علي حبش
(العراق/سوريا)

داليا رياض لم تشعر داليا رياض بالغربة إطلاقا وهي تعيش بعيدة عن وطنها العراق منذ عام 2004 بالرغم من ان الوضع الامني المنفلت في العراق واعمال القتل والاختطاف أجبرتها على ترك مدينها بغداد الذي يغلفها الرعب منذ دخول قوات الاحتلال العراق، وداليا رياض بدأت بنشر نتاجها الشعري مطلع التسعينات فاز ديوانها الاول (البرتقالة والقمر) بمسابقة حسب الشيخ جعفر للشعراء الشباب عام 1995
ولم يصدر الديوان بسبب التغيرات الادارية التي حصلت في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين في حينها، ولها تحت الطبع مجموعة شعرية تحمل عنوان “عشرة آلاف لمحة بصر” ورياض حاصلة على بكالوريوس لغة عربية وبكالوريوس لغة انجليزية من جامعة بغداد ولها ترجمات كثيرة منشورة في الصحف والمجلات العربية وهي تعيش في دمشق منذ عام 2004 التقيناها وكان هذا الحوار:

* هل انعكس بعدك عن العراق على نتاجك الشعري؟

لا أظن ذلك لأن الشعر وأي عمل إبداعي لا علاقة له بما يحصل إلا في ما يتعلق بالإلهام و الحافز للكتابة إذ ليس مهماً ما يحصل بل بما يفعل المرء بما يحصل له.

* هل أثرت الترجمة في شعرك وهل تكتبين الشعر باللغة الانجليزية؟

لم تؤثر الترجمة في شعري، لكن اطلاعي على الثقافة الغربية وتشبعي بها له أبلغ الأثر بتشكيل لغتي، اهتماماتي، ذوقي، وشخصيتي ككل. أتكلم الإنجليزية بنفس القابلية التي أتكلم بها العربية وفي أحيان كثيرة أجد نفسي في التعبير بدقة أكبر باللغة الإنجليزية، انني افكر باللغتين الانجليزية والعربية وبخصوص الكتابة باللغة الانجليزية نعم أكتب أحيانا بالإنجليزية عندما تأتي القصيدة لا أستطيع إجبارها أن تأتي بلغة معينة.
في الغالب اكتب بالعربية ثم أترجم ما اكتبه الى الانجليزية، في أحيان أخرى يحدث العكس.

* هل انعكس احتلال العراق على نتاجك الشعري؟

نعم بالتاكيد لقد قلب كياني.. مرة أخرى. لكني الآن تعودت على كياني الذي يتغير، شعري يتبعني لأنه نابع مني و أنا اتغير بين فترة وأخرى هناك جوانب كثيرة تغيرت في شخصيتي بعد الاحتلال اصبحت صديقة نفسي اكثر وصار عندي هذا التناغم بين تناقضاتي.

* ما الاسباب وراء تركك العراق؟

الأسباب واضحة جدا أعني الأسباب التي جعلت الكثير من العراقيين يختارون السفر إلى بلد آخر وهي الانفلات الامني وعمليات القتل والاختطاف والرعب الذي يغلف بغداد مدينتي، اضافة الى ذلك منذ أن كنت صغيرة جدا كنت أشعر بالغربة في بلدي. الغربة ليست غربة المكان بل هي غربة البشر، أعرف أنها جملة ممجوجة لكن هذه هي الحقيقة. هناك الكثير من البشر الذين يكون تكوينهم الفكري والاجتماعي السبب الرئيس للغربة. حاولت كثيراً الاندماج بثقافتي الشرقية وعلى الأخص العراقية، لكني كنت غير مفهومة، و لم أكن أفهم الآخر، بديهياتي كانت جرائم اجتماعية ولا أبالغ إذا قلت إني مرفوضة إجمالاً وبديهياتهم كانت تعتدي على كل ما يبدو لي صحيحاً، ثم جاء يوم قررت فيه أن أوقف محاولاتي لأنتمي، العجيب في الامر أني تخلصت من غربتي ما أن خرجت من العراق،
كل المشاعر التي يصفها من يخرج من بلده مثل الغربة، الحنين إلى الوطن لم أجربها عندما خرجت من العراق. لكن حصل أني سافرت إلى تركيا لمدة شهرين، و اجتاحني الحنين إلى الشام حبيبتي. عندما خرجت من باب المطار، و تنشقت هواء دمشق حبيبتي أحسست بأني عدت الى بيتي .

* في بداية تجربتك الشعرية، من من الشعراء أثر فيك؟

في بداية دخولي عالم الشعر قرأت الشعر الاجنبي المترجم فتاثرت بانا أخماتوفا وبودلير وجاك بريفير، كذلك تأثرت بامرؤ القيس، وأبي نواس، ومظفر النواب.

* هل لديك مجموعة شعرية تحت الطبع؟

لدي مجموعة شعرية بعنوان “عشرة الاف لمحة بصر” ودائما تحصل اشياء ويتأجل اصدارها ربما يطبعها الأصدقاء بعد أن أغادر هذه الدنيا وربما أطبعها انا في يوم ما. إنني لا اسعى بما فيه الكفاية لإصدارها ليس تواضعا ولا غروراً. أحياناً تحدث أشياء هكذا. ليس علينا أن نمعن في تحليل كل شيء.

الخليج
2007-01-19