حميد قاسم
(العراق)

حميد قاسمالضوء - في حقيقته الّلامعة - سوادٌ يتلاشى
ليلقي ظلمته على حياتي
هكذا يتقطّع متناوبا - كالألم-
وأنت تبتلين بين يديّ
تحت الضوء الذي يتدفق من النافذة
دون أن ينكسر
هكذا، أضع يديّ
غاضبا وحزينا
قبل ان اعبر الزقاق
متسائلا عن جدوى الإنشغال بفكرة الوجود
فيما لانستطيع أن نمسك بما تراخى من ذكرياتنا
أو سراويلنا الداخلية
التي لاتمنح أصابعنا سوى رائحة الخميرة الحامضة،
                          الرجولة..
                                أو الندم !

***

كل شيء مريضٌ هنا
لذا، سأضعه أمام الباب لتنكسه الريح:
ذكرى المروحة..
صورة الشتاء..
فكرتي الواهنة عن أبنائي..
حياتي التي تتفكك..
كلّ شيء يجعلني "أقيس ساعات حياتي " بالقبلات والورق
مصغيا للموسيقى التي تداهمنا في السرير
وهي ترشق أعضاءك بالضوء
الضوء الذي يمضي إلى الحديقة مذهّبا
هكذا..، لا أستطيع أن أعود إليك بدراجتي الهوائية
منحدرا بأحلامي من الجبال
وهكذا، كذلك، لا أستطيع ان أمزق باندفاعتي رطوبة ذلك الهواء
الكثيف الذي يبلل شوارعنا الرثّة المبهمة
هكذا..ترتعد أصابعي بين أزرارك
قبل ان أنظر إلى كلماتي التي تتساقط من فمي
وهي تتصبب عرقا..
هكذا..تلوّح للأوز..لسواده الفاحم
وهو يتساقط من السماء..
جميلا ..وميّتا
فيما أصابعك في السرير تفتش عن الملح
وهي تتشبّث بالأغطية..
لهذا أحبك
وأكره الذين ينسون روائح أجسادهم في المصاعد.

4/5/2005