علاء خالد

في غرفته العالية القريبة من السماء
حمل الزهرة المتفحمة
ماداً أحد ذراعيه، بهما، إلى الأمام
إلى قبر يدفع الحزن للأدوار المهملة من الوجه
إلى حبيبة ما زالت تنتظر على الجهة المظلمة من الذراع
ليقابلها في منتصف المسافة
التي لن تقطعها أقدام
وبينهما شريط من الضوء
كشريط الاحتفالات
عبر ممر طويل فوق السطح
وجدران تهدمت بدون رغبة
سوى أن عاطفة في حياته مرت عليها
كشبحين
وتعكر الظلام
الذي يحب أن يتذكر به حبيبته.

دائرة من الحجارة

للقلب أن يحترق
ولدائرة من الحجارة، فوق الثلج، أن تحدد مسقط دموعي.
ولجسدك أن يفتح نافذة بيضاء في جسدي
نافذة تتسع للنهار و الثلج،
الثلج الذي سيحتفظ، تحته،
بقلبي مشتعلاً
عبر قرون وقرون
بينما جسدك يتغير
ويهب بياضه لدموع أخرى
لا تقف وراء النافذة
لتحدق في الثلج
الثلج المتراكم وراء الحياة.

طوال عشرة أيام أفكر بك
وبآخر جلسة عري
طرحنا فيها يأسنا، كاملاً،
على طاولة الطعام

كان جسدك يسير قدماً باتجاه الثلج
وكان الطعام كلغم خافت بين أصابعنا
وقلبي، كان بعيداً
يقف وراء نافذة وحيدة
ليحدق في رحيل سرب طويل
من الدخان.
من كتاب (حياة مبيته) الطبعة الأولى- دار الجديد- بيروت 1995

اختلاف المرايا

و انتظرتك أن تأتين وحيدة ،
مجللة بعار الأكاليل،
و تنحنين على أفقي .
و بالقرب من بحيرة : تخلعين وجهك
و تحدقين في الداخل .



الثلج أخوّة .
و الطيور في عناد مروحيّ مع الضوء
و الظلام رفيقك ، و الدم ، ونصف وجهي .



اليوم ،
انتهكت صدرك في خيالي
و غيرت من طريقة حياكتي للأزمة .
و بدلاً من طريق الأصابع ،
طوّحت بقدميّ في الماء ،
ثم جمعتهما مع السفن العائدة .
و أثناء الانتظار ، كانت رائحتك تساند رغبتي الملحة في قتلك .



اليوم ،
قبضت على جسدك ،
متلبساً بخمسة أصابع ،
و رقبة ، وعناد ، وقدمين ،
و رغبة ، و صدر جميل ،



وردة حمراء بين الطعام و فمي.
الصراخ و جلدها الأبيض.
وردة حمراء في عروة ثدييها .
الطفل يمضغ الحليب .
وردة بيضاء في عروة الدم .
و المساء
يمضغ
الوجه
بلا
رحمة .



الأسماك في البحر .
و الماء في الصلاة .
و الغصّة في التخيّل .
و الطرقات في قدمي .
و الورد في عروة الحديقة .
و صدرك في الحليب .
و أنا .



بحمالتيّ صدرك ،
أحفظ بصري من التهدل .
و عينيّ من الرؤية ،
و اختلاف الطفولة



أخيراً ،
ثديك يقترب من صمت أصابعي ،؛من الشلل .
ثديك يقترب من الشفاهة .
و يتخذ من عينيّ وطناً باكياً .
و نهائياً.

الإسكندرية