مشرق الغانم

ثلاثون تفاحة على طاولتي
يحدق فيها شبحٌ أزرق،
ثلاثون امرأة يطفن حدائق العمر هذا المساء.

مع السجائر

كيف لي أن أغفو ثلاثين عاماً
وأصحو على وقع قامتك
وأراك مثلي
جالساً في حانة نائية وتسألني عني...

عراب المنادى

يا أيها الطفل الذي يشبه رمانة تأنت
قبيل السقوط على نبع
كان يرتج قلقاً، تُفسح الأرض له
كي يمرَّ سيل الكلام

مرافعة الطالب

منذ خمسة أعوام
فراش كثيف
لا يبارح هذا المكان

لاً جدلاً...

أيُّها النهر ألا تمضي إلى رأسي
مرّة،
وتوهم نفسك أنني البحر...

توسل إليك يا...

البرتقالة التي بين يديك الذابلتين
لا تشطريها
اتركيها في حديقة الأعشاب

مساكن برزه

أهذه رفرفة الصباحات أم رفرفة
الأرض المسكونة بالخراب؟
خرابٌ، خرابٌ، خرابْ.

مقولات السائح

المدينة فارغة إلاّ من كلبة سائبة
يجرها،
كلب سائب في نفق مهجور.

هم هكذا...

الوردة تسقط من الوردة
وأنا وحيد كالغريب
أبحث في المياه عن المياه.

قصيدة حلال

هل كان موعدنا هنا؟
نحن الذين فرقتنا الحروب حتى التقينا
عند "المجزرة الإسلامية".
تحت يافطة: "ذبح بالسكين تحت إشرافنا"

موقف الشَّاعر

أيُها الجمال
اتكئ قليلاً إلى الخلف
كي أسدِّد إليك ضربتي.

اوة الشِّعر

والنبيذ دافئ على الطاولة
وأنا على الرّصيف حزين
أعبئ جيبي بالضباب كي أطير.

تراث المعارك

صباح الخير شارع نوربرو
الكحوليون يتخاصمون على قنينة فارغة
ونساء مستلقيات على عشب المقبرة

شواق الضرير

صباح الخير شارع نوربروفي غرفة يتحرك الضوء فيها كالغبار
أتى إليَّ العراق
نخلة نامت على كفّي.

آكلة لحوم الشعراء

ماذا أصنع بهذه الخيبة
تأكلني...
وينهشني الظلام لصق سياج المقبرة.

منارة الواصل

لكي أراكِ لا تنفضي الغبار الذي
استطالت
قرونه على الملابس.

متاه الرّعد

طفل الصباحات الذي غفا في الوهاد
أيقظه الرّعد
كي يشرد في ليل من ضباب.

هكذا في الغياب

كراعٍ يرقب قطيعه،
تململت طويلاً، ثمة غيماتٌ بعيدات
وثمة ذئب.

من خطبة الوداع

كان أبي يودِّع الباصات
ويداعبُ عصفوراً،
ويشير إلى غيم أوى إلى النخيل.