زهرة المذبوح
(البحرين)

الفرات أنت
و أنا الخطوة الخائفة
معصورة بدموع القحط الطفل
و ركضات حوافر أعوجية
تدقّ دقاً
خطى ثقيلة كالإثم
ترسم في الرمضاء كمال الغد
و تنقش في الجبين الأسمر النديّ آيات الحكمة
اقرأ باسم ربك الأعلى
اقرأ
في جبهة النهر و القحط و الخيل و الليل و الأخضر المقصوف
في الكفّ المسورة بحمرة الماء
اقرأ و لك أن تقرأ
فزعاً يتراكض نحو بوابات العشق و الماء يصلي.. و ينكفئ يرسم في الرمضاء كمال الغد
و يرسم العشق و الحكمة
توسدت صدر النهر فأعطاني دعوة الخروج
يا صدر النهر
تخللني إني تغزوني ضحكاتك
فلها نشوة الفجر
و جنون الصحوة لها
و وهج الفراشات.
هل لي أن أدخل أنملتي في صدرك
و أهتك سر الذبيحة ؟!
اصعدْ بي العرش لأرى
فان لي بقايا خيوط خضراء و لفائف حيدرية
و زنجيراً من آل أحمد
و وشائج قربى
و لك الوردة تدعكها
و لك القفل و الباب و زرقة الأمكنة
هل أتاك حديث المذبحة الأولى ؟
قالوا :
كانت مسروقة الساقين
تتذرع بالعبث المجنون على عتبات الطواف
و من بين الذعر المنسوج تستل اسمه .

الخروج من بوابات الملك

ماؤكم المتشققة ضاقت بي
من يقرأني ؟
يطفئ ماء إشاراتي
يشتق اسمي من غموض الظل الضوئي
ليقفز مبتهجاً.
الكنز في الزجاجة
و الزجاجة ملقاة في اليم
من يلقها أمنحه سماوات جارية و أنهاراً أعلى.
تقدموا
خذوا رمالكم
إنها لا تنبت بذاري !
تقدموا
هاكم رمالي
طهروا بها عيونكم
الفجر يركض بين مسافات الحروف المتهمة
و شبح يهرول....... رحماك.يا فجر.... رحماك ..... لا تطبق حروفي

هاتف: يا أيها الفجر من علّمك أن تخلع جلدك المضئ لتصير ملكاً ؟

البرق

ذلك الشئ الذي لا يمسك
الشيئ ذاك..... لا يمسك
ككرات صغيرة ضوئية ملونة تتراقص أمامي
تشحن رقصاتها أمامي
يغادر.....

و لا يمسك
يتمدد كالوقت في ذاكرتي
لكنه لا يمسك
تبقى آثار تموجاته في الفضاء بيني و بينه
تضمها عيوني
و يغرد بها قلبي
و تفتت وراء جدرانها بذوري.

الغبش

الحصير الجديد يُطوى
و حين أسرعت أخبر أبي بأن الحصير الجديد يُطوى
نَظرَ إليّ..... بأن أسكت
لكنني صرخت :
إن هذا الحصير جديد
و جدتي لم تنم عليه
و قلت له بأن العجوز سرقت الخاتم من إصبع جدتي .
....... كان أبي يبكي
و كنت ملتصقة بعمود الطوب أحدّق في جسد جدتي الذي ينبض بعنف
و صوت امرأة يأتيني:
عليك أن تشعري بالحزن يا صغيرتي
و حين قلت لأبي بأن جسد جدتي المهيأ للسماء ينبض
نظر إليّ.. بأن أسكت ينبضُ وسكتَّ يا قلب جدتي ؟
قلب جدتي ينبضُ و صوت امرأة يأتيني:
غافلنا الوقت
و كانت اللحظة الغامضة.
بين الليل و الفجر خيطٌ
أسرى عليه الى جدتي حاملةً معي مقعدي
و بعض خوصات أنسج بها حصيراً جديداً لجدتي.