من أجل ماذا
نثرتُ فضة َ أيامي في طين ٍ متخثر
و تباطأتُ في زَجْرِ الأماني ، التي قضمتْ خيوطاً غالية ً مني ؟ من أجل ماذا فتحتُ بابي لأنهار باردة ٍ و شمسيَ ظللتها بفساد أحلامي و كتابيَ لم أعتن ِ بتدوينهِ بل تركتُ للريح ترسم عليه من غبارها نقشَ الوَهْم و تزجُّ في طياتِهِ معناها فيما العبورُ مَتني و الأيامُ هَوامِشي ..؟
* * * *
من أجل ماذا أقودُ خُطايَ إلى التسمُّم
و ظهري أجعلهُ مسنداً لِخرابي
و أوراقي أتركها للريح ، توزع ُ دروبَها
و تسلّمُها للأسيجةِ و الجدران ِ و السطوح ، فيما أتلمّسُ جسدَ التيه و أغذ ُّ خطىً في الأخطاء .. ؟
* * * *
من أجل ماذا سفحتُ كلَّ هذا الماضي
أ مِن أجل بَرْق المستقبل، بمجده المرسوم على الماء ؟ مَجْد تصونهُ الريح و يُبجّلُهُ الغياب و يزكّيه الأوانُ الفائت ؟ أ مِن أجل جمرةٍ منسيةٍ في جعبة التاريخ كان عليّ أن اؤسّسَ مدناً من الترقب و اُحمّلَ الأيامَ حقائبَ غبار ؟
* * * *
أ مِن أجل توثيقي في هباء الذهَب
أطحن حبّاتِ روحي لأؤسّسَ وَهْمي الذي اُسمّيه الشمس ؟ أ مِن بقاءٍ يشبه الأظافر في (حياتها) ؟ أ مِن أجل ما يمضي ـ دائماً ـ كما التفات الضوء إلى نفسهِ ، يستغلُّ الظلام ؟ كما أقدام تحلم بمواطئ آمنة و تالأبَد.ّاً لها في الخوف، الخوف الذي كفضاءٍ يستقبلُ و يودّع أجنحة ً عابرة ؟ أ مِن أجل قلبٍ يرى نفسَهُ انه الأبَد.. أبدٌ يرحلُ إلى شمسِهِ..؟
* * * *
أين فضة ُ أيامي أيتها الأماني ؟
هذا طينٌ متخثر
و هذه محطاتٌ من طين ،
محطات،
محطاتٌ نثرتُ في أرْوقتِها عِطرَ أيامي
و فوق مقاعدِها وردَ الزَهْو
و في زواياها أصص الضحكات ِ الخافتة
....
محطاتٌ تركتُ فيها خدعة َ نفسي
و سرابَ يقيني
و صوابَ بهجتي
* * * *
من أجل ماذا ـ دائما ـ كلُّ هذا .. و غيرُ هذا ؟ انظروا كم من النِعَم ِ ضيّعنا ؟ و كم من قِطَع ِ الموسيقى سَرَقتها من قلوبِنا الأيام ؟ و كم من الدمع نسيناهُ في أكياس عيوننا و نحنُ نحدق في الحياة ؟
* * * *
من أجل ماذا كل هذا ؟
أ مِن أجل وردة الفناء، نرْجُم بها كلَ قبيح فرضه الوجود على الطبيعة ؟ أ مِن أجل سباحةٍ عابرة ٍ في كأس ٍ رقيقةٍ عابرة ؟ أ مِن أجل عبورٍ في ( ممرٍ ) مؤقت ؟ أ مِن أجل إقامةٍ في ظلٍ عابر ؟ ....
أين فضة ُ الأيام
أين شمسُ الأبدِ في وجودنا الداخلي ...؟
* * * *
يا لذّاتِ آبائنا المنطفئات
و يا وَهْمَ اُمّهاتِنا الموعوداتِ بنِعَمِ خرابِنا من أجلِ ماذا كلُ هذا....؟
Hadiyasin54@yahoo.com