صالح قادربوه
(ليبيا)

صالح قادربوهنتصافح بالقرب من تقلب الماء
من تصادم نملتين على حبل العطش
نتصافح بالقرب من أكذوبة الصوت الخفيض
وننتزع أصابع التقاليد في دوخة المصافحة
ثم نتهيأ للجلوس على فكرة الفأر والمصيدة
الفراهيدي لا يوزع ملوحة البحر الكامل
في قناني التفاعيل
إنه يركل كرة الإيقاع إلى شاشة الحاسوب
يقرأ مجلة ميكي بتلذذ العارف
ويتثاءب لأشخاص العقرب لمتابعة مايجري
نتصافح بالقرب من نكتة باردة
لا تكفي لسد فسحة النحيب
دون أيد نؤنس جرعة الكبت اللازم
ونكسر الكلس بعبارات فارغة القصد
ليست بفارعة
نتصافح .. بعيدا جدا عن التمام الصباحي البارد
ونقسم العمل على حرث اللغة بيننا
أختار المسحاة لشبهها في اللفظ بالممحاة
ويختارون الحلي بذارا للتعثر السافر
في تأويل بدائي للرعد
بقدم واحدة يقف اللقلق على خيط الهاتف الخلوي
مستندا إلى بثور في اليقين
أشك أنني فهمت درس النعت
يشد المشاء أذن جاليليو
ويوقف رقصة الكرة في اتجاه واحد
لربما يكذب الصراف في موعد نزول المرتبات
لربما ثرية الشحاذة المقعية جنب الباب
لكنني أفتك من نيوب الجيب الأعور ما تبقى من الحظ
وأدسها في دعاء قد يكون صادقا
أعود لمصافحة مترو الأنفاق المسمى غيبا
وأنسى بطاقة الخروج
فأقفز
كم تبدو الغيمة خجولة قبل المغيب
والنجمة المنفلتة من موعد ارتداء النهار قميص
النوم
تبدو وقحة بما يكفي للتفكير في حساب اليوم
جرد لأشياء تخصني وحدي
مازالت بلاغتكم تعتبرها نثرا بليدا

* * *

و الكمنجات لا تستريح

لك اخلص الود

صالح قادربوهأقرب إليك من الريح
من ضوء ضحكتك
من حكاياتك الغريبة
من شبه ما بالنبوة
من الوهم
والصدف العارية
من الانتظار المتهم
أقرب إليك
من نجمة الخلاء
من الأرق
من حفرة في الفراغ
من رحيل في مدينتك الشاحبة الصدى
من وهج الاحتضار المفرد
من المتشابهات
أقرب إليك
من ظمأ العبارات
وانكسار السواحل
من مراوغة الطفلة في السؤال
من كتابة على سبورة الغيم
من أمك الخرافة
أقرب إليك
من المسد
من صياغة لحدود المدى
من اشتهاء الموتى
من ديستويفسكي
أقرب إليك
من العبور الى ملح المسافة
أقرب إليك..منك
فأين تهرب من الصمت...يا غريب؟

الكمنجة تعوي

قريبا من ارتجافه الشفتين
في الضجيج المحاذي
تقول أناتها دون خجل
وتستقر في وجع قديم
فأعوي
ثم أوي الى جدار الموسيقى
ليعصمني جبل الرخام
من تساقط اللغة
في سكون الأخيلة
للكمنجات عصا من حرير
تجلد ظهر الغناء
فيزهر البعيدون
تهش بي الروح
فأفوح كفستق مر
كمن مروا على جسر الحنين مقامات
وعلقوا في الوتر
لأول دمعة الغيم
مسحت عن جبين الحكايات
ما يشتهي الرواة والسابلة
الخيزران يبوح
ودمي لا يستريح
فأعوي
ثم اهوي
كجثمان ريح
في مفاصل الحواة والأسئلة
لم أعانق إيقاع البسطاء
لتعكس المرايا جرحهم في
بل لخصتني النوتة
في زمن السرد
سقطت من إصبعين غافلين
عن دهشة النرد
وكنت كما يرغب الذابح
تلني الماء
على مرمر الرمل
فبشرتني قوافل الدم
بزمزم الزلزلة
الكمنجة هاجر
من عطش النيل
الى خلاء جميل
هو الصوت مقبرة
فدع الزان يرسم
يد بيكاسو مبتورة
يا يد طفل لا ترتعش
حين يلون الليل بما سوف يحدث
بممحاة قلبه النبي
يصفع مداد القتلة
ارتفع يا بكاء الكمنجات
ارتفع
ارتفع
واسقط على عنق المهزلة

(ضفاف النشيج)

عرق للورد
عباءة لعري الظلال
نمش بوجه الأزمنة
حروفي اللادانية
المستمطرة _أبدا_من غيوم السؤال
فرحها الرخي
وآيات شجوها البينات
باردة زوايا اليقين
كغرف الصوفيين
ومؤثثة بالأساطير المحفوفة بالحب
قطوفها الوجد
شرفاتها الوعد
وبشرها الحافي
في منعطف القلب
يهيئ سفره السرمدي
مائدة حنين
للقصائد التي من ضلعه الأعوج
للقصائد المؤنثة الملامح والجوانح
"يا بشراه
ينطفئ الموت رويدا فيه
فتهتز عصاه
ويؤتى ثمر مناه بيمناه
ما في الجبة إلا
من أشرق فيه فغناه"
أنا بشر الحافي
نعلاي الرمز المخضل
أغنياتي حفيف أجنحة
وفحيح رؤى
أتعثر في عريي السابغ
أسير على ماء الصمت
أبوح فأغرق في البعد
وأكتم فأكونه
علمني يا يونس
أن أتوحد في الحوت مليا
علمني يا شيخي أن أضطجع بقلب الأشياء
وأغفو
طمئني بتعاليمك
قل لي:
مرغ بوحل الوجوم روحك المجدور
مرني أصبح وحلا ان شئت
تلهو قدماك اللدنتان في
شكلني منك
وإلا
فاطرحني من بطن الشوق
على أديم العمر المشقوق شقيا
علمني يا شيخي
أن أصبح في زمن الأفاقين ..نبيا

وهم العطر

أغنيتان
صوت انسحاق الوردة
تحت أحذية الندى
صوت شهقة الصبح
في قلب البلبل
أغنيتان
تغسلان أبيض السؤال
بغنج البنفسج
أغنيتان
تحفران في أرض اللثغة
عميقا
الى صميم النبوءات
أغنيتان
خشونة الضوء
نعومة الظلمة
تراقصان وهم العطر
بباحة الروح
وتسقطان من نشوة
في دمي
فأخلق من عدم
مغنيا

رقودا كانوا

امنين من المديح والمراثي
غطيطهم ناعم كوتر
ونفسهم متأن كصمغ الشجيرات
لم يجنحوا لتأويل الكوثر
فجروه في قلوبهم دهشة واحدة
ثم ركنوا الى طمأنينة صمتهم
نبذوا عن قطيع الأمنيات
تنكر المدينة ورقهم
لا السماء تهدهدهم في ذهول الغيم
لينهمروا في سؤال المطر
تولي عنهم فرارا
ويأوي إليهم ساردهم
علقتهم الريح بين ماءيها
وآبت كجبل الليل فيهم
لفتية لاذوا به عن شجر الآخرين
فولدوا في محاق السفر
فارعين .....كقصار السور

معصمي ماء ورحيل

فدق مسمار الدهشة الآن
دقه
ليس للظل دم
واكتب
لغة الصغار في بسمة القتل
لا ترجم تفاح الآدمي
لا ترحم الصابرين على الأسف
الهاربين ببقايا فوضاهم الى انعدام الوزن
لا الريح صاغية
كي تقترف ما يشتهون
ولا النور أخاذ العري
دقه
بداهتي مفجعة
آخر النفق كما لم يصوغوا
سأهبك عباءة الصمت
لترد عن المجدلية رجيم صوتهم
دقه
آن أن تجرني من رعشة المعصم
الى مداك
وتعلقني في القلق
وردة في ساعة السهو
دقه
دقني
دقنا...يا قتيل .

* * *

أركن لقارئة الكف

فقط
لأنها تجيد انتقاء حليتها
تقرأ : أيامك حمراء وخضراء وصفراء وسوداء
أقرأ : حمراء وخضراء وصفراء وسوداء
تقرأ : ستبرق مثل ضحكة في مأتم
نعم
تبرق
ستلمع مثل نجم تخطئه المراصد
نعم
تلمع
ستبهر عيون النساء كلص فرنسي
نعم..نعم
تبهر العيون
سـ ...
هل تشترين مستقبلي العجيب
مقابل حليتك العجيبة؟