فراس سليمان
(سوريا/ أميركا)

في بيتك الأصفر الصغير

فراس سليمانهكذا إذاً
جررتِ الله إلى المشهد
هكذا
رأيتُ الرعب
فماً مفتوحاً
هكذا تنتقل الحياة
من الطبقة الأرضية إلى العلوية
تاركةً خلفها هالة
من الأزهار
السامة.

***

إنها أخطاء الأمل
أن نخرج إلى شرفة
لا تتسع لإثنين.

***

أن أربط بين رائحتكِ
وسلطةٍ ما
بين هذا السائل
الغامض
الذي يسيل على فخذيكِ
وجيوشٍ
من القتلى
ينظّفون حياتي من التجربة
يعني (لي وحدي دون أن يفهم أحد)
أن أرى
حروف الجر
حشراتٍ تقرض الأثاث
في بيتك الأصفر
الصغير.

***

لا شيء سيعيدني إلى نفسي
حين لن أطالب الهاتف بأن يرنّ
البريد
بأن يصل
لا شيء سينقذني مني
حين لن أنسى الموجة اليتيمة تطير
في مطبخك
الريش/
الزبد
الذي يغطي
حياتي
الجنين
الذي لن يكبر أبداً.

***

إنه الفقد
له رائحة سمكة ميتة
رائحة العرق تحت إبطي الحلاّج
رائحة قفازات علماء
يشرّحون
هيكلاً غريباً
في مختبر تحت الأرض
أنه الفقد
له رائحة الضجة التي يثيرها الأعداء
الذين دائماً ينتصرون
رائحة كائنات بورخيس العحيبة
رائحة عانتكِ التي تشبه جنيناً
في معبد سومري
رائحة حياتي
التي تفسد
أمام صورتكِ.

***

يحدث
أن يديكِ
تسدّان
ثقوب الصدى
يحدث أن الثنائيات مجوّفة
ألهذا الصوت مكتملٌ برداءة!؟
يحدث
أن أبي المريض
يتألم في الغرفة المجاورة
بينما أنا
أتذكّر قدميكِ
على الطاولة
تقلدّان
دموعي
على الكلمات.

الحرب حجة رائعة

1

كان عليهم أن يأتوا
رغم كل ما يحيق بهم من خطر
هذا ما فعلوه
أخيراً
وصلوا
لكن في توابيت.

2

إلهي
أعد الرصاصة
إلى أصلها
طائراً ضائعاً
الأيقونة إلى أصلها
روحاً
هائماً.

3

لا تهددوا بالحرب
فأنا امرأة
معتادة على الدم
والغياب
أنا امرأة
بالغة.

4

إنها الحرب
حجّة رائعة
لتبكي امرأة في منتصف عمرها
لترى حزنها واضحاً في المرآة
كما لم يكن مرةً.

5

الجيران
أطلقوا سهماً
أصاب البرّاد
إنها
حياة قديمة.

6

نيويورك
زوجة أب غريبة الأطوار.

7

هل أخرّب اللغة
عندما أمسح على رأس القطة؟

8

اليد التي تحترق
ثرثارة.

9

لأن العتمة
نظيفة
لأن الزمن لا يرنّ
الأحصنة ستحمل دموعي
إلى هناك.

10

إذا أردت
أن تتقصاني
انظر
إلى صورة يدي
على قبضة الباب
نعم... هذا أنا
لست داخلاً
ولا خارجاً.

***