تفلتُ من بين يديهِ خواتمُ الرغباتْ،
تتساكبُ قطراتُ اللهاثِ المعبأةِ في صديدِ الشغفْ،
رهينٌ لمومساته الحزيناتْ،
يرتّل شغبَهُ الأخيرَ،
ويمضي ساحبا وراءَهُ قنديلَ الأعمى،
ممرَّغا بترابِ الفضيلةْ،
ما كان للأرضِ أن تلدَ أمَتَها،
ما كانَ لـ(سرفانتس) أن يوقف رغبتهُ الأبديةْ،
وما كان عليّ المضيّ نحو اللاشيْ..
أوشوشُ الرصيفِ بأمنيتي:
(:::::::::::::::::::::::)
لم يسمعها أحدٌ غيري،
ربما لن يسمعها أحدٌ (حتّاي)،
أدفنُ الرغبةَ في الجحيم،
أتوارى خلسةً عن القبرِ المدفون في رئتي،
أشتعلُ كمومياءَ فرعونيةٍ خانها الدودُ،
أتجسّدُ في صورةِ زنبقةٍ محشوّة بالنسيانِ،
أتكوّرُ في صورةِ نهرٍ قادمٍ من الغابةِ البعيدةْ،
ما كانَ لهذا النهرِ أنْ يسيرَ في هذا الاتجاه،
وما كان عليّ أنْ أتبعهْ،
أوشوشُ النهرَ برغبتي:
(:::::::::::::::::::::::)
ربما سيحملُها إلى التنينِ الرابضِ خلفَ الغيمةْ،
ربما سيبسطُ (سيزيفُ) يديهِ ليتّقي لعنةَ التماسيحِ الصغيرةْ،
عندها ستسقطُ الأرضُ عن كاهلهِ،
ويحلُ مكانهُ غبيٌّ آخرَ،
ليدفعَ ثمنَ التمردْ،
ولكنّ الرغبةَ المبيّتةَ لم يحنْ موعدها،
والريحُ لم تضربْ أجنحةَ العصافير،
وأنا أوشوشُ أذنَ الكونِ المتمددِ بين الأحراشِ برغبتي:
(أيها المرهونُ بالرغبةِ الملعونةِ اكتبْ للأرواحِ الشبحيةِ هيبتها،
أعدْ للقرصانِ سريرَهُ الخشبيّ..كي يقطعَ الرؤوسَ المثخنةَ بالتعبِ والهذيانْ)
ربما لم يسمعني أحدْ..
ربما لن يسمعني أحدٌ..
حتى تلك القبورُ الباردةُ،
المزروعةُ في الجحيمِ،
وعندها سأحاول من جديد..
زعزعة الموتِ من طريقِ البحرْ،
لتخرجَ السلطعونات من جحورها،
وتبدأَ رحلتها الأخيرة نحو تابوتِ الماءِ،
دونما أمنياتٍ
أو رغباتٍ
أو طريقْ.