تغريد الغضبان

تغريد الغضبانتنّصل منها بأيةِ حيلة
أخبرها
أن الفراشات بين أصابعك
تنوي استعارة ورد قميصي
قُل لّها أن تشرب اللبن
وتنام في الثامنة كالعجائز
تشاهد مباراة رياضية
أو تدّلك تجاعيدها
وتتسلّى بنتف حاجبها الأبيض أمام المرآة
تهاتف من تشاء من صديقاتها
أو تسكر وتروي نكاتا بذيئة
وتتجشأ كبحّار مخمور
بل حتى أن تفشي أسرارك لأعدائك
أخبرها أنك لن تعود لها الليلة
ولا في الغد
أو في أي يوم آخر
أخبرها
أنك أوهمتها بالحب
خوفا من النوم في بيت فارغ
وكم من مرة حاولت خنقها في العتمة
أو رميها تحت عجلة
أو نسيانها على مقاعد القطارات والمحطات
وكانت دائماً
تغيب قليلا ثم تعود
قل لها أنتِ كالقطط بسبعة أرواح
وأنك تكرهها .. تكرهها
اشتمها ومرّغ أنفها بالتراب
أو
لا تقل شيئاً
اصفق الباب خلفك بهدوء
ودعها تنوح وحيدة
ذكرياتك الذليلة تلك.

ربما

ربما أنت ميت الآن
وأهلك يوزّعون ذكرياتك كلها على الأصدقاء
طفلك يزحف على الأرض
و يشير بإصبعه المبللة باللعاب إلى صورتك على الجدار
كأنما يقول: هذا بابا وهذا أنا وهذه الوردة
ربما ..
وأنا أضع رأسي بين كفيَّ
في هذه الحديقة اليابسة
وأفكر ملياً
كيف أسترد
كتفيك على الأقل

...................