إقرأ أيضاُ


ألتحف ظلمةٌ تتورد خجلاً !

تماهياً مع لوحة "فانوس شاحب"
لـ " سوزان عليوان "

آناء الليل
وأطراف النهار
وفتيله
زيتٌ
يتقد غياباً
يذبل
يخبو
يكاد
أن يوارى ضوءه..الثرى
يتمحك
الشحوب
بـ وهج يتلظى
اشتياقاً
أدنو منه
يتصبب احتراقاً!

وحشة تذلل غلس افترق
عن ضوئه
يهش بشعاعه
يراعات قلب قذف اليم
حزنه
تابوتاً

أتوجس بغيابك
خيفة
أتقد هياماً
أصب بكؤوس خمرة اللقاء
سلسبيل شوقي

مزنٌ تهطل ..شموعاً
ومساءات
تقدح زناد العشق
يتململ تعتيقاً

وأنا
وضاءةٌ
بك
أنتهر الثريا
وأبتني أعشاش من فضة
ألتحف ..ظلمة تتورد خجلاً
وخدراً
حين تشعل فتيل..القلب.

 

البنفسجة تعاود البكاء

وحيدةً
أرقبُ الأشياء حولي
تضجُ بالحياة
حتى و ان وجدتُ نفسي
سأظل ، هكذا ،
وحيدة
ودونما انتباه!!

من يعرفني
أقصدني       أقصده ؟
أقصد     أني       هنا…
صمتٌ حيٌ نابضٌ
و الناس نيام !

من يذكرني ؟!
سؤالٌ يعبَثُ بعروقي
فأجفُّ.. أجفُ
تتكسر آلافُ الأسئلةِ
تتناثر حولي
               دون قطرة جواب !

ما عدتُ أسمعُ صوتكَ
ما عدتُ أسمعني
الصمتُ وحدُه كانَ
              كل الحضور !!

شجارٌ تنشأُ
والأوراقُ تزحفُ في صحراءِ الطاولة
قطيعٌ من الأقلام يغفو
في الظل تلوّحُ ذاكرتي :
              سأكتبُ قصيدةَ .

حرفٌ،
حرفان ِ
رَميتُ الألمَ في الشرايين
كومةٌ من الأوراق تزاحمني
فراغٌ       سكونٌ ،
عتمةُ الغرفة
يلملمُ بعضيَ بعضي
ألتحفُ الليلَ ،
              أنام.

يلتهب القلبُ
ترتقبُ الروحُ وجهكَ
هل أجيىءُ؟

تتساقطُ أجزائي
شظيةً شظية
يترهلُ جسدي بالأوجاع ،

هل يمكن أن تجيء؟!

على مفترق القلبِ
انتظرتُ القادمَ من بعيدٍ
زرعتُ سنينَ العمر انتظاراً
              أورقِ بالشوق
تساقطت الأضلعُ ثكلى
جاءَ الكلُ من غابةِ الغياب
وأنتَ
ما زلت         َ هناك
لكلٍ منا وجهٌ سرابٌ

لماذا أراكَ سراباً
لماذا كل الدروب تغادر
              دونَ رجوع ؟
لماذا الكل يهاجرُ ؟
والكل يعود
إلا نحن ،
              نسافر       نسافر
كأن الصبرَ رحيلٌ
وكأن العمرَ رياحٌ
      وكلانا شموع.

يتداركنا الوقتُ
الليلُ جراحي
والنهارُ يعرّي أشرعتي

الى أين يا .. انتَ ؟
كنْ ما شئتَ،
كما كنتَ،
كما أنتَ.
لكن،
حاول أن تلم أشلائي
            بلقاءٍ عابرٍ
فبعضي يهاجرُ عن بعضي
كمَنْ يحتمي.

كالآخرين ،
يا أنتَ
تغازل طفلةَ روحي
وتعبثُ بالياسمين.

يثبُ وجهك لقطيع الذكرى
تتناثر أضلاعي
تسقط تفاحةُ شوقي
وأراني أنوء .. بظلك.

الليلُ وحده كفيلٌ بالأوجاع ْ
لكَ قلبٌ قتيلٌ
ولي قلبٌ .. ضاع ْ !

أصحو.
الغرفةُ غابةُ صمتٍ
فراغٌ       ليلٌ       وحشة.
وحدي
ما زلت أغني
أهذا نخيلٌ :
            يتساقط رُطبا ؟!

مالي
لا أعبأ إلا بظلي ؟!
يقتات قلبي
بقايا الوقت
زوايا الصمت
يباغتني في الأنحاء.

" جزرٌ مدٌ "
هذا البحر
احتدامُ الهائج ِ
وأنا في الداخل
ألهث خلف الأنفاس
تلاحقني وحشة إحساسي
كأني هذا البحرُ الهاربُ
            من ثوب الأرض.

تزحف آلامٌ نحوي
تتشظى أوردتي ، أجزائي
مَنْ لي
زاويةٌ ملأى بالدفء
لا أشرعة مباحة
لا شرفاتٌ في الضوءِ
لا قلبٌ يحتضنني
            لا .. أنتَ !

خلع وجهي،
جسدي،
أركلُ وجهَ ظلالي
وأغادرني
أغمسُ قلبي في بحر الشمس.

وجهكَ قبلة ترحالي

تشظى
أتشظى ،
برغم زحام الناس حولي،
يحيط بي ليلُ الصمت
كأن الكل ينتظر سقوطي
ليحضى بفتاتٍ يشبعه
     من هاجس هذا الموت

و ما زلتُ أرقبني يا أنتَ
أتشظى!

لمَ غادرتَ ؟
لم ْ نتضمخْ بَعدُ
      بأطراف البوح ؟

يمزقني النسيانُ
آلافُ الصورِ الثكلى
في ذاكرتي :
            تلك الصورة أسماءٌ
            تلك الصورة أشلاءٌ
ووجهكَ كل الأشياء.

يهدينا الحبُ
ويسرقنا الحبُ

لا أكترث
لشيئ هنا
أو شيئ هناك
كلُ شيئٍ صمتٌ
في عتمة صدر الحزن
وكل شيء كانَ ،
يحدث كأنه الآن
بلا حراك أعرفُ،
            أعرفُ .
حنينٌ جارفٌ !

في الغربة
يمزق ذاكرتي النسيانُ
وألملمها أنفاساً.. أنفاساً
            إحساساً.. إحساساً
لأرتق اللهفة الضمأى
                        بملامح أحبابي

وحدي الآن
أنا من يتهاوى قلبها
في الزوايا

وحدك       وحدك

من يلملمني
في وحشة هذي الغرفة
من تلك الشظايا
      بلقاء يجسدنا ؟!