ناديا يقين
(ألمانيا)

ناديا يقين في الليل
اترك أجزائي لأجزائها
أضع
النجوم في مزهرية الجيران
أفتح الأبواب
على المحظور
و
أنتظر
إلى أن يصعدني
الاكتمال.

*****

كم
مر من الوقت على
توحدنا أيها الكوكب المنزلق
مع
عرقي
كم
عرائس خبأ الليل خلف
شراشف الضوء
كم
آهة زينا بها قميص
اللحظة،

أذكر
           
أننا كنا نلعب بالأفراح
ندق صمت جارتنا الوحيدة
و
نهرب كالسناجب
ضاحكين،
نطل برأسينا الصغيرين
على
شساعة المفارقات
نسأل عن
لذة دغدغة الشارع لعابريه
الحفاة،
عن بائع غزل البنات
عن قابلة الحي المسكونة
بالحديث،

أذكر

     كان
أبي يسافر مع الفجر لتسافر
          معه صلواتي للعشية
          كان
          أبي قبل ان يغادر
          يفتح باب غرفتي
          يطل على رقادي الكاذب
          يغطي أطرافي الصغيرة بالأمنيات
          يشد أحزاني المحتملة من أذنيها
          يقلم أظافر دميتي كي لا
          تخمش مناديلي
          يدس أحلامه في رأسي
          لتكبر مع أصابعي كالفيض،

اذكر

 اني كنت
أحب
أن اسمي الشارع زقاقا
          أقول للشمس سمسا،
          للأوراق دفاتر، لملعقتي الصغيرة
          زورقا
 أشرب من الخابية الوحيدة،
أتسلق شجر الزيزفون.
اصبغ سلحفاتي بالألوان،أخيف بها خالتي
و اضحك،
                كنت
 كالصبيان
أخبئ الحجر في جيبي،
 أتسلل مع الظهيرة
أقفز على رجل واحدة
اصطاد طائر السنونو
   عباد الشمس،
العب بطائرة من ورق.

اذكر

اني كنت
 أخاف كبش العيد أن يعض ثوبي،
 ابكي حين يعود أبي من صلاته،
ترمي أمي بقطعة سكر على الأرض،
تزين غرفة الجلوس
تضيف كراسي أخرى لأحبابنا القادمين
يأتي جزار حينا.
كنت أخبئ رأسي كالأطفال،
اهرب الى السطح،
أطل على المدينة
لأجد في كل بيت  كبشا،
قطعة سكر،
و كراسي أخرى إضافية.

         أذكر

اني كنت
أعيد حكايا الجدة،
أخبئ رأسي بطرف غطائها،
 اطل
بعين واحدة على الغول الذي يقتحم
الخم
أتسلق
 شجرة اليقطين المثقلة
بالنذور،
أمزق منديل أختي ليلى
أخيط منه
وسادتين، رجلا دون أكمام
امرأة بنعل واحد
طفلة بظفيرتين
 و دمية،
كانت
جدتي تهددني الا أزورها الصيف
القادم
انها ستخبر أبي اني العب مع
الصبيان
اني اركب دراجة جارها الضرير،
أخبئ بيضة الصباح لطفل آخر،
كانت
جدتي
تمنحني درهما كي أنام، درهما كي أقوم
و درهما كي اسجن لساني الصغير،

       أذكر

اني كنت
 لا أغمض رأسي
حين اسمع صوت الفئران
تتسلق الظلام
و لا
ابكي حين يرسمها أخي
على ورق مقوى بذيل، بأذني فيل
بأظافر طويلة
كمشط عمتي،

     أذكر
 
أني كنت
 أصر على أن اربي
السلاحف،
أن أغسل أسنانها الصغيرة
بعسل النحل،
كانت الشمس تأتي بلا مواعيد
لنرمي بأسناننا الصغيرة إليها
نتمتم  بالأمنيات
نترك أصابعنا تتسلل
إلى أشعار العظماء،
إلى
 ان يشدنا المغص
كالكبار.

 

nadiayakine@hotmail.de