ترجمة رانيا حرب
أربعون سنة مضت على غياب إديت بياف ولا يزال جديد لها يظهر. فبعدما أصدرت شركة "إي.إم.إي" قبل خمس سنوات بعض الأغاني التي لم تكن معروفة لها، ها هي اليوم، ومع اقتراب الحادي عشر من تشرين الأول 2003 يوم وفاتها وما يمثله من ذكرى مهمة، تصدر خمسة أغانٍ أخرى غير معروفة لبياف، وتكشف إحداها عن ثورة نسوية من توقيع إديت بياف نفسها وألحان مارغريت مونو وعنوانها: "لن أغسل الصحون بعد اليوم" Je ne veux plus laver la vaisselle سُجِّلت في الثاني عشر من كانون الثاني .1943 وكانت سجَّلت قبلها بأربعة أيام أغنية أخرى للفنانتين عنوانها "كم كان جيداً" Cصetait si bien. وتحمل الأغنية الثالثة عنوان "فالس باريس" Valse de Paris تعود الى 8 كانون الثاني 1943 أيضاً، والرابعة "أغنية حب" Chanson dصAmour من 14 نيسان، 1943 والخامسة "هاتان اليدان" Ces mains من 12 كانون الثاني 1943 لشعراء ومؤلفين ما برحوا مجهولين. وتضاف إلى المجموعة "فتاة الهوى الحزينة" وهي النسخة الأولى لأغنية "عازف الأكورديون" لميشال إيمير، وزمن تسجيلها 5 نيسان.1940
هذه الأغاني سجّلتها بياف لدى شركة "بوليدور" التي تعاملت معها منذ بداياتها بين عامي 1935 و1946 قبل أن تنتقل إلى شركة "كولومبيا" (التي تملكها اليوم شركة كابيتول - إي إم إي) حتى وفاتها في.1963 ومن المرجح أن هذه الأغاني غير المعروفة لم تصدر عهد ذاك لأن بياف والمقربين منها لم يجدوها مُرضية (في أي حال، لم تصدر أغنية "لا في أون روز" المشهورة إلا بعد سنة من تسجيلها). في تلك الفترة لم يكن التسجيل يتمّ على شريط ممغنط بل مباشرة على أسطوانة 78 دورة، نسخة "أم" ثقيلة من نحاس، يُسَجّل عليها في توقيت حقيقي، بينما تؤدي الفنانة والأوركسترا عبر ميكروفون واحد! وبعد ذلك فقط تصنع النسخة "الأب"، ثم يبدأ الإنتاج الصناعي للاسطوانات 78 دورة.
وكانت بوليدور"، كسائر شركات الأغاني، تحفظ أعدادا هائلة من النسخ "الأم" حتى تم بيعها "بالوزن" في الستينات لبائعي الحديد.
ولحسن الحظّ، علمت المكتبة الوطنية للأسطوانات بذلك واشترتها، وبذلك أودِعَت عشرون ألف نسخة "أم" من النحاس في المجموعات العامة، وبقيت مودعة فيها إلى عام 1999 حين أطلقت شركة "يونيفرسال" خليفة "بوليدور" مشروع الأعمال الكاملة لإديت بياف بالاشتراك مع شركة "إي إم إي"، وأوكل جامع الأعمال الكاملة إلى خوني هاليداي أو باربرا لدى شركة "يونيفرسال" وجان إيف بيّيه لدى استوديو "سُوفِرسُن" ترميم هذه النسخ الأصلية، وسرعان ما تبيّن أنه بين المئة وثمانين نسخة التي تحوي المئات من أغاني بياف (معظمها ذات نسخ عديدة مع أخطاء في الانطلاقة أو من الاوركسترا أو من المغنية) ثمة أكثر من مئة أغنية، وعدد قليل منها فقط غير معروف.
مع سقوط حقوق الناشر بحكم مرور الزمن، يمكن اليوم إعادة نسخ كل الاسطوانات التي أنتجت قبل عام 1953 ويمكن عرضها للبيع مما يفسّر بلا شك البلبلة الحالية، إذ أقلق إريك ديدي شركة "يونيفرسال" بإعلانه اكتشاف أغاني بياف المجهولة.
(من "لو فيغارو" )