ترجمة سركون بولص

لم تجيئي ليلةَ الأمس،
وكم طال غيابك عليَّ
أشتاق أن أجدكِ بين ذراعيَّ
الشائختين، الأرضيتين
ثانية (سيمياؤكِ قادرةٌ ان تحيل طينتي الى جلد).
أشتاقُ أن أستدير فأرقب ثانيةً
من مكاني شبه الخفيّ
سفوحَ وجهك الضائعة، الجميلة
مساقطهُ، والورقة السوداء، الثرّة
لكلّ هُدب
وحجارة أسنانك الطازجة التي لمّعها ساحلُ البحر.
أريد أن أصغي إليك تتنفسين في طريقك الى النوم
(فنحن، بفنّنا الإنساني
نقلد النائم حتى نحلم).
أريد أن أشمّ حدائق شعرك العشبية المظلمة
أن ألمس الخصلة الخفيفة
التي تنحدرُ على جبينك العالي
عندما تغسلينها، فما
أبدعها.
أريد أن أسمعَ
ريح آهتك الخفيفة، الطويلة.
لكنني الليلة ثانيةً أعرف أنك لن تجيئي.
لن أشعر أبداً مرة أخرى
بسكينتك الرقيقة، النائمة
التي طالما كنت أستمدُّ منها
قُوتي، وأغذّي بها قلبي الإنساني.
لأنني في آخر مرة
عندما دنوتُ منك بينما تجلسين في السرير
وتتحدثين، أمسكتِ بكلتا يديّ
في يديك، وصالبْتهما برقّةٍ على صدري.
مُتُّ هكذا وأنا أقلّدُ الأموات.

ثقافة ايلاف culture@elaph.com