طيناً من الطين انجبلتُ ففي دمي المركوز من طبع التراب الحيّ : فورة لازب، وتخمر الخلق البطيئ، ووقدة الفخار في وهج التحول، وانتشار الذرو في حرية الحلم، انفراط مسابح الفوضى، حصى، وصلابة الفولاذ في حدق الحجارة و اليواقيت. انخطفت بنشوة الحمى. الأوابد من وحوش الطير تحملني وتمرق .ز في حواصلها أعاين محنة الملكوت و الأرض الفسيحة . خفقة تعلو ورفرفة تسفّ، وبابك الفلك المدور يا أبي و رتاجك الطيني والقفل الخبالة و الشراك، وهجعة الأطيار إن حلّ الظلامُ - على الشواهد - فوق صبارات قبرك، صوتهن بكل معترك الجواء ومجتلى الدم و المنام هو النداءات الخفية من ترابك و المخاطبة العصية من ترابي.

عن مجلة (القصيدة)
عدد - 1 1999