كولالة نوري
(العراق)

كولالة نوريأقفل العالم يومه الأخير
مرحى لكل هذه الأسلحة الملقاة!
لم يعد للساسة الأغبياء دور في ترتيب النهايات المعوّقة
غليظو القلوب أسدلوا على السواد.
كان الوميض
مثل حليب بعثره النهر، ليغطّي هضبة الطفولة.
كنت شاهدة كَغيري
لم أكن قادرة على صِياغة إجابة واحدة
لكلّ المارّين بي، وأنا أكتب هذه القصيدة.
كانت الوجوه بطعم الجغرافيا
أحدهم يسحب جبلاً معه
وآخر يتكور كالقمر
وآخرون من بَوْح الرياح
كأن الاتفاق الأخير: لا كسل ولا منعطفات
بل كلٌّ منارة لقدميه.

كأنّ جدب الأرواح قبل سنوات
كان تمرينا لهذه السياحة الأخيرة ،
سياحة الترنّح
سياحة ارتفاع الجدالات العقيمة.
كان مقرّرا
أن يأتي الضباب
ونشرب ماءً باردا ونحمي زهرات الطريق المؤدي للبيت
البيت المحبوك بعقد الزيجات المُربِكة
علّ عبقها يغرّد على المدخل ولو لِمرّة قبل المغادرة
علّ الأزواج الخونة والزوجات الخائنات يَبحْن للمرة الاولى والأخيرة،
لكنهم لم يفعلوا
ظنّوا أنّ فكرة انتهاء العالم كذُبابة أظلّت سربها الكريه
لتطنّ هنا وهناك.
كان مقرّرا
أن نتحسّر قليلا في الأيام الأخيرة
لأننا لم نكمّل فصول القصة كاملة تحت الشمس
بل على شبّاك داخلي في غرفة من ورق الرغبة
فاحترقنا وبقيت القصة طريّة
مثل قلق قديم لا ينتهي حتى بنهاية العالم.
كان مقرّرا أن نقشط التردّد
ونتناسل كما قهقهة سعيدة طولها عام كامل
أن ننْتشر خارج الخوف
رغم برْد الصدى.
كان مقررا ألا أنتهي كالجميع
أن أرافق فَراشتي لتنتهي بنعومة الحرير
كان مقرراً أن أتصفّح راحات أيديهم
لأتبيَن شِرك الغَمِّ
والمدافن الكثيرة للراحلين،
وكيف عادوا للحياة لمرات
ولم كنت أفشل بالعودة مثلهم.
كان مقررا أن أكون سعيدة الآن قبل انتهاء القصيدة .
لكنني أنهمِرُ تفاصيلَ
من أضلاعٍ ٍواحتمالات ومهازل
وطواغيت وانطفاءات
وقُبَل غير مرْضية
وجسد خارج القناعات
وقُبّعات مكسورة من رزمها في حقائب باكية،
وصمْت هواتفي النقالة (هل يفهم العالم بعدنا ماذا اعني بالهواتف النقالة ؟)
هي آلة تقطَّر معجزات الحب
والفواجع والرحيل والأكاذيب ايضا لحظة برَها وبحرها وسمائها .
سيقولون عني كانت شظية مسبوكة
من حقل العِتق
وحالة طوارئ دائمة على درب الخرااااااب.

2012-12-21