ـ قصيدة طويلة ـ

باسم الانصار
(العراق)

باسم الانصارانشودة الفجر :

سلاماً أيها القادم على متنِ الريح !
عواصفُكَ ، زادُ الحكايات المشنوقة بالآهات ،
وصرختُكَ ، قنديلُ الحياة المغمور .
أيها المختفي في الصمت !
تعال محملاً بالنجوم ،
أخبر الدنيا بأسرار الزمن المفترض ،
وزَلْزِل الحدائق المليئة بالرمال .

نظراتُكَ الطفولية نحو الشمس :
أشعلَتْ كلماتَ الصمت ،
أحيَتْ الشموع في القلوب المليئة بالكهوف ،
وأنبأتْ المدينة بمقدم الدماء إليها !

نافذة في جدار الامس :

لستَ انتَ مَن يُصلب ضوءَه في الأنفاق الباردة ،
ولستَ مَن يمشي على الماء نحو الجزر المتصحرة .
ماكانَ لحضوركَ أنْ يُحبسَ في دهاليز المدونات الميتة ،
لولا سطوة السقوف عليك !
أيها المدفوع بأمواج الغبار
الى
الوراء !
تذكٌر بكاءك الغامض .
كلا !
لنْ تكونَ منْ تذروه الرياح الى الأوقات المتحجرة ،
ولن تكونَ من تدفعهُ الرغبات الى الأمكنة المشلولة .

قيل :
دخلَ خريف الزمن عارياً ،
فألبسُوه هواءً صدئاً !
صارَ يمشي والنجوم
تتساقطُ
منه
في الأوحال .
صارتٌ نجومه ، ألغاماً ميتةً .
وقيل :
دخَلَ صفحات التأريخ الصفراء .
تجولَ بين قلاعها ، وأزمانها المغبّرة .
تحدّثَ مع قبائلها ، وصحرائها .
لَمْ تنلْ منه السيوف ،
لمْ يتعبه الجري خلف خيول الكشف ،
ولمْ تُثنيه الصحارى من الوصول
الى جذور الآبار البائرة .

مرحى !
لمْ ينَلْ الإحتراق من لوثاتك الخضراء ،
وأمواجُكَ الأولى مازالت مزهرةً في دفاترك العتيقة .
فأنظرْ ،
وتأملْ ،
وإرفعْ عصاك بوجه الجدران الخانقة .
ارسم عليها توهجاتك الفطرية ،
وإجعلها تعد الى الإستقامة .

يامَنْ أحرَقَ المسافات بالقلق والبكاء !
يامن خرج وحيدا من جنة الانبياء !
أظهِرْ مفاتيح الكلام للتائهين ،
واسبحْ في ضياء الكينونة .
أخرُجْ أيها الضوء من الواحات الراكدة .
أسلكْ دروب الربيع ،
وأحتضن روح العصر المفترض .
تأكّدْ ،
بأن الماضي لن يصبح موطناً لك ،
ولن تكون ابناً للمبجلين .
فأنتَ اللحظة التي ستقتل الكلمات الجرداء .

ضحكاتُكَ ، شظايا صُنِعَتْ لجرح الأجساد الهرمة .
تأملاتّكَ ، جداول ذهبية تمزق الأمكنة المغطاة باليقين .
ولمساتُ كفكَ ، داءُ الأبتهالات المكرورة .

قيل :
إستطابتْ له أوقات الصحراء المتلاشية ،
وبذَلَ مابوسعه لألقاء جسده
في الأغطية المنسوجة من الغروب .
تعطّرَ بنكهة الأجداد ، وتلوّث بحكاياتهم المشعة بالأساطير .
وقيل ، هبطَ من الأعالي ،
ومشى في الأزقة بحثا عن الظلال ،
فكانَ له مارغَب .
سارَ في دروب الهواء صوب الأماني المرتجاة ،
فشعر بالطمأنينة !

حسنا !
إرتكبْ الصوابَ الذي يؤمن به الأباء .
أغرزْ حياتَكَ في رؤوسهم ،
وإنسَ التحولات اللامعة في أعماقكَ .
ولكن ! لاتدع البريق الهرِم يسرق قناديلكَ بعيدا .
تمهلْ ،
توقفْ ،
إستدرْ نحو الجحيم ،
وأطرد من عمرك أشجار الفردوس !
يابنَ الضوء القادم من المجهول !
دَعْ اللعنات تُفجّر بالوناتَكَ الملونة ،
لتُضيئ بيتكَ المسكون بالظهيرة والصفصاف .

كنتَ بُلبلاً مبللاً بأمطار البحث ،
وكانت عصافيرٌك تُحلّق في الأزمنة القادمة .
وحينما تنام على سرير الليل ،
تتناهى زقزقة الطبيعة إليكَ وحدك !

لمعانُ لياليكَ ، فجرُ الغرابة المفقودة .
وأفياءُ نهاراتكَ ، مظلةُ العشاق المحترقة .
فمابِكَ تؤثث حياتَكَ بالجذوع اليابسة ؟!
ومابكَ ترضخ الى النداءات المألوفة
من دون تأمل ؟!

قيل :
أمتطى والده حصاناً ابيضَ في إحدى ميادين الحروب ،
وأختفى بين حشود القنابل والرصاص ، فَتدلّت فوقه فاكهة التقديس الناشفة .
تذكّرَ ، انّ جدهُ أمتطى ذات يوم وهماً مترباً ، وسارَ مع أسدٍ ضخم ،
ثم اختفى في عمق الصحراء .

اغرُزْ أوتادَكَ في حدائق الآن ،
وتمعّنْ بالأشياء .
ستعلَم بأن رحلتك الى الضباب سائرة .
نَمْ ،
وأحلمْ ،
وأستيقظْ لترى الخمرة
التي تملأ أباريق أيامك .

البراكينُ المزروعة في رأسِكَ ،
ستُطفئ الطوفانَ القادم من الأمس .
والأمطار الهاطلة من كلماتك ،
ستُغرق محبةَ الأُسرة القاتلة .

قيل :
دخلَ منازلَ ملطخة بالدماء ،
بحثاً عن الله !
شاهَدَ السيوف تنغرز في البطون فأشتعلت عيونه بالنجوم .
رأى الخناجر تخترق الخدود فتفتّحَ القلق في قلبه .
ياللهول !
مشهدُ الرصاص الذي لم يقتل الحياة ،
أستباح الأسرار التي تستوطنه .
وحينما أخذَ مركبته بعيداً صوب النهر صامتاً ،
إنفجرت الينابيع في روحه ،
وحلّقت الدموعُ من عيونه
صوب الغليان والشكوك !

مابكَ تدفن العطور في كتبك الصفراء ؟!
مابكَ تنام على ريش السحاب بهدوء ؟!
انتَ من أزاح الغبار عن دربه للإمساك بجمرة النسيم .
وانتَ من خطفته الومضات البعيدة !
يالغة اللوحات الغامضة !
مزّقْ أمجادك الشائخة ،
وأزرع نشوتك في الأرض .
لاتأبه لمرآى الواحات الساحرة ،
ولاتجعل كلمة الصحراء المجنحة ، سرّ وجودك .
فلن تقبض بكفك سوى الأصوات المصبوغة بأصوات الغربان .

إعلمْ !
كلماتُكَ المخبوءة ، شذراتٌ مرتبكة تنتظر الأنطلاق
نحو حدائق الماس .
بحارُكَ الخضراء ، مسراتٌ مقامة من دون غاية ،
ولغتُكَ المتوهجة ، نذرَت مشاعرها للآتي من دون خوف .

أضواؤك الدائمة لن تجد قواربها في السيول المكفهرة ،
وأغنياتك المسائية لن تتردد أصداؤها إلاّ في ساعات الفجر الاولى !
فأزِحْ عنكَ كلمات الأجداد ،
وأحرِقْ سفنهم الطاغية .
فلستَ انتَ من يرسل زوارقه الى موانئ الجواب واليقين ،
ولست انتَ من تحلّق طائراته الحالمة في سماء المطلق !
انت خُلقت للغابات والرحيل فقط !

قيل :
رأى الجمالَ مُبرقعاً بقماشٍ أسود ،
مكبلاً بالتجاعيد ،
مركوناً في أقبية السنين المدلهمة .
أدركَ أنّ مدينته الجالسة في غرفته ، قد تلاشت !
وقيل ، أكتشفَ خلو الفراديس من اللذة ،
فضاعت نشوته التي جرى خلفها هناك .
قيل :
ألقى ذات فجر ،
أنهارَهُ في براميل القمامة ،
أحرَقَ صحراءَه في مواقد النار ،
ولم يأخذ منها سوى
النخلة الآمنة !

ايماءات الأمل الاولى :

أمواجُكَ ، إبنة الأضطراب .
وقصور قيامتك لاتشيّد الاّ بالإنفلات من الزمن الأشيب .
فأمضِ الى النار ،
واملأ مدنك بالأغاني
عسى أن يصبح للتراب
لذة الخلود المنشودة .

عزف على أوراق الان :

قيل :
حينما أقتحمَ جمهورية الصور المجردة ،
كتبَ لنا الكلمات !
قال :
ـ خذوا مني المعاني ، وأتركُ لكم اللغات .
ياللسحر !
كلما لمسَ كتاباً ، صار طيراً ،
وكلما قبضَ البخار بكفه ، صار ناراً !
هاهيَ خطاه تتجه نحو أثداء الآن .
وهاهو الوقت يفتح أبوابه ،
لجنوده المتعطشين للسير نحو المعارك
من دون
سلاح .

قال :
ـ سأمضِ نحو مصانع الكلام ،
وسأختار زوارقَ الكلمات التي ستأخذني الى اللحظات
المخطوطة بالغبطة .
لن ألتفت الى القادم ،
ولن أمُرَّ بالقرى التي
سكنتها ذات يوم .
فأنا إبن الهُنا ،
والهُناك ، أغنيتي المهجورة .

لاتطأ شواطئ الأمنيات الرخوة .
ولاتختبئ تحت سقوف النوم دوماً .
إدخلْ ، أخرجْ .
هدّم ، شيّدْ .
تكلّمْ ، إصمتْ ،
حتى بزوغ الأشعة المرغوبة .
ولكن !
إياك الرضوخ لأصوات التماثيل الهادئة .
إنغمسْ في تيارات الوقت المعبأة بالخمرة .
إسبحْ في جبال المزروعات ،
وارتدي قمصان الفاكهة .

كلما عبأتَ خزائنك بالأسرار ، تفتّحت أمامك الأجساد .
وكلما وضعت رأسَك على طاولة اللذة ،
تلوَّن قلبُكَ بلمسة المجهول .

قيل :
غابَ ،
إختفى ،
إبتعدَ عن الألسن المستبدة .
إنغمسَ في الآبار الجديدة ،
بحثاً عن لؤلؤة الوقت السرمدية .
وكلما مرَّ بزقاق قديم ،
تشتعل البيوت بالصراخ .
وكلما تحدّثَ الى الأبناء ،
تزداد أنباء الجرائم المرتكبة بحق الآباء .
صار مخرباً ،
مشعوذاً ،
ساحراً ،
بأعين الكثير ،
لكنه صار قديساً
بأعين الجمال !

قيل :
رمى فمُه الأحجارَ بوجوه الطغاة ،
خطّت أصابعُه العباراتَ المشاكسة على جدران الضباب ،
وخطواتُه حفرتْ القبورَ لأصداء الليل !
وقيل ، إقتربتْ حواسه من أنفاس اللحظة المشتهاة .
كان يدنو منها ،
يلامسها ،
يقبض عليها بحرارة ،
ولكنها كانت سرعان ماتختفي من بين أنامل قلبه !
كان يكتفي بالضحكات ،
والجري خلفها من دون هوادة .

ولكن الضجر نال منه ذات زمن ، فقال :
متى سأقبض على النار المرغوبة ؟
كيف سأبقى محلقا في فضاء الهذيان ؟
مابها حرارة الاشياء تهرب مني نحو الأقفاص
كلما فتحت لها نوافذي ؟

ياثمرة السؤال !
ليس هناك من يرى صوتكَ الابيض ،
ولامنْ أحد يسمع أنفاس رحلاتكَ المسحورة .
فأنتَ من هشَّم صور الأجداد المؤطرة بالمحبة العمياء ،
وأنت من أحرَق مرايا سيرتك المبجلة .
ياعاشق الضفاف المختلفة !
هدّمْ الأسوار المحيطة بك ،
ولاتأبه لنعيق الكائنات الممسوخة ،
فالوصول الى جوهرتك الخفية قريب !

سمواتُكَ الغريبة ، فرضت قسوتها على الذهب المتعفن .
تصوراتُك الخفية ، غطّت الأجسادَ المغطاة بالذباب ،
ومجوهراتُك الجديدة ، نثرت ظلامَها في الأدمغة المتصلبة !
أف !
أوقات الظلام الشرسة ، تسعى الى تمزيق منازلك
المشيدة بالرغبات .
فأذهبْ الى ينابيع الرؤيا ،
والى لوحات الصمت ،
فهناك سترى ملاذك الأبدي .

قيل :
بات يمشي من دون ظلال ،
وذلك بعد أنْ أختفى عنه كل من كان رفيقاً وأنيساً له !

أنيسه الاول :
رَحلَ الى الماضي ،
خوفا من المجون والحرية .

أنيسه الثاني :
إمتطى صهوة الحرب ولم يعد .

أنيسه الثالث :
غادرَ الى المستقبل ،
غادرَ الى الحلم .

أنيسه الرابع :
سافرَ الى البعيد من دون وداع !

وقيل ، راحت أغصان اللبلاب تتسلل اليه بقسوة ،
وصار يبكي
حبات
ثلج
حارة .
وباتت الزهور تموت كلما أستنشق عطورها .
لم يعد غيابه الدائم
عن نفسه ،
عن أسرته ،
عن العالم ،
يقربه من اللحظة السرمدية دائما .
وإنْ اقترَب وأمسكَ بها ، فأنها سرعان ماتهرب منه !
وذات يوم ،
نثرَ جميع صوره
على أرض غرفته ،
وراح يوزع عليها كلمات الشيطان .

ايماءات الأمل الثانية :

مادام الزمن المشتهى لم يستقر في قلبك ،
فمزقْ أوراقك الحالية ،
أحرقْ بصيرتك الراهنة ،
وأتجهْ نحو الجسر الذي لم يشيد بعد .
غادرْ شمس الآن ،
فأنتَ خُلِقتَ للعيش في أحضان الجحيم المُبهِر .
أغرِقْ الرؤوسَ ببحار يديك ،
واجعلْ الكائنات تنام على فيضانات فمك .

النظر من ثقب المستقبل :

قيل :
صار كسلحفاة ،
يرى الموتَ ، رحلةً كبرى صوب المتواري .
يرى الظلامَ ، قلعةً ضخمة تطل على بحيرات الأمل .
يرى الحربَ ، طائرا قبيحا من بين أسراب طيور جميلة .
وقيل ، صارَ يبتسم للعذاب ،
يمسِّدُ بكفه رأسَ القبحِ بحنان ،
بات يصمت أمام المعارك والدمار ،
ويردّ على شعائر الكذب ،
بتلويحة خضراء من كفه .

تذكّرْ !
خلجانكَ تزرع سنبلة الألم في نهرك البعيد ،
ومزارعكَ المجنحة ، تحرق الجداول الفضية ،
كلما أمعنتَ بالتحليق في السماء .
فأهبط الى ينابيعك المتدفقة من عيون الروح ،
وتأمّلْ جنان الأوقات الأرضية .

بروقُكَ الحادة ، كفيلةٌ بنحتِ لحظاتك على جدران النشوة .
ولكن إعلمْ ،
انّ طقوسَ الخرابِ شاسعةٌ ،
وانّ تراتيل الجفاف يتردد صداها بشراسة في قبابنا الحزينة .
فلم تعد السدود قادرة على تنظيم قطعان المآسي ،
ولم يعد بمقدور الأيام انْ تسير في الحقول بهدوء .

علمنا ،
انّ ايماءاتَكَ الخاطفة ، أشراقةُ الفجر الجديد ،
ورؤاكَ الثاقبة ، علاماتُ ظهور الأمكنة المغايرة .
ولكن !
تذكرْ انّ هواءَ الليل ، لم يعد أليفاً كما ينبغي ،
وانّ أضواءَ النوافذ القديمة لم تعد ترسل
الأشارات المبتغاة للحائرين .

قيل :
تفطّرَتْ أيامُه ، حينما رأى المدنَ تختنق بغبار الغربان ،
أرتّجتْ صروحَ صمته ازاء السيول التي أفترشت معنى الأوطان ،
وأنهارتْ لحظاته ، عندما أدرك انّ الرحلات الباحثة
عن اللحظة السرمدية ،
عن الخلود في داخل الحياة ،
عن الأبدية قبل الموت ،
لايمكن لها الديمومة بين الغيلان والأسوُد .

حينذاك قال :
ـ عبرتُ جسورَ الأحلام نحو المستقبل ،
تأملتُ غابات الرغبات المؤدية الى اللحظة القادمة ،
بحثا عن مبتغاي ،
غير انني لم أمسك سوى لحظات معدودات .
سوى نشوة عابرة لاتقبل البقاء !
لقد تعبت ،
تعبت .

قيل ، إنّه أكتفى بالبكاء وحيدا ،
وقال :
ـ روحي تنقصها عكازة !
ثم لجأ الى العزلة .

ايماءات الأمل الثالثة :

لا ،
لاتجعلْ أمطارك تلجأ الى القبور .
فالمشاعل مازالت تناديك من خلف التلال النائية .
يامَنْ رحلَ الى الماضي ،
يامنَْ عبثَ بالحاضر ،
ويامَنْ حلم بالمستقبل !
أنت قريب من القبض على اللحظة المرتجاة الى الأبد ،
ولكن إنْ أستجمعت رحيق رحلاتك السابقة .
رحلاتُكَ ، ومضاتٌ كرؤوس الشياطين .
يانشوة المواقد !
خُذْ من الماضي روحه ،
خُذْْ من الحاضر جسده ،
وخُذْ من المستقبل أحلامه .
وعليك أن تغمسها كلها
بالشعر والموسيقى .

الرحلة المنشودة :

قيل :
صارَ يغوص في أعماق الأشياء ،
يتفحصها ،
يتأملها ،
يفضّ بكارتها ،
ثم يخرج الى الشمس
متوّجاً بإكليل من زهور الربيع
والسوسن .

مَزَّقْ الصورَ التي تعرفها عن العالم ،
وأمضِ صوب أعماق الأشياء بهدوء .
تأمّلْ ،
تأمّلْ ،
تأمّلْ ،
وستعرف جوهرة الحياة الأصيلة .
تسلّحْ بالبصيرة ،
وعشْ هناك من دون طموحات .
فكل الطموحات تتحقق حينما
تتغاضى عنها .
تأمّلْ ،
وستكتشف صور الجمال الغامضة .

قيل :
وقفَ على حلمٍ صغير ،
يمتد فوق جدولٍ من اللاشئ .
وقيل :
صارَ ينظر الى الأشياء من دون ستائر .
فخرجت الأفكار منه وحلّقت بعيدا .
فجأة !
صار انساناً بدائيا .
وبعد صمت طويل ،
أمسكَ اللحظة الأبدية من عنقها ثم دسها في حقيبته !

وقيل أيضا :
تمرّغَ بالماء والتراب ،
فعرفَ الشمسَ والقمر والنجوم ،
رقصَ مع الحيوانات ،
وتحدّثَ مع الأشجار !
بعد ذاك !
أرتقى عربةً صغيرة ،
ورحلَ الى أعماق الغابة
من دون غاية
بعيدا ،
بعيدا جدا
عن
الأنظار !

basimalansar@hotmail.com