أحمد الملا
(السعودية)

(في خشية الأصدقاء من عشبة الحنين)

أحمد الملاعنوة و بلا سبب انتزعني صاحباي كمسمار معقوف في باب اليمن،حيث على مرأى منا تصارعت آلهة وخرجت منتوفة الريش من بوابة لم تغلق بعدها أبدا. جنازة امرأة في جنة من ريحان وتراتيل قطفها أطفال وشيوخ من مغارات ومباخر. عبد الله و محمد مدعوان لمهرجان الشعراء الذين لن أتحدث عنهم في قصيدتي ما حييت.السفر و الحرز يعرفان أكثر من الآخرين ، أني لست مدعوا مثلهم . و بالطبع ليس السبب الوحيد كي أحقد عليهم جميعا و أهجوهم ، بل أكده سحبهما لي كحقيبة متشبثة بخزانة فندق حدة حتى أعانهم علي الجلاوي وسلموني الى الحمى طواعية فوق جسر البحرين.
لن أتحدث عن مرآة عزيز أزغاي التي خلت إلا من امرأة تخصنا وحدنا وفاضت بنا حتى قال أحدنا للآخر: فكني يرحم والديك.

لن أتذكر قول عبد الوكيل السروري بحماس طفل في تاكسي مملوء بالأوادم والفنتازيا ويمشي على الغاز ستسمعون نوال الجويري، وبعيدا عن يد هدى الدغفق التي يقرص صوتها الآذان كمعلمة أطفال،يقف طلال الطويرقي باحثا عن مجرد رائحة , لمثل هذا لن أتحدث عن أية أنثى كي لايقفز محمد خضر على السطر أيضا، أما جهاد هديب فلأنه أربك الجبال و أثقل قلبي بحجر شك به جمارك المطار،سأترك لقمان ديركي يعالج الندامى بالضحك ويكتب وصفة شعرية لعبدالله ثابت تحفظ بياضه من الزوال.و عبثا أتفهم صورة الغلاف لهبة عصام الدين أثناء نجدة صالح قادربوه حين التف على عنقه اسم الدولة وكيف لا تنحت الذكرى علي المقري في هزيع عميق لحظة باح بأطفاله بين أشقياء الليل قبل أن يقترح ختان الواو على عمرو الأرياني، لن أقول لشوقي شفيق أني رفعت قبعتي للحزب الاشتراكي في أواخر السبعينات إثر لجوء فلاح من قريتي بعد عبوره حدود صحراء خالية،ليجد سالمين وحيدا في انتظار رفقته ، يا شوقي لن أقول أني رفعتها تحية للرفاق لسبب بسيط أني لم أكن معتمرا قبعة.

سأدع ماجد المذحجي مشدوها منذ مرت المرأة العاصفة بيننا في movenpick ولن أستمع لقهقهة نبيل سبيع قبل أن يروي نكتة ويصفق بجناحيه لأني لا أدري على أي كرسي غير شاغر سيحط، لن يجد طه الجند مكانا سهلا في القصيدة سأتركه يوزع رقاع الدعوة لحفل الغباء، وأعرف أنه عند حضور الضيوف الرسميين سيطفئ الكهرباء ويتسلق العرق وحيدا، و خشية من جنود الجوازات سأكف عن ذكر حكايات علي حبش علانية وأنسب أقواله عن الصواريخ السعيدة الى شاعر من الثقيل ليجرب معنى لغة الجسد على تفعيلة عساكر المنافذ العربية، سأترك عمر بوقاسم يرجع الى جدة بصحبة رجله العرجاء يأكله ندم على خصومة مبتكرة مع عيد الخميسي الذي غفر عنه وهو لا يدري، لن تمطر على رأسي غيمة فودكا يسحبها بخيط سامر ابوهواش من لقاء قديم في بيروت و يطوف بها منذ أكثر من عشر سنوات ، و عقابا لتروتسكي سأتصور ادريس علوش يطوف بلباس الإحرام حول كعبة إبليس و كلما نسي شعيرة يعيده الحاج إياد من الصخرة الأولى، لن أفضح رقة محمد حبيبي وهو يتحسس نبتة القات لأن عبد الرحمن موكلي تولى المهمة أفضل من سائق التاكسي الذي أرخ اكتشافها الى السيد التيس.

سأدع دمعة داليا رياض ترن على رخام لوبي الفندق عندما قصيدة تبلع ريقها و لن أفتح عينيها على وجع الأحباش والمولدين، كما لن أتدخل في ملابس فاطمة ناعوت وإن شفت عن أعين ملتصقة مثل طوابع في زمن الإيميل، دونهم جميعا سأقول لهدى بلبل أحببتك يا أخيّة، ولمحمد علي الضبيبي الذي عرف نفسه كمرشد سياحي من أهالي صنعاء القديمة ومعاونه إبراهيم :خزنتم الشعر في الجرار.
هدى حسين هي الأخرى تترك الصالة غارقة في جدية وتخرج مع مجانين الحديقة ومتسولي السكر، أما لماذا لم أتذكر شاعرات كانوا هنا فلأن محمد العباس لم يدع فرصة لأجلس معه على مائدة إلا مرة في صحبة سعد الجوير، تركت أثناء ذلك وضاح اليمن في باص قادم من المحويت لا يصعد اليه إلا يمانيين ربما يحج بهم مباشرة الى فرع الحزب في صنعاء، خذ مثلا حقيبة احمد السلامي فلن تجوع بعدها حتى تعيدها له في المهرجان القادم أو إزارا مترجما لعبد الناصر مجلي مكتوب عليه boetry !؟،ستجد أن لطالب عبد العزيز كل الحق في أن يرث نخيل البصرة أكثر من الربو أو خالد المعالي، أما مؤيد حنون فله من المتعة ما يستطيع دون الرجوع لفتوى الميرزا إياد علاوي.

بسبب وحيد هو خوفي عليها من الحساسية سمحت لنجاة علي أن تخرج من النص دون ضجة ولولا الحياء الذي اشتهرت به عباءة هيلدا إسماعيل لصورتها وهي تقفز بطائرة شراعية من أعلى الوادي، أو مزجت ابتسامة محمد الشيباني و دسستها خلسة في قهوة بسام عليوان وبيبسي سيدي محمد حتى يعود الى الجزيرة على ناقة النثر،سأنام كي لا أحلم بأصابع زياد العناني وهي تطلع في العدسة ولن أحمل في جيبي من كولالة نوري وحشتها بل سأجمع احمد الشهاوي و محمد اللوزي بين غلافين و أدعو الأعزاء فقط للفرجة وربما فارس خضر ومحمد الحمامصي وقليل من جلطة حلمي سالم.
قلت لن أكتب عن المساطيل والأوباش والمدمرين الذين يخرجون فجأة من لوحة مظهر نزار بسبب مشاجرة على بطحة عرق دون أن يلتفتوا الى الهندية وهي تشير لهم بأصابعها الطويلة : فضحتونا قدام بوذا يا مسخرة.

الخبر
‏28 ‏/04‏/2006