دنيم جرجوره
(لبنان)

دنيم جرجورهلا شكّ في أن الوقت لا يزال باكراً لكشف ملابسات عملية الاغتيال التي تعرّض لها المخرج والكاتب الهولندي تيو فان غوغ أمس الثلاثاء في أمستردام، على الرغم من إلقاء القبض على مشتبه به قيل إنه في السادسة والعشرين من عمره وإنه يحمل الجنسيتين المغربية والهولندية ويقيم في هولندا منذ أعوام قليلة. غير أن آراءه (المتطرّفة) إزاء الإسلام والمسلمين، والمطعّمة بمواقفه الرافضة (مجتمعاً متعدّد الثقافات في هولندا)، وترجمته كل هذا في أفلامه وكتاباته الصحافية ومقالاته المنشورة على موقعه على شبكة (إنترنت) وكلامه القاسي في حلقات تلفزيونية عدّة، يُمكن أن تشكّل (خلفية ما) للتصفية الجسدية التي ذكّرت الهولنديين بعملية مشابهة ذهب ضحيتها القائد اليميني بيم فورتوين قبل عامين، الذي التقى وفان غوغ في بعض التوجّهات السياسية والفكرية.

ربما لهذا كلّه يُمكن التوقّف عند بيانات متنوّعة أدانت (الجريمة الفظيعة)، من دون أن يتردّد أصحاب بعضها عن الاعتراف بأن مواقف السينمائي (جارحة ومهينة). ف(المجلس المديني المغربي)، المدافع عن حقوق الجالية المغربية في أمستردام، رأى في الحادثة (عملاً حقيراً واغتيالاً جبانا)، وطالب الجميع بضبط النفس والتزام الهدوء. في حين أن آيهان تونكا، وهو ناطق رسمي باسم تجمّع يلعب دور الوسيط بين المسلمين والسلطات الهولندية، اعتبر أن آراء المخرج حول الإسلام (مخيفة وجارحة ومهينة)، ومع هذا (لا يوجد ما يُبرّر القتل). هذا ما ذهب إليه أيضاً (مركز المعلومات والتوثيق حول إسرائيل) الذي وجد في آراء تيو فان غوغ ما (يثير الجدل والإهانة، حتى بالنسبة إلى اليهود)، مضيفاً أن ذلك (لا يُبرّر الاغتيال).

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية للشؤون الأوروبية آتزو نيكولاي إن (العمل شنيع)، مؤكّدا أن المسؤولين الهولنديين لا يعرفون )لغاية الآن ما هي دوافع) الاغتيال، واصفاً الجريمة بأنها (تُذكّر كل واحد منّا بما جرى لبيم فورتوين). أما رئيس الوزراء يان بيتر بالكينندي فطلب عدم التسرّع باستخلاص النتائج، معتبراً أن (هناك مناخاً يدفع الناس إلى اللجوء إلى العنف، وهذا أمر مُقلق)، ومشيراً إلى أن هذا اليوم (يوم حزن بالنسبة إلى حرية الرأي التي هي حجر الأساس في بناء الديموقراطية ودولة القانون)، كما حيّا السينمائي واصفاً إياه بأنه (بطل حرية القول)، ومعلناً أنه (من غير المسموح أن تكون حرية التعبير أساس هذه الجريمة البشعة).

من ناحية أخرى، لم تُدل إدارة الشرطة في العاصمة الهولندية بمعلومات حول الحادثة، واكتفت بالقول إن السينمائي (تعرّض للتعذيب قبل أن تُطلق عليه رصاصات عدّة). أضافت أنها نفّذت عملية تفتيش واسعة في محيط منزله إثر تلقّيه تهديدات بالقتل بعد عرض فيلمه الروائي القصير (الخضوع) في نهاية آب الفائت، علماً أن المدّعي العام ليو دي فيت لم يجد ما يؤكّد جدّية هذه التهديدات إلى درجة (تُبرّر تأمين حماية شخصية له) في خلال الأشهر القليلة الفائتة.

أنجز تيو فان غوغ (47 عاماً) عشرات الأفلام، وألّف ثلاثة كتب، وظلّ الرجل المفضّل في الحلقات التلفزيونية الخاصة بالمناقشات المتنوّعة (توك شو)، على الرغم من أنه لا يتوانى عن ترك البلاتوه و(خبط) الباب وراءه مراراً وتكراراً. لم يكتف بمواقفه المثيرة للجدل التي أعلنها في كتاباته وتعليقاته التلفزيونية، بل حوّل السينما إلى أداة لترويج معتقداته وسلوكه إزاء الآخر، في مجتمع لم يعرف في تاريخه المعاصر عملية اغتيال سياسي واحدة، قبل أن يسقط صديقه فورتوين ضحية أفكاره الحادّة. لم يتوقّف عن إدانة المجتمع الهولندي المسرف، برأيه، في الانفتاح الثقافي والاجتماعي وفي التسامح الديني، إذ رأى أن هذا كلّه (يشكّل هجوماً على القوانين والأعراف والقيم الخاصة بالمجتمع الغربي، ويُدافع عن إسلام عدوانيّ ورجعيّ، ويُهدّد بتحويل هولندا إلى بلفاست أخرى من الآن وعلى امتداد أعوام قليلة مقبلة).

اختار فان غوغ سيناريو وضعته مناضلة ليبرالية صومالية الأصل تُدعى أيعن هيرسي علي، كي يُنجز )الخضوع)، الفيلم الذي أثار جدلاً واسعاً في هولندا بعد بثّه على شاشة إحدى المحطّات التلفزيونية المحلية في الأشهر القليلة المنصرمة، إذ تناول (واقع المرأة المسلمة التي تُعاني الأمرّين في ظلّ التقاليد الإسلامية الصارمة بحقّها)، خصوصاً أن هيرسي علي اشتهرت ب(نضالها الشرس) ضد ما أسمته ب(انحراف) معاملة الدين الإسلامي للنساء. ثم ألحقه، مؤخّراً، بفيلم عن اغتيال فورتوين.

السفير - 03/11/2004

*******

إسلامي مغربي يغتال مخرجاً هولندياً
لتصويره فيلما عن عنف الإسلام تجاه المرأة

المخرج ثيو فان غوغ

قُتل مُخرج هولندي أنتج فيلماً تناول فيه الثقافة الإسلامية التي تسيء للمرأة المسلمة، على يد شاب مغربي في أمستردام. وجاء قتل المخرج ثيو فان غوغ (47 عاماً) طعناً وبالرصاص، أمس، بعد سلسلة من التهديدات بالقتل تلقاها إثر عرض التلفزيون الهولندي قبل شهور فيلمه "خضوع" (سبميشن) بالاشتراك مع السياسية الهولندية الليبرالية ايان هريسي علي، وهي لاجئة من الصومال فرّت من زواج غير اختياري. وينتقد الفيلم العنف الإسلامي ضد النساء في المجتمعات الإسلامية.
وقالت الشرطة الهولندية ان عناصرها تبادلوا النار في حديقة قريبة من مكان الجريمة مع شاب (26 سنة) يحمل الجنسيتين المغربية والهولندية، واعتقلوه بعد إصابته بالرصاص. وأصيب رجل شرطة أيضاً في إطلاق النار. وقال شهود أنهم شاهدوا رجلاً يرتدي الجلباب المغربي التقليدي يهاجم فان غوغ خلال امتطائه دراجته الهوائية.

مشهد من الفيلم

وكان فان غوغ، وهو من عائلة الرسام الهولندي المشهور، يعمل على إنتاج فيلم عن السياسي الهولندي اليميني المثير للجدل بيم فورتين الذي اغتيل في أيار (مايو) 2002 قبل أيام من تحقيق حزبه انتصاراً في الانتخابات تحت شعار محاربة الهجرة، خصوصاً الإسلامية، الى هولندا.
وأثار فيلم "خضوع" عند عرضه موجة من الغضب العارم في الأوساط الإسلامية المتعصبة. وهو يحكي قصة إمرأة مسلمة زُوّجت من دون إرادتها وتعرضت لسوء معاملة على يد زوجها واغتصبها عمها. وفي أحد مشاهد الفيلم، تظهر ممثلة ترتدي قميصاً شفافاً يظهر من تحته جسدها وعليه كتابات قرآنية وأيضاً آثار جلد.
وتعرّضت السياسية الصومالية الأصل هريسي علي لتهديدات بالقتل بعد الفليم، وهي تخضع حالياً لحراسة الشرطة.
السلطات الهولندية مطالبة بوضع حد للعصابات الإسلامية التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على المجتمع الهولندي.

كيكا

*****

مقتل مخرج هولندي يتهمه المسلمون بالسخرية من دينهم

أمستردام 2 نوفمبر تشرين الثاني /رويترز/ - قتل مخرج هولندي مثير للجدال يتهمه المسلمون بالسخرية من دينهم طعنا ورميا بالرصاص في أمستردام بينما كان يركب دراجته اليوم الثلاثاء مما أصاب هولندا بصدمة حيث أدينت عملية القتل بوصفها هجوما يستهدف حرية التعبير.
وكان المخرج ثيو فان جوخ وهو قريب بعيد لرسام القرن التاسع عشر الهولندي فنسنت فان جوخ قد أثار الجدال من خلال مقالات صحفية وكتب وأفلام تعبر عن أرائه المثيرة للخلاف بخصوص الإسلام بعد الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر أيلول عام .2001
وهوجم فان جوخ /47 عاما/ قرب حديقة علي مقربة من وسط العاصمة الهولندية في ساعة الذروة الصباحية بينما كان متوجها الي عمله. وألقت الشرطة القبض علي رجل قرب الموقع بعد تبادل لإطلاق النار أصاب خلاله المشتبه به احد ضباط الشرطة. وأصيب المشتبه به في ساقه. وقال مسؤولون انه في السادسة والعشرين من عمره ويحمل الجنسيتين الهولندية والمغربية.
وقالت الشرطة ان جريمة القتل ارتكبت مع سبق الإصرار والترصد لكنها امتنعت عن التعليق بخصوص الدوافع المحتملة للحادث. وقالت وسائل إعلام ان الشرطة عثرت علي مذكرة في الموقع تحتوي علي آيات من القران.
ووصف فان جوخ أئمة المساجد بأنهم كارهون للمرأة وسخر من النبي محمد في مقالاته الصحفية. وقد أشاد به بعض الهولنديين علي انه من دعاة حرية التعبير الا ان آخرين وصفوه بأنه متطرف وقال المسلمون انه يهينهم في أعماله.
وقد يزيد حادث القتل الذي لاقي إدانة واسعة من الجماعات الممثلة للمسلمين حدة التوتر السياسي في هولندا حيث شددت إجراءات الأمن حول الساسة
بعد مقتل الزعيم السياسي المناهض للمهاجرين بيم فورتوين علي يد أحد المدافعين عن حقوق الحيوان قبل انتخابات مايو أيار عام 2002 التي حل فيها حزبه في المركز الثاني.
وتدور قصة فيلم الخضوع وهو آخر أفلام فان جوخ حول امرأة مسلمة أرغمت علي قبول زيجة مرتبة لها وتتعرض لإساءات علي يدي زوجها والاغتصاب علي يدي عمها. وعرض الفيلم في التلفزيون الهولندي في وقت سابق هذا العام وتلقي فان جوخ بعدها تهديدات بالقتل لكنه رفض الحماية.
ولاقي الفيلم انتقادات شديدة من جانب عدة منظمات إسلامية في هولندا حيث يعيش نحو مليون مسلم يمثلون 5ر5 في المئة من السكان كما انتقدته الصحف الهولندية الرئيسية.

واخرج فان جوخ عدة أفلام ونشر كذلك كتابا بعنوان الله اعلم هاجم فيها التشدد الإسلامي واتهم أئمة المساجد بكراهية المرأة.
وكشف استطلاع اجري أخيرا عن ان كثيرا من الهولنديين يخشون من تزايد عدد المسلمين في بلدهم ويشعرون بأنهم مهددون من جانب الإسلاميين المتشددين. وأيدت هولندا الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق ولها نحو 1300 جندي هناك.
وقال رئيس الوزراء يان بيتر بالكننده الذي تتولي بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي حاليا فان جوخ واحد ممن شاركوا في مناقشة الأمور العامة بوجهات نظر صريحة. وكان من دعاة حرية التعبير .. هولندا بلد يستطيع الناس فيه التعبير علنا عما يجول بأذهانهم. ينبغي علينا جميعا الوقوف خلف هذا الأمر.
وتظاهر عدة آلاف في ميدان دام بوسط العاصمة أمستردام وحث نشطاء سائقي السكة الحديد علي إطلاق أبواقهم احتجاجا علي قتل فان جوخ.
وقرع متظاهرون طبولا وأوعية المطبخ وأطلقوا صفارات لمدة 15 دقيقة تقريبا بينما حمل بعض المشاركين لافتات كتب عليها المسلمون ضد العنف.
وحث عبده منيبهي من المجلس المغربي بأمستردام المسلمين علي الوقوف دقيقة حدادا في المسجد خلال صلاة القيام.
وقال أعضاء بجمعية الأمة للأساتذة الجامعيين الهولنديين المغاربة أنهم لا يتفقون مع أراء فان جوخ لكنهم يدينون قتله.
وألقت الشرطة في لاهاي مقر الحكومة الهولندية القبض علي أشخاص عديدين كانوا يهتفون بشعارات معادية للمهاجرين.
وتعد مسائل الهجرة والتكامل والإسلام قضايا ملتهبة علي الساحة الهولندية حيث تلقي برلمانيون صرحاء مثل جيرت ويلدرز أحد المعارضين لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي تهديدات بالقتل.
وقالت ريتا فيردونك وزيرة المهاجرين والتكامل للحشد في هذا البلد لا يمكن أن يقتل أحد بسبب ما يقوله .. ليس هذا ما نريده.

الزمان - 03/11/2004