شمس علي
(السعودية)

فوزية أبو خالدانتقت الشاعرة فوزية أبو خالد الغياب السعودي عن إنتاج «الأنطولوجيات»، والاكتفاء بالوجود فيها. وعلقت على إدراجها ضمن انطولوجيا «لم أرتكب ما يكفي»، الصادرة أخيراً عن دار «موندادوري» في ايطاليا بالقول لـ «الحياة»: «لم تتجاوز ساحتنا الثقافية السعودية إلى الآن مرحلة التمثيل في انطولوجيات الغير، ولم نصل بعد إلى ان نكون منتجين»، متمنية أن «يُعد بعض مثقفي السعودية انطولوجيات تتناول شعراء اوكرانيا والبوسنة والهرسك، بحيث نسهم بذلك في تقوية العلاقات الحضارية بين شعبنا وشعوب العالم»، مشيرة إلى الأثر الذي لمسته من خلال مشاركاتها المتعددة في الانطولوجيات «استشعرت أثر ذلك في اتساع مستوى قراءتها في الخارج»، مضيفة: «خلال لقاءاتي مع الوفود الأجنبية التي تستضيفها وزارة الثقافة والإعلام، أفاجأ بمعرفتهم بي، وحفظ بعضهم مقاطع من قصائدي»، معتبرة أن الانطولوجيا «جواز سفر يقدمنا للآخرين».

وكشفت أبو خالد أنها وكلت القائمين على إعداد انطولوجيا «لم أرتكب ما يكفي» في اختيار النص الممثل لها في الانطولوجيا، إذ بعثت لهم بديوانها الأخير «شجن الجماد»، و «ماء السراب»، مع مجموعة من قصائدها غير المنشورة، مشيرة إلى أن الانطولوجيا الايطالية بينت في قراءتها لمنجزها «موقع شعر المرأة السعودية وشعر فوزية أبو خالد في الشعر الحديث».
ولا تعد المشاركة في الانطولوجيات جديدة على فوزية أبو خالد، إذ شاركت في «نساء من الهلال الخصيب» الصادرة عام 1978، في الولايات المتحدة الأميركية باللغة الإنكليزية، كما شاركت في عام 1984 في انطولوجيا أعدتها سلمى الجيوسي، صدرت عن دار «بروتا»، تحت عنوان «الشعر الحديث في منطقة الخليج»، أما في عام 1989 فشاركت في انطولوجيا «نساء بلا حدود»، التي تمت إعادة نشرها في جامعة نيويورك تحت عنوان آخر، بعد أن أضيف إليها المزيد من الشعراء، كما أضيف إليها أيضاً مزيد من قصائد أبو خالد. كذلك شاركت في انطولوجيات أخرى باللغتين الألمانية والفرنسية.

وترى أبو خالد ان أفضل انطولوجيا أسهمت فيها، تلك التي صدرت باللغة الإنكليزية عام 1997، بعنوان «الإيقاع والشكل».

وأوضحت أنها «تطرقت لانعكاسات الصورة على الشعر العربي». وتعتقد ان سبب تميزها يكمن في «اشتمالها على شريحة منتقاة من الشعراء، بدءاً من الشعر الجاهلي حتى الشعر الحديث، مثل: طرفة بن العبد، والحارث بن حلزة، وعمرو بن كلثوم، ومحمد مهدي الجواهري، وصلاح عبد الصبور، وفوزية أبو خالد، واُثيل عدنان، وأدونيس، ومحمود درويش، وتوفيق صايغ، وخليل حاوي»، كما امتازت في رأيها أيضاً بـ «إلحاق كل قصيدة برسم معبر عنها لفنان محترف»، مبدية غبطتها «من حسن حظي أن الشاعرة الرسامة أثيل عدنان هي من ترجمت وجسدت قصيدتي بالرسم»، مبينة بأن «القصيدة التي تضمنتها هذه الانطولوجيا كانت بعنوان «بهاء الهزيمة»، ونُشرت في وقت سابق في مجلة «الكاتبة»، وهي «قصيدة طويلة في أربع صفحات»، معتبرة هذه الانطولوجيا المعدة من المحررة سلوى نشاشيدي «من أجمل الانطولوجيات التي شاركت فيها».
وأشارت إلى ان أهم محاور قراءة «لم أرتكب ما يكفي» تتمثل في أنها «تناولت ثلاثة محاور: جرأة الشعر لدى أبو خالد، والمضامين الشعرية التي طرحتها، وكذلك وجودها على الخريطة الشعرية إزاء ما يُطرح في العالم العربي».
وعن رأيها في ظاهرة شيوع «الانطولوجيات» في الساحة الثقافية العربية، قالت: «نحن فقط من نشعر بحداثتها، فيما هي معروفة في العالم الغربي كتقليد علمي أشبه بمرجع تاريخي للثقافات الموجودة خارج الحدود الجغرافية»، مشيرة بقولها «التقيت أحد الأساتذة الأميركان ممن يدرسون الانطولوجيا في مهرجان «المربد» في العراق عام 1989، وقد شبه الانطولوجيا «بالخيط الذي يشد المتلقي للمنجز الثقـــافي للشعوب».
ولفتت إلى أن الانطولوجيات «تستخدم مراجع أكاديمية لا تغطي حياة الشاعر، بيد أنها ترشد إليه»، مؤكدة أن «الانطولوجيات تلعب دوراً في تقوية العــلاقات الحضارية، إضافة إلــى التعريف بمنجزات الشعوب». وعلى رغم ذلك، انتقدت بعض معدي الانطولوجيات، «منهم من يقوم بإدراج نصوص من دون أخذ موافقة أصحابها، كما حدث معي مرات عدة، ومن ثم يقدمون اعتذارهم»، لافتة إلى أن بعض الانطولوجيات «نشرت ستاً وبعضها عشراً من قصائدي».

الحياة
20/11/0720