أمجد المحسن

كَرَم القطيف

 ..كَأَنَّ البَحْرَ لا وَجْهٌ لَهُ ، وَالرَّمْلُ حَارِسُ جَرَّتِي ،
وَالبَحْرُ أَبْعَدُ مِنْ قَصِيدَةِ شَاعِرٍ ، وَالرَّمْلُ أَعْلَى ..

تَثِبُ الفُصُولُ عَلَى الأَسِرَّةِ وَالنِّيَامِ ، يَدُقُّ مِنْقَارٌ لِعُصْفُورٍ
صَغِيرٍ فَتْرَةَ الشُّبَّاكِ فِي قَطْرِ النَّدَى ، قَطْرُ النَّدَى ،
دِفْءُ الفِرَاشِ أَلَذُّ مِنْ نَهْدَينِ ، عُذْرٌ آخَرٌ لِتَكَامُلِ
الحُلُمِ الَّلذِيذِ ، الصَّحْوُ أَبْعَدُ مِنْ يَدِي ، وَالرَّمْلُ أَعْلَى ..

لا مَاءَ قُرْبِي ، لا مَنَازِلَ ، وَالعَرَاءُ ذَخِيرَةُ الزَّمَنِ المُشَذِّبِ
صِيغَةَ الأَشْجَارِ مِنْ أشْجَارِهَا ، أَنَا فِي العَرَاءِ ، هَلِ العَرَاءُ
لآخِرَاتِ الدَّوْرِ أَمْ فِي القَادِمِ الفِرْدَوسُ ؟
بَلَّلْتُ الحَقَائِبَ بِالنَّدَى حَتَّى أَقُولَ لَهَا الجِنَانُ قَرِيبَةٌ مِنِّي ،
وَ كَانَتْ رَحْمَةٌ فِي صُرَّةٍ ، وَالرَّمْلُ أَعْلَى ..

وَالعَرَاءُ طَرِيقَتِي مَا دَامَ لِي خَيلٌ أُشَاطِرُهَا ارْتِكَابَ حُدُودِهِ ،
لا وَرْدَ إِلا فِي الحَدَائِقِ وَالقَصَائِدِ ، وَالعَرَاءُ هُوَ الزَّمَانُ هُوَ المَكَانُ ،
سَجِيَّةٌ فِيهِ النِّهَايَاتُ الكَثِيرَةُ وَالبِدَايَاتُ الكَثِيرَةُ ، وَاحْتِفَالُ
الغَيمِ ، لا سَهْلٌ وَلا جَبَلٌ أُطوِّفُ فِيهِمَا لأُضِيعَنِي
عِنْدَ القُصُورِ الرَّاقِصَاتِ عَلَى ثَبَاتِ دَمِي !
وَيُوجِعُنِي بِأَنْ لا بَحْرَ لِي ، لَكِنَّنِي أَطَأُ العَرَاءَ بِكُلِّ لَحْدِي
كَي أَحُلَّ عِقَالَ فِرْدَوسِي مِن المَهْدِ القَدِيمِ وَأُلْبِسَ
الَوطَنَ الجَدِيدَ إِهَابَ جِلْدِي ، كُنْتُ وَحْدِي حِينَ كَانَ
الرَّمْلُ أَعْلَى مِنْ حُدُودِ دَمِي وَحَدِّي ، لَمْ أَكُنْ
وَحْدِي إِذِ اخْتَبَأَتْ حَدِيقَةُ مَنْزِلِي ، وَالرَّمْلُ أَعْلَى ..

تَلِدُ الغَمَامَاتُ الغَمَامَاتِ ، المَعَادِنُ لا وُجُودَ لَهَا هُنَا ،
المَكَانُ مُهَيَّأٌ بِنَظَافَةِ النِّسْيَانِ ، بِي حُزْنُ الطَّرِيقِ
إِذَا خَلَى ، وَأَرَى ظِلالَ أُنَاسِي المَاشِينَ فِي
رِئَةِ العَرَاءِ يُثَرْثِرُونَ عَنِ السَّحِيقِ مِن المِيَاهِ ، وَلا يَرَونَ
الغَيثَ مُكْتَظَّاً بِمَائِدَةِ العِطَاشِ وَلا تُشِيرُ أَكُفُّهُمْ لِلْغَيثِ ،
يَسْتَسْقُونَ مِنْ خِلَلِ الرِّوَايَاتِ القَدِيمَةِ ذَاتَهُمْ ، أَحَدٌ هَنَا ؟
ذَهَبُوا إِلَى لَعْقِ الأَصَابيعِ الَّتِي غَطَّتْ مَلاعِقَهَا النَّحِيلَةَ
فِي جِرَارِهِمُ ، وَأَحْنَوا تَاجَ تَاجِ النَّخْلِ كَي يَرْضَى
مُدِيرُ النّخْلِ ، هَلْ أَحَدٌ هُنَا ؟
هَلْ فِي الجِوَارِ يَدٌ لأَدْخُلَ فِي مَنَافِي جَنَّتِي ،
شَجَرٍ يَمُرُّ بِهِ الأَمِيرُ وَلا يَمُدُّ غُصُونَهُ . أَحَدٌ هُنَا ؟

أَحَدٌ هُنَا خَبَأَ الحَدِيقَةَ ثُمَّ أَقْنَعَ أَهْلَهَا أَنَّ الحَدِيقَةَ هَاهُنَا ،
لَكِنَّنِي أَجِدُ العَرَاءَ ،وَجَدْتُنَا نَرْعَى الكَوَاكِبَ تَحْتَ لَيلَتِهِ
الطَّويلَةِ عِنْدَنَا لا عِنْدَهُ ، فَمَتَى أَنَا وَمَتَى أَنَا ؟
لَكِنْ هَلِ المَاضِي جَدِيدٌ دَائِمَاً كَي أَعْرِفَ الآتِي
عَلَى نَسَبِ الحِكَايَاتِ الَّتِي كَانَتْ لَنَا جَدَّاتُنَا تَرْوِي
قُبَيلَ النَّوْمِ أَقْصُدُ نَومَهُنَّ .
وَلِلعَرَاءِ نِهَايَةٌ أُولَى ،
لأَبْدأَ دَرْسَ آخِرَتِي القَدِيمَةِ ،كَي أُعِدَّ
بِدَايَةً أُخْرَى لأَعْرِفَنِي
وَأَبْدَأَ مِنْ جَدِيدِ .

بَيتٌ صَغِيرٌ ، كُنْتُ أُطْعِمُ مُهرتِي حِينَ اسْتَدَرْتُ
وَجَدْتُهُ ، بَيتٌ صَغِيرٌ مِثْلُ قُنِّ الدِّيكِ ،
جِئْتُ ، وَجَدتُهُ أَعْلَى مِن الرَّمْلِ ، اقْتَرَبْتُ ..
هُنَاكَ كُرْسِيٌّ يُمَرْجِحُ سَلَّةً
حَتَّى تَنَامَ / غُصْنُ كُمَّثْرَى يَزُورُ حُجَيرَةً
مِنْ سَهْوِ نَافِذَةٍ .. / رَفٌّ ، وَزَهْرٌ عِنْدَ
مرآةٍ / .. بُحَيرَةٌ كَسَرَتْ حِصَارَ إِطَارِهَا
وَتَبَلَّلَتْ فِي الرُّكْنِ طَاوِلَةٌ .. /

كَثِيرَةٌ كَاسَاتُ هَذَا الرَّفِّ ،
وَامْرَأَةٌ تَصُبُّ لِي المَكَانَ ، وَحِصَّتِي ذَهَبٌ
فِي كَأْسِهَا هِيَ حِصَّتِي ذَهَبٌ .. لا عِلْمَ لِي ، كَأْسِي هَوَى كَفَضِيحَةٍ فَوقَ
الرُّخَامِ ، البَيتُ يَمْلصُ مِنْ يَدَيَّ كَطَابَةِ المَطَّاطِ ، خَفَّ أَو اخْتَفَى ، لا عِلْمَ لِي
هَلْ كُنْتُ أَحْلُمُ أَمْ سَرِيرِي كَانَ مُتَّسِعَاً لِرَكْضِ
المَاوَرَائِيَّاتِ ، مَا لا يُقْنِعُ العُقَلاءَ بِالتَّصْدِيقِ ،
خَفَّ أَو اخْتَفَى ، لا فَرْقَ ..
لِي فَرَسِي ، تَزَوَّجَتِ الجِهَاتِ ، وَلا بِدَايَةَ لِلعَرَاءِ ،
نِهَايَةٌ أُولَى ، وَلِي فَرَسِي ، العَراءُ ذَرِيعَةٌ لِلْخَيلِ ،
والَّليلِ المُغَلَّفِ ، لا نِهَايَةَ لِلْعَرَاءِ ،
هُنَاكَ أَصَابِعٌ للرَّمْلِ تَكْتَشِفُ الصَّهِيلَ عَلَى امْتِدَادِ
عَرَائِهَا .. وَعَرَاؤُهَا زَمَنٌ طَرِيٌّ لِلصَّهِيلِ ،
لَهُ صِفَاتُ التُّوتِ فِي التَّابُوتِ حِينَ يُرَاوِدُ
الخَيلَ الأَصِيلَةَ عَنْ صَدَاقَتِهَا وَتُنْكِرُهُ ..

وَهُنَاكَ أُخْرِجُ مِنْ جِرَابِ الصُّوفِ مِرْآةً قَدِيمَهْ ..
قِدَمِي ، أُذَكِّرُنِي بِمَا أَفْضَى . وَمَا عَبَرَتْ خُيُولِي قُرْبَهُ ،
وَأُعِيدُ مِرْآتِي القَدِيمَهْ ..
قِدَمِي إِلَى صُوفِ الجِرَابِ . جَزِيرَةٌ فِي الرَّمْلِ ،
أَنْهَتْ عُرْسَ سَفَّانِينَ حَولَ قَمِيصِهَا المَائِيِّ ، جُغْرَافْيَا الطَّبِيعَةِ
وَالفِرَاشِ السُّنْدُسِيِّ وَلَحْظَةُ القَطَرَاتِ فَوقَ المَرْكَبَاتِ لَدَى الصَّبَاحِ ،
بَعِيدَةٌ .. عِنْدِي وَزَوجٌ مِنْ حَمَامٍ فِي مُخَيَّلَتِي وَعِنْدِي !
لَكِنَّ لِي مَدَّ العَرَاءِ وَ لِلْعَرَاءِ الآنَ مَدٌّ لا يُحَدُّ ،
هُوَ العَرَاءُ طَرِيقَتِي ، أَزْدَادُ جَهْلاً كُلَّمَا قُلْتُ البُلُوغَ ،
وَنَبْعُ مَاءٍ فِي وُضُوءِ الظِّلِّ أَكْثَرُ مَا أَرَى ..
وَالجَدَاوِلُ سَوفَ تَخْتَارُ الفُرَاتَ ،
أَنَا البَسِيطُ الوَزْنِ ، وَالفَرَحُ المَدِيدُ عَلَى اتِّسَاعَ البِيدِ ،
لِي ظَمَئِي وَنَبْعُ المَاءِ أَكْثَرُ مَا أَرَى ..
وَأَنَا أُفَضِّلُ فِي العَرَاءِ المَشْيَ ، لَكِنَّ الأَصَحَّ لَكُمْ .
حِلٌّ لَكَمْ أَنْ تُخْبِرُونِي مَنْ أَكُونُ ، وَمَا أَكُونُ ، أَنَا لَكُمْ ..
أَنَا نَحْوَكُمْ وَلَكُمْ وَأَنْتُمْ مَنْزِلِي وَسَقِيفَتِي وَسَرِيرُ مُلْكِي .
.. أَمْسَكْتُ خَطْوِي . مَنْ أُخَاطِبُ وَالعَرَاءُ مسَاحَتِي ؟!
وَنَحَوتُ نَحْوِي ..

جَمْعٌ عَلَى بِئْرٍ . أَجِيئُ . هُنَا يَدٌ وَهُنَاكَ أَيدٍ مِنْ حَجَرْ .
أَدْلَيتُ دَلْوِي فِي الدِّلاءِ . أَذَاكِرٌ أَنَا مَا صَنَعْتُ ، صَنَعْتُ
قُفَّازَاً مِن الفَخَّارِ ، لَكِنْ عَادَ طَوعَ أَنَامِلِي ، مَا الأَمْرُ ؟
حَاولْتُ الحِيَاكَةَ بِامْتِثَالِ المَاءِ تَحْتَ يَدِي ، وَرَصَّعْتُ الجَدَاوِلَ
بِالجَدَاوِلِ ، طَرَّزْتُ النَّدَى فِي بُرْدَتَينِ . أَذَاكِرٌ أَنَا ؟
كَانَ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ أَلِجَ النِّهَايَةَ . هَلْ أُؤَوِّلُ مَا جَرَى ..
مَا جَرَى هُوَ مَا جَرَى . مَا الأَمْرُ ؟! هَلْ صَعَدَ المَطَرْ ؟!

لِلرِّيحِ كُرْسِيٌّ . رِدَاءُ الصَّيفِ . شَمْسٌ أَمْ شُمُوسٌ ؟
أَعْذُرُ الضَّحَوَاتِ حِينَ تَسِيلُ فَوقَ مَتَاعِ أَيَّامِي ،
وَأَعْذُرُ أَنْهُرَاً لا تَنْتَهِي فِي الرُّوحِ ، أَعْذُرُ نَخْلَةً ظَلَّتْ
يُرَنِّحُهَا الشَّمَالُ وَظِلُّهَا فِي الرَّمْلِ مَسْتَلْقٍ كَآيَهْ .
لا تَبْدَئِي يَا جَدَّتِي قَصَّ الحِكَايَةِ قَبْلَ أَنْ آتِي ،
أُحِبُّ جَمَالَ حُورِيَّاتِ قِصَّتِكِ الجَمِيلَةِ . لا أَنَامُ ،
وَغَايَةُ القَصَصِ المَنَامُ ، لأَنَّ وَجْهَكِ فِي الحِكَايَةِ
يَمْنَحُ الأَطْفَالَ أَنْ تَصْحُو . لأَجْلِي صَاحِيَاً
لا تَبْدَئِي يَا جَدَّتِي قَصَّ الحِكَايَهْ .
فِي العَرَاءِ يَدَاكِ تَلْتَقِطَانِ سَابِقَةَ الخُطَى قَبْلِي وَتُلْقِيهَا
بَعِيدَاً عَنْ مَدَايَ ، فَلَسْتُ أَدْرِي مَا الَّذِي صَنَعَ الوَرَاءُ ،
البِيدُ أَوسَعُ مِنْ تَصَوُّرِ سِنْدِبَادٍ ، فَهْوَ بَحْرِيٌّ أَصِيلٌ ،
هَلْ أُفَتِّشُ عَنْ بِحَارٍ كَالبِحَارِ ، عُيُونِ عِشْرِينِيَّةٍ ، سَفَرٍ مُدَلَّلْ .
سَفَرٌ عَلَى سَفَرٍ ، ضَفَائِرُ كَمْ أُحِبُّ هُبُوبَهَا لَو أَنَّهَا
سَتَكُونُ يَومَاً . آهِ مِنْ عَسَلٍ مُؤَجَّلْ . آهِ مِنْ عَسَلٍ مُؤَجَّلْ ..
الَّليلُ أَحْلَى دُونَ جُدْرَانٍ ،
أَعُدُّ مَعَ العَرَاءِ النَّجْمَ وَاحِدَةً فَوَاحِدَةً ،
هَلِ امْرَأَةٌ تُسَمِّي بِاسْمِ بَارِئِهَا
حَيَاةً لِي عَلَيَّ ؟ هَلِ امْرَأَهْ ..
لِيَكُونَ قَلْبِي جَاهِزَاً لِلِقَاءِ عُشْبٍ وَامْرَأَهْ ..
وَالعَرَاءُ طَرِيقَةٌ أَعْلَى كَأَوضَحِ مَا يَكُونُ لِفِكْرَةِ
امْرَأَةٍ تُرَابُ ..
رَجُلٍ سَمَاءُ .
خُذُوا صَنَادِيقَ الطُّيُورِ ، خُذُوا مَزَالِيجَ البُيُوتِ ..
خُذُوا السَّمَاواتِ الَّتِي تُدْعَى سُقُوفَاً ، لَيلَةٌ فِي لَيلَةٍ فِي لَيلَةٍ ،
لَكُمُ البُيُوتُ يَشُدُّهَا كَوِعَاءِ خَمْرٍ بَاذِخٍ بَابٌ وبَابُ
كَي لا يَسِيلَ نَبِيذُكُمْ يَومَاً فَتَفْتَضِحُوا لَدَى حُرَّاسِكُمْ
بَابٌ وَبَابُ .
وَلِيَ العَرَاءُ كَأَثْمَنِ المَثَلَينِ ، لامْرَأَةٍ عَرَائِي .
وَبِصِيغَتِي أَنَا : يَا عَرَاءُ أَرِحْ بِقُرْبِي يَا عَرَاءُ .
هَلِ امْرَأَهْ ؟ . إِنِّي أَخَافُ عَرَائِيَ المَكْنُوزَ لامْرَأَةٍ ،
أَخَافُ دَفَاتِرِي يَقَعُ الهَوَاءُ عَلَى مَفَاتِنِهَا ، فَتَغْوَى .
أَنَا حِينَهَا سَأَكُونُ ، لَكِنْ دُونَهَا فَأَنَا أُرَتِّبُ شَهْوَتِي
حَجَرَاً وَتَقْوَى .

.. يَحُطُّ ظِلِّي خَلْفَ تَلٍِّ ، ثُمَّ أَنْسَى جَنَّة الكُرْسِيِّ ،
وَالرَّفِّ الثَّقِيلِ .كَأَنَّ شَيئَاً لَمْ يَكُنْ . وَالنَّصْلُ فِي خَصْرٍ
مِنَ الأَبَنُوسِ ، لا أَبَنُوسَ فِي البُسْتَانِ ، بُسْتَانِي ، وَلكِنِّي
سَأَرْمُزُ بِالقَصِيِّ إِلَيَّ ، خُذْنِي يَا رَسُولُ إِلَى
مَضَارِبِ زَوجَتِي لأُحِبَّهَا وَتُحِبَّنِي ،
وَيُحِبَّ أُنْثَاهَا حِصَانِي .

لا كُوخَ يُمْكِنُ فِي امْتِدَادِ النَّثْرِ ، فِي نَثْرِ البَرَارِي ..
فِي مَكَانٍ مَا سَيَعْبَثُ صِبْيَةٌ فِي صَحْوِ مَاءٍ مَا بِإِيقَاعِ الحَصَى ..
وَصَفَاءُ مَائِي لا يُكَرِّسُ مُشْتَهَى لَعِبِ الحَصَى
.. سَأَنَامُ بَعْضَ الوَقْتِ حَتَّى تَهْدَأَ الأَقْوَاسُ ، حَتَّى
تَسْتَرِيحَ الشَّمْسُ مِنْ تَبِعَاتِهَا لأُعَاوِدَ السَّعْيَ الفَصِيحِ
كَكِذْبَةِ العَرَبِيِّ ، نَحْوَ تُرَابَةٍ أَغْنَى ، أَدُسُّ أَصَابِعَاً
يُعْدِي التُّرَابَةَ خِصْبُهَا . سَقَطَ
الزَّمَانُ مِنَ الحَقِيبَةِ .


عِنْدَ مُنْتَصَفِ العَرَاءِ ،
وَجَدْتُ ظِلِّي نَائِمَاً فِي الرَّمْلِ ، أَوجَزْتُ الغَمَامَةَ ،
وَانْصَرَفْتُ إِلَى رَغِيفِي .
وَأَنَا أُحَبُّ وَلا أُحَبُّ .
المَاءُ يَرْصُفُ لِي قُصُورَ الَّلازَوَرْدِ ،
العَرْشُ مُتَّكِئٌ عَلَى المَاءِ ،
القَنَاطِرُ لا وُجُودَ لَهَا لِنَحْضُرَهُ


وَلَكِنَّ الجِرَارَ مَلِيئَةٌ بِالخَمْرِ ، قَرَّبْتُ القِيَامَةَ
وَانْصَرَفْتُ إِلَى رَغِيفِي .
وَأَنَا أُحَبُّ وَلا أُحَبُّ ،
الحُلْمُ يَفْتَتِحُ الرُّخَامَةَ ، قِطْعَةٌ مِنْ شَمْسِ آذَارٍ ،
فَرَاشٌ يَابِسٌ ، مَخْطُوطَةٌ فِي جِلْدِ ظَبْيٍ ،
.. ثُمَّ أَقْفَلْتُ الرُّخَامَةَ
وانْصَرَفْت إِلَى رَغِيفِي .

لِلْعَرَاءِ نِهَايَةٌ أُولَى ، وَفَصْلٌ عَابِرٌ وَخُطَىً تُشَيَّعُ قَادِمَاتٌ
مِنْ خُطَىً عَبَرَتْ ..
وَمَا خَلْفَ العَرَاءِ سَرِيرُ مُلْكِي بَيدَ أَنِّي سَوفَ أَجْهَلُ
أَنَّ لِي مُلْكَاً ، وَلِي فَرَسٌ وَشَطْرَنْجٌ هُنَالِكَ ..
وَالعَرَاءُ شَرِيعَةُ الفُرْسَانِ وَالصِّفَةِ العَلِيَّةِ ،
وَالعَرَاءُ فَضَاءُ مَنْ لا سَقْفَ لَه ..
حِرْزٌ مِنَ الغَايَاتِ ، هَلْ أَحْصَى الرِّمَالَ مَدَى المَدَى
تَتَكَاثَرُ الوَاحَاتُ دَاخِلَ حَبَّةِ الرَّمْلِ الصَّغِيرَةِ ،
وَالمَدَى قَتْلُ المَدَى ..

مِنْ أَجْلِ ظِلٍّ فِي التَّوَقُّعِ هَلْ أَسِيرُ مُوَرِّيَاً بِأَكِيدِ نَبْعٍ
عَنْ ظَمَايْ ؟
خَبَّأْتُ فِي خَلَقِ الجِرَابِ نَبِيذِيَ الغَالِي
وَصَوتَاً عَالِقَاً فِي كَوكَبٍ لا إِسْمَ لَه ..
وَأَنَا أُعَمِّرُ جَنَّةً تَحْتَ المسَاءِ ، وَقُبَّةً ذَهَبِيَّةً
تَحْتَ السَّمَاءِ ، وَكَعْبَةً لِقُرُنْفُلَه ..
وَلَيلَةً مِنْ أَلْفِ أُنْثَى .
_ كَمْ تُحِبُّ مِنَ السَّكَاكِرِ ؟
_ قِطْعَةً ..

لا وَقْتَ يَصْنَعُ لِلشُّجَيرَاتِ الجَدِيدَةِ خُبْزَهَا ،
والمَرْبَعَانِيَّاتُ لَسْتُ لَهَا وَلَيسَتْ لِي إِذَا احْتَاجَ
الكَلامُ إِلَى غِطَاءٍ يُدْفِئُ القَدَمَينِ ..
ضَعْ فِي الكَأْسِ كَأْسِي قِطْعَةً مِنْ سُكَّرٍ أُخْرَى
لأَجْلِي أَو لأَجْلِكَ أَو لأَجْلِ الدِّفْءِ ،
أَسْدِلْ فَوقَ شُبَّاكِ البُرُودَةِ مِنْ سَتَائِرِهِ لِنَجْلِسَ حَولَ
مَا فِينَا مِنَ الأَشْجَارِ وَالحُبِّ الجَمِيلِ وَمُشْتَهَىً لا يَنْتَهِي
لِلدِّفْءِ وَالشَّوقِ المُكَرَّرِ وَالودَادِ إِلَى ارْتِفَاعِ سَتَائِرِ الشُّبَّاكِ ،
فَلْنُقْصِ الغَمَامَةَ جَانِبَاً لِنُفَسِّرَ العُشْبَ المُبَلَّلَ وَالغَدِيرَ ..
هُنَاكَ مُنْتَصَفُ العَرَاءِ ، هُنَاكَ سَوفَ أُحِبُّ أَمْسَ الرُّزِّ
وَالبَرَكَاتِ أَعْلَمُ حِينَهَا أَنَّ المَرْبَعَانِيَّاتُ تَصْرُخُ فِي دَمِي
وَتَخِيطُ جُدْرَانِي إِلَى أَهْدَابِهَا
وَتَمُدُّ أَسْبَابِي إِلَى أَسْبَابِهَا .

ضَعْ قِطْعَةً أُخْرَى لِيَحْلُو الَّليلُ ..
إِنِّي أَشْتَهِيكَ فَلا تُسَمِّ الَّليلَ جِسْرَ الصَّحْوِ ،
آخُذُ فِي دَمِي جِهَةَ الطَّرِيقِ إِلَى انْحِنَاءِ القَوسِ .
مِنْدِيلٌ . أُلَمِّعُ نَجْمَةً لِضَلالَتِي . وَسَأَلْتُ :
لَكِنْ كَيفَ أَشْهَدُ أَنَّنِي ضَجِرٌ مِنَ الَّليلِ المُبَرَّرِ ،
وَالبُيُوتُ وَرَاءَ غَابَاتٍ مِنَ النَّسْيِ المُكَلَّلِ بِالغُرَابِ ،
وَلا بُيُوتَ لِكَي أَقُولَ أَمُرُّ حُبَّاً بِالَّليالَى ..
أَدَّعِي أَنَّ النَّدَى بَلَدِي وَحِبْرَ الضَّوءِ صُنْعُ يَدِي ..
وَأُخْطِئُ فِي هِجَاءِ التُّوتِ فِي دَرْسِ القِرَاءَ ةِ ،
فِي صَبَاحِ الخَيرِ أُرْسِلُهَا إِلَى غُصنٍ مَحَطَّةِ بُلْبُلٍ عِنْدِي
لأُرْضِي نَزْعَتِي لِمُعَاكِسِ الأَشْجَارِ عِنْدَ الآخَرِينَ .
وَلا يُبَاحُ البَوحُ للأَعْشَابِ فِي زَمَنِ السَّرَابِ وَلا سَحَابَ ..
خُذُوا القَصِيدَةَ كَعْكَةً وَتَقَاسَمُوهَا ،
وَاتْرُكُونِي لِي بِجَاهِ النَّخْلِ وَالزَّمَنِ البَدِيلِ إِذَا تَجَلَّى ،
أُدْرِكُ الطُّرُقَ الَّتِي تُوصِي بِطِفْلٍ لِلحَدَائِقِ
لا تَعُودُ وَلا تُعِيدُ مُشَاتِها .

.. ضَعْ قِطْعَةً أُخْرَى ..
رَذَاذٌ قَادِمٌ ، بَحْرٌ سَيُصْبِحُ ، جَرَّةٌ تَرِثُ الغُيُوثَ ،
وَضِفَّةٌ زَرْقَاءُ تَدْخُلُ فِي الغَمَامَةِ ..
وَالعَرَاءُ مَرَافِئٌ غَيرُ المَرَافِئِ وَالعَرَاءُ طَرِيقَتِي وَسُؤَالُ
أَفْرَاسِي وَحِنَّاءُ القَصَائِدِ وَالحَدَائِقِ ، هَلْ سَتَذْكُرُ أَوَّلَ الَّليلَه .
هَلْ تُصَدِّقُ قِبْلَةَ الرِّحْلَه .
كُفَّ عَنِ كَأْسِي وَسَمِّ الَّليلَ جِسْرَ الصَّحْوِ ،
يَا هَذَا اشْتَهَيتُكَ .. زُرْتُ لَيلَكَةً تَخُصُّكَ
ثُمَّ أَقْفَلْتُ الرُّخَامَةَ ، ثُمَّ أَقْفَلْتُ الكَلامَ عَلَى الفَرَسْ.@