موسى حوامدة
(الأردن)

hawamdeh87@hotmail.com

سأهيل التراب على روحي
القي جثة الغريب للغراب
الخراب
قبو الأرض تأنسه الذئاب
ليس للرغبة ناقوس
ليس لها غرباء
ليس للباب
داخلون أو أعتاب
ليس للبيت سقف أو مزاريب
ليس لي سبب واحد للبقاء
هنا ينتشر الرمل
يحوط الغبار اسطر الكتابة
الحرارة أخذت ندى الشعر
تهاوت أشجار السماء
تدلى حبل غسيل بلا ملابس
حبل غسيل أو حبل مشنقة
لا فرق بين إعدام القمصان وإعدام الشعراء
حيث يتسلل خفة منهما ملكان نحو اوغاريت
تطير ألواح الكتابة الكنعانية
تسد منافذ العودة الى المنفى
ينسد باب توما (1) ويشرق سيد الشعر بالصعاليك
ليس للمدينة رئة أو نقاد يأخذون يد القصيدة للمقهى
ليس للمدينة نافذة
وليس للصحراء نهر يجرف الذكريات الى بحيرة الندم
هنا وُلدنا من أفكارنا
لم تأت أمهاتنا زناً بنا
ولدنا فوق كومة القش رأفةً بحال آبائنا الطيبين
الطيبين
كانت لا تعوزهم الحكمة
لا تعوزهم الفطنة والذكاء
لكن خشب الأرض ناشف
رذاذها ناشف
حجر الطريق صوان
لا تقلعه الأيدي العارية بلا مهدَّات أو بارود
أخذتنا المنافي للمنافي
جردتنا الخطيئة من خطانا
ومرضنا بالجوع والحنين
ليس للجوع معسكر أو قائد ميداني
ليس للنبيلين جماهير عريضة أو طوابير وداع
/
الحكمة ليست في حروف الروي
الحكمة في نفور الغواية
طيش الجبال
فزع الوديان
انكفاء الشمس عن تقبيل فم الهضبة
شك ثغر السماء بدبوس
ثغاء غيمة تحت إبط ميكاييل

*****

مشى الذئب يجر تراب الكلمات
أدركته اللعنة بعد جز حبل السرة
اكتشفت الصحراء ان بنات آوى اقرب للرمل من لعنة الذئب الغريب
حلت لعنة الأسماء عليهما
الأول يوسف (2)
والثاني يوسف (3)
والثالث صاحب يوسف (4) طعن الاثنين بسكين الوحشة
فانهزم الأول ثانية
ترنح قلب الثاني أولا
صارا
عاشقين
تعلقا بابنة الراوي ووجه الحكاية الجميل
نذيري وطن يستل سهامه وقيل أبناءه ويرمي بهم للهاوية
يا يوسف الثاني
يا الأول (5)
يا الصاحب
ليس بيني وبين يدي سوى شجر الهزيمة
أغصان الكمثرى لا تكشف سر الانقصاف
هيئت لكما كتابا وقلمين
من يكسر راس الغواية ويدوزن أوتار الموت الجليل
خذا وجهيكما عن مرآة الغزالة
اخلعا عباءة البوم
كفنُ الغريب اسود
كفنا جسد السهوب
احملا ابيض الحسرة نحو باب المقبرة
هللا للحصان الذي نسي أقدامه عند سائس الخيل
للفارس الذي لم يحمل ترسا أو رمحا
كسب معركة الخسران
يا يوسُفي
يا يوسفيّ
أهيلا التراب على جثة الغريب
ولا تأخذاني لاوغاريت
ليس لي حيلة لستر كعب أخيل أو تشذيب النبال
ندم زرعته في حديقة الشعر بعدكما
وما نبت عشب ولكن تشققت ارض الحقيقة عن عطش الروح
اسكبا شعركما في ارض الصحراء
لن تنشف الروح
لن تنكسر الأغصان
لكن شيئا غامضا طاف في السماء
شيئا ساحرا رف
وطارت من جناح الغراب
ريشتان
سقطتا عند حافة الحزن
وأينعتا دخان

عمان في 2اب 2002


اقرأ أيضاً: