عفيفي مطر انتقد الشاعر المصري الكبير محمد عفيفي مطر وبشدة كل المثقفين، مؤكدا انه لم يعد يثق بهم ولا بمواقفهم ولا بكلامهم، بعد سلسلة الصدمات التي تعرض لها من قبل هؤلاء، وأضاف في لقاء له على هامش الاسبوع الثقافي المصري الذي أقيم مؤخرا في دمشق انه شخصيا لا يكتب لقارئ معين، بل لكل الناس، مشددا على أهمية ان يخاطب الشعر جميع الفئات والشرائح، حتى يكتسب جماهيريته ومشروعيته، متهما الشعراء الآن بأنهم لا ينظرون ولا يشمون، ولا يلمسون! وأكد انه يتوجب على الشاعر ان يكون كاشفا ورائيا وملهما وجريئا ومقتحما، حتى يتمكن من لعب دوره موضحا ان معظم دواوين الشعر التي كتبها، رفضت من قبل المؤسسة الثقافية التي كان يرأسها صلاح عبدالصبور في القاهرة! ووصف الجوائز التي تقدم إلى الشعراء والأدباء في المهرجانات، بأنها مجرد لعب سلطات ومجاملات بشر، ومؤكدا ان الجائزة الكبرى التي يحصل عليها أي شاعر، هي مقدار انتشار شعره وحب الناس له، وما عدا ذلك مجرد هراء، ورأى ان الشعر الذي كتبه المتنبي قد غابت عنه اللغة الشعرية، وطغت عليه العقلانية والفلسفة والحكمة، وهي مواصفات وخصائص أبعد ما تكون عن لغة الشعر! كما شدد على ان تكون العلاقة بين الشاعر والسلطة قائمة على الريبة وعدم التجانس لان هناك تناقضا بين الطرفين! حنّا مينة: الرواية ديوان العرب كشف الأديب والروائي السوري الكبير حنا مينة انه يستعد لكتابة ما أسماه رواية الروايات عن مدينة دمشق التي يعشقها كثيرا، مشيرا إلى انه يقيم في هذه المدينة منذ نحو 50 عاما، وأضاف في محاضرة ألقاها مساء أمس الأول في قاعة الصليب المقدس بدمشق بعنوان «عندما أضعت البحر مرة أخرى» ان هناك صعوبة في اختراق المجتمع الدمشقي لأنه كتيم جدا ولا يخترقه الا الذين يقدرون على اختراق المألوف، لافتا إلى عشقه الصوفي للبحر وللعيش والسكن بجواره، وقد صادف انه أعاد سكنه عدة مرات إلى جوار البحر، ومن ثم تراجع، لأنه لا يريد ان يعيش الا في أبيه، وهذا الأخير ليس له بيت لا في البر ولا في البحر، مشيرا إلى انه كتب نحو ثماني روايات عن البحر، حتى أطلقوا عليه اسم أديب البحر! وبين انه تحدث عن الكثير من المصادفات التي واجهها في حياته وكان فيها قريبا من البحر وقادرا على ان يكون بجواره، لكنه يفضل الإقامة في بيته بدمشق التي يحبها كثيرا، ويتغزل بها حيثما ذهب! ومعروف ان حنا مينة استحضر في معظم رواياته حياة البحر وأسرارها واستلهم من أمواجه إيحاءات مثيرة للشخصيات والأبطال الذين تعامل معهم، لافتا إلى ذلك الصراع الأبدي الذي يدور بين قوى الحياة والطبيعة. وقدم مينة صورة مصغرة عن هويته الشخصية، موضحا انه من مواليد لواء اسكندرون الذي سلخ عن الوطن الأم سوريا عام 1936، ومن ثم سكن في اللاذقية إلى جانب البحر، وكتب العديد من القصص والروايات التي تجاوز عددها الثلاثين، وهناك العديد من الروايات التي ترجمت إلى اللغات الحية، ومنها «المصابيح الزرق» و«الشمس في يوم غائم» و«الياطر» و«بقايا صور» و«المنقع» التي نقلت إلى الفارسية و«نهاية رجل شجاع» وتحولت إلى مسلسل للتليفزيون، و«حكاية بحار» وهي الأخرى قدمت على شاشة التليفزيون، إلى جانب العديد من القصص والروايات الأخرى التي احتلت مساحة مهمة في القص المحلي والدولي وفاز فيه بالعديد من الجوائز والأوسمة وحفلات التكريم من عدة دول ورؤساء يقدرون الأدب حق قدره. وأكد حنا مينة انه لن يعد أحدا على الإطلاق بكتابة الجزء الثاني من رواية «الياطر» وذلك بالرغم من ان هناك الكثير، خاصة النساء، ينتظرن كتابة هذا الجزء، مشيرا إلى ان إحدى الأميرات، عرضت عليه مبلغا كبيرا من المال لفعل ذلك، ولكنه رفض، وأضاف في حوار مفتوح مع رجال الصحافة والإعلام بدمشق ان لـ «الياطر» قصة طريفة، مفادها انه عندما كان صغيرا، فقد كانت أخته تنظر إليه بقلق وتتساءل: هل سيصير هذا إنسانا صاحب بيت وأولاد وهو المريض العليل؟ مشيرا إلى ان البنائين رفضوا هذا الحجر وتركوه جانبا، لكنه صار ركنا وزاوية، واقر ان «الياطر» هي محاولة للتقرب من النساء، ولهذا السبب فهو يرفض كتابة الجزء الثاني، واصفا الرواية بالملعونة، وفق تعبير محمود كروب،واستعان بما قاله الروائي اليوناني الشهير زوربا، عندما سألوه عن موعد انجاز الجزء الثاني من إحدى رواياته فأجاب: ولكن لم تثمر ارتعاشات الكاتب الجزء الثاني، ويؤكد مينة انه لا يزال يشعر بالطفولة بالرغم من انه احتفل مؤخرا بذكرى ميلاده الثمانين، مؤكدا انه يحب نصفه المجنون، وانه يبارك القلق ويلعن الطمأنينة، لافتا إلى ان المبدع، لا بد ان يكون في حالة قلق دائمة، وهو عندما يستكين إلى الاستقرار والطمأنينة، فمعنى ذلك انه فقد القدرة على الإبداع، وكان لمينة العديد من الآراء الغريبة عن الموت والحياة والطفولة، حيث أكد انه يخاف الا يموت، وهو بالتالي لا يخاف من الموت، كما تحدث عن أسرار عشقه للبحر وتعلقه بهذا العالم الذي احتضنه، منذ نعومة أظفاره، مؤكدا ان الرواية هي ديوان العرب، وليس الشعر! ومشكلته ـ كمال يقول ـ تكمن في بعده عن البحر فهو لا يقدر ان يعيش طويلا، دون ان يكون بقرب البحر وجواره، حتى تم وصفه انه أديب البحر، وكان مينة وعد ان يكتب ما اسماه رواية الروايات عن مدينة دمشق، التي أكد انه يحبها حتى العبادة حيث أقام فيها أكثر من 50 عاما، واستطاع ان يخترق أسرارها، وان يصل إلى جوهر وتفاصيل عادات وتقاليد المجتمع الدمشقي، معتبرا ذلك أشبه بالانتصار غير العادي، لان دمشق لا تبوح بأسرارها للغرباء والداخلين إليها على مطايا الريح! نزار.. شاعر لكل الأزمنة في ندوة «كاتب وموقف» التي ينظمها ويديرها الناقد الأدبي المعروف عبدالرحمن الجلبي، انبرى عدد من الشعراء والأدباء السوريين للدفاع عن نزار قباني وعن شعره وقصائده وفندوا الكثير من التهم التي وجهت إلى نزار، سواء من قبل الخصوم أو الأصدقاء، وذلك في إطار إحياء الذكرى السنوية السادسة لرحيله، وهو شاعر الحب والنساء! وأكد الشاعر والناقد علاء الدين عبدالمولى ان الكثيرين تعاملوا مع نزار قباني على انه مجرد نجم وليس كشاعر، مشيرا إلى ان هذا هو السبب الذي دفعه إلى تأليف كتاب بعنوان «ليس دفاعا عن نزار قباني».. وفيه يرد على كل التهم التي تعرض لها نزار خلال حياته وبعد مماته، لافتا إلى انه أراد ان يدافع عن الشعر بالدرجة الأولى، ولاحظ ان الكثير من النقاد السوريين والعرب، فشلوا في التعامل مع نزار قباني وشعره، مما أوقعهم في لعبة توجيه الاتهامات، من دون الغوص إلى أعماق شعره، مشيرا إلى ان نزار ليس شاعر المرأة وجسدها، كما يوصف بل هو دافع عن الأرض والحرية والوطن، ونسف كل أوهام الحكام والملوك العرب، ويضيف ان النرجسية التي اتسم بها شعر نزار، لم تكن حالة مرضية، كما توهم الكثيرون، بل هي شخصية مستقلة تماما، وهو ما يؤكده علم النفس الحديث، ولا بد بالتالي من الأخذ بذلك. أما الشاعر والأديب السوري الدكتور نزار بريك هنيدي، فأكد في مداخلته ان الدفاع عن نزار قباني، هو دفاع عن الشعر كله، معتبرا ان علاء الدين عبدالمولى، قد بالغ عندما أكد ان الثقافة العربية، لم تنتج شعرا في جسد، مشيرا إلى ان معظم النقاد العالميين، يقرون بان الثقافة العربية هي من أكثر وأغنى الثقافات التي احتفت بجسد المرأة.

الوطن – القطرية