ياسين طه حافظ
(العراق)

طريقة جديدة لقتل سقراطللعبد نافذة يجيء البرء عبر ضيائها لجراحه
ولفاقدٍ حلماً عقارٌ من سموم الشعر يسقيه ويرقده
ولقائد الحرب التي فتح الجيوب لريعها
سيفان ناما فوق بعضهما
يتضاجعان كدودتين على الكتف
وأنا بجيبي من مسامير التوابيت التي تُركت
صنوفٌ كي أدق بها عليهم، ثم أخمد إن همُ
اتجهوا اليَّ كقنفذٍ
وأظل أحزرهم كرمح راعشٍ حتى تمزق طلقة غبشي
فأرجع نازلاً وجهي الى قدمي
وأنام مزكوماً على وجهي الى كوابيس السياسة
و اليرابيع التي طرقت عليّ الباب تأخذني بأذرعها
تعرفني على أدغال عالمها
على العفن المؤثل، والطوابير التي نامت
مبللة ثيابهم ببول حمير سادتهم...
كوم عن الموتى مشوهة وجوههم وممسوخون
قد خلطوا قساوسة ومرتزقين
تجاراً وناساً ما عرفت لمثلهم شبهاً
لعلهم لصوص متاحف، مستشفيات، علهم
كانوا سماسرة يجيدون الكتابة والتصنت،
قد رأيتهم
يتفحصون وثائق ويغيرون بضاعة ببضاعة
وأنا انسللت خشيت أني قد رأيتهم
أخطو ولا أخطو... يضيعني الزحام!
وهناك فوق الباب توصية:
بان الله يرقبنا ويرقبهم،
وعيون محترفين في الأرصاد، قد رصدوا
عيوباً في انحناء الفن،
قد رصدوا مجسة آبق في الطوق، أوشك
ان يمد يداً لسيده، وصار يقوم في غضبٍ
ويهذي في المنام
لكن ظلاً مر غيب كل لونٍ غير لمعة خنجر يدنو
وعارضة الكلام!
فاهدأ نقاؤك اول الأشياء في الدنيا، وذا قدر
تعيش هنا، علي قاع القمامة، ميت الأطراف
ترعش باتجاه الشمس.
وتنزف كل عمرك فوق وحل الدولة الذهبي ــ
جسر سوف نعبره ونمضي ــ لا عليك
الحكمة الأولى بأن تحيا وتأكل خبزة بسلامةٍ فاهدأ!
نقاؤك أول الأشياء في الدنيا
وصمتك أثمن الأشياء
يأتي طعامك دونما تعبٍ، ونحن هنا نحميك
نحمي صمتك النبوي، صمتك كل ما يبقي كل ما يبقى
وآخر ما يظل لنا!
يمضي الزمان علي طرائقه، ووجهك ساكن
يتفحص الدنيا
فدع عرباتها تمضي معبأة، فأنت هنا
لا طائر يأتي ولا من دارة المصباح يفلت خيط
ضوءٍ، كلهم همل فما ترجوه في وحل وفي ضوضاء؟
مستودع مثل الأمانة عندنا
هذي بنادقنا عليك مظلة تحميك،
أنظرها!
ولا تحفل بمن راح ولا من جاء!
الريح تحمل حيثما تجري ضجيجاً أو تراباً،
أنت في دعة تفكر أو تنام، كما تشاء
ماذا يضيرك خلف باب البيت لافتة
مرقشة، بشيء ما
وخلفك تضحك الأرقام والأسماء؟

جريدة (الزمان)
التاريخ 2004 - 3 - 31