ياسين عدنان
(المغرب)

محمد خير الدين كثيرة هي الكتابات الأدبية التي قاربت موضوعة الموت سواء بالتأمل أو عبر التخييل، وأحياناً من خلال سير غيرية تتخذ من موت الآخر مادة لها. لكن الأعمال الأدبية المكتوبة على خط التماس بين الحياة والموت، تلك التي تكتبُ الموتَ وتعيشه في نفس الآن تبقى نادرة، وقد يكون من أجملها يوميات الكاتب المغربي محمد خير الدين التي نقلها إلى العربية مؤخراً الشاعر عبد الرحيم حزل وأصدرها ضمن "سلسلة محمد خير الدين" عن دار جذور للنشر بالرباط. في هذه اليوميات التي كتبها خير الدين في على امتداد شهر أغسطس 1995 في الفترة التي كان فيها الداء الخبيث قد استفحل في جسده، تمَّحي الحدود بين الهشاشة والقوة، بين التوتر والسلم الداخلي. فمحمد خير الدين التفراوتي كان دائما يقدم نفسه للعالم ككاتب، وككاتب استثنائي. ومن الطبيعي إذن أن يتشبث بالكتابة إلى آخر العمر، وأن يفزع إليها وهو يكابد احتضاره الأخير. لذا طبعا كتب هذه اليوميات بصدق وشفافية وقسوة. بل إن صراحته المرة والمدمرة أحياناً خصوصاً حينما تتعدى شؤون الثقافة والأدب إلى بعض الأمور والأسرار الشخصية للكاتب ولآخرين من أصدقاءه وأقاربه ومعارفه، لم تنل على الإطلاق من سمو الكتابة وإنما على العكس فتحتها على رهان جديد ليصير الدفتر الذي خط عليه الأديب المحتضر تأملاته ومحكياته الأخيرة برزخاً حقيقياً بين الحياة والموت، بين خير الدين المريض الذي يترقب الموت، وروحه التي ما تزال تحلق حتى اليوم فوق شجرة الأدب المغربي  لتذكرنا جميعاً بأن الأدب المغربي فقد يوم 18 نوفمبر 1995، يوم وفاة خير الدين بالمستشفى العسكري بالرباط، موجته الأدبية الأكثر عنفاَ وتقلباً واصطخاباً.

لم يتردد خير الدين في وصف نفسه في اليوميات ب"الكلب العجوز الذي يئن من الداء وحيداً أعزل" قبل أن يضيف: "صرتُ رخو الدماغ، أشبه بالأبله"، ف"منذ 1993 وأنا أتناول الأدوية كل يوم حتى لكأنني صيدلية متنقلة."  ويعطي قارئه فكرة دقيقة عن حالته قائلاً : "فقدتُ عضلاتي. تُبّاني يسقط من تلقائه وكذلك السروال. وإذا هممتُ برقن نصوصي، لا أجد غير عظام هزيلة نحيلة وبقيةٍ من جلد أضعها على الكرسي فألاقي في الجلوس عناءً. بيد أني لستُ حزيناً مهما حدث."

مع خير الدين، في الكتابة كما في الحياة، كل شيء يلزم حده. فالألم هو الألم. مجرد ألمٍ مهما اشتد. وإلاَّ فَرُوح هذا الشاعر الجوال لن تصير عُرضة له مهما تداعى الجسد. لذا من الطبيعي أن يعلن صاحب ديوان" انبعاث الأزهار البرية" أن كل ألم الدنيا لا يبرر الحزن بالنسبة له ولا يكفي ليعرش لبلاب الحزن بروحه، رغم أنه ألم حقيقي عنيف يصفه قائلاً: " ألمٌ ممض في الخد الأيسر، يعقبه تهيُّج فجائي في الفك لبضع ثوان. لكنها ثوان من جحيم."

هذا الجحيم سيجد خير الدين نفسه مُورَّطاً فيه بالصدفة وحدها. فقد كانت بداية هذه المحنة كلها عملية قلع ضرس باءت بالفشل. "فبدل أن يقلع طبيب الأسنان الضرس المريض، يحكي خير الدين، إذا هو يكسر من جهالته عظم الفك." وكانت النتيجة سرطان غدِّي أصاب فم الشاعر سنة 1993 بعد أن نفذت الجراثيم إلى شق الفك ووجدت مرتعها فيه. "وهاأنذا الآن طريح الفراش . يتنازعني عالمان غامضان مشوشان. هزيل. أمنيتي الوحيدة أن أنعم بالهدوء. أخرج من هذا الجسد المؤلم وأتنفس الصعداء ولو لهنيهة." 

لكنْ ولأنَّ مغادرة الجسد والتخفف من آلامه تبقى مستحيلة قبل الموت، فقد وجد خير الدين ملاذه الوحيد في الأدب وضالته في أجنحته السحرية التي يحلق بها في سماء التخييل: "كنت أقاوم الألم جاهداً  للإفلات من حبائله. يصوِّر لي الخيال شخصيات أسطورية. تستخفني الرغبة في الكتابة عن إحداها. تعتمل برأسي جمل مكتملة البناء في ذلك الخدَر الشبيه بالحلم. في ذهني كتاب جاءني من حيث لا أحتسب. قصة زوج عجوز يعيش من غير ذرية في قرية بوادي أمَّلن. القرية يغزوها التحول بتوالي السنين. وأنا أفلحت في إتمام هذا المؤلف الجديد في مدة لم تزد عن الشهر إلا قليلاً."

على سرير المرض، كتب خير الدين إصداره الأخير "عجوزان في القرية"،  وأتمَّ رواية "طوبياس" التي كان قد شرع في كتابتها بباريس منذ سنوات وعاد لاستكمالها في المستشفى، وهي رواية ذات نفس بوليسي من ثمانين صفحة ما زالت تنتظر إذْنَ ورثة المؤلف لترى النور. لكن من خلال اليوميات يمكن لقراء خير الدين أن ينفذوا إلى مطبخ الكاتب ليتعرفوا عن قرب عن حالاته أثناء الكتابة وتحولات مزاجه بل ومدى تماهيه بشخوص أعماله الروائية لتصير لحظات سعادته الأخيرة الباقية هي تلك يعيشها من خلال شخوصه. نقرأ في اليوميات عن علاقته بالزوج العجوز: "وكم كانت سعادتي عظيمة وأنا أجد نفسي ، مرة أخرى، ذات عشية صيفية فوق السطح، برفقة الشيخ بوشعيب وزوجته العجوز والقط. كانت المرأة  تهيئ طجيناً شهياً، فيما بوشعيب يدخن ويحتسي الشاي. القط منبطحٌ بالقرب من سيده. السماء تحكي نهراً من ماسٍ لألاءْ. الليل مفعم أشذاءً وأنداء.الطبيعة تعتمل حياةً. إيقاع هادئ، وسلام رباني. سيُقرأ هذا الكتاب في أوانه وسيلقى الاستحسان." 

طبعاً لقيت هذه الرواية النجاح الذي تستحقه إثر صدورها سنة 2002 بعد وفاة الكاتب عن دار"سوي" للنشر بباريس. الدار الباريسية الأثيرة لدى خير الدين والتي نشر فيها أهم أعماله الروائية والشعرية : روايات "أكادير" سنة 1967، "جسد سلبي" و"تاريخ إله طيب" سنة 1968، "أنا المُرّ" 1970، "النبَّاش" 1973، "حياة وحلم وشعب في تيه دائم"  1978، "أسطورة وحياة أغونشيش" 1984، إضافة إلى دواوين عديدة من بينها عمله الشعري الشهير "هذا المغرب" الصادر سنة 1975.

وإذا كانت علاقة خير الدين ب"سُويْ" جزءاً لا يتجزأ من حياته الباريسية الغنية ثقافيا وأدبياً، إلا أن نجم خير الدين لمع أول مرة بالدار البيضاء مع بداية الستينات من القرن الماضي. وترسخ حضوره في المشهد المغربي من خلال تجربة "أنفاس". في اليوميات يعود خير الدين إلى هذه التجربة قائلاً: "أنشأتُ واللعبي وآخرين في المغرب مجلة هي( أنفاس). وكنت قبل ذلك، قبل عامين من إطلاق المجلة، قد نشرتُ بياناً أبشر فيه بالصبغة التي ستكون عليها الكتابة الجديدة. كنت أنشدُ تغييرا جذريا في شتى المجالات، ولا سيما الأدب. وظهر هذا البيان في الدار البيضاء موسوماً (الشعر كله)". وكان خيرالدين في تلك الفترة قد بدأ يقتحم الساحة الأدبية الفرنسية بخطى واثقة. يحكي في اليوميات: "نشر لي موريس نادو مقتطفات من (أكادير) في مجلة ليتر نوفيل سنة 1966. ونشر لي سارتر قصيدة طويلة (الملك) في عدد يناير 1967 من مجلة الأزمنة الحديثة. وتحمس أندري بروتون لمجلة أنفاس. فقد قال لجون بول ميشيل الذي نقل إلي كلامه: "من هنا ستأتي الثورة". لكن أي ثورة؟ إنها ثورة الكتابة طبعاً! فلأجل هذه الغاية عملت على الدوام."

ومع أن خير الدين كان يعتبر ثورته الحقيقية هي تلك التي أنجزها في الكتابة وفي الأدب المغاربي المكتوب بالفرنسية تحديداً، إلا أن روحه الرافضة وطبعه غير المهادن جعله كشخص يحضر في المنتديات الثقافية الباريسية باعتباره ثورة مشتعلة من لحم ودم. لكن حينما يستعيد خير الدين تلك الفترة في "يوميات سرير الموت" فإنه يفعل بكثير من الحب والحنين. باريس الستينات والسبعينات حضرت بقوة في اليوميات. مزيج من الحكايات عن تلك الفترة بشخوصها وفضاءاتها الحية. بمكتباتها ومقاهيها وحاناتها. وخير الدين المريض الذي يجد عناء كبيراً في الجلوس إلى المكتب لرقن يومياته يبدو في حالة غير عادية من صفاء الذهن ونقاء اللغة ودقة التفاصيل حتى أنه لا يتردد، هو المحتضر الذي يحاصره الموت من كل جانب،  في إعطاء أدق التفاصيل عن شخوص تلك المرحلة. فيذكر المواعيد ويصف الأماكن وينقل الحوارات وكأن سويعات فقط تفصله عنها لا سنوات وعقود. نقرأ في اليوميات: "كنت في وقت من الأوقات لا آوي إلى سكني بشارع فولتير في باريس إلا في السابعة صباحاً. كنتُ أقضي لياليَّ في النوادي رفقة بعض الساهرين. ثم أنام إلى الزوال. فإذا استيقظتُ أنهمك في العمل. وقد أترك البيت  في بعض الأماسي متأبطاً مخطوطي لأجلس إلى طاولتي في مطعم تيرمينوس بساحة الجمهورية. فأطلب الجعة أشربها وأكتب. في كل مساء تتحلق حول طاولة الشرب طغمة مشبوهين اجتمع فيهم المقامرون واللصوص وتجار السلاح والقوادون. تطرق شرطة المخدرات أو شرطة محاربة الأشرار هذا المكان بانتظام. ويمسك شرطي ضخم الجثة بمصوِّرة يصور بها سائر من في المطعم فيما عداي أنا. فقد كان رجال الشرطة يعرفونني. قال لي أحدهم مرة: "مرحى! مرحى! تستطيع أن تكتب في هذا الخضم المضطرب". أجبته: "حين أكتب لا أهتم لشيء". وتلك كانت الحقيقة.  فلا يعود لأي شيء حينها وجودٌ ما عدا الشخوص التي أنشئها والورقة والقلم والجعة التي أحتسيها.إن قسما عظيما من (حياة وحلم وشعب في تيه دائم) كتبته في مطعم تيرمينوس بساحة الجمهورية سنة 1977."

أصدقاء خير الدين يحضرون بدورهم في اليوميات: كتاب، شعراء، مشردون، ومشبوهون. جاك كان أحد هؤلاء: "كان جاك يعمل منضداً في شارع جون بيير تامبو. كنت أجيئه في مكان عمله، فنذهب للشرب في سطيحة حانة جلبير. كان جاك صلباً قوياً. مثقفاً ذكياً. وكان عازباً. قيل إنه عمل فيما مضى جاسوساً في برلين. كان قارئاً لكتاباتي، محباً لها. وحين أكون مفلساً لا يتردد في مدِّي ببعض النقود. فإذا جلسنا في المقهى، كان هو من يتولى الأداء دائماً." لكن حينما عاد خير الدين إلى ساحة الجمهورية سنة 1989 بعد غيبة طويلة، وجد الحي قد تغير تماماً. حتى جاك لم يعد هناك: "فقد مات جاك على الرصيف، بعد أن فقد عمله وتردىَّ إلى حياة التشرد. بهذا أخبرتني صاحبة مِتْبَغة. ثم زادت قائلة: "لقد ترك لنا قائمة طويلة من الديون."

يحكي محمد خير الدين أيضاً عن علاقته بالعديد من الأدباء والمثقفين الفرنسيين المعروفين كأندري لود، بيير برنار، وجاك بيرك، إضافة إلى بيير بيارن صاحب شعار "ميترو وعمل ونوم" الذي تغنت به الشبيبة المتمردة عام 68. بل إننا في اليوميات سنكتشف أن خير الدين من كان وراء شهرة بيارن: " ذات مساء من عام 1968 تركتُ مسرح أوديون الذي كنا، شبيبةَ ذلك العهد، نحتله، بنيَّة زيارة بيير بيارن في بيته في شارع مسيو لو برانس. وجدتُه هناك بمفرده. كانت زوجته غابرييل غائبة. بادرتُهُ بالقول: "أعطني بعض قصائدك. سأختار واحدة منها ونسحب منها ستة آلاف نسخة يوزعها الرفاق فيما يوزعون من مناشير." لم يمض وقت يسير حتى جاءني بإضمامة من قصائده. فوقع اختياري على القصيدة المذكورة. رقنتُها على صفحة مزدوجة. وصعدنا إلى الطابق الخامس من المسرح. سنسلتُها وسلمتُها إلى أحد الرفاق وقلت له: "أسرع بسحب هذه في ستة آلاف نسخة وجئني بحزمة منها". ولم يكد يمضي نصف ساعة حتى صارت قصيدة بيير بيارن وقد تبوأت مكانها في التاريخ. وصرت ترى ذلك الشعار (مترو- عمل - نوم) على جدران باريس كلها. وزارت صحيفة (فرانس سوار) بيير في بيته لمحاورته، فصار مشهوراً."

طبعا بيير بيارن الذي سيفوز فيما بعد بالجائزة الكبرى للشعر التي تمنحها الأكاديمية الفرنسية لم يكن سوى واحد من أصدقاء خير الدين الشعراء الذين سيتذكرهم وهو على سرير المرض. لكنه لم يكتف باستعادة بعض لحظات الصفاء أو التوتر التي جمعته بهم، بل كان يخلع بزة الصديق ليرتدي وزرة الناقد ويشرع في تصنيف هؤلاء الشعراء وتقييم إنتاجاتهم. فبيير بيارن بالنسبة له شاعر حر حقيقي  لم تنل منه الدادائية والسوريالية شيئا رغم أنه خبرها بما يكفي. لكنه ظل وفياً لنفسه ولصوته الشعري الخاص. أما مارسيل بيالو الذي يعتبره النقاد شاعر الحياة الخاصة، فهو ليس كذلك بالنسبة لخير الدين. إنه على العكس شاعر الحب العجائبي، والدليل روايته (عنكبوت الماء) التي لا يعتبرها خير الدين نصا سردياً، بل قصيدة نثرية آية في الجمال. طبعاً لم يفت خير الدين الحديث عن المكتبة التي كان بيالو يملكها في شارع  سيفيران وكيف أنها اختفت ليحل محلها مطعم يوناني. وهكذا ظل خير الدين يراوح بين ذكرياته التي يسوقها بمحبة الصديق وآراءه النقدية التي تعكس مدى عمق وعيه الشعري، وتأملاته الخاصة التي تفضح مزاجه العكر، ومواقفه التي كثيراً ما نعتتها النخبة الثقافية الباريسية بالتطرف.

فحينما يتحدث عن الفرنكوفونية في اليوميات يصفها قائلاً: "إنها لفظة عامة، فارغة من أي دلالة. أما أعمدة اللغة الفرنسية فهم الذين يضعون فيها المؤلفات العظيمة، وليس القردة البلهاء الذين يحتلون الواجهة عارضين سخافاتهم في مقدمة المسرح." أما أساتذة الجامعات فهو لا يتردد في التعريض بهم كلما سنحت له الفرصة: "الأساتذة الجامعيون يجعلونك تأكل التراب بدل الكسكس. وهم على كثرتهم يركنون إلى التكرار ويعجزون عن الخلق والابتكار. الجامعة ليست فضاءً ملائما للتأمل أوللتفكير، وإنما هي منتج للتفاهة والابتذال. بِئْس المكان هي! يُغتصب فيها النص من غير أن يفهم." أمّا آني والدة ابنه ألكسندر فهو يتحدث عنها قائلا: "برغم طابعها المرح كانت لي مصدر تكدير وإزعاج. كنت أراها صورة للفراغ المطلق، وتجسيداً لكل ما هو سلبي في العالم." وحينما يصله خبر رغبة زيارة أسرته له يكتب متأففاً: "لم تكن لي قط أسرة حقيقية. وحينما حاولتُ أن أنشئ لي أسرة باءت محاولتي بالفشل." مضيفاً أن أسرته الحقيقية هم أصدقاءه وليس "هذه الأسرة البيولوجية الزائفة". بل حتى البلبل الذي تغنى الشعراء بشذوه وتغريده فإن خير الدين لا يطيق "نشازه المنفر": "يشرع الصُّفارية في الغناء ما إن يفرغ البلبل من نشازه المنفر. لا أعرف مصدر الكره الذي أجده في نفسي لهذا الصراخ الذي لا يليق بطائر. لكن يوجد بين أصوات الطيور ما هو أسوأ من صراخ البلبل، كذلك الضجيج الذي يحدثه البلشون الأبيض. صريف معدني يهيج أعصابك. إن من الكائنات من قست عليه الطبيعة. لكن هل تراها تعي ذلك؟" أما المشرق العربي فهو لا يتردد في الحديث عنه ببرود قائلاً: " أعرف أن بيني وبين المشرق هوة شاسعة. فقد تُرجمت كتبي إلى عدد من اللغات الأوروبية، ولكن لم تتيسر لها الترجمة إلى اللغة العربية. لماذا؟ لم أسعَ قط في معرفة السبب. لم تُكتب الترجمة إلا لقسم من (أنا المُر) ترجمه صديق مهندس يقيم حاليا في فرنسا اسمه قاسم الشواف، وأصدرها اتحاد الكتاب العرب في دمشق خلال السبعينيات. لكن لا أتوقع أن يترجم لي كتاب كامل في المستقبل."

لكن يبدو أن دار جذور للنشر أبت إلا أن  تدحض توقعات صاحب (أكادير) وذلك بإحداثها لسلسلة خاصة به أسمتها "سلسلة مكتبة خير الدين"، وهي السلسلة التي صدرت عنها حتى الآن حوارات هذا الكاتب المتمرد مترجمة في كتاب تحت عنوان "زمن الرفض" وذلك سنة 2003 ثم هذه اليوميات الصادرة سنة 2004 والتي نتوقع أن تليها ترجمات أخرى ليستعيد القارئ العربي عبرها واحداً من أقوى الأقلام الشعرية والروائية التي أنجبها المغرب الأدبي الحديث.

.الحياة 2004/12/3