يوسف ابو لوز
(الأردن / الشارقة)

يوسف ابو لوز كأن الثريا وجاراتها..
نساء تبرجن من أجل
بعل لهن يسمي.. الهلال.
إذاً، ما الذي يتبقي من النسوة القمريات،
لي.. ولباقي الرجال.

(1)

أهو الرجس؟
أم هو هذا الذي يكتب الشعر
من دون أن يتوضأ،
أم هو من خان صاحبه
ومشي في جنازته
وهو يبكي دموع التماسيح،
أم هو بئر من القيح،
أم أن فيه طباع البعير،
وفيه الذي فيه من مرض لا يُعالج بالكي،
أو بالكريم من القول..
إن أطلقَ العينَ نحو العديد من الخيل
قلَّ العدد.
ظامئ أبداً..
لا تري أثرا لغمام يمر علي بيته
ويُخيّلُ لي أنه الضبُّ
لم يشرب الماء منذ.. ولدْ

2 - 9 - 2006

(2)

نظرتْ إلي أعلي
وحطت عينها في عين نجم سائر
في الفلك.. قالت:
ربِّ هب لي من لدنك فتي
علي شبه كبير من زحلْ
وتنفست كالصبح، وابتسمت إلي النجم البعيد، فجاءها نوم ونامت في سرير الملح،
كانت كالحرير،
وقربها يبكي زحلْ.
.. إن الحياة سريعة وقليلة كالملح، بل
وأقل من كل النساء الحالمات.. المالحات
المقبلات علي هُبلْ.

3- 9 - 2006

(3)

إلي محمود عيسي موسي

يا للفتي
هذا الذي بدأ الكتابة باكراً،
إذ كان يرعي ماعز الأنباط في البتراء،
حين قرأت دفتر شعره..
أحسست أني آكل النارنج
فاكهة الحلاوة والحموضة والمرارة

شكرا لرسام الفواكه في الشمال،
وصانع التطلي من حجر،
إذا عزّ السفرجل
صاحبي ملك الرموز
وأفضل الشراح للمعني إذا
ما أصعبت لغة الإشارة
في رأسه علم،
ومن في رأسه علم،
قليل اللغو مزيون العبارة

4 - 9 – 2006

(4)

أنقل نثرا عن سيدة تبكي دمعاً كالياقوت علي قبر:
.. لا فائدة من النظر
إلي باب
لا يدخل منه أرتان
* أنقل خطاً في الكيس أبي الخط الأحمر نقلا حرفيا عن محمود:
.. لم نكن أنا وأنت نعرف أن البلاد
ستضيع، لكنا تعلمنا أن كلام البلاد
يجب ألا يضيع.
* أنقل كحلا أكحل من ريش غراب:
سمعتني الحجارة
من كثرة الطرق عالباب
لكن باب التي قد عشقت
رهيف رهيف،
فيا حسرتي كنتُ أطرق باب السراب.
* أنقلُ نقشا ملفوفا في جلد حصان:
رجل يعيش بجسم قاتله
وقاتله يؤلف قصة
قال القتيل أؤجل الثأر القديم
لينتهي جسمي من التأليف
أو،
يضع الكتاب
* أنقل مكتوبا مما كتب الرسام علي ورق النارنج:
أ: النهر لا يمكن أن ينبع من ذكر
ب: العين اليسري أكثر حزنا لأنها أقرب إلي القلب
ج: البطولة في العيون .
* أنقلُ مشفوها عن شفتين كقوسين اضطربا في مرج عيون:
بين مرج الحمام وبين الحمام.
ذلك النسر،
والنسر يفرد ظلا علي الأرض
والأرض بيضة أفعي
إذا أكل النسر منها،
سمعناه يوصي بألا يكن قبره من رخام

ـ الفقرات المقوسة تتكئ علي رواية حنتش بنتش

15 - 9 - 2006

(5)

يحكي لنا في البار عن أسطورتين له،
وما من جيله في البار.. يحكي عن أحدْ
هو وحده الحكّاء لا الثرثار ،
يحْبُكُ قصة في قصة،
في القصتين بوسعنا نسيان كذبته،
ونصَّدقه، ونعجب بالحكي.
أبطال سرده من مخيلة نمت بين الطيور،
لذا يُطيّرنا كأنا طائرات من ورق.
أمضي فتوته وراء الثور والمحراث،
فاكتسب المهارة في الفلاحة،
كان أيضا ماهرا في الصيد،
صاد الذئب والعنقاء وامرأة الغفير
.. وعندما لمناه: امرأة الغفير؟؟
أضاف صيدا آخر: امرأة الوزير .
.. يحكي لنا في البار.. يكذب جيدا
كذب الضرير علي الضرير.

5 - 9 - 2006

(6)

أخفيت عنك حقيقتي..
أنا ناثر فج العبارة
أدّعي: حريتي في الكسر.. كسر العظم
إن بُنيتْ بيوت كاللحوم علي العظامْ
.. في حين أنت أحق مني بالدعاية،
.. أنت رأس في الرياسة،
خاطب فحل الخطاب،
وفوق ذلك أنت موزون الكلامْ.

5 - 9 - 2006

(7)

قُلتَ بي فوق ما قال في الخمر مالكُ،
ثم اعتذرتَ،
وقلتَ: لقد زلّ مني لساني
.. وما يزلل المرء إلا لأن لسانه فيه عظام.
من تري كنت تأكل
حتي تتكلم في فمك المرِّ هذا العظام؟

17 - 9 - 2006

(8)

سنعود، يوما، كلّنا لديارنا..
.. أنا من هنا متنكرا سأعود للنيل الغريب،
وصاحبي سيعود للشعر الموشح في بلاط الأندلسِّ،
وزوجتي ستعود للقوقاز.
معنا بعودتنا قليل من سلالتنا وبعض من عبيد،
لا ديار لهم وشيء من متاع سوف نكمله هناك هناك
في تلك الديار.. بقيت أنت.
عد أنت وحدك للحجاز.

17 - 9 - 2006

(9)

كل امرئ في ذاته.. بلد
وفي جسمي أنا.. بلدان.
كل امرئ.. ملك ومملكة إذا
طال الزمان بها وتمت
طالها النقصان.
كل امرئ قلم وإقليم،
كتبتُ كتبتُ فامّحتِ الكتابة
والأقاليم التي في الأرض..محو،
والطغاة تكاثروا ثم امّحوا،
والموت محْو مثله الحب الذي يمحو..
.. وفي جسمي أنا محوان.

17 - 9 - 2006

(10)

كلما أكتب شعرا أختفي في الشعر،
ملموما علي نفسي،
ومضموم اليدين.

10 - 9 – 2006

القدس العربي
12/12/2007