صلاح الحمداني

وفي أقصى طفولتي
مرآة تعبر النّهار
وصحراء تطلُّ من داخلي.

جاهزية حربية

جميع الأسلحة ممكنة إلاّ سلاح
القيل والقال
الذي لا يصيب وجهاً لوجه.

حاضر لولا...

والكلب ينبح نفس النّهار
ثم اصطحب المكان في حقيبته ومضى.

مباراة بالمصادفة

تتسابق الهموم وتغلِّف الضحكات:
كتاب مهمل منذ عزّ الطفولة
فوق رفِّ الرجولة.

على فكرة...

ثمة مطرٌ متعفنٌ في جيوبي
ومدن قاحلةٌ تبلل الطيف مثلَ حبلى مسلولة
تلمس القيء الأجرب كلوطيين يتهامسون
على الأرصفة الرّمادية.

من أجل ماذا؟

كيف حال الدار؟
وحقيبتك التي لم تسافر إلا مرة واحدة
مركونة اليوم في المطبخ
تنتظر ركلة الرّحيل

حلاّق الماضي

أحد صباحات تموز آنذاك
كان والدي يضع كرسياً أمام الدّار
يحدّ الشفر، يضعني فوق الكرسي.

أرجوحة حمراء

والمشاحيف لن تطفو فوق جلد البحر
وماء الخليج
دمٌ يتدحرج كالصخور.

إلى جميع التراثات

رأيتُ أجداداً يحفرون قبور بعضهم
بلا حياء،
ويحصدون الحقد والرذيلة،
وآباءً ينتعلون جلد أطفالهم.

خارج الدائرة

رأيتُ شاعراً مستطيلاً يطرق باب الصحراء
منعزلاً مع أفياء نيق
متجذرة في كفوف الرّمال

والتين والزيتون

رأيتُ حجاب الحروب
يغطي خجل الله
الذي يتنزه في أرواح الفقراء.

ومن دون ارتباك

يشرف العمر على مقبرة
وتشرق الشمس في كأس
ولم يبق في حنجرة الديك شيء يقلق فيه النّهار.