عبدالكريم كاظم
(العراق)

الى صديقي الشاعر
كمال سبتي..

عبدالكريم كاظموحـدهُ كــان هنــاك
الشاعر المنزوي
يكتبُ قصيدتـه الأثيرة
و يزينُ كلماتها بالظـلال
ينتظـرُ شيئاً....
لـن يــراهُ
يتبـددُ داخـل غرفتـه المعتمة
ملتحفاً النوافـذ المطفأة
حـين...
يـدخلُ خلسة حيث لا أحـد في البيت سوى الشعر
يشطبُ ظنونه ببداهةِ طفلٍ
مـردداً....
ما أجمـل المتعة بالخيال
هل لك أيتها القصيدة أن تكتبينني؟
كي أشرع لدفء الكلام شساعتي
و أطفئ جذوة القلق.
نمل أسود
حـذر غريب
و انسجام متنافر
يعطي روحه للشعر
أشاعـرٌ أنت ؟
أم طفلٌ يعبثُ بالألوان ؟
هكـذا تستقبلني القصيدة
بحذرها الغريب
و هي تستعرض كلماتها المرصوفة
بأناقة النمل
نقشر الكلمات معاً
لنزرع المخيلة
لا سـلام في الشعــر....
لأن زيت القصيدة متهم بالاحتراق
و هكذا أذن أيها الشاعر
يتشكل إزاء مفرداتك
الحلـم و الوهم معاً
لا تحاول الأختباء
فكلما أشتد أوار القصيدة
و انحسرت في روحك الكلمات
غاص الغياب
بحروف أخــرى
تتهجـى حقلاً غريباً من المعنى
لست معنياً بالبداهة
لكنك مرصوداً بها
إذ ينبغي لك
أن تكتب هذا العمر البخس
كما تشتهي
لا كما يشتهون
مُـــُّرة في الغياب
و قارسةٌ في الحنين
و مـع هذا ففي القصيدة متسع لهدهدة الطفولة
حين يتكور هذا العالم بين يديك
أيها الشاعر
دائماً ....
أستلّ من مصابيح المفردات
ضوءاً ناصعاً
فينفلت الحلم على هامش النوم
ناعماً ودوداً
ثـم يرتبك إزائـي
محاولاً الأختباء
إزاءك
بعين القصيدة الأثيرة
أو الشعر
لا فــــرق.

15/10/2004