علي العامري

علي العامريعازفة بين يديها يقطرُ ضوءٌ من أوتارِ كمانٍ

وعلى كتفيها
يتدلى شالُ الأشكالِ
قلادتُها قمرٌ شمسيٌّ
يتدلّى
بين حريرِ الأسطورةِ.

عازفةٌ في الساحةِ
تُطلقُ أرواحَ الأشجارِ
وتغمسُ ظلاً في المعنى
عازفةٌ
وكمانٌ
وسماءٌ تجلسُ قدّامَ الليلكِ، تنظرُ صوبَ
نجومٍ
تتمايلُ في حجرٍ يصغي للموسيقى
عازفةٌ ظلّتْ مغمضةً أثناءَ العزفِ
ولمّا فتحتْ عينيها
كانت ساحتُها تكتظُّ بأقمارٍ وطيورٍ
زرقاء.

مشهد داخلي

في البيتِ رفوفٌ للغيمِ، وفي الشرفاتِ
نباتاتٌ متدليةٌ تشبه أرواحاً غافيةً، في
الريشِ هبوبٌ، في اللوحاتِ قرى نائيةٌ،
في النومِ فراشاتٌ زرقاءُ، كأنّ النومَ
حدائقُ، في الأسرارِ نقوشٌ، وكأنَّ
الأسرارَ أساورُ في معصمِ عاشقةٍ تتهجّى
خطَّ النارنجِ، وفي القلبِ سماءٌ، في
النهرِ سريرٌ
في
الحاسّةِ
أجنحةٌ
غامضةٌ
في حجرِ الفيروزِ شهابٌ
في الحبرِ مصابيحُ
وفي
الليلِ
جرارٌ
يرشحُ منها الغيبُ
وفي الغرفةِ قوسٌ قزحيٌّ
يحرسُ موسيقى الصورة.

لوحة

عاشقٌ في ممرٍّ طويلٍ رأى لوحةً لطيورٍ
محلّقةٍ في الأعالي
هناكَ
رأى
بينما ظلُّهُ يتمدّدُ فوق الجدارِ
ترفُّ يداهُ
كأنَّ الإشارةَ قطرةُ ضوءٍ
على ليلكٍ في النفوسِ
ولكنَّ ليلاً رمى نجمةً في السكوتِ
المربعِ
نامَ المكانُ
ونامَ الكمانُ على حجرِ الأمسِ
مالتْ سماءٌ على مقعدٍ في ممرٍّ طويلٍ
وغطّت بمعطفها عاشقاً عشّشت في يديه
الطيور.

2012-05-20