سعد الأبطح

سعد الأبطحبيَدَيكِ الضئيلتينِ ، كُنْتِ تهُزِّينَ
ببأسٍ نخيلَنا كي يجيب
فتُساقِطُ عيونُ القتلى وتواصِلينَ
بصوتٍ مالحٍ هذا النشيدَ الغريبْ
لا الرجاءُ
لا العدالةُ ، تتسكَّعُ مخمورةً بصحبَةِ أُمراءَ مخلوعينَ
لا شعرَكِ الذي أرسلتِهِ إلى أقاصي الألم
ولا العصيان
لا شيءَ أقنعَ إصرارَ ذاكَ النزيفْ
حتى الأملْ وما زلتِ ترضعينَهُ
حليبَكَ النبَوي ، قد همَسَ لشُرُودِكِ
أنَّهُ سيبقى جنيناً للأبد .
بيَدَيكِ وأنفاسِكِ ، كُنتِ تحرِّكينَ بيننا
وبينَ طفولتنا نسيماً برائحةِ الصنوبر
وإذْ كُنا نكتُبُكِ بحبرِ القلبِ الحامضِ
كُنتِ تقرأيننا حتى العظام
تحْتَ القُبَّةِ اللا نهائية لحُدُوسِكِ ،
هِضابٌ ...
هِضابٌ ... مُحتَلَّةٌ تُوقِفُ نشيجَها
لتستَرِقَ نبضَكَ وتنتظِرُ أن تفرُشي
ظِلالَكِ لنَمُرَّ ببيارِقِنا التائهة
وأعضائنا المُستعارة ، تاركِينَ حَوْلَ خَصْرِكِ رِضابَ
لَوْعَتِنَا .
بيديْكِ الأثيريتين ، تطوينَ الفصولَ في خزانَةِ عُمرِكِ
وبِزفْرَةٍ واحدة ستُطفئينَ أربعينَ شمعةً ، تشربُ عيناكِ
السماءَ
يقعُ النهارُ من مخالِبِ النسور
وتبدَأُ
المرآةُ
بالفيضان .

***