فرج بيرقدار
(سوريا)

فرج بيرقدارأسأله عن نون النسوةِ
عن آلاء الخالق في معناها
عن أسرار النقطة في هذا الحرف المطعونْ.

يغمض عينيه لينساني
ليردَّ الصمتَ عليَّ صلاةً
مثلَ نقاء الدمعِ
فأسمع صوتاً يشبه صوتي
يأتي من جهة تنقرها الطيرُ
وتأخذها في الريح رؤىً وظنونْ:

ـ إسمعْ لو شئتَ بقلبك أو قلبي
نونُ النسوة ليست نون النشوةِ
ليست نون النزوةِ
ليست نون النخوةِ يا إخوتها
ليست نون اللعنةِ
ليست ما أهذي في الليل وما تهذونْ
نون النسوة أبعد من هذا الأفيونْ
بعض الخلقِ يراها في تلك الخطَرات
(ينوِّر قلبَكَ ربي)
وأراها تبدأ من ظلٍّ
بلَّلهُ ما يتقطَّرُ من أسماء الوَلَهِ الحسنى
من آنية الليل الأسنى
من دعوات الريح وأنساب القصب المجروح بها
ما أنأى ما يصفونْ!!

* * *

يا سبحان الله!
تأمَّلْ.. وتأوَّلْ..
واذهب في الظنِّ إلى آخرهِ وتعالْ
إستفتِ القلب بما لا فتوى فيهِ
وقل للنرجس أن يتنرجس أكثرْ
إصعد في الغيب إلى أقصاهُ
تلمَّسْ نفسك فيما كنتَ
وفيما أنتَ
لتعرف ما ستكونْ
في عشِّ النون طيور لا تعرفها
صفحاتٌ لم تقرأها بعدُ
هوامشُ مدهشةُ التعليقِ
شروحٌ وحواشٍ ومتونْ.

* * *

وأراها تبدأ من أطياف قداساتٍ
غامضةٍ أولى..
تبدأ من داخلها
من داخلنا
وتهيم على أطراف الوهمِ
هنالك تخلع ليلكَها
وتضيء بما هي منه وفيهِ
فهل ستكون وفيَّاً لمراميها الأبعدِ
أم ستخونْ؟
أبصَرَني أفتح للحيرة كفَّينِ
فأدركَ أني لم أمسك بالخيطِ
ـ تجمَّلْ يا ولدي بالتيهِ
تعلمكَ الأيام قليلاً وكثيراً
عن نون النسوةِ
أعني النون الكبرى
أعني...
لا أعني شيئاً
طوبى للعارف يا بنَ أخي
طوبى للعارف والمجنونْ

حمص 2005