مختارات من الشعر الفارسي

ترجمة: فرزدق الأسدي
راجعه : موسي بيدج

نيما يوشيج
1895 - 1959

المجاميع الشعرية :
أيها الليل - الناقوس - كتابت عابرة -
مياه في مأوى النمل - مانلي - دار سريويلي -

بيتي غائم

نيما يوشيجبيتي غائم
وكل الأرض
غائمة معه

تهب الريح عاصفة
من أعلى الشعاب
منكرة
متهشمة

سكرى
والعالم بأكمله
كحاستي
محطم بسبب الريح

يا عازف الناي
يا من أخذتك ألحانه
إلى ابعد الطرقات
أين أنت ؟

بيتي غائم
لكن
غيومه تريد أن تمطر

أفكر
بالأيام المتألقة
التي افتقدتها
وبمواجهة الشمس
أحدق في فسحة البحر

العالم
كله
متهشم ومحطم
بسبب الريح

على الطرقات
عازف الناي
الذي يعزف باستمرار
هو وحده من يشق الطريق
عبر هذا العالم الغائم

****

محمد حسين شهريار
1904 - 1988

المجاميع الشعرية :
سلاماً يا حيدر بابا - ديوان شهريار

ويلاه ... أماه !

مرّت ، ثانية ، برقة وهدوء
من جانب السلم
كانت تفكر ماذا تهيئ من طعام لمريضها ؟
لكن كانت تضمها هالة سوداء
هي ميتة ، ولكن
ما زالت ترعانا نحن الأحياء
تروح وتغدو في أرجاء حياتنا
كل زاوية من البيت مشهد من قصتها
حتى في عزائها كانت تمارس عملها
مسكينة أمي !

* * *

كل يوم كانت تمر من تحت السلالم بهدوء
كي لا تكدر على نومي الرغيد
عبر ت اليوم مرة أخرى
فتحت الباب ، وأغلقت ،
تمر هي من جانب هذا الزقاق محنية الظهر
مرتدية عباءة باهتة
حذاء متهرئ ، وجوربا مرقعا
إنها تفكر بالأطفال
ستشتري الجزر اليوم من أي مكان كان
مسكينة تلك العجوز
إن الثلج يغطي الأزقة تماما

* * *

جاءت من ديارها ، من بين خدم وحشم
متسائلة عني وعن مستقبلي
جاءت تربي أربعة أطفال آخرين
جاءت تحمل تحت عباءتها قنينة النفط
خارجة كل ليلة من بيت فقير
كي توقد مصباح حب مرهق

* * *

إنها لم تمت ، إني اسمع صوتها
لا زالت تناقش الأطفال
- إخرسي يا ناهيد !
- ابتعد يا بيجن !
أتدير ملعقتها - دون صوت -
صانعة الطعام لمريضها

* * *

ماتت ، ودخلت الثرى إلى جانب أبي
جاءوا أقاربها للتعازي
أقيم مجلس عزابر لا بأس به
قدموا لنا الكثير من التعازي
- تفضلتموا علينا كثيراً !
لكن
كان نداء قلبي ينده بي دوماً ،
لا يعيد كل هذا الكلام أمّاً !

* * *

من كان إذاً ؟
عطى جسمي البارحة بالدثار
وابعد عني كوب الماء
في منتصف الليل
داهمني حلم مريب أفزعني وأنا مصاب بالحمى
وعلى أعتاب الصباح
كانت تجلس هنا قرب قدمي

* * *

إنها لم تمت ، إذ أني لا زلت حيا
هي حية ، في همومي وقصائدي وخيالي
وكل ما ورثته من الشعر فهو منها
هل ينطفئ - حقا - موقد الشمس والقمر ؟
هل تموت تلك البطلة التي أنجبت شهريار (ملكاً)
لم يمت من أحيا قلبه بالحب

* * *

منذ عهدي بالمهد ، حيث كانت تعقد الحبل به ، وتجره
كانت ترفو أعصابي مع الأنغام والألحان
بأغانيها الشعبية ، بحكاياتها الخلّابة الجميلة
هي غرست بابتسامتها الشعر والأنغام في روحي
ثم روّت زرعها ذاك بالدموع
لقد اهتز ولوّح لي ارتعاش الروح ذاك
وأخذت إثره أهوى الدلال
حتى صنعت من الحب عالماً لنفسي

خمس سنوات داومت مداراتي
اختلط دمعها بدمها حتى أنقذت الابن
لكن . . .
ما فعل الابن لك ؟ لا شيء / لا شيء
أودعك المستشفى
أملاً ما يفعله الآخرون
وذات يوم أخبروه ،
تعال، فأمك ، قد انتهت !

* * *

في الطريق إلى ( قم )
كان كل شيء مررت به مقطبا
إلتوى الجبل ، وشتمني ، وابتعد
كانت الصحراء كلها
خطوطاً متعرجة سوداء
طوماراً للأقدار والأخبار المريبة
كانت البحيرة أيضاً
تبكي لأجلها - من بعيد
طفنا مرة واحدة حول الضريح ، وصلينا مرة
وسقطت من عيني دمعة على سورة ياسين
وذهبت أمي
تحت التراب

* * *

جاء أبي تلك الليلة إلى حلمي ، ناداها
وأجابت
تكدرت هالة مصباح القمر
علمنا حينها أن أمنا ذاهبة
لكن كان أبي جالساً بغرفة ربيعية
ربما أخذ روحها إلى العالم الأعلى
حيث لا يوجد في حياتهم
ظلم وعذاب وألم
وها هو الولد ، يودعها إلى القبر
دمعة واحدة ، ثمن كل متاعبها
لكنها تخلصت من هموم مستقبلي
أرقدي يا أماه رقاداً طيباً
هنيئاً لك مثواك !

* * *

كان المستقبل ، وكانت قصة فقداني أمي
وإذا بعويل مفاجئ يخترق صمت الموت
كنت أتراكض ما بين القبور نحو الخارج
كانت هناك
رافعة رأسها من الحفرة منتحبة
تجر بنفسها خلفي واهنة
ركضت نحو المحطة مجنوناً هارباً
دسست نفسي داخل الجماعة منكمشاً
انظر من خلف الزجاجة نظراتي الأخيرة خائفاً
رأيتها
تلك المتدثرة بالبياض بذاك الجد والجهد
تلك العينين المواربتين ،
لا تنفصل عني !

* * *

كنا نأتي وكنت حائراً
كأنما يذوّبون الزئبق في فؤادي
كانت مشاهد الأرض والزمان مختلطة
وكان الكل
يتهربون من بعضهم
صامتين خائفين
كانت السماء تدور كي تقرع رأسي
كانت الدنيا في عيني المذنبة سوداء
وصياح الريح
يأتي من شقوق ومنافذ السيارة
وكان نداء ضعيف يتراكض خلفي ، يوخز بالي ،
قد توحدت يا ولد !

* * *

عدت إلى البيت .. بحالة يرثى لها
رأيتها جالسة - كما دوماً - قرب الحوض
قد غسلت مرة أخرى قميصي المتسخ
كأنها تبسمت
لكنها كانت محزونة ملولة ،
ذهبت دفنتني وعدت ؟
لن أدعك وحيداً يا ولدي المسكين !
ضحكت ، كي أخرج من الخطأ
لكن . . . كل شيء كان وهم
ويلاه .. أماه

****

أحمد شاملو
1925 - 2000

 

المجاميع الشعرية :
اللحظات والأبد - آيدا في المرآة - بستان المرايا -
مدائح دون صلة - إبراهيم في النار - خنجر في الطبق -
على العتبة

موت الناصري

بنغمة رتيبة
رتيبة
ترسم خلفه
مؤخرة الثقل الحشبية
خطا ثقيلاً متعرجاً على التراب

(ضعوا على رأسه تاجاً من الأشواك )

ونغمة مؤخرة الثقل الممتدة
تحوك في هذيان الأمة
برتابة
حبلاً من سعير

(تعجل أيها الناصري ، تعجل )

تحرر من الرحمة التي رآها في نفسه
وحدق كالبجع العنيد
في زلال ذاته

(أضربوه بالسوط )

هوى
المفتول الجلدي
وعبر الشريط الأحمر دون النهاية
خلال امتداده
على عقدة كبيرة

(تعجل أيها الناصري ، تعجل )

انصرف ( العازر )
عبر صف ضوضاء المتفرجين
سالكاً طريقه
شابكاً يديه إلى الوراء
ورأى روحه طليقة
من أذى دين جارح ،
(أما كان بنفسه يريد هذا ، وإلا فكان يستطيع ؟)

انهارت السماء الواطئة
مثقلة
على أغنية الرحمة المتضائلة
أعتلى المنكوبون التل
وتداخلت الشمس والقمر

****

حميد سبزواري
1925

المجاميع الثقافية :
نشيد الألم - نشيد الفجر

البحر يحيا بالأمواج

فليعلم المنتجعون في الشواطئ
ما لموجة هذا البحر استقرار
إذا لا يأملوا القرار
فما للبحر ذوق سكون
البحر ما دام بحراً فهو هائج
له اضطراب وموج ودوامة
لا تتوقعوا من البحر
تلك الذلة التي تداهم المستنقع
نحن حيتان ولقطيع الحيتان أرض
من الأمواج العاصفة
هذا هو نشيد حيتان البحار
البحر يحيا بالأمواج
نحن حيتان وأين ما كانت الحيتان
فهي تحصل على القوت من الغرق
ولدى الشجعان موتها أفضل
من أن تبحث عن القرار والرقاد
فليعلم منتجعوا الشواطئ
البحر ما دام بحراً ، فالهياج هذا الهياج
لا يتوقعوا الاستسلام من البحر
فالسلام بين الموجة والشاطئ مستحيل

****

مشفق كاشاني
1925

المجاميع الشعرية :
البرق - نافذة نحو الشمس - على أريكة الشمس
(مختارات شعري)
نشيد الحياة - شراب الشمس

ظل الشمس

على هذه الزرقة عشت غريباً كما السحابة
بكيت وجودي تماماً
كما السحابة
نثرت من أعلى الشمس نجوماً على التراب
إذ أني عشت تحت ظلال الشمس
كما السحابة
الأرض بور ، ما بها من شارة خصب
إلى متى أبقى منتصباً على الرمال المتحركة
كما السحابة
اشتعل حرير يقيني بلهيب الندم
لأني لست على سطح هذه الصحراء العطشى
كما السحابة
لا ٍاسي متوسداً القرار ، ولا رجلاي في قاع المياه
كعقاب الآهات على المرآة ، من أنا
كما السحابة ؟
في هذه الدنيا ما لي والوجود عدم
إذ أنها أفنت كل ما لدي كما السحابة
حتى اغسل عن هذا القلب غبار الحياة
بكيت على عتبتك عمراً طويلاً ، كما السحابة

****

سيمين بهبهاني
1927

المجاميع الشعرية :
الثرى - المرمر - البعث - خط من السرعة والنار
صحراء أرزن

نموت

نموت ، ونموت على حين غرة
من جذور الحب والجنون ، على التراب والدماء
آه . . . ما هو عطاء هذا النماء والتورق ،
مع وجود هذا البرد ، الموت ، العمر القصير
ما أكثر البراعم المتساقطة من الأغصان قبل التفتح
أنا خجلة من هذه التفتحات في غير الأوان
كل وريقة مني ، تتحدث إلى وردة
عن وقائع الخنجر مع الأكباد
قلت ، سأوقد مصباح التوبة من الحب
علّ العقل يأتي لإنقاذ الروح الضالة
لكن الإعصار وا غوثاه ! - يطفاه
والشيطان - يا إلهي ! - يغويني
هي الروح وهو الحب المتوالي
لا أدري ماذا سيفعل هذا اللهيب
في كومة القش هذه
قد صبغت صورة حبك لوحة شعري الفضي بلون متورد
شئت أم أبيت

****

هوشنك ابتهاج
1927

المجاميع الشعرية :
ترانيم أولى ، السراب ، المسودة الأولى ، آخر الليل ،
الأرض ، أوراق من أطول ليلة ، المسودة الثانية ، إلى صباح أطول ليلة،
ذكرى دم السروة المسودة الثالثة ، مرايا في مرايا ، المسودة الرجعة، في زلال الشعر ،
طريق وحسرة

بكاء التفاح

كان الليل هاطلاً
دخلت وأغلقت النوافذ خلفي

كانت الريح
تصارع الأغصان
وحيداً كنت
في هذه الدار الوحيدة
وكان قلبي
يفيض بأحزان العالم

فجأة
أحسست
أن أحداً هناك
في الحديقة
وراء النافذة يبكي
وفي الصباح
كانت قطرات الندى
تسقط من شجرة التفاح

****

سهراب سبهري
1928 - 1980

المجاميع الشعرية :
موت الألوان - حياة الأحلام - انقضاض الشمس
شرق الحزن - وقع أقدام المياه - المسافر - ثمان أسفار
عنوان

أين بيت الصديق ؟

سال الفارس ، عند الفجر
تمهلت السماء
وهب العابر ظلمة الرمال
غصن النور المتدلي من شفاهه ،
وأشار بإصبعه إلى الحور ، وقال :
(قبل أن تصل الشجرة
هناك زقاق مشجر
أكثر إخضراراً من حلم الله
فيه الحب أزرق
بلون زغب الصفاء
تذهب إلى نهاية ذلك الزقاق
الذي ينتهي عند خلف البلوغ
ثم تدلف إلى جانب وردة العزلة
وقبل أن تصل الوردة ، بقدمين
تمكث عند النافورة الخالدة
لأساطير الأرض
فستأخذك رهبة شفيفة
وستسمع في صفاء الفضاء السيال
خرخشة
سترى طفلاً
تسلق صنوبرة سامقة
كي يقتطف من عش النور فرخاً
أسأله :
أين بيت الصديق ؟ )

****

مهدي إخوان ثالث
1028 - 1990

المجاميع الشعرية :
الرباب - الشتاء - نهاية الشاهنامة - من هذا الأوستا -
الخريف في السجن - غراميات والبنفسج

البشّارة

هاه . . . أيتها البشّارة ماذا تحملين لنا من أخبار ؟
من أين ، ومن أي شخص ؟
عساك دوماً بشيرة بالخير ، لكن ، لكن
عبثاً تحومين
حول بابي ومنزلي

لم أعد انتظر خبراً ما
لا من صديق ، لا من ديار ، لا من ديّار ، وعلى كل حال
اذهبي إلى هناك
حيث يمتلك الأشخاص عيناً وأذنا
اذهبي إلى حيث من ينتظرك
أيتها البشارة
الكل ، في قلبي ، عُميٌ صُمّ
دعي هذا الغريب في وطنه وشأنه
فإن التجارب المرّة تردد مع قلبي ،
إنك كذب
إنك خدعة
أيتها البشّارة ! هاه ، لكن . . . يا ويلتي !
هل ذهبتِ مع الريح حقاً ؟
أناديك ، أنت ! أين ذهبتي ؟ هاه . . . !
حقاً ، هل ما زال هناك ، في أي مكان ، خبر ما ؟
هل تبقى - في مكان - ثمة رماد دافئ ؟
هل هناك في موقد ما - لا أطمع بلهيب -
ثمة شرارة صغيرة ؟

أيتها البشّارة
تبكي في قلبي كل غيوم العالم
ليلاً ونهاراً !

*****

مهرداد اوستا
1929 - 1991

المجاميع الشعرية :
الخمر المنزلي - ملحمة أرش - الإمام ، ملحمة أخرى
راما

التكلم عن الآلام

عد ، فوجهي كأوراق الخريف الباهت
قلبي أنيس بذكراك - تلك الآهة الباردة -
إذا أقبلت عليك فهو لحاجتي إليك
وإن أجهدتك فهو ناتج عن الألم
في هذه الصحراء إذا تبقى من سالكي طريق العشق
فهو دمعهم المدمي
إلى من استطيع البوح عن ما يجري في أفكاري
من صراخ حائر وصراع دامي
من هو أكثر اهتماماً وأكثر وفاءاً من الألم ؟
من يدري سوى الألم من هو هذا الرجل ؟
التكلم عن الآلام والاستماع عنها مع المتعافين
يا له من ألم !
يموج الدم في قلبي كما كأس الشفق
مع كل هذا فوجهي باهت لفقداني إياك
كل وردة مفتحة على طرف الصحراء
هي علامة عن أثر أقدام سالك ،
وهي دماء شهيد تدفقت من تحت التراب
كل برعم راقد في حضن ريح الصبا

****

منوجهر آتشي
1933

المجموعات الشعرية :
لحن آخر ، نشيد التراب ، لقاء في القلق ، القمح والكرز ،
كم مُرة هذه التفاحة ، وصف الوردة الحمراء

الفارس الوردي

مر' أخرى
ظهر الغريب الأبي
في المغيب المفعم بالضوضاء
على صهوة فرس
في الشوارع المليئة بالضجيج

ومرة أخرى
اجتاز الإشارة الحمراء

في مفرق الطرق
فأر لعب الفرس
وزمارة السيارات الممتدة

الفارس الشامخ
صنخط الركاب برجليه
وشدّ العنان على فك الفرس
فانتفض الفرس
رافعاً يديه في الهواء
فغرت موجة الجموع المذعورة
ملتجئة إلى الأزقة المظلمة
وعلى مبعده
أمسك باللجام
وبهدوء
أرتسم ضحكة هازئة على شفاهه
أنحنى على السرج
ورمق بنظرة
فتيات المدينة
- العائدات من المدرسة إلى البيت -
فتمتمن لبعضهن
ها هو مرة أخرى

ذلك الغريب
الفارس الموحش
لكنه
لم يعدن بآه الغريزة النازفة فيه
ولم يبال بمظهر الدلال والحسرة تلك

وعلى مبعده
وفي ازدحام الساحة
انتفض الفرس
- مرة أخرى -
ضارباً بحوامزه على الأرض
كأنه يشم رائحة عدو لا يرى
المنفوش الشعر في الريح

وآنذاك
ابتهرت المدينة الكبيرة
بكل هيبتها وازدحامها
من خوف غريب
وآنذاك
وعند الأكواخ المائية
حيث أخذ الموت يدب
في حريق المغيب
وفي غابة الأفق
جلس طير نجمه يغني
على غصن مكسور لغيمه
أي غير الموقنين في أقاليم أكاكاوي
من على السطوح
بأم عينهم
يسوق الفرس
على هضبة البحر الزرقاء

*****

فروغ فرخزاد
1924 - 1966

المجموعات الشعرية :
الأسير ، العصيان ، الجدار ، ولادة ثانية ،
فلنؤمن ببداية الفصل البارد

ليس الطير سوى طير

قال الطير
" ياله من عطر ، يا لها من شمس
آه ، قد أتى الربيع
وسأذهب للبحث عن إلفي "

حلّق الطير من الشرفة
وطار ، كما رسالة
كان الطير صغيراً
لم يكن الطير يفكر
لم يكن يقرأ الصحف
لم يكن الطير مدين
لم يكن الطير يعرف الناس

كان الطير محلقاً في الريح
فوق شارات المرور
في ارتفاع الغفلة
وكان يجرّب اللحظات الزرقاء
كما المجنون
الطير، آه ، هو ليس سوى طي

الطير ماتت

أنا ملولة
أنا ملولة
أذهب إلى الشرفة
وأمسح بإصبعي على جلد الليل الممتد
مصابيح الأواصر مطفأة !
مصابيح الأواصر مطفأة !
سوف لن يعرّفني أحد للشمس
ولن يصحبني أحد
إلى ضايفة العصافير
تذكر التحليق
فالطير ماتت

****

طاهرة صفّار زاده
1926

المجموعات الشعرية :
الحركة والأمس ، السد والسواعد ، طنين في المصب ،
لقاء الصباح ، البيعة مع الوعي

لم يكتمل الفتح

يتردد صوت الآذان النقي
صوت الآذان
يشبه الأيادي المؤمنة لذاك الرجل الذي
يقتلع من جذوري السليمة
شعور الابتعاد .. الضياع .. العزلة
أنا أقبل على صلاة عظيمة
وضوئي من هواء الشوارع
وطرقات الدخان الداكنة
تستجيب لي في امتداد الوطن
قبلة الأحداث
ولن يمنعني صبغ الأظافر عن التكبير
إذ أنه ليس بعازل
أنا ابتهل بدعاء المعجزات
بدعاء التغيير
من أجل التراب الأسير
الذي اشتبكت فصول علاقاته - كما حصن الدين -
بالمبادئ الصعبة
وهو الوحيد من يعلم
بأن ظهر الغمامة المتعب
بحاجة إلى لحظات الانكسار الهشة
وإلى دفع مؤامرة التخدير
وهو سائر نحو اللحظات الوحشية
وأنا العارفة بقسوة العيش أعلم
بأن الفتح لم يكتمل
وما من ذهن عداد قد استطاع
أن يعد الهجاء الفاصل للوريقات
من ضمن أحقاد الرياح الخفية
سيجوز حرص العثور على الدرر
للأصداف
أن تطرد عاطفة الرمال

****

محمد رضا شفيعي كدكني
1929

المجموعات الشعرية :
همسات ، التغني ليلاً ، عن لسان الوريقات ،
من الكينونة والإنشاد ، الألفية الثانية للغزلان البرية

رحلة سعيدة !

- " إلى أين
مسرعاً هكذا ؟ "
سال القتاد من النسيم
- مللت هذا المكان
ألم تروم أنت الرحيل
من غبار هذه الصحراء ؟ "
- " كلي رغائب ، لكن
ما حيلتي ، إني مكبل . . . "
- " إلى أين
مسرعاً هكذا ؟ "
- " إلى أي مكان
يكون لي فيه
بيت غير هذا "

- " رحلة سعيدة ! لكن
عليك بحق الصداقة
إن اجتزت براري الخوف هذه
بلّغ البراعم والأمطار
سلامي "

****

البحر

لن أتحسر على رقاد ذلك المستنقع
وهو في براري الليل نائم بهدوء
أنا البحر ولا أهاب الإعصار
فنوم البحر ، طول العمر
غضبته

*****

علي موسوي كرمارودي
1941

المجاميع الشعرية :
في ظلال نخل الولاية ، مقتطفات ، مرج الشقائق ،
خط الدماء

قراءة أخرى للماضي

حين كنت طفلاً
كانت الأرض هي الأرض
والسماء هي السماء
لكنها - عجباً - كانت مكتظة بالفراشات
وكانت لزجاجة كل نافذة
شمس وابتسامة
أفضل فطور صباحي
كل شيء
كان أزلياً
كل شيء
كان أبدياً
حتى قشور الأسماك
حتى بلاط ساحة البيت
كان أبي دوماً
وكنت أنا مسحور
داخل زجاجة الطفولة
في عينيّ
كان الكل كباراً
لكن
لم يكن أحداً يكبر أحداً
(كان الله
هو الوحيد الذي يكبر أبي
قامة
وعجباً أنه
كان على هيئة أبي )
ليس هناك شيء يتجزأ !
في أيدي طفولتي
كان الله إنساناً
كانت الحديقة إنساناً
كانت شجرة التوت إنساناً
وكانت تثمر كل عام
- الذي كان يتراءى وكأنه صبح الغد -
على موعدها في ليلة الأمس
حتى طحالب الأحواض كانت إنساناً
وكانت تعكر المياه - قاسية -
على الأسماك
إن لم تكن الأسماك أناساً
لماذا كانت تفر من بين يدي دوماً
بقفزات مألوفة
وما تلبث
حتى تعود ؟
(كما جفوني
التي كنت أفتحها - بعد نصف إغلاقه -
إثر رذاذ أذنبا الأسماك)

* * *

في الطفولة
كان الكبر في القامة فقط
وكان العطف
بالابتسامة
لم يكن الشمر على لوحة التعزية شمراً
إن لم يكن مقطباً !
وكانت صورة جدي
في غرفة الضيوف
هي شمر آخر !
كانت الوردة الحمراء شيئاً جميلاً
لكنها ما كانت ذات قيمة
بسبب أشواكهما
(كما كعكعة طفل الجار الشرير
حيث يقضمها بشكل
يقتل صدق الهواجس في )

* * *

كان أبي المسجون
مسافراً
كما تقول أمي
وكان يعود قريباً
حاملاً هدايا
إذاً لماذا كانت أمي تبكي بغباء ؟

* * *

آه ... يا أي أم الطفولة !

****

علي معلم
1951

المجموعات الشعرية :
عودة النجمة الحمراء

البيداء نسيانٌ ، إلا من الحب

قبلتني بهياج
بدلال
باستحياء
أداء للزاد يا لها من قبلة حامية
بهذا الهمّ فالقبلة مومياء لي
فالبقية بألطافك ، فأما أنا ... أستحيي الطلب
على عتبتك لن أدع الأدب
أنا محتاج ... ولن أقوى على الطلب
أجبر خاطري المسكين حمداً لاستطاعتك
أنظر إلى جرحي و ... وزد من إنصافك
أنا آت من نهاية غموض الطريق
أتيت ماشياً على الأقدام ألف فرسخ
ألف فرسخ صلب عبر جبال وصحراء
بأيد موخوزة بالأشواك ، بأرجل مكبلة بالسلاسل
ألف فرسخ صلب ألف فرسخ من حجر
ما من رفيق ولا مركب ، وأنا لا بواقف ولا متريث
ألف فرسخ صلب سلوكاً دون نهاية
ألف فرسخ صلب فتوحاً دون انتهاء
أنت سالك أنت طليق أنت تعلم ما معنى الطريق
أنت تعلم ما معنى المشي على الأرجل ألف فرسخ صلب
تفهم معنى المعاناة بعد الطلوع والغروب
أنت قد اجتزت البيداء ، تفهم ما أقول جيداً
أنت تعرف جراح الأحجار الصلبة ، والأشواك الهائلة
أنت تعرف روح الحجر والجبل
التي تفسّخ العزم
أنت تعلم عن غربة الطرقات المحزنة
أنت - وإن كنت راكباً - تعرف أحوال السائرين على
الأقدام
أنا آت من نهاية غموض الطريق
أتيت ماشياً على الأقدام ألف فرسخ
ألف فرسخ صلب ألف فرسخ شاق
دون نهر دون غاية دون نبع دون شجرة
ألف فرسخ صلب من امتزاج الشكوك والعظمة
ألف فرسخ صلب من امتزاج الصحراء والجبل
ألف فرسخ صلب عبر هول وخوف
وفي كل تلة صعبة
يكمن لقيط
ألف فرسخ صلب واللصوص منهمرون
متقن كل فن فارس ، يقظ
ألف فرسخ صلب من قصة الكأس والحجر
أنت قد اجتزت البيداء ، يا حبيبي ، فتكلم !

* * *

الصحراء يا ويلها الصحراء من تحيرك
لن تتعلق بأي شيء ، يا لك من غيور!
في قعر الليل تشبه الطريق المتعرج
تشبه الوهم المطلق تشبه التحير تشبه اللاشيء
ولو أن أشواك العدم ضائلتك أنفاساً
فقد استقر على سحنتك الوجود كغبار
وجود ... بل لا وجود ... بل العدم أحرى
بل لست عدماً ، ووجودك شك أعمق
لم تشبه الماضي والآتي في وجودك وكينونتك
أنت الرمز المطلق للوجود ، أنت كما أنت

* * *

ما هذه اللحظة .. أتكلم كلاماً متعرجاً ملتوياً
عندي ألف حديث ... وما أتحدث عن شيء
ما أهاب درك الشريف وجهل الوضيع لكلامي
فالبيداء هي كما البيداء ، وهذا يكفيني
أنا آت من البيداء ، والبيداء صمت
البيداء نسيان ، إلا من الحب
البيداء خمر معتق في كأس الأرض
البيداء عقدة مرّة في حلقوم الأرض
البيداء عطشى الهياج ، والهياج هائج
والبيداء في القلب والبيداء في العيون

****

محمد رضا عبد الملكيان
1952

المجاميع الشعرية :
القمر في الضباب ، جذور في السخيف ، أثر أقدام المطر المنيرة ،
أغاني أهل القرية ، الجنان

بعد هطول كل هذه الأمطار

بعد هطول كل هذه الأمطار
لم يعد يحدث شيء
وللحين لم يأتي ذلك العشب المفقود
للبحث عني

* * *

بعد هطول كل هذه الأمطار
ما زالت فسحة أرض هذه الأحلام والذكريات
لم تلون قوس قزح
ولم تشع نحوي
من السقف الخزفي لكل هذه السنين
مصابيح قطرات

****

بعد هطول كل هذه الأمطار
ما زالت زينة الكتابات
لم تقتطف من أعلى أكتاف الكلمات
ولم تنزل أي قصيدة
إلى الشارع
دون كزمة ومظلة

****

بعد هطول كل هذه الأمطار
ما زالت كتب الصف الأول الابتدائي
دون نصيب من ألوان النجوم والتفاح
والآباء الذين ينشدون أغان زرقاء
لم يهتدوا إلى مزارع القمح المشمسة

****

بعد هطول كل هذه الأمطار
لم يأتي خبر للحين
عن النقاء الحب والمرأة والندى
ولم يتوفر للبراعم الفتية
على ضفاف الصحف الرصاصية
مجال وجرأة للجواب

****

مع هطول كل هذه الأمطار
لا زالت هذه النافذة مفتوحة
وما زال ذلك الطائر الضائع
لم يعد

****

بعد هطول كل هذه الأمطار
أنتم لوحدكم تعرفون
أنت وهذه النافذة وذلك الطائر المفقود
وسؤال السقف الخزفي
عبر كل هذه السنين ،
بعد هطول كل هذه الأمطار

****

فاطمة راكعي
1954

المجاميع الشعرية :
رحلة في الاحتراق ، نشيد حزاز الصخور

جزيرة

قلبي جزيرة
غاضبة على البحر
أنا في وسط المياه ، لكني
جرداء عطشى
كما الصحراء
يا لها من عزلة سيئة
أفكر ونفسي ،
يا لها من مسافة بيني وبين الأسماك ... !

المستنقع

أحدق في مستنقع
خامل وخاو
ينزل اللحظات المتكررة
إلى نسيان الرقاد
إنه يرمقني منذ فترة طويلة
بنظرة مكتظة بالنفور ...
وهذه أمواج الضياء يرشها القمر
وهذه رائحة الحب تسري في الليل
كل ما أسمعه صراخ
وكل ما أراه صحو
آه ... دع المستنقع لا يعلم
بأن نهراً يجري فيّ من حبك

****

حسن حسيني
1956

المجاميع الشعرية :
مع حنجرة إسماعيل ، العصفور وجبرائيل

توت فجّ

أنا توت فجّ
على شجرة عجوز
ما للريح شأن بي
أتحسر ساعة النضوج
منذ زمن بعيد
قد ترسّخ التعافي في كياني
أنا أهوى الرحيل
من حضيض هذا العلى
إلى ارتفاع السقوط

****

على الأشجار الأخرى
كم هو طائش
هذا التوت الحلو
ما إن تمر عليه الريح حتى
يتساقط
وألماً
موته
هو وليد الثقل والإستحلاء

****

على شجرة عجوز
أنا توت فجّ
(مصان من أضرار الآفاق جميعاً )
البعوض يترنح من حولي
وجودي ، صبغة من التجاهل
لكني أعلم جيداً أني
ومع كل مرارتي
سأكون في النهاية
فريسة حلوة
للغربان !

******

سلمان هراتي
1959 - 1986

المجاميع الشعرية :
من السماء الخضراء ، باب نحو بيت الشمس ،
من هذه النجمة حتى تلك النجمة

شبه ابتهالات

(1)

سلمان هراتييهبط الليل
وأنتعش
شوقاً لهطول الندى
كما النيلوفر
أفتح فمي نحو السماء
يا خالق الندى والسحاب
هل ستُنهي عطشي ؟
ما القدر ؟
أريد أن أكون مفعماً بك

(2)

العالم ، قرآن مليء بالصور
والآيات فيه ، لم تستلقي ، بل تقف منتصبة
الشجرة ، هي آية
وكذلك البحر
والغابة والتراب والسحاب
والشمس والقمر والنبات ...
فتعال بأعين عاشقة
كي نتلو العالم

(3)

أتمشى على شاطئ الضباب الرمادي
باحثاً عن بساطة صبي
كان في طفولتي
أتى ذات يوم إلى هنا
من شدة توتر الفقر
وضيّع مرآة مع جناح لقلق
في غور الضباب المفاجئ
منذ ذلك اليوم
أنا ارتضيت
التفرج على الأباعد

****

قيصر أمين بور
1959

المجاميع الشعرية :
في زقاق الشمس ، تنفس الصبح ، ظهيرة اليوم العاشر ،
مرايا الفجأة

اليوم المحتوم

في هذه الأيام وهي تمر
أشعر بأن شخصاً
يصرخ عبر الريح
الشعر بأحد ما
كأنه من معاريفي القدامى
يناديني من أعماق الطرقات الضبابية
لحن صوته المألوف
كعبور النور
كعبور النيروز
كصوت قدوم اليوم
ذلك اليوم المحتوم
الآتي
الذي سيتفرغ فيه العابرون المحنيّون لحظة
كي يرفعوا رؤوسهم
ويروا الشمس في السماء
ذلك اليوم الذي يتوقف فيه
هذا القطار القديم لحظة
على خطوط التكرار المتوازية
دون ذريعة
كي ترى العيون الناعسة التعبى
من خلف إطار النافذة
صور الغيوم
ونقوش الغابة المقلوبة
في الماء
سيبدأ ذلك اليوم
تحليق الأيادي المخلصة
للبحث عن الصديق
ذلك اليوم
هو يوم التحليق الجديد
الذي تكون فيه كل الرسائل مفتوحة
ذلك اليوم الذي سنوقع فيه
- بدلاً عن الرسائل والأختام والطوابع -
على جناح حمامة
ونرسله كما رسالة
ستكون في ذلك اليوم صناديق البريد
أعشاشاً للحمام
ذلك اليوم الذي ستكون فيه يد الإلتماس قصيرة
ويكون الترجي ذنباً
ولم تنم فيه فطرة الله
تحت أقدام العابرين ، على الرصيف
على جريدة
وتحلم برغيف طازج
ذلك اليوم الذي يكتب فيه الأبواب بخط بسيط
" يمنع دخول الرقاب المنحنية "
ولن تركع الركبة المتعبة المنيعة
سوى أمام أقدام الحب
وتكون فيه قصص الواقع اليومي
وهماً وخيالاً
وكما القصص القديمة
تنتهي بنهاية سعيدة
يوم وفور الابتسامة
الابتسامة السخية
ابتسام الأعين دون بخل
ستكون في ذلك اليوم
الابتسامة دون مقابل
هي قانون العطف
ذلك اليوم الذي لن يضطر فيه الشعراء
لبيع ابتساماتهم
في دكاكين القوافي الضيقة
ذلك اليوم لن يتكلم فيه أحد
عن سعر الإحساس
كأسعار الأثواب
ستطير في ذلك اليوم الفراشات المجففة
من بين دفاتر أشعاري
وسيتثاءب النوم
في فم الرشاشات
وستعقد البساطيل الرثة
في المتاحف القديمة
خيوط العنكبوت
ذلك اليوم الذي فيه المدافع
تطلق ريحاً
على أيدي الأطفال
ذلك اليوم الذي لم يكن فيه الاخضرار
اصفرارا
ويسمح فيه للورود
كي تتفتح أينما تشاء
بأن تبوح
أنّى تشاء
ولن يحق للمرأة
أن تكذب على ال'ين
ولن يحق للجدار أن ينمو
دون فائدة
ستكون في ذلك اليوم
جدران الحدائق والمدارس قصيرة
ولسور هامش البساتين
سور من الخيال
يسهل القفز عليه
يوم بزوغ الشمس
من جيوب أطفال المدارس
ذلك اليوم الذي تكون فيه أوضه الأفياء الخضراء
ذلك اليوم الذي تكون فيه كتابة الماء ، واجب للجميع
ولن تعد الشمس والبحر
حكراً على عين أحد

ذلك اليوم
من أجل نجمة
ذلك اليوم الذي لا يكون فيه حاجة للرمز
لنتمنى يوماً مثله
أيتها الأيام المتألقة القادمة
أيتها الطرقات الضائعة في الضباب
يا أيام المواصلة الصعبة
أخرجي من خلف اللحظات
أيها النهار المشمس
أيها الأزرق كما عيون الله
يا يوم المجيء
يا من مجيئك واضح كالنهار
عبر هذه الأيام التي تمر
كل يوم أترقب مجيئك
ولكن
أخبرني
يوم مجيئك
هل سالون أنا أيضاً ؟

****

علي رضا قزوه
1963

المجاميع الشعرية :
الشبلى والنار ، من النخلة حتى الشارع ، كثير من يوسف ،
العشق عليه السلام

خلال فجأة من ورود وابتسامات

فجأة
يعودون
خلال فجأة من ورود وابتسامات
تغني على الشوارع
أنهاراً من قوس قزح
السماء
تضرب على الدفوف
بسبع أياد خضراء خفية
والأموات والأحياء
منغمسون في الإنشاد
ليتهم يعودون ليلة
رجال السماء
الذين يرتدون البذلات الترابية
هؤلاء ذوي السحنات الصباحية
الذين يغسلون وجوههم
في هطول النيران
ليتهم يعودون
ويضعون مناديلهم المضرجة
على مفرق التراب المشقق

فجأة يعودون
خلال فجأة من ورود وابتسامات
تتورد الجراح الصامتة
والأجسام المقطوعة الرؤوس
تتورد الأيدي
والسيقان المبتورة

فجأة يعودون
خلال فجأة من ورود وابتسامات
رجال " آه يا أماه ليته كان وقت قراءة الرسائل "
رجال " وداعاً يا حبيبتي "
رجال " ليتك كنت هناك ، ليتك كنت قد رأيت "
رجال " لن نعود حتى القيامة " ...

في نهاية درب التضحية
رجال " كربلاء الرابعة "
لكن في هذا العصر ...
... دعني وشأني !
ليت الجراح تصحو وتحيا
ليت الإعصار يهب
ليت ...

* شكرا لموقع (المدينة)