حاورته: سهيلة بورزق
(الجزائر/أمريكا)

عبد الكريم قديفةأكثر الأمور صعوبة أن تجازف بتعريف شاعر منهك بالحكايا عن الذّات والشّعر والنّساء ...اءنّه يشبه النّور الذي يقطع الظلمة في آخرها ثّم يعانق الشّمس بقصيدة شعر تتقاطع مع النّهار في دفئها..هو المثقل بالأسفار داخل الجمل والمعنى...
شاعر متحرّر من عقدة الأنا التي تجوس بالانسان فتعبر به الى منفى الذّات.
شاعر بألف حكاية وحكاية لا يجوز لأحد أن يعبر جغرافيته من غير جواز شعر.
شاعر يتقن التّيه في حميمية السّؤال عن مدائن العشق والدوار.
هو الوطن الكبير في غفوة "بوسعادة" والقلب المضمخ بالعشق
والغناء...
كيف لي أن أرمز له بكلمات لا تقوله عينا ولا تعي فيه بحر الجمل
"عبد الكريم قديفة" اغفر ضجيجي وأنا أمرّ من أمام مرآتك فقد لمحتك تكتب على ورق من قلق وعطش ورغبة...هل تراك دعوتني للغناء معك ... ؟

1- سيّدي صف لنا غواياتك؟

صدقا، لا أجد من الكلمات ما يمكن أن يصفني، ذلك أنني أعي تماما أن الغوايات التي تريدين مني وصفها هي في النهاية ستدفعني إلى رسم أناي، أو بالأحرى إلى تعرية هذه الذات المبهمة الغامضة الجموحة المندفعة المسكونة بالحرقة والألم حد الفناء فيهما..في نهر الغوايات، المجموعة التي ستصدر قريبا مجموعة نصوص تحاول من خلال نهر تفعيلاتها أن تقود إلى بحر الذات حيث الغوايات التي لا حصر لها تعتمل كالموج ، وفي النص الذي يحمل عنوان : وردتان ، وهو من آخر ما كتبت وجدتني أتحدث عن موت محتمل ، وعن شاهد قبر يقول للناس أن هذه الذات بملامحها التي رأيتموها وصحبتموها لم تكن هي كما عرفتموها ، ثمة ذات دفنت هنا قد ربما تظل مجهولة إلى الأبد ، يدركها الله الكريم ، ويجتهد عبد الكريم في فهمها .

2- من أجل من تكتب الشعر حرقة...خطيئة...ارضاءا...تجاوزا...عشقا

أكتب لأجل كل ما ذكرته، حالة بحالة، ومن خلال كلماتك المنتقاة بعناية تصبح الكتابة إعادة بناء للذات الإنسانية، تجاوزا للراهن بكل أبعاده الاجتماعية والثقافية والسياسية... وارتقاء من العادي المستهلك إلى الاستثنائي المتجدد والمتميز.بداية الحياة كانت بخطيئة قابيل، وكانت بالخطيئة المشتركة لأدم وحواء والتي كانت سببا في شقاء البشر، والخطيئة هي بعض من الإنسان، ومن كان منا بلا خطيئة فليرمي الآخرين بالحجارة.

3- يقول عنك الشاعر الجزائري "سليمان جوادي" انك مسكون بحب الإنسان والأرض. هل الإنسان فيك استفهام ضمني؟هل الأرض فيك جنون البدء؟

سليمان جوادي من القلائل الذين يحضون في الساحة الأدبية باحترام كبير شاعرا وإنسانا، وشهادته أعتز بها كل الاعتزاز، عندما ننفتح على الآخرين، ونحاول فهم العالم من حولنا من خلال التجربة والمعرفة، سنمتلئ بحياة كل أولئك الذين قرأنا لهم أو عنهم، وكل أولئك الذين اقتربنا منهم، وتفاعلنا معهم، عندها سنتعلم كيف للإنسان فينا أن لا يتوقف عند حد معين أو نموذج ثابت، كيف له أن لا يهدأ، وأن تستحيل حياته إلى علامات استفهام متتالية، كلما تجاوز إحداها خلفتها عشرات أخرى، وكيف تصبح الأرض بمفهومها الواسع الانتماء وبدء كل شيء، وهي الصورة الأخرى العاكسة للإنسان.

4- تبحث عن المعنى الشعري في ملامح إنسانك. ما هي الرؤية السلطوية في شعرك؟

أبحث عن معنى للإنسان في ملامح شعري، وعن معنى للشعر في ملامح إنساني، أتعلم مما أكتب، ومما يكتب الآخرون، وأكتب ما أتعلم، هاجس الإنسان والوطن كنبض انتماء يأخذان مساحة أكبر، ويفلتان من أي رقابة أو توجيه قد أحاول ممارستهما، لم أخضع في حياتي نصا لعملية تمشيط بحثا عن ما يشتبه به في نظر الآخرين، أكتب بحرية كبيرة، وبيني وبيني قارئي أن يعترف لي بأن ما قلته يستحق لفظ الشعر الجميل، أما لم قلته ؟ وكيف ؟ ومن البطل ؟ ومضمونه ؟ فشأن يخصني، وما لم يعجب قارئا من حيث مضمونه، قد يرقص قارئا آخر طربا وفرحا.

5 - وجود الأنثى كصورة جمالية في النّص الشّعري لديك. ما هي بنيته؟

مأساة الشاعر أن يعشق
امرأة لا تعرف معنى العشق..
الأنثى سيدتي الكريمة هي هاجس كل إنسان على هذه الأرض بدرجات متفاوتة، لكننا نشترك في أنها حلمنا وغايتنا، وخطونا على هذه الأرض يكاد يستقيم على بعضه باتجاهها، الفرق في زاوية النظر للأنثى، والفرق في قدرة كل واحد منا على الإفصاح والكتمان..أليست في النهاية ضلعنا المفقود الذي نحاول استعادته إلى مكانه ليكتمل الإنسان فينا، وما الحياة بدون جناحي امرأة تصفقان فرحا بلقائك وهما يتهيآن لاحتضانك. عني أنا، أتصور – والأمر متروك للدراسة – أنني أكثر الشعراء فهما للأنثى ضمن فضاء إنساني لا حدود له، يصبح الجسد فيه جزءا من كل، فالروح والعقل والعاطفة تمتزج كلها لتبني علاقة متكاملة ومنسجمة مع امرأة، وسأوضح ذلك أكثر، كل امرأة تحتاج إلى:
عقل يفكر معها - عقل صديق
قلب يخفق لها - قلب حبيب
جسد يهجس بها - جسد عشيق
وأسعد امرأة هي من وجدت الصديق والحبيب والعشيق في شخص واحد، عندها لن تلتفت إلى غيره، وأسعد رجل من وجد امرأة تختصر الأدوار كلها في ذاتها فهي الصديقة والحبيبة والعشيقة، عندها لن يلتفت إلى غيرها، ومتى غاب دور عن علاقة ما، هرولنا بحثا عنه في أشخاص آخرين..

6-كلّ أنثى احتوت شاعرا ضيعته. ولم تفه وعدها بالربيع

مقطع من "حطام رجل"من ديوانك "نهر الغوايات" هل ضيعتك الأنثى ؟
عندما توقف عمرك وزمنك وأحلامك وجهدك كله لبناء ذات امرأة تعتقد أنها ستكون لك ، ثم تكتشف في نهاية المطاف أن كل ما بذلته من جهد لم يغير شيئا ، ذلك أن المرأة في مجتمعنا – والرجل عموما – ضحية سلطة اجتماعية زائفة لا تمنحك الحق في أن تكون أنت كما تريد ، سلطة اجتماعية لا وجود لها في واقع الأفراد ، لكنها تستمد قوتها من ضمير جمعي موروث يأبى مسايرة الواقع والتغيرات في حياة الأفراد والثقافات ، ثمة في مجتمعنا من يصلي في الصف الأول خلف الإمام مباشرة ، ثم يغادر لأقرب مدينة ليقضي ليلة حمراء مع خليلات يصرف عليهن الملايين ، هذا الشخص لن يتوان على إدانة الآخرين باسم الدين لأنهم يفعلون كذا أو كذا ..
لذلك أعترف أنني في علاقتي مع الأنثى ضعت وضيعت، لكن عزائي أن كل أنثى عرفتني إلا وذهبت وهي تكن لي ولازالت كل الاحترام وكل الحب..

7- هل من السّهل أن يكون الإنسان شاعرا؟

أبدا..
في بلادي من السهل أن تحمل لفظ شاعر في غياب آليات للفرز والتقييم، أما حقيقة الزمن ، فليس من السهل أن تكون شاعرا ، وإلا لكان كل سكان العالم شعراء ..والزمن كفيل بمحو آثار كل أولئك الذين اقتحموا الساحة وآساؤوا للنص وللإنسان، في كثير من الأحيان كانت إساءاتهم بالغة دفعت شعراء آخرين مجيدين إلى الانتحار أو الجنون أو الانسحاب...

8- رسالة الشعر جوهرية المضمون كيف يتسنى لك في عصر كلّه تكنولوجيا معقدة أن تبعث المعنى الحرفي في شكل يستسيغه قارئ اليوم؟

الشعر هو الإنسان، هو حاجة من الحاجات الطبيعية الكامنة في كل فرد منا، لا يمكن لأي قوة أن تزيح الشعر من عرشه، قد تنافسه لكنها لن تلغيه، وأعتقد أننا بحاجة ماسة إلى تطوير أساليب التلقي بما يمكننا من الاستفادة مما توفره التكنولوجيا..أما عن النص، فأعتقد أنه يتشكل انطلاقا من وعي صاحبه وانتمائه للزمن الذي هو فيه، وما التجارب الشعرية المختلفة التي يعج بها المتن الشعري العالمي إلا محاولة لاستيعاب العصر الذي نحن فيه، عصر الرقمنة التي جعلت من الهاتف المحمول قوة توجيه فاقت كل القوى الاجتماعية الأخرى، وفاقت حتى الصدمة التي أحدثها البارابول في السابق.

9-كان يمكنه أن يراجع أخطاءه
ولكنّه اختار أن ينتهي في الخطأ

مقطع من "إصرار"من ديوانك الشعري "لو أنت تدري كم أحبك" وأيضا
أنا الآن بيني وبين الخطيئة شبر الفضاء
يعلمني الاغتراب ارتكاب المعاصي
ويدفعني نحو عمق البكاء
مقطع من "صهيل غربة"من ديوانك الشعري "مرايا الظل"
ما حكايتك ؟
من كان منهم بلا خطيئة فليرمني بحجر، أنا أقول ذاتي وذوات الآخرين الذين يشتركون معي في الهاجس والمعنى، وأتصورني من خلالي أقول الإنسان الذي جده آدم وحواء وقابيل..الإنسان بكل ما فيه من تناقضات وغوايات وانفعالات ورغبات ..وأيضا بكل ما فيه من إصرار وعناد..

10- لماذا الغياب ؟

حين يصبح الحضور بلا جدوى، ولا يحقق إضافة، الأولى حينها أن نغيب حتى لا نزعج بوجودنا ونزاحم النشالين و الخطافين وصيادي الفرص، اعتزلت الملتقيات والنشر لسبع سنوات كاملة، حفاظا على إنساني، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه، في غياب آليات تحدد من الشاعر ومن غيره، الأفضل أن أنسحب، لأنني لم أعتد مزاحمة أحد، ولم أشارك في حياتي في مسابقة أدبية، ولم أدفع أحدا ليتوسط لي...أنا أعتمد على الله وعلى إمكانياتي البسيطة في تحقيق خطوة بعد أخرى ..البعض صنعه الوهم الذي باعه إياه الآخرون، والبعض الآخر بهرته الجوائز..وهناك من يتحدث عن مشروعه الشعري..هذا واقعنا الذي نعيش، في حين أن هناك شعراء ملأوا الأرض عشرات السنين لم يدعوا ذلك..أسهل شيء في بلادي الغنى، الشهرة والوهم..وصدقا لا يعني أيا من الثلاثة..يعنيني أن أصل قارئي خارج منابرهم..

11 أينك من الحركة الشعرية في الجزائر اليوم؟

أنا أكتب قليلا، وأقرأ كثيرا وكثيرا..لدي علاقات أدبية على المستوى العربي من خلال الإنترنيت، وجدت فيها فضاء نقيا بعيدا عن الحساسيات والحسابات، وأحضر قدر المستطاع بعض الفعاليات الثقافية، في بلاد نجد في أغلب مدنها صعوبة في استحداث نادي أدبي صغير يلتقي فيه الموهوبون، بينما تعج المساحات كلها بالعابثين و المسطولين، أجدني أنأى بنفسي إلى فضاءات أوسع، ولا يعنيني أين يصنفني أولئك الذين كانوا يضعون قائمة شهرية يرتبون فيها الشعراء في نظرهم، قائمة يتداول على مراتبها الخمس الأولى خمسة شعراء ثابتون ثبوت نظرتهم للحياة، ولا يعنيني أن لا توجه إلي دعوة لحضور ملتقى العلمة مثلا الذي عمره الآن يفوق العشر سنوات، فقط لأنني لا أنسجم مع أحد منظميه إنسانيا..لا يعنيني ذلك كله، فتجربة شعراء السبعينات فيها الكثير من الدروس لمن أراد أن يستوعب، و ما دام ثمة في هذا العالم من ينصت إلي ويقرأني باهتمام، ويحاورني باحترام كبير..فأنا بخير..

12 ألا توافقني الرأي أن أدب الرواية سرق من الشعر بريقه

الرواية أخذت حيزا مهما من اهتمام القراء والإعلام بشكل خاص، لكنها لم تسرق الشعر بريقه، المشكلة أن الشعر تعرض لهزات عنيفة بسبب المتطفلين جعلت القارئ و الإعلامي حذرين في التعامل معه، الشعر الجيد يصل، بل و يزدحم عليه الناس لشرائه، وقد خضت تجربة في نادي الجاحظية ببسكرة، ومن خلال عملي بالإذاعة، حيث قدمت شعرا جزائريا مختارا، فإذا بالناس يطلبون مني نسخا للدواوين التي قرأت منها..ونفذت كل المجموعات التي جلبتها لمقر الجاحظية، تخاطفها أناس عاديون..وتبقى الرواية تحتل الصدارة إعلاميا، لأنها تتطلب جهدا كبيرا لا يمكن للطفيليين بذله وتحمله..وشخصيا أخوض مغامرة الرواية منذ مدة بتريث كبير..

13 هل لأشعارك ذاكرة؟

هي الذاكرة ذاتها، وهي المستقبل الآتي..كثير من النصوص كتبتها، واكتشفت أنني عشتها بعد سنوات من كتابتها..يقول رسول حمزاتوف أن والده طلب منه أن لا يكتب أمرا غير جيد عن الموت، لأن ما سيكتبه هو ما سيكون..الذاكرة تعج وتصخب بما تحمله..وشعري صدى لها ..

14 قرأت لك ترجمة لشعرك إلى اللغة الإنجليزية وشعرت ببرودة الترجمة إلى أن روح المعنى الشعري فارق صوره الجميلة وبات عاريا... ما تعليقك؟

لا تعليق لي، ذلك أنني لا أعرف من الإنجليزية سوى كلمات قليلة، وحين تولدت لدي قناعة بضرورة الوصول إلى قارئ أخر غير عربي، لجأت إلى صديقي الأستاذ الجامعي حمزة دحية، والذي أشهد له بأنه اجتهد قدر استطاعته..يبقى الحكم لكل من يجيد اللغتين، ويا ريت هناك من يحاول ثانية وثالثة ورابعة..

15 يعتبر الشاعر "عبد الكريم قديفة" من الأسماء الثمانينية التي لعبت دورا أدبيا مهما في تحديث اللغة الشعرية في الجزائر...ما جديدك؟

كما ذكرت لك سابقا، أصبحت مقلا في الكتابة، مكثرا في القراءة، المحاولة الروائية التي أخوضها تأخذ مني وقتا وجهدا، اهتمامي بالتاريخ هو الآخر يشغلني، أكتب أحيانا..وأمزق..لم أعد راض عني..يتبدى لي أحيانا أنني أعيش الشعر في الحياة، لذا لم أعد أكتبه كثيرا..لعل ذلك ما عناه إزرا باوند حين قال: أنا هنا شاعر، أشرب من ماء الحياة كما يشرب الناس العاديون النبيذ..

16 من هو الشاعر الذي يسكنك؟

هو هذا المنتشر على مساحات هذه الصفحات..والذي تنهشه أسئلتك..لكنه يواري الكثير من سوءات دمه المنسكب..

17 من هم أكثر الشعراء الجزائريين الذين تجدهم فوق العادة الشعرية؟

هناك قصائد فوق العادة..قصائد لـ سليمان جوادي، محمد علي سعيد، عمار مرياش، عيسى قارف، عبدالقادر مكاريا، محمد طيبي، عقيل عزوز، عبدالقادر رابحي، حكيم ميلود، عثمان لوصيف..وآخرين..وليعذرني من سقطت أسماؤهم سهوا، فهم يعرفون وضوحي وصراحتي..

18 نكتب كي نتحقق من استمرارية الانسان فينا
هل تتحقق من ذلك أيضا؟

بالتأكيد..الحب والشعر كلاهما يؤكدان استمرار الانسان فينا، نكتب ونحب لنشعر بإنسانيتنا..

19 أتحلم كثيرا؟

كثيرا..وأحب حد الإفراط..و أحضن كل من أحبهم في حدقتي عيني، وأغطيهم بجفني..
وماذا بعد؟
المزيد من الحب..المزيد من الصدق..

20 ما جريمتك؟

جريمتي – إن صح أنها جريمة – أن لهجتي الصادقة تجلب لي المتاعب، معجبات يتحولن إلى عاشقات وحبيبات..رجال من حولي تلتهب صدورهم حسدا وغلا وحقدا..أنا متعب..وأكتفي بالصمت..و بشعلة إيمان لا تنطفئ ستكفينهم..

21 ما سرّك؟

لو بحت به..ما أصبح سرا..أحيلك علي(هن) فوحدهن يملكن الإجابة عني..وعنهن ..
إنما لا تسألوا الشاعر عن طفلته
ربما ضيع بالبوح لكم سر الحياة..

22 هل تخاف أن تموت قبل أن تقول كل شيء؟

أخاف أن أقول كل شيء قبل أن أموت..أحتاج لما يجب أن يبقى..حين أصير هناك..

23 هل مت يوما وأنت حي؟

يوما ؟؟ أياما وأشهر و سنوا.......الموت أشكال وألوان..وقد مورست علي كلها..وحده عزرائيل، لم يؤمر بتشريفي بعد..

24 لماذا تخون الشعر مع القصة؟

القصة سألتني ذات السؤال: لماذا تخونني مع الشعر، حين تنتابني هواجس الكتابة، لا أحدد، ولا أقيد النص..في تجربتي مع حرداقة مازجت بين الشعر والقصة، لأنه وبدون ذلك لن أصل إلى كل ما أردت قوله..الأمر ليس خيانة..بل تكامل بين حبيبات عديدات..ترى ماذا سيقولان عن المقالات التي كتبت، وعن الرواية غدا وعن تجربة البحث في تاريخ الثورة ؟

25 إذن أنت تعيش علاقة حب مع الرواية؟

بل أنا أمارس شهواتي الأدبية كلّها معها..مستلهما كل ما قرأته وعايشته من حياة الآخرين..

26 حدثنا عن موقعك الأدبي

هو فضائي الذي اكتشفت من خلاله كم يمكننا أن نتجاوز الحصار والتغييب المتعمد محليا..التكنولوجيا سرقت منا الكثير، لكنها أعطتنا بالمقابل الكثير أيضا..لدي قراء وزوار ومعجبون ومشجعون..بعضهم أبدى استعداده لدفع ثمن كل ما سيصدر لي مسبقا..بعضهم يسعى لاستضافتي في ملتقيات خارج الوطن..بعضهم يحفظ نصوصي لأولاده وطلبته..قرائي رسامون موسيقيون عسكريون و مهندسون..أعتز بانتمائي للإنسان فيهم.وأشد على أيديهم ..

انتهت أسئلتي
كنت ثقيلة الدم معك...صحيح؟

كنت مشاكسة ببراعة..مبارزة بسيف السؤال..أسئلتك محاولة ناجحة لقراءتي..وربما قراءة ذاتك أيضا..فنحن متشابهان..سؤالي الوحيد لك لتجيبي عنه ضمن الحوار: أليس كذلك ؟

له ديوان شعري "لو أنت تدري كم أحبك" صدر سنة 1993
أما ديوان "نهر الغوايات" و "مرايا الظل" ومعهما مجموعة قصصيّة
فجميعهم جاهز للطبع بدعم من الديوان الوطني لحقوق المؤلف.

لمراسلة الشّاعر:kodifa@maktoob.com
elchared@hotmail.com