أحمد راشد ثاني

اجرى الحوار: يوسف أبولوز

يعد الشاعر أحمد راشد ثاني لإصدار عمل موسوعي كبير يتمثل في جمع المادة التراثية المنشورة في الصحف الثلاث: “الخليج” و”الاتحاد” و”البيان” عبر عشرين عاماً، وقد تم جمع هذه المادة من خلال فريق عمل مع الشاعر الباحث، اضافة إلى تهيئته لاصدار كتاب حول طفولته في خورفكان، وتحضيره لنشر 4 مجموعات شعرية جديدة. بهذا التقديم الخبري أشير، إذاً، إلى طبيعة هذا الشاعر الذي خرج من خورفكان وهو في بداية حياته، ليظل طيلة هذه السنوات على صلة بالشعر والمسرح والبحث من دون توقف، وفي الشعر تحديداً أصبح خياره في تجارب لاحقة خيار قصيدة النثر التي سوّى له مكاناً في رحابها الحرة.

يمتلك أحمد على الدوام رؤية نقدية لكل شيء حوله، وأتخيله إذا لم يجد ما ينقده، ينقد نفسه، وهذا يحدث أحياناً أو ربما كثيراً، فقبل دفعه لأية مجموعة شعرية إلى الطباعة يخضعها إلى مختبر دقيق من المراجعة والتدقيق. في هذا الحوار يقدم أحمد راشد رؤية مختلفة للثقافة والعمل الثقافي، وفي أجزاء من الحوار نطل على أعماق هذا الشاعر الذي يرتعب من كون جسده قد يخونه ذات يوم، ونحن لا نأمل له اطلاقاً مثل هذه الخيانة.

* تشهد الإمارات “فورة” ثقافية يمكن معاينتها تماماً من جانب أي مراقب يرصد المناشط والمشاريع القائمة التي على أجندة المؤسسات الثقافية، ماذا تقول حول ذلك؟

لربما هذه الفورة في الاتجاه نحو الثقافي وصناعته وسياحته تخلط أجواء في مدن لم يسبق ان كان فيها نشاط ثقافي ملحوظ مثل امارة عجمان أو رأس الخيمة أو دبي، ولعل مثل هذه الفورة تساعد منتجي الأدب والفن المحليين، ولربما لعلها تسهم في استكمال بنية تحتية أو الالتفات لصناعات في الحقل الثقافي لم يتم الالتفات اليها حتى اليوم كصناعة النشر مثلاً، أو صناعة السينما من الممكن ان يحدث ذلك، لكن في رأيي ثمة خلل أساسي في ما يسمى هنا في الإمارات بالمؤسسة الثقافية الرسمية منها وشبه الرسمية، وهو (أي الخلل) تنطحها لصياغة خطاب ثقافي. والخطاب الثقافي بالطبع لا يصوغه إلا منتج الأدب والفن والنقد.
المؤسسة الثقافية إن وجدت في العالم فإن عملها هو أن تكون صناديق لدعم المنتج الثقافي (السينمائي، التشكيلي، البحثي.. الخ).. وان يكون هذا الدعم متحلياً بشروط تكرس حرية القول والفكر والابداع وتنوع الحساسيات والذائقات.

* ولكن أين دور المثقف الإماراتي نفسه خلال كل ذلك؟

المثقف في الإمارات بعيد عن المؤسسة الثقافية تقريباً وذلك من جانبين.. الجانب الأول: نادراً ما يقوم هذا الخليط المتسع من المؤسسات الثقافية بدعم المنتج الابداعي مادياً ومعنوياً، أما الجانب الثاني فالمثقف بعيد عن صياغة ما يمكن ان نسميه بالرؤية الثقافية.

* بهذا المعنى.. هل المثقف في الإمارات مجرد موظف في مؤسسة؟

نادراً ما يعمل منتجو الأدب والفن في الإمارات في المؤسسات الثقافية، إذ أن أغلبهم يعملون في مؤسسات إعلامية أو مؤسسات خدمية أخرى كالبنوك أو التربية أو البلدية أو البريد.. قلة جداً أولئك الذين يعملون في المؤسسة الثقافية، وهذا نوع ثالث من ابعاد المثقف عن المؤسسة، فمثلاً خلال السنوات الخمس الأخيرة خرجت مجموعة كبيرة من العاملين أو المتطلعين لانتاج صورة سينمائية ومن مختلف مدن الإمارات.. هؤلاء الشبان قلة منهم من احتضنته مؤسسة ثقافية ما دفعته إلى انتاج وعمل حراك في هذا الحقل، وكانت من أبرز المجموعات التي تعمل في المؤسسات الثقافية هي الأسماء التي فرغت في فترة من الفترات للعمل في الانتاج المسرحي وذلك من جانب وزارة الاعلام والثقافة السابقة.. الآن حتى هذا “التفرغ” ألغي والوزارة تطالب المسرحيين أن يكونوا موظفين ملتزمين. من كل هذا بإمكاننا ان نحس بنوع من الاقصاء تمارسه هذه المؤسسات تجاه المثقف المحلي ويلاحظ هذا بوضوح في النشاطات الكثيرة المتدفقة التي تقيمها هذه المؤسسات في الداخل أو الخارج، فالكتاب والفنانون المميزون تتم دعوتهم إلى الخارج من خلال معرفة الخارج بهم، أما في الداخل فكأنه لا معنى ولا قيمة لعملهم وانتاجهم، أما في النشاطات التي تقيمها المؤسسة الثقافية الرسمية فمن النادر ان ترى نشاطاً لمثقف محلي.. أسألك: من دعا ابراهيم الملا ذات يوم لجلسة حول الشعر؟ وخارج بينالي الشارقة هل تفكر ثقافة عجمان أو ثقافة دبي أو ثقافة أبوظبي بدعوة حسن شريف أو محمد أحمد ابراهيم أو وليد الشحي أو مريم جمعة فرج أو عبد العزيز جاسم أو عبدالله المناعي للتحدث عن تجاربهم؟.. هذا بالطبع لم يحدث ولا أظنه يحدث.

* أرجو هنا ألا تضع جميع المؤسسات في سلة واحدة وألا نكون مجحفين في الأحكام..

أولاً، في طملع هذا الحوار سردت لك قائمة بما يمكن تسميته بالايجابي في عمل هذه المؤسسات وفي حدود المأمول منها.. أنا هنا لا أتحدث عن سلبيات في هذه المؤسسة أو تلك، أو في هذه المؤسسة عن تلك ولا أكيل قدحاً، ولا أنطلق من منطلق الهجاء.. أنا هنا على وجه التحديد أتحدث عن ملاحظتين رئيسيتين، الأولى تتمحور حول السؤال التالي: هل من الممكن أن تنتج المؤسسة الثقافية الرسمية في الإمارات خطاباً ثقافياً؟، بمعنى آخر، من ينتج الخطاب الثقافي؟ أما الملاحظة الثانية فتتمحور حول السؤال التالي: ما علاقة المؤسسة الثقافية الرسمية في الإمارات بالمنتج والمنتج الثقافي المحلي؟ وإذا أردت أن أطرح هذين السؤالين عليك وعلى القارئ وليس بالضرورة على المؤسسة الثقافية وحدها. إنني لا أحاكم هنا ولا أحاسب.. إنني أتساءل، فأنا أسعد بحضور واستمرارية كثير من الأنشطة التي تقيمها مثل هذه المؤسسات.. أذكر لك على سبيل المثال أيام الشارقة المسرحية.. أذكر أيضا مهرجان السينما الذي يقام في المجمع الثقافي في أبوظبي وأنشطة من هذا النوع. أنا هنا لا أقيم نوعية الأنشطة التي تعمل عليها هذه المؤسسات، فهي بالطبع تتأرجح بين الأنشطة النوعية جداً والرديئة جداً.. إذاً، أنا لا أتحدث عن نوعية النشاطات.. أنا أطرح سؤالين أظنهما جذريين حول تركيبة وتكوين هذا النوع من المؤسسات الثقافية.

* ولكنك أنت أيضاً كنت الابن المدلل للمجمع الثقافي؟

قد أكون أقترب من توصيفك المغالي جداً، لكن أنا هنا لا أتحدث عن نفسي، فأنت طلبت مني أن أتحدث عن الثقافة في الإمارات ولست أنا الثقافة في الإمارات، ثم انه بالفعل أنا عملت في حياتي المهنية التي تزيد الآن على الخمسة والعشرين عاما بين مؤسستين، المؤسسة الاعلامية والمؤسسة الثقافية، ولذلك، يحق لي أن أدعي بأنني أعرف هاتين المؤسستين جيداً من الداخل، ثم انه طوال هذه السنوات لم أعامل مثلاً على الصعيد المادي بما يساوي مؤهلاتي الوظيفية أو خبراتي.

* المثقف في الإمارات يريد كل شيء على طبق من ذهب؟

أنا أخالفك تماماً هذه الصورة، وأظن ان هذا الرأي من مشتقات الصورة النمطية السائدة عن الانسان الخليجي عموماً.. يا ترى من أنشط من مسعود أمر الله أو حسن شريف أو محمد كاظم أو وليد الشحي أو أحمد راشد ثاني.. يبدو لي ان الكسل طبيعة بشرية لا علاقة لها بالأعراق.

* حسناً، لو أنك فجأة في موقع صانع قرار ثقافي في البلد.. ماذا تفعل لكي تغير صورة المؤسسة؟

الادارة لا تصلح ولا تناسب تكويني وشخصيتي، لكن إذا افترضنا ما تقوله وبغير جدل، فأنا ألح على أمرين رئيسيين: تكوين الكادر الثقافي المختص، بمعنى آخر: كما يوجد تخصص اداردة مستشفيات، هناك تخصص ادارة مؤسسات ثقافية، وهذا عكس ما يحدث الآن، فالسائد عندما يفشل موظف ما في البلدية مثلاً لا يجد صاحب القرار مكاناً ينقله إليه إلا المؤسسة الثقافية خفيضة الجناح أو كأنها كذلك، أما الأمر الثاني فهو الدعم والاحتفاء بالمنتج الثقافي المحلي المميز واتاحة فرصة وطاولات مستديرة وساحات له للتمكن من تخليق خطابه الثقافي الخاص وبحرية، وبالطبع، كل هذا الهذر هو من “ضروب الأماني” ومطارقها.

قانون التفرغ

* ماذا تقول حول ضرورة سن قانون لتفرغ الكتاب في الإمارات؟

لا أرى أن مثل هذا القانون هو قانون ملح، فلا ضرورة له، وإذا ما افترضنا انه ذات يوم ستهتم المؤسسة الثقافية بالمنتج الثقافي المحلي، فإن بإمكان هذه المؤسسات بما تملكه من أموال طائلة ومن ارتباطات رسمية ببقية المؤسسات ان تدعم المنتج ليس فقط مادياً ومعنوياً وانما بإمكانها ان تتيح له مساحة من الوقت تساعده على العمل خاصة أن أغلب العاملين في هذه المؤسسات هم من العاطلين المقنعين وضعيفي العلاقة بالثقافي والابداعي، وهذا النوع من المؤسسات جمع تحت سقفه أنواعاً لا أول لها ولا آخر من العاطلين ومن مختلف الجنسيات والأعمار.. ألا يمكن لمثل هذه المؤسسات ان “تدلع” المنتج الثقافي المحلي وتجعله “عاطلاً” مدفوع الثمن وإلى مدة شهور قليلة فحسب؟

* أين ذهب ذلك الولد الذي خرج من خورفكان إلى نهايات القرن العشرين والذي أشار إليه الشاعر حبيب الصايغ في حوار سابق؟

عندما قرأت حوارك مع الاستاذ حبيب الصايغ راودني انطباعان: الأول ان الصايغ في هذا الحوار كان متماسكاً وواضحاً ومتأكداً من مصير تجربته ولديه احكامه المحددة حول الشعر والشعراء في الإمارات، وهذا بالذات معاكس تماماً لتجربة حبيب الحياتية والشعرية، إذ أرى ان هذه التجربة تتسم بكثير من التردد والتأرجح بين الثورجية والمدح.. بين النخبوية والشعب.. بين الترفع والتواضع.. بين الجيل والشاعر الفرد.. بين النحن والأنا.. بين التقليد والحداثة.. بين الصحافة والأدب.. إلخ.
أما الانطباع الثاني. فعندما وصلت إلى النقطة التي يتحدث فيها عني كولد قادم من خورفكان.. فقد كنت كذلك فعلاً “طبعاً قادم من خورفكان.. من أين أتى.. من المكسيك” ووجدتني أتذكر أنه في السنوات الأولى من الثمانينات كنت راكباً في سيارة تعبر بين المدن الإماراتية، وكانت تقود السيارة ظبية خميس وحبيب الصايغ إلى جوارها في الأمام بينما أنا الولد القادم من خورفكان قابع في الخلف.
في الحوار عند تلك النقطة من الحوار تخيلت نفسي أعود إلى تلك السيارة المارة في تلك السنوات وأركب في الخلف أيضاً وأحس أنني أنا شخصياً أميل إلى تجربة ظبية خميس الحياتية والشعرية من تجربة حبيب الصايغ.
ولكن ظبية الآن خارج الامارات منذ سنوات، فيما حبيب الصايغ ثابر على مشروع شعري كرسه واحداً من ألمع شعراء العرب.
أنا أيضا أحس وفي كثير من الأحيان ان حبيب الصايغ خارج البلد، وعن التوصيف العام بالاهتمام بالمشروع الشعري فإن ظبية أصدرت العديد والعديد من المجموعة الشعرية. أنا على وجه التحديد لم أكن أتحدث عن هذا.. لقد كنت أشير إلى انه في الوقت الذي نتحدث فيه عن “هنا بار بني عبس.. الدعوة عامة” المجموعة الشعرية الأولي لحبيب الصايغ.. علينا الحديث عن “خطوة فوق الأرض” المجموعة الأولى لظبية خميس، وإلا احتفظ حديثنا بإجحاف كبير أنا لا أتحمله.
يقول حبيب الصايغ ان مجموعته الشعرية الريادية “هنا بار بني عبس” قد غيرت الذائقة الشعرية في الإمارات، إذا صح هذا القول، فمجموعة ظبية خميس الأولى والريادية أيضا قد غيرت الذائقة ذاتها “رغم أنني لا أعرف عن أية ذائقة يتحدث حبيب الصايغ”.

* أين أنت وسط هذا المشهد كله؟

أستطيع القول إنني لم أهتم بتجربتي الشعرية طوال سنوات وفي السنوات الأخيرة حدثت في داخلي انتقالة كبيرة في الاهتمام بالتجربة الشعرية وعلى الأخص الاهتمام بها كعمل.. وفي ظني أنني إلى اليوم لم أكشف ولم أتلمس بوضوح حدود عالمي الشعري الذي أحسه في داخلي عميقاً وعاصفاً وجراحاً وشافياً.. أنا أعمل الآن وبجهد البحارة والبستانيين وعمال النظافة على تكوين أنحاء هذا العالم، وأحس بأن ما كان ينبغي علي فعله لم أفعله بعد، لكن بالتأكيد سأفعله الآن أو بعد قليل.
يبدو الحب موضوعاً منقرضاً في شعرك؟ الحب، المرأة. حولهما ماذا تقول؟
لا أعرف من أين جئت بهذا التوصيف. الحب والمرأة يقرضان شعري، التباس مدهش ينشغل ومنشغل فيه تفكيري الشعري، وتكاد تكون مجموعة “مرآة في عطلة” التي تحدث حولها قبل سطور، هي سباحة في هذا الحقل الملتبس والمشتعل في داخلي.

* سؤال لم أسألك إياه وتود الاجابة عنه؟

أفضل ان أسألك أنا وتجيبني أنت.. جمعت في حياتي أكداساً من الكتب وكثير منها يحمل أرواحاً شائقة بالنسبة إلى، يا ترى.. هل سيستطيع هذا العالم ان يمكنني من التعرف إلى بضعة من أرواح كتلك؟

لست صوفياً لأجيب عن هذا السؤال. وأنا أرتعب من الشعور بأن جسدي قد يهزمني ذات يوم.

تجربة ملتبسة

التجربة الأدبية سواء كانت الشعرية أو القصصية في الإمارات تبدو ملتبسة ولربما إذا صح القول متأخرة عن التجربة التشكيلية والسينمائية بالذات في الإمارات، وأحياناً عندما أطرح على نفسي مثل هذا النوع من الأسئلة كثيراً ما ألاحظ ان التشكيليين والسينمائيين أكثر احتكاكاً وقرباً من أسئلة المشهد التشكيلي والسينمائي مما هو الحال عليه عند الأدباء.. إذ أغلبنا لا يعرف لغات أخرى ويبدو في كثير من التجارب الشابة خصيصاً بأن قراءتها الأدب العالمي وفكره هي قراءة مزاجية أكثر مما هي قراءة لتشييد أفق ابداعي ونقدي، لهذا ربما تلاحظ معي ان الأدباء المتسمين بثقافة ومتابعة عميقة في التفكير الانساني هم قلة ويعرفهم الجميع، إذ لا يكفي لكتابة قصيدة التعبير عن هذه الخاطرة أو ذلك الانطباع الذي يراود الكاتب. عليه ان يحول ذلك الانطباع وذلك الخاطر إلى شيء آخر. عليه بمعنى آخر ان يؤبد الزائل وينظم الفوضى ويشيع الفوضى في النظام. وكل هذا هو في حاجة إلى تكوين معرفي متلاحق.

تعريف الهذيان

البشر يختلفون في تعريفهم للهذيان، لا بأس ان يصفني الذي لا يعرف لغتي وليس بيني وبينه لغة مشتركة بأنني أهذي. أنا أستطيع أن أصفه كذلك أيضاً. أنا أحاول الحديث مع من بيني وبينهم لغة مشتركة. يهمني ويعنيني هؤلاء، ماذا أفعل بشخص يظنني أتحدث اللغة اليابانية؟ حسناً، إذا كنت تريد ان تفهمني لماذا لا تتعلم تلك اللغة. أنا ليس من شأني أن أفتح معهداً لتعليم اللغات والحساسيات. الحساسية ينسجها الفرد بنحلة روحه الشقراء، بمكابداته، بعلائقه واشتباكاته المضطرمة والمضطربة مع الوجود ومع ذاته. ثم ان كلاً منا يهاجر إلى ما يهاجر إليه. شخص يريد أن يجمع المال أو يريد ان يكون له خلود في هذا العالم أو موقع في هذا العالم أو يركض خلف هذي الفقاعة أو تلك أنا لا أستطيع أن أمسكه من رأسه في الشارع وأقول له عد إلى روحك وإلى ذاتك. ما أدراني ربما حين يعود أو يحاول العودة ربما ذاته لا تقبله وتطرده.. أنا أبحث عن سكن، ومن أين يا ترى آتي بمنزل لواحد من أرواح الشوارع كهذا.

الخليج
9-6-2007