في ضوء الأرقام والتحليلات السابقة يمكن القول إن الوجه الرقمي للثقافة العربية حاليا يتمتع بنقاط القوة التالية:

  1. ـ توجد بعض المواقع العربية الثقافية صممت بمعايير عالمية وتقدم محتوى ينافس الكثير من المواقع العالمية من حيث الجماهيرية والقوة والخدمات التفاعلية مع الجمهور، خاصة في السينما والموسيقي وبعض المدونات الأدبية والمكتبات الرقمية، وتعد هذه المواقع على قلتها ـ أو كونها استثناء ـ علامة من علامات القوة التي تثبت أنه بالإمكان الوصول بالوجه الرقمي للثقافة العربية إلى مستويات أفضل بكثير مما هو سائد الآن.
  2. في نسبة استثنائية من المواقع كان هناك حضور واضح للجهات التي يفترض أن تضطلع بمسئولية نشر الثقافة الرقمية في هذه المجالات، ومن هذه الأمثلة الاستثنائية أن الأفراد حققوا حضورا طاغيا في تحمل مسئولية المواقع التي التي تحقق فعليا زيارات كبري على الشبكة وفي مقدمتها الموسيقى، والأرقام الخاصة بالمنظمات غير الحكومية تشير إلى دور بارز لهذه المنظمات في رعاية وتقديم مواقع الفلكلور والتعليم الإلكتروني، بينما يبرز دور الشركات والقطاع الخاص قويا في مجال دور النشر والمعارض، وفي هذه الأمثلة تبدو الأمور طبيعية دون حدوث "تبادل للأدوار" أو تراجع في الأدوار ما بين كل جهة وأخرى، مما يعني أن كل طرف " أفراد ـ جهات رسمية ـ جهات أهلية ـ قطاع خاص" لديه قدر من الوعي بالمجالات الثقافية التي تحتاجه لدوره أكثر من غيره.
  3. ثمة أرقام تشير إلى أن المحتوى التفاعلي ـ الذي يناسب التنمية الثقافية أكثر من غيره ـ قد بدأ يتسلل إلى بعض المجالات ويسجل فيها درجة من الكثافة في الحضور، كالموسيقي والمسرح والفلكلور بشكل أساسى، كما ظهرت أرقام تشير إلى بداية طيبة لنشر المحتوى المتجدد في مجالات السينما والبحث العلمي والمكتبات الرقمية، وبدأ يظهر اهتمام بالمنتديات في التعليم الإلكتروني والموسيقي والمسرح والأدب، وإذا كانت هذه الظواهر لم تصبح بعد نقطة قوة يحسب لها حساب فعلي الأقل هي تدل على أن نقطة ضعف في الوجه الرقمي للثقافة العربية قد بدأت "تضعف" وتخفت.
  4. ـ بشكل عام هناك اهتمام نسبي قابل للتطور والتحسين في الإقبال على الأخذ بمبدأ تعددية الوسائط في عرض المحتوى، وهو مبدأ تحتاج إليه المواد الثقافية بشدة عبر الفضاء الإلكتروني لكي تصبح فاعلة وجاذبة للجمهور، فهي تضع صوت الشاعر مع كلمات القصيدة، وفيديو المطرب مع كلمات الاغنية، وصوت وصورة الفلكلور مع النص الذي يشرح، والأرقام تشير إلى أن خمس المواقع التي خضعت للتحليل فيها تعددية وسائط كاملة نصوص وفيديو وصور وصوت، وربعها به تعددية وسائط ثلاثية تشمل النصوص والصور والصوت.
  5. هناك تعدد في الفئات التي تخاطبها المواقع الثقافية، فمعظم المواقع تخاطب أكثر من فئة سواء على صعيد المستوى التعليمي أو الفئة العمرية، فالجميع تقريبا يخاطب في وقت واحد وبصورة أو بأخري الشباب والبالغين والمسنين وذوي التعليم العالي والمثقفين وذوي التعليم المتوسط، وهذا يشكل استعدادا للانفتاح على المجتمع الواسع بفئاته المتنوعة، ويعكس استعدادا لدي أصحاب المواقع والقائمين عليها بتقديم محتوى لجمهور متنوع ومتعدد الخصائص، وهو ما يخدم التنمية الثقافية باعتبارها حاجة ملحة للجميع.
  6. قدمت بعض المواقع نماذج ناجحة تثبت أنه بالإمكان وبقدر من الصبر والجدية جذب قطاعات كبري من الجماهير العربية لكي تقبل وتتابع وتنجذب إلى المحتوى الثقافي الرقمي المقدم عبر الإنترنت، وحدث هذا بصورة واضحة في فئة السينما والموسيقي التي ظهرت بها عدة مواقع تتمتع بمستويات زيارة "مرتفعة للغاية" أي مصنفة ضمن أكبر ألف موقع من حيث معدلات الزيارة على مستوى الإنترنت و"مرتفعة جدا" أي بين المواقع من ألف إلى عشرة آلاف، وهذه خبرة لا يستهان بها في كيفية تصميم وبناء وتشغيل مواقع ثقافية تستطيع تحقيق جماهيرية واسعة على هذا النحو، وعلي الرغم من أن هذه النوعية ذات الجماهيرية العالية من المحتوى كانت استثناءات نادرة فإنها في النهاية تشكل نقطة قوة يمكن الاستفادة منها والبناء عليها في مجالات أخرى.
  7. في معيار نوعية المحتوى ظهرت نسبة طفيفة من المواقع التي تتسم بمحتوي متجدد وتفاعلي ومتنوع وهي نقطة قوة تفتح المجال نحو إمكانية انسياب الإنتاج الثقافي العربي عبر الإنترنت مسقبلا.
  8. وفي معيار جودة المحتوى ظهرت نسبة طفيفة من المواقع أيضا تتمتع بمستوي من الجودة في المحتوى يتراوح بين ممتاز وجيد، وهي نقطة قوة لصالح المحتوى القائم.
  9. وفي معيار أهمية المحتوى للتنمية الثقافية حظيت النسبة الأكبر من المواقع التي تم تحليلها بتصنيف مهمة جدا ومهمة بالنسبة للتنمية الثقافية، مما يدل على أن القاعدة الأكبر من المواقع مهيأة ولو على مستوى قناعات أصحابها لكي تكون قريبة الصلة بقضية التنمية الثقافية بصورة أو بأخرى.
  10. اجتماع نقاط القوة الثلاثة السابقة معا يضيف نقطة قوة رابعة هي أن هناك بذرة أو "نواة" للجدية والوعي في إعداد وعرض المحتوى الثقافي العربي في صورة رقمية وعرضه على الإنترنت وهذه النواه قابلة لأن تعمل كنقطة قوة تنمو مع الوقت.

ثانيا: نقاط الضعف

في مقابل نقاط القوة السابقة تشير التحليلات والأرقام السابقة إلى أن هناك الكثير من نقاط الضعف التي تعتري الوجه الرقمي للثقافة العربية وهي كالتالى:

  1. 1ـ بعيدا عن الاستثناءات التي ذكرت في نقاط القوة فإن السمة الغالبة على الوجه الثقافي الرقمي العربي أنه وجه ثابت جامد غير متجدد وبعيد عن التفاعلية والحيوية، إذ يسيطر المحتوى الثابت على معظم المواقع وكثافة انتشاره في المواقع عامة تناهز وربما تزيد على ضعفي كثافة انتشار المحتوى المتجدد وثلاثة أو أربعة أضعاف المحتوى التفاعلي والمتنوع،
    مما يجعل النسبة الأكبر من الجهود التي تبذل فيه تتوارى وتتلاشى ضمن الركام الهائل المنتشر في الفضاء الرقمي دون أن يحس بها أحد.
  2. سيادة النمط الكلاسيكي على تصميم وبناء المواقع الثقافية وعدم التطوير والانتقال للأنماط الأحدث القائمة على التفاعلية والتداول اللحظي الحر للمعلومات والتي تعد جوهر الجيل الثاني للويب، وتعد الوزارات والمتاحف والبحث العلمي ودور النشر هي الأكثر معاناة من نقطة الضعف هذه، وفي هذا السياق سجلت المدونات أدني ظهور لها ووجدت بصورة خفيفة وطفيفة في المكتبات الرقمية والأدب والسينما ولم تظهر بباقي الفئات.
  3. الغالبية الساحقة من المواقع لا تركز على فئة الأطفال بين المراحل السنية المختلفة وفئة التعليم تحت المتوسط بين فئات المستوى التعليمى، وهذه نقطة ضعف خطيرة لأن هاتين الفئتين اللتان سقطتا تقريبا من اهتمام المواقع الثقافية العربية هما الأولى بالاهتمام والرعاية وإعداد محتوى ثقافي يناسبهما، على أساس أن الجمهور ذا التعليم الاقل من المتوسط هو الجمهور الأوسع نطاقا حاليا، وأن الأطفال اليوم هم الفئة التي سيقع على عاتقها عبء التنمية الثقافية في المستقبل علاوة على أنها الفئة الأسهل تعليما وتعلما واستيعابا للثقافة الرقمية.
  4. يشكل الإهمال الجماهيري للمواقع الثقافية العربية سمة غالبة وساحقة في جميع الفئات باستثناء السينما والموسيقى، فأكثر من نصف المواقع في البحث العلمي ودور النشر والمنظمات غير الحكومية والتعليم الإلكتروني والمسرح والمكتبات الرقمية والوزارات والمتاحف والأدب والفلكلور جميعها يحظي بمعدل زيارة ضئيل للغاية، بل وحوالي ربع مواقع العينة إجمالا هي عمليا مواقع خارج التصنيف أي مهملة وتقريبا لا يزورها أحد.
  5. بعيدا عن الاستثناءات في بعض الحالات الخاصة بتوزيع الأدوار والمسئوليات التي اشرنا إليها في نقاط القوة فإن السمة الغالبة أن هناك تراجعات في الأدوار التي يفترض أن تقوم بها جهات معينة تجاه مجالات معينة، كما هو الحال في تراجع دور المؤسسات الرسمية لدي العديد من المجالات التي تحتاجها بشدة مثل التعليم الإلكتروني والفلكلور والمكتبات الرقمية والأدب حيث اتضح أن دور المؤسسات الرسمية في هذه المجالات ضعيف بشكل واضح، وحدث الشىء نفسه فيما يتعلق بدور المنظمات غير الحكومية في المجالات التي تحتاج دعمها فعلا وهي البحث العلمي والأدب والمسرح.
  6. على الرغم من القوة الطفيفة التي ظهرت في أهمية المحتوى بالنسبة للتنمية الثقافية، فإن هناك حلقات شديدة الضعف في هذا المضمار أهمها على الإطلاق الضعف الشديد في المحتوى الذي تقدمه مواقع البحث العلمي للتنمية الثقافية خاصة فيما يتعلق بالثقافة العلمية والتوعية العامة وغيرها، كذلك هناك حلقات ضعف تتعلق بطغيان النص كوسيط في عرض المحتوى على غالبية المواقع، وضآلة الصوت والفيديو وظهوره بمظهر أقل مما يجب في نسبة كبيرة من مواقع السينما والموسيقي والفلكلور التي تحتاج إليه بشدة.
  7. في جميع الحالات ـ بما فيها الحالات الاستثنائية التي ظهر فيها بعض علامات الصحة والجودة والقوة ـ لم يستطع المحتوى الثقافي المعروض على الإنترنت بشكل عام أن يعكس قدرا ولو قليلا من الثراء الشديد الذي تتميز به الثقافة العربية والتراث العربي في المجالات المختلفة، وتقدم المتاحف نموذجا صارخا على ذلك، فلا يوجد موقع متحفي واحد استطاع أن يترجم لزواره الثراء الذي تحتويه جدرانه الحقيقية من تراث إنساني وحضاري فريد، وتشهد مواقع المتاحف المصرية والسورية على ذلك بكل وضوح، ويتكرر هذا الأمر في شتي المجالات الثقافية الأخرى، حتى في الكتب التي تعد أفضل الفئات حالا.
  8. هناك فتور واضح في موقف القطاع الخاص العربي والشركات العربية في اقتحام مجال الثقافة الرقمية وتطبيقاتها وخدماتها، فباستثناء فئة المعارض ودور النشر لا نكاد نلحظ وجودا مؤثرا للقطاع الخاص وشركاته في بناء وتصميم وتشغيل المواقع، حتى في المجالات التي اقتحمها القطاع الخاص عالميا كالتعليم الإلكتروني والمكتبات الرقمية.
  9. لا تهتم المواقع الثقافية العربية بصورة واضحة بحقوق الملكية الفكرية وحقوق المؤلف وجميع الجوانب المتعلقة بقوانين النشر على الإنترنت، ويستوي في ذلك مواقع الموسيقي مع السينما مع المكتبات الرقمية وغيرها، حتى إن بعض المواقع ذات الاسماء اللامعة لا تهتم بايضاح قانونية الحصول على الكتب التي تعرضها، بل ان معظمها لا يذكر شيئا عن المسئول عن هذا الموقع.
  10. على الرغم من أن المواقع الثقافية عالميا تعتبر في معظم ـ إن لم يكن في كل ـ الأحوال نقاط للتلاقي وتبادل المعارف والآراء، فإن الدراسة لم ترصد ما يدل على أن هذه المواقع والجهات القائمة عليها تستخدم مواقعها في إقامة روابط شبكية تعمق علاقاتها ببعضها البعض أو مع جمهورها المستهدف.
  11. ـ هناك نسبة غير قليلة من المواقع الثقافية العربية تظهر إهمالا واضحا للغة العربية ولا تبدي أي اعتزاز باللغة كوعاء للثقافة، ويظهر ذلك جليا لدي المواقع العربية التي تقدم محتواها الثقافي الموجه للمواطن العربي بالأساس باللغة الإنجليزية أو الفرنسية كما هو الحال مع الكثير من المواقع التونسية والقطرية والإماراتية والمغربية.
    ولم تكشف التحليلات التى أجريت على مواقع المجامع اللغوية العربية عن وجود الاهتمام الواجب ببحوث التنظير اللغوى والمعجمى، حيث انصب الاهتمام على المصطلحات، كما لوحظ ندرة أو عدم وجود ذخائر نصوص محوسبة للغة العربية بهذه المواقع والتى تعد مقوما اساسيا للتنظير اللغوى والمعجمى وبناء المعاجم.
  12. لا تعمل المواقع الثقافية العربية بشكل عام وفق نموذج عمل يأخذ الأبعاد الاقتصادية في اعتباره بأي شكل، وبالتالي لم تظهر بعد مواقع ثقافية عربية تعني وتحتفي بآليات التجارة الإلكترونية في المجال الثقافي، ويكاد يكون نموذج بيع الكتب أو عرضها بغرض البيع عبر المواقع هو النشاط الاقتصادي أو التجاري الوحيد عبر هذه المواقع.
  13. لا تحرص مواقع الثقافة العربية ـ فيما عدا استثناءات قليلة ـ على تسجيل نفسها في فهارس قوائم البحث العالمية، وبالتالي فإن الكثير منها ـ حتى ممن يمتلك محتوى ثقافي ضخما ومهما ـ لا يظهر بسهولة أمام زوار ومستخدمي الشبكة خاصة من المواطنين العاديين، بل يدخل في عداد "الإنترنت الخفية" أو "الإنترنت غير المرئية" والتي يقصد بها المحتوى الضخم الموجود على الشبكة ولكن لا يظهر في قوائم ونتائج محركات البحث الشهيرة، لأن أصحابه لا يقومون بفهرسة مواقعهم جيدا في قوائم محركات البحث إما جهلا أو إهمالا، وهذا حال نسبة كبيرة من المواقع الثقافية العربية.

الخلاصة والتوصيات

في ضوء ما أسفرت عنه التحليلات السابقة من نتائح حول الواقع الراهن للوجه الرقمي للثقافة العربية وما يكتنفه من نقاط ضعف وما يتمتع به من نقاط قوة، يمكن القول أن الوجه الثقافي الرقمي العربي ـ فى المجمل ـ ثابت وجامد وغير متجدد وبعيد عن التفاعلية والحيوية، وواقع تحت سيطرة النمط الكلاسيكي في تصميم وبناء المواقع الثقافية وعدم التطوير والانتقال للأنماط الاحدث القائمة على التفاعلية والتداول اللحظي الحر للمعلومات، ناهيك عن أن المحتوى الثقافي المعروض على هذه المواقع بشكل عام لا يعكس قدرا معقولا من الثراء الشديد الذي تتميز به الثقافة العربية والتراث العربي في المجالات المختلفة، كما أن هناك نسبة غير قليلة من المواقع الثقافية العربية تظهر إهمالا واضحا للغة العربية ولا تبدي أي اعتزاز بها كوعاء للثقافة، وهذه أمور تسهم بدرجة واضحة في حدوث حالة من الإهمال الجماهيري للمواقع الثقافية العربية، وهذه سمة غالبة وساحقة في جميع المجالات الثقافية باستثناء السينما والموسيقى، فأكثر من نصف المواقع في البحث العلمي ودور النشر والمنظمات غير الحكومية والتعليم الإلكتروني والمسرح والمكتبات الرقمية والوزارات والمتاحف والأدب والفلكلور جميعها يحظى بمعدل زيارة ضئيل للغاية، وربعها تقريبا مهمل ولا يزوره أحد.
من الملحوظ كذلك أن المواقع الثقافية العربية بشكل عام لا تعمل وفق نموذج عمل يأخذ الأبعاد الاقتصادية في اعتباره بأي شكل، وبالتالي لم تظهر بعد مواقع ثقافية عربية تعني وتحتفي بآليات التجارة الإلكترونية في المجال الثقافى، ولعل ذلك كان من اسباب وجود فتور واضح في موقف القطاع الخاص العربي والشركات العربية في اقتحام مجال الثقافة الرقمية وتطبيقاتها وخدماتها.
وننتهي من الدراسة السابقة إلى مجموعة من الخلاصات والتوصيات هى:

اولا:خلاصات وتوصيات على مستوى المنظومة العامة للثقافة

النقطة الأولى: التوجه نحو الانسياب الحر للمعلومات فيما بين جنبات المجتمعات العربية داخليا وفيما بين بعضها البعض
النقطة الثانية: حث الاجهزة الرسمية العربية المعنية بالتنمية الثقافية على دمج قدرات تقنيات المعلومات والاتصالات فى برامجها ومشروعاتها التنموية.
النقطة الثالثة: ضرورة الموازنة الدقيقة بين ضرورات الانفتاح على الآخر ومحاذير الانجذاب للآخر والانبطاح أمامه
النقطة الرابعة: الاهتمام بالبعد الاقتصادى فى المشروعات الثقافية الرقمية، حتى يكون لدى هذه المشروعات ـ أو البعض منها ـ القابلية للاستمرار والحياة، والعمل على حل اشكالية ملكية المحتوى من خلال الاهتمام بقضايا الملكية الفكرية فى نشر المحتوى الثقافى.
ـ النقطة الخامسة:العمل على تطوير وبلورة سياسات ثقافية على مستوى الإقليم العربى العربى وعلى المستوى القطرى على أن تتفاعل السياسات الأقليمية مع القطرية وشبه الأقليمية، والعمل على تعديل وتحسين مرتبة ووزن الثقافة على أجندة وأولويات الهيات والكيانات الرسمية وغير الرسمية.
النقطة السادسة: رقمنة المحتوى الثقافى العربى بمختلف صوره سواء للإتاحة على الإنترنت أو للجماهير فى الداخل والخارج بصورة أخرى.
النقطة السابعة: السمة الغالبة على الوجه الثقافى الرقمى العربى أنه وجه ثابت جامد غير متجدد وبعيد عن التفاعلية والحيوية ، كما يشكل الإهمال الجماهيرى للمواقع الثقافية العربية سمة غالبة وساحقة للوجه الرقمى للثقافة العربية خاصة فيما يتعلق بالخطاب الموجه للآخر الغربى.
النقطة الثامنة: لم يستطع المحتوى الثقافي المعروض على الإنترنت بشكل عام أن يعكس قدرا ولو قليلا من الثراء الشديد الذي تتميز به الثقافة العربية والتراث العربي في المجالات المختلفة، وتقدم المتاحف نموذجا صارخا على ذلك، فلا يوجد موقع متحفي واحد استطاع أن يترجم لزواره الثراء الذي تحتويه جدرانه الحقيقية من تراث إنساني وحضاري فريد، وتشهد مواقع المتاحف المصرية والسورية على ذلك بكل وضوح، ويتكرر هذا الأمر في شتي المجالات الثقافية الأخرى، حتى في الكتب التي تعد أفضل الفئات حالا.
النقطة التاسعة: التعاون مع الأجهزة الرسمية والمعنية على تخفيض تكلفة امتلاك وتشغيل أدوات تقنية المعلومات والاتصالات، لأنه لا يمكن توظيف هذه التقنيات ثقافيا أو غير ثقافي بدون تكلفة، ويتفاوت عبء هذه التكلفة عالميا تبعا لمستوى دخل الفرد المستهدف بالتنمية، والحاصل أن معظم الدول العربية مصنفة على أنها إما شديدة الفقر أو فقيرة أو متوسطة وبالتالي تمثل التكلفة عائقا أمام التوظيف الثقافي وغير الثقافي لهذه التقنية.
النقطة العاشرة: العمل على تعديل وتحسين مرتبة ووزن الثقافة على أجندة أولويات الهيئات والكيانات الرسمية وغير الحكومية، لأن ذلك ينعكس على الدور الذي يفترض أن تقوم به هذه الأطراف في بناء الوجه الرقمي للثقافة العربية.
النقطة الحادية عشرة: الاستفادة من الالتزام الحالي لدى الحكومات العربية بدعم وتشييد وصيانة وتوسيع نطاق البنية الأساسية لتقنيات المعلومات والاتصالات حاليا ومستقبلا، حيث أن ذلك يوفر فرصة أمام مخططي ومنفذي برامج التنمية الثقافية لبناء برامج ومشروعات تدخل فيها البنية المعلوماتية الناشئة أو الصاعدة كمكون أساسي يتطور مع الوقت.
النقطة الثانية عشرة: العمل على استخدام شريحة السكان التي تتعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ـ ما لا يقل عن 50 مليون نسمة ـ كنواة محيط اجتماعي سكاني ثقافي يمكن استخدامها بصورة مؤثرة في التوظيف الثقافي لتقنيات المعلومات والاتصالات سواء داخل هذه الشريحة نفسها من السكان، أو كمعبر يصل بالثقافة وجهود التنمية الثقافية إلى شرائح أخرى من الجماهير العريضة التي لا يتاح لها الاحتكاك المباشر مع الموارد الثقافية
النقطة الثالثة عشرة: استغلال الاستعداد الموجود لدى الجهات الحكومية والخاصة والأفراد للإنفاق على امتلاك وتشغيل تقنيات المعلومات والاتصالات في زرع وتوطين جهود التنمية الثقافية، على اعتبار أن من لديه استعداد للدفع في امتلاك أدوات تقنيات المعلومات والاتصالات يكون مهيئا بصورة أو بأخرى لتحمل بعض أو كل الأعباء المادية التي قد يتطلبها التوظيف الثقافي لتقنيات المعلومات والاتصالات، كالتعاطي مع المواد الثقافية عبر الكتب الإلكترونية أو أسطوانات الفيديو الرقمية أو تحمل تكلفة تلقي المواد الثقافية عبر خطوط الاتصال السريعة الأعلي نسبيا، وغيرها.
النقطة الرابعة عشرة: تشجيع ودعم التجارب والمحاولات الناجحة والرائدة حاليا في التوظيف الثقافى لتقنية المعلومات ثقافيا، والعمل على نشرها وتعميمها.
النقطة الخامسة عشرة: ضرورة الاهتمام والوعي بطرق وأساليب عرض "البضاعة الثقافية" العربية على الآخر بالأساليب والأدوات المناسبة والسائدة في الفضاء الإلكتروني العالمي وفي مقدمتها التسجيل في الفهارس والأدلة، حتى لا يتحول المحتوى الثقافي العربي إلى محتوى "خفى" على الشبكة.

ثانيا:خلاصات وتوصيات خاصة بمكون اللغة فى منظومة الثقافة

النقطة الأولى: هناك نسبة غير قليلة من المواقع الثقافية العربية تظهر إهمالا واضحا للغة العربية ولا تبدي أي اعتزاز باللغة كوعاء للثقافة.
النقطة الثانية :لم تكشف التحليلات التى أجريت على مواقع المجامع اللغوية العربية عن وجود الاهتمام الواجب ببحوث التنظير اللغوى والمعجمى، حيث انصب الاهتمام على المصطلحات.
النقطة الثالثة: لوحظ ندرة أو عدم وجود ذخائر نصوص محوسبة للغة العربية بهذه المواقع والتى تعد مقوما اساسيا للتنظير اللغوى والمعجمى وبناء المعاجم.

ثالثا: خلاصات وتوصيات خاصة بمكون التربية فى منظومة الثقافة:

النقطة الأولى: حث الاجهزة الرسمية العربية على رفع جودة نظم التعليم، لأن نظم التعليم ركيزة أساسية من ركائز الثقافة في أي مجتمع.
النقطة الثانية: تضع البنية الاساسية المعلوماتية المتاحة حتى الآن بالوطن العربي بين يدي مخططي برامج التنمية الثقافية نقطة بداية لا بأس بها يمكن استخدامها في تدعيم ونشر وتعميق مفهوم التعليم والتعلم المستمر للجميع، باعتبار أن التعليم والتعلم المستمر مسئولية المجتمع ككل.
النقطة الثالثة: إيلاء تركيز خاص لفئتي الأطفال وذوي التعليم المنخفض في برامج ومشروعات التنمية الثقافية المعتمدة على تقنية المعلومات والاتصالات، لأن هاتين الفئتين هما الأولى بالاهتمام والرعاية وإعداد محتوى ثقافي يناسبهما، على أساس أن الجمهور ذي التعليم الأقل هو الجمهور الأوسع نطاقا حاليا، وأن الاطفال اليوم هم الفئة التي سيقع على عاتقها عبء التنمية الثقافية في المستقبل.
النقطة الرابعة: معظم المواقع فى هذه الفئة تقدم ما يعرف بالمقررات المبرمجة ولا تهتم بتنمية المهارات الذهنية الأساسية بمستوياتها المختلفة ولا تركز على المفاهيم الأساسية.

رابعا: خلاصات وتوصيات خاصة بمكون الإعلام فى منظومة الثقافة:

النقطة الأولى:عدم الاستعداد للنقلات المرتقبة فى الإعلام الالكترونى كالفيديو تحت الطلب والتلاحم بين الانترنت والمحمول والإعلام الورقى والفضائى.
النقطة الثانية: عدم الاستعداد لموجة الإعلام الشعبى القائم على الفرد كالمدونين والمنتج الإعلامى الموجه للفرد بصورة شخصية.
النقطة الثالثة: ضرورة إحداث تشبيك في مجال النشر والإعلام والكتب والمكتبات والتراث، لفتح قنوات لتبادل المعارف والكتب في مختلف المجالات من خلال المكتبات الرقمية والمستودعات الأخبارية والإعلامية التخيلية المفتوحة، ومستودعات النشر الرقمي والمدونات والشبكات الاجتماعية وغيرها، مما يتيح موارد ثقافية هائلة أمام المواطن العربي للنهل منها طوال الوقت بصورة مجانية أو بتكلفة زهيدة.

خامسا: خلاصات وتوصيات خاصة بمكون الإبداع فى منظومة الثقافة

النقطة الأولى: العمل على تحسين أوضاع البيئة الإبداعية السائدة بالوطن العربى، على اعتبار أن هناك اربتاط شديد بين الوجه الرقمى للثقافة ومقومات البيئة الإبداعية السائدة، كما أن هناك ارتباط مماثل بين فرص نشر وتوظيف تقنيات المعلومات والاتصالات ومقومات البيئة الإبداعية.
النقطة الثانية: استخدام الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات كوسيلة للإتاحة الدائمة للمعارف بصورة احترافية للمبدعين والموهوبين بما يسمح بنشر الفن والإبداع القائم على المعرفة ويكسر احتكار الوسائل التقليدية الناقلة للمعرفة للمبدعين.

سادسا: خلاصات وتوصيات خاصة بمكون البحث العلمى فى منظومة الثقافة

النقطة الأولى: اعتبار تقنية المعلومات والاتصالات فى دعم مؤسسات البحث العلمي العربية الأداة الأساسية فى توفير فرص التواصل بين مؤسسات البحث العلمى العربية وبينها وبين المراكز البحثية العالمية، أو الربط فيما بينها لتحقيق مزيد من التكامل والتنسيق في مجال البحث العلمي، عبر تكامل الموارد وتبادل الأفكار وتداخل التخصصات وتعددها.
النقطة الثانية: ـ نشر الثقافة العلمية السلمية ومكافحة الخرافة واللاعلمية بالمجتمع العربي من خلال المواقع والمنتديات والمدونات العلمية بالإضافة إلى قوائم البريد الإلكتروني ومجموعات الأخبار والمنشورات العلمية المتخصصة والأكاديمية على الإنترنت.