الإلكترونية «رفوف» تستعرض تجربتها: 100 ألف مستخدم و5 آلاف كتاب

الدمام: «الشرق الأوسط»

موقع رفوف

مع تنامي الثورة الرقمية، برزت الحاجة لتطوير منتجات ثقافية رقمية يمكنها التكيف مع الوسائل التي تتنامى شعبيتها، لكن العرب ليسوا على رأس القائمة في النشر الإلكتروني، ولا في ذيلها، فما زالت المحاولات متواضعة لإيجاد بيئات إلكترونية للثقافة الرقمية، على الرغم من تنامي الطلب عربيا على التعامل مع منتجاتها، يعزز ذلك ارتفاع حجم المستخدمين العرب لوسائل التواصل الإلكتروني واقتناء أجهزة الهواتف الذكية، والكومبيوتر اللوحي.

وليست سوق النشر العربي الورقي أحسن حالا، وكان يمكن للنشر الإلكتروني أن يملأ الفجوة في سوق الكتاب، لكن المحاولات لإنتاج مواد ثقافية (كتب، مجلات، دراسات، مراجع) ما زالت دون المستوى، ومع ذلك فهي أيضا تواجه ما تعانيه الصناعة الورقية للثقافة من ضعف الحماية وسيطرة الروح النفعية، وانتهاك حقوق الملكية الفكرية.

من بين تجارب النشر الإلكتروني، عربيا، تبرز «رفوف» التي تتخذ من دبي في الإمارات العربية المتحدة، مقرا لها، بدأت رفوف كفكرة في مايو (أيار) 2009 وخاصة عند ظهور الأجهزة الذكية (الآي فون).
ويقول شادي حسن مؤسس شركة «رفوف» إن الفكرة كانت تراوده حين تأسيس «رفوف» للتحول إلى عالم الكتب الرقمية التي توفر تجربة قراءة فريدة من نوعها مع ميزات لا تتوفر بالكتب المطبوعة.

ويضيف حسن: «أصبحت (رفوف) أول وأكبر مكتبة إلكترونية من نوعها في العالم العربي. وقد تأسست في دولة الإمارات كأول شركة خاصة من نوعها في الشرق الأوسط تهتم بالتكنولوجيا الحديثة مقرها في مدينة الإعلام في دبي. وتستقطب رفوف حاليا عددا كبيرا من المستخدمين وخاصة من السعودية والإمارات ودول الخليج العربي وجميع أنحاء العالم حيث وصل عدد المستخدمين إلى أكثر من 100 ألف مستخدم».

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، عن العلاقة مع الناشرين، قال شادي حسن: «في البداية وجدنا صعوبة في التعامل مع الناشرين ودور النشر وذلك لأن النشر الرقمي يعد نقلة نوعية بالنسبة للناشرين بالإضافة إلى أننا لا نستطيع أن نخفي أهمية الكتاب الورقي ومدى استخدامه على طول السنين الماضية واعتماده كمصدر أساسي للقراءة، ولكن استطعنا من خلال خبرتنا في المجال الرقمي إقناع القراء والناشرين بتجربة هذا النوع الجديد من القراءة والنشر ونلقى اليوم إقبالا كبيرا».

وعن مصادر إيجاد الكتاب الرقمي، يقول حسن: « يتم تحصيل الكتب الرقمية من خلال دور النشر والناشرين والمؤلفين». ويضيف: «تتميز (رفوف) بحضورها الدائم لكافة معارض الكتاب التي تقام في جميع أنحاء الوطن العربي والالتقاء بدور النشر والناشرين بالإضافة إلى خدمة النشر الفوري والتي نوفرها من خلال موقعها الإلكتروني، حيث يستطيع الناشر والمؤلف من جميع أنحاء العالم التسجيل في هذه الخدمة وإرسال الكتب ليتم نشرها عن طريق تطبيق رفوف إلى جميع أنحاء العالم».

وبشأن تعاون المؤلفين، يقول: «تعاون المؤلفين هو العامل الأهم والفاعل في عملية النشر الإلكتروني من أجل تزويد الدار بالمحتوى الإلكتروني وما يترتب عليه من الملفات والأغلفة والأسعار بالإضافة للمعلومات الكاملة عن الجهة الناشرة، من أجل توقيع العقود وضمان الحقوق لكل من الطرفين. أما استجابة الجمهور للإصدارات وتحديدا الإلكترونية فهي كبيرة. يباع الكتاب الرقمي بسعر متهاود مقارنة بالكتاب المطبوع، كما يتميز بسهولة الوصول إلى محتوياته بالإضافة إلى الميزات الكبيرة التي توفرها التطبيقات الحديثة أثناء القراءة والتي تجعل من تجربة القراءة الإلكترونية فريدة من نوعها».

مؤسس (رفوف)، لا يعاني من انتهاك حقوق الملكية الفكرية، «وذلك لما نتخذه من خطوات قانونية قبل نشر الكتاب كالتأكد من هوية الناشر وحقوق ملكيته للكتاب بالإضافة للتحقق من جودة المحتوى وقابليته للنشر طبقا لقوانين الدولة التي نقيم فيها».
ويضيف: «بالنسبة لحماية الكتب فنحن على أشد المعرفة بأن أي محتوى في العالم معرض للسرقة والطباعة وأتكلم بالأخص عن الكتاب الورقي أما الكتاب الإلكتروني وخصوصا في تطبيق رفوف على الآي فون والآي باد فلقد اتخذنا شتى سبل الحماية لضمان جودة عملنا، ولا نخفي الدور الكبير لهذه الأجهزة والتي جهزت بأفضل وسائل الحماية على الإطلاق والتي أثبتت جدارتها في جميع أنحاء العالم».

ومع اتساع سوق النشر الإلكتروني، هناك عدد من دور النشر التي توفر منتجات ثقافية رقمية من الكتاب بمختلف توجهاتها، ومن الدور النشر التي تتعامل معها (رفوف): دار كُتاب، والمسبار، والمدارك من الإمارات، ورسلان، وشعاع من سوريا، والمعتز، وغيداء من الأردن، ودار القلادة من مصر، كما أن هناك كتبا رقمية صادرة عن الدوائر الحكومية مثل: جامعة حمدان الإلكترونية، ونادي دبي للصحافة، ودائرة القضاء في أبوظبي، وكذلك شركات خاصة مثل شركة اتصالات الإماراتية، ومجلة Forbes «فوربس»، وغيرها.

الشرق الأوسط- الاحـد 11 شعبـان 1433 هـ 1 يوليو 2012 العدد 12269