لينا أبو بكر
(فلسطين/لندن)

ظل التفاح

ذاكرة الظللن يخرج من ذاكرة التفاح ليعتمر قبعة ماغريت !
إنه ابن الظل - الضحية رقم صفر-
يسكن خانة القهر
وبحقديّة الجوع ... يعض على فاكهة الثأر!
ثم يواري الجريمة في معطف الغراب
و يرتب ذاكرة الإثم في ألبوم التفاح !
و يعض ..
يعض على فاكهة الثأر!

ظل الصرخة

لن يخرج من عنق الصرخة وهو يتقطر مخنوقا من ريشة مونك ..
لشدة رعبه يكبت الصدى كي لا يرتد إليه الصوت ،
ثم يجهش بذاكرة الصمت
ويفر كظل مذعور !

ظل البصمة

ثمة ظلان لقبلة مكممة ..
رمت في وجه المرآة قلبها المكسور
وفرّت من شرخ في عين الذاكرة
توارت في بصمة النار
لأنها اشتعلت من وراء ستار
مثل قنبلة طازجة
تصببت من فرشاة ماغريت
كأنها لسعة الظلال ..

ظل القبر

لن يوقع بظل مستعار ذاكرته !
إنما سيستقل حافلة للموتى متنكرا بالمقبرة !
للرعب مذاق اليتم بين غطيط الأضرحة ،
للرعب مذاق الغربة فوق سرير الموت..
له عينان من حجارة ، وقلب من خشب ينخره السوس
له حقد يرتع كالجرذان في نثيث الطاعون ..
و ذاكرة يتيمة تعيش بين أجداث يوجين كمظلة موحشة
كأنها صومعة بلا تراتيل !
لأنها ذاكرة القبور !

ظل النحت

غويا ....ينكفئ على ذاكرته
ويسند ظله إلى مقبرة
فتحوم حوله أشباح الخيل
ترد روحه إلى صهيلها المهيض
ربما ..كان عليه أن ينحت ظلاله على جدار
كي يمسك بجسده الميت
لأن الظل مومياء الذاكرة !

ظل المذبحة

ذاكرة الخراب
ذاكرة روبنز
................
................
أشلاء الظلال تتهدل على دكة الذبح
الأرواح التي بلا أيقونات
تتكوم في كثبان محنطة
الركامات التي بلا نشيج
تذر العيون في رمادات متفحمة
كلما تندلع روح يغرس الموت ذاكرة
وكلما يتفتق ظل تنداح مذبحة
تأوي بذور الجرح في أتون المدافن
فتضرم نار الملائكة

ظل المَتاه ْ

الجزيرة ضريح أشباح
والماء ليل دجى فأعتم فادلهم
والذاكرة متاه !!
ولا صوت في بحة الضريح
سوى زعيق مكتوم
لا لون سوى الشحوب
لا وجود سوى الهروب
من جزيرة بوكلين
كظلال النجاة في قوارب النور
تتأمل فتون الخوف وفتنة الرهبة
وئيدة البحر
شهيدة المجاديف
طلقة كأنها هبوب على وشك عاصفة
مسنة كأنها خريف بكر
عمياء كشبابيك مطفأة في العراء
وراعشة من خشوع كأنها صلوات جاحد
محفورة كوشم كنعاني على نجمة داود
متناسلة كعدوى لأنها لقاح موت
الظلال ..
الظلال إغماءة الحياة بين آكام القبور
تدمدم في ذبالة السماء وتشتد كحمى القيامة
في ذاكرة النشور

ظل غورنيكا

ماتوا ..
واخْتُطِفَ الربُّ من العرش
فمن خطفه ؟
ماتوا!!
ما عاد لهم سدرة منتهى دانية الظلال
ولا عاد لهم جنة وارفة الذاكرة
غورنيكا قبر يسافر في سكة الغيم
ويلوب السماوات بحثا عن قاطرة !
غورنيكا إيلاف الحروب بين جند الإله
ومخدع تأمنه الضباع على الفريسة
غورنيكا خوذة الموتى الذين يجدلون النصال
في متاحف الشمع ..
وغورنيكا بيت الأدغال
المأهول بالوحوش وقطط الليل المتصارعة
غورنيكا ملحمة الموتى بين أطلال الجنة
لقيطة الموانئ
ربيبة الغجر
وباعة الدماء والسكاكر في حارات يبوس العتيقة
غورنيكا وجع القيظ من عُري الفلاة
وغورنيكا ذكرى متوحشة بمخالب مقلمة
غورنيكا نسل اليتامى والشهداء
تبحث عن ميت لسرير يحتضر
أينك يا ظلا طائشا كرصاصة الرحمةٌ
تعال إلى غورنيكا عشبة المغفرة ..
وقشة الغرق ...في جبّ ِ الذاكرة !

ظل الفاصولياء

حبة قلب داجية
تزرعها في أصيص الجسد
فتنبت ذاكرة محقودة الثمرات
تطمرها في النار
فتشب ظلال تأكل مناجم فحم في وجبة سائغة
توهبها للبحر
فتقتلع لك اليابسة إن هاج لها الموج فهمّتْ به
كأنما الحرب أنثى !
      تنسلخ من ضلع الريح لتندغم بجماجم الأبالسة
الحرب
      بغاء ينفطر جوعه كلما راوده صيد ٌ بِسنارة
الحرب
      صرير الزوبعة في قبضة الباب الموصد كالأفق
الحرب
     ماءات التسنيم في دنان الدم كأنها أنخاب الآلهة
الحرب
      مخيم سيّار
      ينصبه النازحون من صحراء التيه على ضفاف المقابر
الحرب
      جينات غابية تتوارثها الأسماك السامة
      على ساحل يافا
الحرب ..
     ألغام فاصولياء تأسرلت وحان قطافها
فمن ينؤ بموت حي
يرع قطيع الظلال
لأن الظل ذاكرة الذاكرة !
الظل قيامة الذاكرة
الذاكرة ظل القيامات !...

8-10-2007

ملاحظة : كل لوحة يدل عليها اسم صاحبها أو شيء منها وقد اكتسبت هنا كنية شعرية رديفة لكنيتها اللونية .