أحمد العمراوي
( المغرب )

بَابُ الحَمْرَاء

أحمد العمراويرَمْسٌ رِيشِيٌّ
يَفْصِلُ بَيْنَ قِيمَتَيْنِ :
البَابُ وَالاِحْمِرَارُ
شَفَةٌ لِلرِّيحِ تَتَرِجَّلُ
أَصْوَاتٌ شَبَحِيَّةٌ
وَصَدىً
لَيْسَ سِوَى تَارِيخ

اللَّمْطِيِّين

مُنْعَرَجٌ مًلِيءٌ بِوَحَلٍ
رَمَّمَ طِلاَءَ فَمِهِ
بِاللَّحْظَةِ الزِّئْبَقِيَّةِ
السَّاكِنَةِ مُرُوجَ الظُّلْمَة

العَطَّارِين

تَارِيخٌ بِيعَ لِلتَّارِيخِ
تَجَاوِيفُ مُرَصَّعَةٌ بِلَوْنِ المَاءِ
السَّالِكِ بَيْنَ اللُّثْغَةِ وَالنَّارِ
أنْوَارٌ لاَ تَتَشَابَهُ
وَضَوْءٌ لَهُ مِنَ الإِشْرَاقِ
مَا لَهُ مِنَ الفُتُور

الَّنجَّارِين

ضَيِّقَةٌ أَبْوَابُ الوَاقِفِ
مُتَّسِعٌ صَدْرُ العَابِرِ
وَلِلْمَاءِ وَحْدَهُ حَقُّ التَّلاطُمِ
فِي رَدَهَاتِ اللَّوْحِ
عَلَى أَسْتَارٍ تَرْفُضُ التَّيْهَ
لِتَتَأَمَّلَ وَجْهَ التَّابُوتِ الزَّعْفَرَانِيِّ
المُقَابِلِ لِمَكْتَبَةِ " الحَلْوِيِّ " القَدِيمَةِ .
حَيَاةٌ أُخْرَى، لِحَيَاةٍ أَخْرَى.

ابنُ إدريس الوَزِير

مِنْ أَيْنَ يَأْتِي الشَّعْرُ ؟
وَكَمْ لِلدَّهْشَةِ مِنْ دُخُولٍ ؟
المَقَام الفَاسِيُّ قَدْ يَسْطَعُ
فِي مِحْرَابِ Notre Dame
وَحَدَائِقُ القَصَبِ قَدْ تَصْطَفُّ
عَلَى مَشَارِفَ السِّينِ
ونَفْسُ الرُّؤْيَا هِيَ مَا يُكَوِّنُ جِذْرَ الشَّاعِر

سِيدِي بُوجِيدَة
قَدْ يَكُونُ لِلْمَكَانِ نَفْسُ التَّأْنِيثِ
وَمَا يَخْتَلِفُ هُوَ مِقْدَارُ الفَرَاغِ
الَّذِي يَتْرُكُهُ الشَّرْخُ عَلَى الذات
عَلاقَةٌ بِالجَسَدِ
ضَوْئِيَّةٌ نَارِيَّةٌ
هِيَ فَصْلٌ فِي الجَحِيمِ
رَائِع
جَنَاحُ المَاء

لاَ يَتَرَبَّصُ بِالدَّاخِلِ
أَعْيَاهُ التَّكَاثُرُ
لِذَا لاَ يَتَرَبَّصُ بِالدَّاخِلِ
إِلاَّ مِنْ أَجْلِ
مُلاَمَسَةِ مَفَاتِيحِ الغَيْب

يَاءٌ

غَرِيبٌ يَدْخُلُ المَدِينَةَ
أَوَّابٌ تَنْفَلِتُ الرِّيحُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ
يَنْفَلِتُ ظِلُّ القَصَبِ مِنْ أَعْلَى رَأْسِهِ
يَتَقَاطَرُ وَهَجُ الحُبِّ
مِنْ حَدَقَةِ بَصِيرَتِهِ
يَتَشَابَكُ فَرَحُهُ بِالحُزْنِ العَامِّ
المُخَيِّمِ عَلَى السَّاحَةِ
فَيَفِرُّ لِبَعْضِ التَّفَاصِيل

نَاعُورَةُ الوَقْت

ثَلاَثٌ وَسَبْعُونَ فَتْحَةً مَائِيةً
تَقْذِفُ الماءَ مِنْ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ
فَجْوَةً أَوَّلُهَا الهَاءُ
وَآخِرُهَا وَاوٌ سَاكِن

ِتكَْراٌر

حَرْفٌ يَنْزِلُ
وَمَسَاءٌ يَغْفُو
مُنْتَظِراً وَطْأَةَ الزَّائِرِ
فِي شَهْقَةِ الاِشْتِعَال

ِرحْلَةُ الخَطَاطِيف

لاَ حَصْرَ لَهَا
لاَ لَوْنَ لَهَا إِلاَّ فِي الظَّاهِرِ
سَيِّدَةُ الأَحْجَارِ
سَيِّدَةُ الثُّقَبِ
فِي الشَّفَقِ الأَخِيرِ تَمَاماً
تَخْتَفِي دَفْعَةً وَاحِدةً
لِتَتَوَقَّفَ السَّمْفُونِيَّةُ
وَيُعْلِنَ اللَّيْلُ
رِدَاءَهُ الأَخْضَر

َتحْلِيقُ الشَّيْخ

يَأْسِرُكَ الحَرْفُ
تُحْرِقُكَ الرُّؤْيَا
لاَ يُتْعِبُكَ السَّفَرُ الدَّائِرِيُّ
لاَ يُثْنِيكَ عَنِ النَّفْخِ طَرِيقٌ

فِي نُقْطَةِ نُونِ الصَّوْمَعَةِ
تُلاَمِسُ شُعَاعاً بَيْنَ مَكَّةَ
وَحَضْرَةٍ شِعْرِِيَّةٍ
تُلامِسُ الخَيَالَ بِالْخَيَال

مِن اِسْمِكَ دَخَلَتِ الرِّيحُ
وَاسْتَوْطَنَتْ مَنْزِلاً
لَمْ تَخْتَرْهُ أَنْتَ
لِذَلِكَ سَنَقُولُ :
ابْن عَرَبِيٍّ
وَكَفَى

Elamraoui55@yahoo.fr