في المبدأ والمعاد

* عزالدين أبو الفضل عامر بن عامر البصري . عاش في القرن السابع للهجرة.
ينتمي الى احدى المدارس الصوفية في بلدة سيواس ( آسيا الصغرى )
* من كتاب " اربع رسائل اسماعيلية " تحقيق عارف تامر . طبعة 2 . دار مكتبة الحياة بيروت 1978

ولي صورة محصورة القدر ضبطها ظهوري لعيني عند لبسي بردتي
فأبدوا بها في صورة بعد صورة وآخر ما يتلوه أول نشأتي
قيامتي الصغرى بخلعي و انما قيامتي الكبرى بتتميم دورتي
فأخفي زمانا عن مطالعة الورى وأبدو كما قد كنت في حال بدأتي
وذاك معادي في قيامتي التي أقوم لدى المعبود فيها بجثتي
وليس إذا حققت ذا بتناسخ فتختلف الأعيان في كل عودة
ولكن افادته الحقوق مراتبا معينة يقضي بها سر وحدة
فنسخي وفسخي مثل مسخي باطل و رسخي لمنع فيه عودي بهيبتي
ثبوتي في محوي وقربي في النوى وسكري في صحوي ورفعي بخفضتي
و مازال كوني قائما بحقيقتي كما كان لي بالرتبة الأزلية
فأبدو كما تبدو البدور كواملا وأخفى كما يخفى سرار الأهلة
فما غاب من بعد الظهور فكامن و ما انهار عند الهدم منها لبنية
ليظهر مني باطن بعدما اختفى ويبطن مني ظاهر بعد كمنه
فيخفي ظهوري في بطوني كما ترى بطوني ظهورا عند تبديل خرقة
و ارجع من بعد استثاري بارزا إليه كما قد كنت في بدء فطرتي
فأنهض حيا مثلما كنت قائما وإعجب شيء ذاك من سر سيرتي
ولم تنعدم تلك النفوس وإنما تغيب وتبدو تارة بعد تارة
فهل فيكم يا معشر الأهل ناشر مقالات أسرار طوتها صحيفتي
فيفهم ما معنى الوجود لذاته باطلاقه من كل قيد و علقة
و يعلم ما معنى المعاد وما الذي يراد به من أوبة بعد سفرة