أمال نوّار
(لبنان / أميركا)

أمال نوّارما ظننتُه آتياً
كان مركباًَ راحلاً مُحمّلاً بمَحَاراتِ عينَيّ
ما ظننتُه ينبوعَ الأزل
كان فُقاعةً في بؤبؤ الغياب
لكأنّي كنتُ أعدو ونظرتي فرسٌ من ورق
وميضُ البحيرات على أديمِ مشاعري
ورمالي تغصُّ بدمِ الغسَق
ملءَ غفواتي تفاقمَ فيّ السراب
البئرُ لا يَسبرُ عماءها حِبْر
والعينُ التي نُبِشَتْ قبورُها انفصدَ نورُها
لكأنّي كلما شفِّ زجاجُي
تعتّقِ فيّ الَوَهْم
مكتومٌ عِنبي في خَوَاء نظرتي
يتقد ّوفمي طافحٌ بالثلج
مُتراصٌّ حناني
ظمأ إلى ظمأ في قسْوةِ الخشب
وما مِنْ بحرٍ تسكبُ فيه الوَحْشةُ دمَها
يتشرّبُ النهرُ خريرَ حواسّه
يُجففُ ذاكرتَه في الهواء
ولا يبقى في جَوْفه غير مرارةِ حصى
يَسْوَدُّ بالنسيان
صِنّارتي لا يطالها ضوء
قستُ خيالَها بحُطامي
لكنْ
لا جذور لمَنْ لفظَ جرحي من جرحه
ومشى عَطَشاً على ماء
يجفُّ واحدهما في قلبِ الآخر
وما ظننتني نَسْغه
أغورُ فيه منذ عصور
أحبّرُ النومَ والظلال
ما ظننتني نَفَسَه
من رقّتي يتفتّحُ فيه
ياسمينُ العظام
ما كنتُ له سوى وهمٍ
يُربّيني في جِلْدِه
كمن يُربّي فأساً في جذعِه
ويقسو به
مثلما السرُّ يزدادُ  يباسُ قلبه
كلما شربَ البحار.

anawar63@yahoo.com