إهداء....
إلى.... القادمين متأخرينَ أو مبكرين.
الى مسرعين في فجوة بين مَمَرَّيْن.
الى الوقت المحدد... حيث لا مارّين!
إلى وصولي المتأخر دائما....
لنا هذا الاحتطاب!
لمن أهدي الورود ؟
إلى نتاشا- بائعة ورد في حينا.
تغيب طويلا بين زهورها
بعينيها السماويتين
بسنّيها الذهبيين
تبتسم أحيانا وحدها
لا تغلق بابها أبدا بوجه الثلج
يقولون عنها (( شبه مختلة))
!! تريد صقيعا تجلد بردها هناك
حيث يقبع قلبها المغدور .
كلبها الصغير بسيقانه الثلاثة
، يشاكس الكلاب الساكنة!!!
تُلبسه كنزة مقلمة من صوف قديم.
يحوم حولها بامتنان.
الكلاب هنا طيبون،
يتركونني أمرّ دون أن يكترثوا برائحة غربتي القوية!
نتاشا لا تحفل بالرشاقة،
الطريق إلى بيتي
محفوف بأزهارها
والصبغة الحمراء على شفتيها
تعبير عن ولاء قديم،
لا تحفل ألان
سوى لبيع اكبر قدر من الزهور.
تداهمني نتاشا :" ألا تحبين؟
- الورود تناسب الحقائق لا الاحتمالات!!
(( يبدو انك أم عزباء
لطفلك إذن ..هذه وردة بحجم قلبه!!.))
- ابنتي بعيدة بقارّة..وأمي أيضا!
لم يكن لدي حتى كلب ...الكلاب عندنا غير طيبين
ينبحون كثيرا لسبب مجهول!!!
لمن ساهدي الورود يا بائعة الورد؟
لا حياة لنا في الضفة الأخرى
هناك هم مشبعون ب( هنا)
وهنا مشبعون بهم
مشبعون بتناثرنا.
2005 –روسيا
بلح ورصاص
إلى أبي....
ستجدون هناك
قادة لكل الجهات.
لكن البلح لم يزل واحدٌ
منذ أيام الله الأولى.
البلح
مفتاح الصباح للمرأة المعطوبة في الحياة..
البلح نساء مجهولات
ورجال من كهنة أور وآشور وبابل.
ورثتُ من أبي الكرديّ تعاريف البلح!:
((لافتة ٌأنتِ مثل طعم البلح
عنيدة ٌمثل النخلة..رقيقة وأليفة كتمر_ الكليجة!*_))!!!
ومن الرصاص تعلّمتُ الإلحاح- وأحيانا الطيش َ
وعرفتُ معنى (الخلّّب من الأصدقاء)!
وأن العوائق محض اختراق!!
الرصاص ،
مجازفة غير مقصودة
لحلزون صغير يحشر نفسه
في قوقعة الوفيات والمفقودين.
في رواية حديثة :((الرصاصة مسارٌ غايته
رؤوس ترفض التطابق))
وفي رواية عراقيّ :
((الرؤوس التي تؤمن بُقوس قزح
لا تُغسل بالرصاص بل في النهر!)).
بلحٌ ورصاص...
أرشيف امرأة بلا بطاقات ٍتُدخلها جنان الأرض أو السماء !
حكايةُ أم سرقوا طفلتها وهي تغادر جنازاتهم..
(كيف تغادرنا بصبر شديد وتتركنا توابيتَ تواجه الأتربة!!)
أمهاتٌ تسمّرن طويلا
على أبواب السراديب وبين غياب الله الطويل
قبل حضور رجال من جزر بعيدةٍ .
أمّهاتٌ ينتظرْن طويلا على أبواب الأزمنة
قد يلتقطن اقتراحا لحفظ الألم ولو قليلا خارج الشغاف!
نساء عامرات منتظرات دائما كالمطارات ، لإخوة من هراء.
حبيبات لحفاريّ القبور!!
أو زوجات لهرّاوات المخصييّن!
أومهدوراتٌ من ملثّمين !
للمرارة وثائقٌ تنهل من العيون الثابتة على جدار الوقت،
والأرواح نخيلا أصابها المللُ
و حين تملّ النخيل
تترك الشموس بلا ظلال على أرضها والبرتقالة بلا أب!
أقول له ( في مرآب البلاهة طُمأنينة
وأُصص الزينة بيتٌ للحشرات أيضا )!
"اقتلي نخيلكِ المَلولةِ “يقول.
يعرف بياضَ الثلج
والحبّ المناسب للوقت المناسبِ
وقتل الماضي في حاضرٍ مناسبٍ
لكن من أين له أن يفهم تعابير أبي!؟
أو جثثاً مجهولة الهوية!!؟؟؟
الكليجة:_لفظة عراقية تطلق على نوع من المعجنات أو الحلويات الصغيرة الحجم-يستخدم في بعض أنواعها التمر الناعس اللّين أو الجوز مع السكّر تجهّز عادة في البيوت العراقية أيام الأعياد .
كسورُ الروحِ العُشرية
إلى أصدقائي المغادرين لما بعد المنافي .
(أنتِ، لا تموتين عليّ)!
....
لو بدأتُ بالموت عليكَ
سأنخلع منك بلطف الثلج
. حين يتعانق مع المطر في مساره .
ستظهر بأسماء عدّة...
لكن ما تغتاله من روحي يعرفكَ من صوت أصابعكَ وهي تتكتك على النافذة. .
أن أموت حبّاً، فكرة مغرية!
أمام الموت بطلقةِ كُرهٍ
أو –قصداً- ب(نيران صديقة)
لا أستطيع الموت عليك،
)!. أفْهمنا التاريخ سهوا:(الموت كاسٌ
ا لكسور العشريّة تقسّم روحي
توقّف الموت دفعةً واحدة!
، لقائمة قد تطول:
لِضفافٍ تتحوّل لأضرحة مجهولين.
وعشرٌ لعمليتي الانتحارية على باب السماء
قد ينظر الله للعراق من هُوّةٍ
وينفخ ببعض البرد
أو بعض الوقت لتغيير كسوة الحداد
كسوة الصباح والمساء!
كسوة الصيف والشتاء للعقود الثلاثة.
وعشرٌ له وهو يتربص في بغداد::
أودعك ِالآنِ قبل أن يقبّلني الموت"."
****
لن أموت عليكَ
سأضحي بعُشرك حيّاً
خوفا على نوعنا العراقي وهو ينقرض!
الأطياف التي تكره الألوان،
تغتصب الشوارع لتخلّف الأموات.
ولأنني حبلى بمقابر
لن أجد لحدا ليحبل بي!
فأين ستضع وردة ً؟
دع عُشرك حيّاً
متى ستقرأ الشاهدة
إذا تقاطع وقتك مع شظية!
تضحك القدمان، ينقسم العالم
!لى صديقتي: سفيتلانا، وإليكَ طبعا حين قشّرت لي لبّ الانقسامات وأنا استقبل عاما جديدا ا
ينقسم العالم. تتهافت قدمي بخطوات ضاحكة !
حين أضعتُ حقائبي،قالت( سفيتلانا
)قدماكِ ينقصاهما الضحكُ،"
أي حقائب غبية ستقبل اللحاق يهما بين ألمطارات؟؟؟؟(
ينقسم العالم..ليس بالطبع كما يقول( بوش) *
تتلاشى الطوائف والإرهاب...
تنقسم الأزمان ليس إلى( قبل 11 أيلول –بعد 11 ايول()
ليس قبل السقوط أو بعد السقوط!
تنقسم الجغرافيا ليس بين كردستاني أو الشمال!،
ليس بين الشمال والجنوب!
ينقسم الشارع ليس بين اليمين أو اليسار
ينقسم العام الجديد - ليس على فصول أربعة!
ينقسم مدخل بيتي
ليس بين بابي وباب جاري!
ينقسم رأسي.. ليس بين الماضي والحاضر
أنقسمُ... ليس بينهم وبينهم
تنقسم الطيور ليس بين المهاجرة والداجنة
ينقسم الأصدقاء ،ليس بين القارات
ينقسم إخوتي ،ليس إلى عوائلٍ أو بيوت عامرة
تنقسم الحيطان ليس بين الداخل والخارج
تنقسم قصائدي، ليس بين الكتاب البكر أو المائة
تنقسم السماء ،ليس إلى سبع طبقاتٍ
ينقسم القلب ،ليس إلى بطينين وأذينين
ينقسم اليوم ليس أناء الليل والنهار
تنقسم المعاني ليس بين الدال والمدلول
تنقسم اللغات ليس إلى مئات ألألسن
تنقسم وحدتي ليس بين ألخوف أو المغامرة
ينقسم ألتأريخ ليس بين حماقة وسوء تقديرٍ
تنقسم ألآلهة ليس بين الرياح والبحار والجمال والحب والحرب
تنقسم سيرتي ليس بيني والآخرين
تنقسم- الكوابيس على نفسها!
تنقسم الدنيا- ليس بين الشرق أو الغرب
ليس- بين الطين والماس
ليس- بين التربة والمياه ليس بين السواحل والجبال!
ينقسم الجسد- ليس بين العظم واللحم والجلد والدم!
ينقسم العراق- ليس بين الكرد والعرب والتركمان والكلدو اشوريين!
تنشقّ الروح منا - ليس فقط حين نموت!
تنشق ألأرض -ليس فقط حين تنتهي الديكتاتوريات!
تنقسم الأحلام- ليس بين الصبا والشيخوخة!
تنقسم الطموحات- ليس حسب ما تملك من مواهب!
تنقسم الحياة- ليس بين الحظ أو التعاسة!
تنقسم البطاقة المدنية ليس بين العزوبة و الزواج أو ألطلاق!
العالم ينقسم..ينقسم.....إلى
أنا.... وأنت لا غير!
*الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن حين قسم العالم بين محور الشر ومحور الخير بعد أحداث أيلول.11
نخبكم.. أيها الأغبياء
في صحّتكم!لكم البيوتُ.. أقصد جدار الصمت عن كل سوء
و العائلة الملهية بحياكة عالم سفليّ.
ألأطفال الذين يقبّلونكم قبل النوم
ليُصبحون على شِركِكم المتلفع بالأب الودود.
و الشوارع وانتم تخترقونها
بما لديكم من حنكة التواري في الوقت المناسب
والظهور في المكان المناسب.
أيها الأغبياء نخبكم..! فانتم ألا علون ...
تخطفون يومنا ،تصادروننا
انتم الذين تُشرعون الأبواب أو تغلقونها
انتم الذين تفتحون الحدود أو تحبطوننا .
تنقضون على مائدتنا كالذباب.
لا نصفق لكم
لكن أصابعكم هي زر الفروض.
الأغبياء
يتكاثرون كالأرضة
ينمون
يبنون البنيات الشاهقات
ويأكلون... بيوتنا الو رقية .
نياشين المحارب القديم
لأبطال مجهولين
ل شهداء - لقتلى بلغة الآخر
يعتمر المحارب القديم بلامبالاة
معطفا مليئا بنياشينهم
((هذا لمقاتل من القوقاز
وهذا لبطل من موسكو قتل من الألمان الكثير!!))
يعدّد تواريخ لا يعرفها سواه
))لك ِ بروبل! حسنا بنصف روبل*!))
لديّ أيها المحارب القديم
أوسمة حروبٍ لم تنته بعد
لدي علامات دالّة لحروب لم تبدأ بعد.
الأرواح التي تصرّ ألان على الحياة في بلدي
نياشين لسيران دمي .
لا تكفيني كسوة الصيف والشتاء
لأثبت عليها أوسمة لأشباح في بغداد
وهي تبحث عن بيوتها ليلا!
نياشينك النافدة المفعول لن يلبسها سواك،
إنهم لا يعرفون اخماتووفا*في مدينتها
فكيف يبتاعون آثار حروبك؟
كيف يفهمون ألواَن أعلامك؟
تصاحب كلَ ليلة
قارورة فودكا
كي لا تقتل نفسك لأنهم تركوك وحيدا,
كي تنسى أنهم باعوا بطولتك لغيرك
كي تتذكر يوم احتفلتَ_ ليس وحيدا _بوسامك الأثير.
*روبل :عملة روسية**الشاعرة الروسية المعروفة آنا اخماتوفا
باص من جنود وليل
إلى علي السوداني حصرا... وهو يصارعُ ليل الديدان.
في المقعد الأخير المتهالك
كفْكفْ دموع الغريبة
وقل لها : لا تقتلي الله
لأنه برئٌ.
اعرف، ستكسر لها الحائط الجنوبي من بيتك
و تجود من لحيتك السوداء
لتخبئ خصلاتها البيض في الصباح.
وتفتح لدموعها جدولا من هالات قلبك
كي تسير قطرة قطرة ببطء شديد،
بخفة كي لا يستيقظ الجنود المتعبين من نومهم الأخير
وهم في طريقهم لرقاد الجبهات.
في الليل الطويل ل(الباص) المتعب من الزفرات
في الطريق الطويل
والسهر الطويل
والجوع الطويل
أعطها زهرة !
لم لا؟هي تحلم الآن بحديقة
واروي لها عن بلاد العجائب
لعلها تنسى عجائب العراق.!
بلادٌ :حيث الله هو الله القديم
فيها ستلد طفلتها ثانية
ًفينثرون عليها الورد
لا التوابيت!
حيث النساء يحضرن لها الشموع
لا أحذية الرجمِ.
وقل لها ستشتري هذه المرة عربة أنيقة بيضاء
صغيرة كحجم أصابعها
تضع فيها مهدها
وسيوزع حبيبها الحلوى
وسيحملها من عتبة السلامة
لمنزل هادئ .
لم لا؟ أقنعها كي لا تموت...
في المقعد الأخير
تمسكُ برأسها الصغير
كي لا يقع حين تنعس الملائكة.
اعرف أنك غاضب
مثل سمكة في صنارة مليئة بدود العراق.
وإذا سالك عبادك عني
ربي....
إذا سألك َ عباد ُك عنّي
فأنا لم أغتنم
حظا كسوار(( كِسرى)) ل((سُراقة))
ولم تُثقب أذ ُنَيّ بماس الكلمات.
ولم أحْب ُعلى فرش من بلاد فارس
بل لم أُرضَع من "وطن" حنون حتى ألان!
ولم تصاحبني متواليات مسرة،
فلينظروا إلى باطن قدمي
بخطوطه وخرائطه. ولينظروا إلى أظفاري المكسورة.
ربّي...
إذا سالك عبادُك عن وِجْهتي،
فانا بعيدة...
Available, but off line!!
ولا يغررنهم البلدان التي أراها
فانا لا أسوح ربّي
بل أتقوقع ،
غير آمنة من خوف
و وجهتي لا تطعم جياع العالم.
ربّي...لو سألوك
عن ليلي ونهاري
هما دورتان:
شمس خوّانة
وقمر –زعلان-
ولينظروا إلى عيني..
حُفر و آبار.
و إذا سالك عبادُك عن قلبي
فهو كوة
لخارجين من خسران
لتائهين في مقامات العراق
ليتامى الحروف.
وإذا سألنك- القافزات- عني
فانا لا املك حبلا –ربّي
سوى_ سُرّة_ أمي
و-سّرتي- لابنتي
لا أتقن غزل ثرواتٍ
من خطوط الشِعر
لم أتقن التنقيط
حسب الحروف الدارجة،
أذكر أنني قاومت أنصاف رجال
ولا اعرف الترنح ألان،
على فوضى موسيقى المقاوِمات.
وإذا سألنك النمامات عن رأسي
فإنه قد ضقت به
هب لي من لدنك
رأسا جديدا، أليفا يا ألله..
* سراقة ابن مالك: وقف في طريق النبي محمد ص في الصحراء ليعترض مسيرته اتجاه المدينة فوعده الرسول ببشرى وراثته لسوار الملك الفارسي كسرى وقد اسلم فيما بعد وأصبح صحابيا.
في الصباح الطازج بإنطفائك
إلى Tommy وهو يسال الآن اللهَ: بأي ذنب قُتل؟
قفز الفجرُ
حين فقعوا نومك المطمئن
شهدت ملائكة صيحتك
كانت حريصة- فقط- أن تأخذك بفرح.
لم يجلبوا سراجا معهم
خوف انعكاس روحك على الزقاق،
وعلى البيوت المليئة بالعتمة والصمت التائه.
Tommy
السلالمُ،
في الصباح الطازج بانطفائك
ركدت كعيون لم تنم ليلها
والباب مكوّم منذ ليل صراخك المدهوس بهم
كممسوس ينتظر خشخشة أقدامك الصغيرة.
حتى الذهول الفاجع أبهج
من وجهك
حين استنجد بالريح ونهار سريع.
علنا أغثناك
رغم ظهورنا المحنيّة من هبوط التاريخ.
الصباح الطازج بانطفائك ملولٌ،
نامت فيه الحضارات
وأجندة المستقبل.
أيها الأبيض مثل غيمة طروبة
أيها العلامة الثقيلة لأغرب الجنازات
دمك الأخضر
فاجأ قاتليك
دمك الأجمل مثل ملحمة مكتشفة بالصدفة.
الحديقة ُ
ستكره خضرتها،
وسيمقت السياج نفسه طويلا
لم َلم ْيزرع له قدمين
حين استنجدتْ حدقتاك الوحيدتان،
في فجر وحيد إلا منك ومن قاتليك؟؟
هل سيخجل دخان الوطن
من موت Tommy
هل ستمطر السماء رعشة أو تطهيرا
لاستيقاظهمTommy وحيدا وهم يسرّبونه في صرة التكفير!!
سنمقت الريح والصيف،
وسنزين بيتك الصغير
بحلمك الأخير بين يدي قاتليك.
:Tommyكلب ٌ،اغتيل هذا الحيوان البريء ساعة فجر داكن من قبل إرهابيين . وتومي ، كان يعود للشاعر العراقي الدكتور سعد ألصالحي .
الشتاء فصل الثعالب
الى عمر الدليمي
هو بلدان عاشقة
وأرومة الفطرة.
يردم قصائده في رحم النهر.
****
إرثك َالوحيد من الجبهات،
ارتشافك َالهادئ
لأحلام ٍصاخبة لا تنتهي.
سألتك مرةً:
"أوصف لي قلب شاعر ورأسه
وهو يلبسهما بسطالا *
في خندق خانق
أمام عدوٍ لا يعرفه، سيقتُله او يُقْتلْ به؟"
قلتَ بلا نبرة
"لا اعرف. كنت اتركُ قلبي عندها
ورأسي في غيبوبة..
كنت لا شيء عزيزتي...
لا شيء سوى: خوذة بلا روح
لكني لم أكن يوماً عدوّاً لأحد"
****
لطيفٌ أنت بما يكفي
لترتِب قوائم أصدقاء خانوا
تنتظرهم لآخر نبضة.
قبل أن ترمي نفسك في النهر.
كثيف ٌوأنت تدّعي الطرش
أمام اللا معنى، صقلك أزيز البارود.
تقف خاليا إلا من زجاج قلبك المعافى .
تمسك بيد الموسيقى
تجوّل المدينة فيكما
وتهاتفني من هناك:
"الشتاء فصل الثعالب
أقفلي النوافذ جيدا
وتدثّري بأحلامنا التي... تركتها لك .
تدثَري بالفراشات
حين تذوب الثلوج
ويجلو آخر ذيل ٍلثعلب.
2007-12-6
_ *البسطال: حذاء الجيش كما يسمى في العراق.
ليتنا
ليتنا نبقى نحن
حين نقرّ بما في الظلّ
ليتني لست من لحم ودم
كي أسمعك وأنسى
ليتني أزيل هذا الثقل بقرار
قرار عميق...
عمقَ نظرتنا الأولى.
حين تودعنا المراكب
الميتون وحدهم المرحون
اكتمل حزنهم منذ حين.
أما نحن ولفرط الملل والوحل والاغتراب
نستظل في صحاري بعضنا ….
نستجدي رقصة حميمة
نحلم بالقبلات البلّورية.
عندما تودّعنا المراكب
نبكي على المفترق حتى آخر دمعة
نسمع الأغاني الحزينة
وحين نستهلك الأدوات
ندّعي النسيان
ولكنّنا نكون قد انتهينا.
يا لفرحتكم ويا لخيبته
الاهداء:الى اللص الذي سرق حقيبتي
هذه المدينة
منبع آخر لحياة متحجرة
لم أبتعد كثيرا ًإذن...
مصبّ اخر للشفاه المرتعشة
وللقلوب التي ترتاد بيوتها مبكرا.
ذلك اللص الذي سرق يومياتي
وألبوم صوري النادرة
سيلعنني كثيرا والحقائب الأنيقة .
سيحظى
بقصائد _لا تسر:-
عنك حين تركتنْي،
عنّي حين تركتٌه
..عن وحدتي
وعن عراقٍ ٍ لا يفهمه حتما
سيحسدك:
!!" لو أحبتني إحداهن هكذا لما سرقتُ حقائب النساء أبداً "
لقد سرقني اللص حقا
من جبال كلمات أثقلتني عَقْدا،
وأنقذكم من اضطراركم
الاستماع لتقريعي الجادّ
وانتم متسمّرون في صوركم.
أيها المساكين
سيدفنكم أحياء على عجل..
أو يحرقكم بضمير بارد..
سيبعثركم كالذباب داخل حاوية
قد يمزقّكم إربا قبل أن يسحب عليكم_ سيفون_ الحمّام
يا لخيبته بغنيمته !
ويا لفرحتكم
انتم الملاحقون بالإعدام طويلا مع وقف التنفيذ
ستدفنون أخيرا
ستختفون ..!
2005
كم من الحروب لم نقصدها
لا يعنيني
أن تكون مساحة أرضكم ضعف وطني،
ولا يهمني إتقان لغاتكم كما تتقنون شرب الفودكا ....
وجهي يشرح بكل اللغات .
****
تقول جارتي:
" الحرّ هناك يملي عليكم غضبا مستديما "
لن يستطيع ثلجكم خداعي ، بان كل شيء هادئ وموشح بالبياض
في البيوت المنعزلة هنا
مناخ أصيل لعدم النسيان .
****
كل شئ مرتطم
عيني في حرب دائمة مع النوم
اذناي لدودتان، محور الماس ومحور الطين
أظفاري مكسورة مثل لعب لطفل عابث
دليل اخر لحرب غير معلنة.
****
كم من الحروب لم نقصدها ؟!
كسّرتُ مرايا بيتك
حين مشيت عاصفة
لم يعرف الله ولا جوقة المداهنين ،
إنني لا أريد حروبا
ولا أريدك أنت ايضا .
****
كم من الحروب لم اقصدها معك ...
السمكة التي طبختَها لي كانت فاسدة
والبرودة شعّت ْ منكَ مثل السمكة
ورائحة المراءة الأخرى كانت تعبق حولك،
رغم الشموع المعطّرة في زوايا البيت.
2005
في هذا البلد الأسمر
في هذا البلد الأسمر
ورثنا ثيابا سود
وأفكارا سود
ومطرا اسود
وشاهدنا إعدام النخيل
وقتل الأنهر
في هذا البلد الأسمر
حين تحب امرأة
تتمسك بقوس قزح
الى أن تخونها الشمس
وتبقى وحيدة تحت المطر.
مشهد عاديّ..لم لا؟
الشارع الذي يخترقه المتسول يوميا
بساقه الوحيدة
بالكاد سأسمح لي بسماعه،
..سأضيء اليوم ،لن يهمني
السائق المجنون الذي يقود "المرشروتكا"1
كأنه يلحق بقايا عصابة يلوذون.
أتباطأ اليوم مع كل شيء
سأكون جزءا من مشهد لا أبالي...لم لا؟
طالبة بلا حقيبة متخمة
ونقود معدنية في محفظة نصف جديدة-
مع بعض الإهمال في واجباتٍي
سأدندن أغنية روسية
فلن يعيرني احد أذنا.
سأشرب الشاي قبل المحاضرة في كسل ٍ
وسأدخل متأخرة- كعادة زميلي الصيني(( بين))-
سأخبر" لاريسا"2 .بأنها تشبه دمية
وان تتحدث قليلا عن حياتها بدلا عن قواعد اللغة الروسية
سأكمل المشهد بان لا استخدم الانترنيت
ولكني لا أغلق هاتفي!
سأجرب سماع صمت ندائك!
وهذا الضوء معك.
عند العودة
ساترك الأقزام يراقبونني من شبابيكهم الصغيرة
سينتظرون طويلا
أن أنسى كعكةً على الطريق.
1-وسيلة نقل
2-لاريسا:مدرستي للغة الروسية
2005
دمي وحده يدمدم...
من قلّب الفجر في الشرفة الجديدة ؟
من سرق الأصص؟
شاي الصباح يترقب
ثم يغادر خلسة...
طفلي َغائب...
وشاعر غريب الأطوار يدقُّ الباب
يحسب أن الله يسكنه
لم لا...؟قد يبشرّ العراق
بأربعين نبياً !!
****
مشرد
ودّع الحاويات
مع كلبه
ليلة أمس
في ثلج العالم.
****
المشهدُ متجمّدٌ،
لا شيء يتحرّك.
دمي وحده يدمدم إن حبّك
كان غباءً أشعثا.
****
الجارة الروسية الوحيدة
تتحدث عن مساءها الفائت
ولا تنصحني بالبحث عنها...
"الا يكفي ما لديكم من بترول؟
يقولون ان رجالكم يحبون النساء.."
_فرق بين اشتهاء الإناث...
وبين محبة النساء!
تغلق بابها حين لا تتذكر شيئا،
أغلق بابي عني
حين أتذكر كل شيء .
2005
وهناك... تذهب ثانية*
الى ...كيني روجر
تُضئ خوذة العزلةٍ
تعطني زبد الحدث
دون أن تراني
دون أن أراك.
تدرك دورات الهالكين،
صوتك....قرنفلة يتنزه في ّ.
كلماتك تؤجل المقصلة.
انهمرُ نحوك ،
يا ماسا حين يتأكسد حديد العالم.
كن نيزكي يا روجر، وضميرَه الغائب برهة،
لا تدعني التفتُ....
اُحشُ راسي بشاهدته.ذلك الذي يحملني كساعة يد
ينظر إليها بين ممرين
كي لا يشعر بوحشة العبور.
كيني روجر مغني امريكي –اشارة الى اغنيته :there you go again ""
2004 اليمن
لكن البحر لم يكذب علي
لن تمنع فراري لعبة اختبائك،
ولا فردوسك المعلن
أو جُزرك التي حاصرت أحلامي ألف يوم ٍ.
صدّقني، لن يكون لوقت قصير
لن يفوتني من الحياة سواك
والنهايات المُعوَّقة اعتدتها أكثر.
هذه المرّة ربما
أجفف دمعة واحدة،
ولن استشير فصولنا اللطيفة.
ستكونُ نفسَك أخيرا دون أن تلمّع قلبك !
ٍقبل تلاوتك بأناقة ٍ سيناريوهات .
يقول صديقي :
_اكتبي عن البحر؟
*لكن البحر لم يكذب على.
-إنسي!
* ،من يُنهي دمعتي الأخيرة ؟
تتجلد الدمعة قبل السقوط ، وتتحول لعلامة .
2005
هذا البيت يشبهك تماما
الشقّة الجديدة تشبهك تماما
حيطانها بلون ورديّ كحديثك الوردي
وشبّاك خشبي ّأنيق كربطات عنقك
وأزرار الطبّاخ الذهبية تشبه أزرار قمصانك
الزجاجيات البرّاقة مثل نظاراتك .
يؤلمني هذا البيت
انه صامت كصمتك الذي يرافقك معي
لأنك تنسى المفاتيح!
بهاؤك مزخرف مثل زخارف الباب.
صوتك تصقله،
قبل ان تصبحني على خير العالم الذي لا يجئ على يديك.
مثل((الخزايكا))*المصقولة ِ
على تحديد الإيجار.
البيت في ليلته الأخيرة يسال
من يكون هذا الذي يقاسِمنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
*الخزايكا : مؤجِرة- او صاحبة البيت بالروسية
2006
لكنه رجل طيب
كحروب الطوائف
فراغك حاصدٌ.
ستقول كعادتك(( لكنني رجل طيْب))
و تتركني دون طِيب
وتسرق رأسي من قبعاتي.
نعم
أنت رجل لطيف
تشكر كل يوم خبز قلبي
وتمده بالحطب!!
أرواحك التسعة بأمان بينما تستنشقني من المدخنة !
وتبتهج حين ترى روحي الوحيدة تحوم حولك
كفراشة الهرّ في الصورة القديمة.
****
إنه رجل جيد
يؤمن بربّ الجمعة
وتناول ((الدولمة))*مع والديه بعد الصلاة
ليتناول أحلامي بقية الأسبوع .
أيها الرجل الطيب...
وأنت تراقب عن بعد
ماذا افعل بكل هذا الحب وحدي!
كيف اجمّل حزني
وانا فرد جديد
على الشاطئ الأسود للبحر
اقذف بالحصاة فقط كي لا أرميك.
****
يقولون
إنه رجل جيد
يعمل النهار كله
يفتح آخر النهار
صناديق الأكاذيب ؛
و ّيعد لي وصاياه.
****
عسلك الذي أخرج الشوك
يلدغ ذاكرة أخي
أرامله وعوانسه، وزوجات لغائبين في الجبهات،
خليلات لجيوب من ورق
و باحثاته عن قلب من كلمات.
****
بحثت فيك عن قلب لا يموت
عن صورة لا اخزنها في قبو ألأخطاء
عن عمق بلا هاوية
عن يقين سهل بلا شهداء أو جرحى
بلا متاهات بلا أهرام أو فراعنة!!
وتصلّي لي أيها الرجل الطيب
كي أبقى راهبة لإله ِ مجهول
في دير لا مرئي
على سواحل أخطائك.
الدولمة: اكلة العراقيين المفضلة في يوم الجمعة وغالبا ما تجتمع العائلة بعد صلاة الجمعة لتتناولها . غداء .
2006
Crossing Moods
البربري الذي يظنّ
امتلاكه لنصف العالم،
يعِد ُالله بان العرض الأخير له.
يُرتَب خيوط كيتاره على متقاطعات مزاجه،
يرتب نوتة بين الشرق والغرب
يثور : ((Racists are idiots))
غبية إذن
أنا العنصرية في حبه!!
...
ينصحني البربريّ ببعض المسافة،
كي يركض إليّ،
أنا المدمنة على ضيق الوقت
وسعة القلب.
تراني حالمة
وأنا أقشر الجبال بيننا،
حين لا اعرف غير طرق الموت في سبيلك.
****
تعيشُ بالموسيقى وتنام على صمتك معي
تطير في الموسيقى وتحط على شراييني بمخالب الشك.
وتقول "عزفتُ جميع الآلات"
تنظر الى قلبي
كطبل تحت الصيانة!
لو كنت َمن أرض بابل
لعرفت َكيف تعزفه كقيثارة!
شعرُك الأفريقي الملفوف بالشقرة
يرقص بعيدا عني في ال hip hop
و تقدسه أكثر مني،
شعري قاتم وطويل
كسواد أيام لا تريد ان تعرفها.
تبحث عن ملفات ،
وأقول:" لا أحد هناك ولا شئ
قواميس النساء التي لا أتقنها جيدا...
وأنت تريد البقاء بسرور."
****
أسائلك "هل أنت بخيل؟"
تتحدث عن real perfume
أسائلك ثانية "هل أنت بخيل؟"
لتقاطعني "هل أنت كريمة؟"
ولا تلتقط عطري!!!
****
Crossing moods
تمرر أصابعك البخيلة
مثل سلحفاة لا تعير نعومة التراب
تدثر نظاراتك بولعي
وتبعث بنصف قبلة كأنك غيمة بيضاء
تتناثر قبل اكتمال شفة واحدة.
سريعا تذهب..... بجناحين من سماء وشمس.
أجمع بعض زخاتك من التراب
اكتفي بجناحي َمن عراق ومنفى.
****
أروفُ جيوب روحي التي شقَّها
ثعلب عينيك وساطور كلماتك...
"أ تظنين أنك ِتسكنين تحت جلدي
وتقرئينني؟؟؟
ما يخزّ دمي تهجّيك ِ الخاطيء لي"
Stop it!!!. قل ما تشاءُ في اللازمان
حين لا يسجَل ولا يحفر في القلب وصمة.
تنصحني بميزان أقيس عليه حروف السيدات
سيدةً ... سيدة!
تشكّلني مثلثا كي تشلّني:
زاوية ُابنتي،
زاوية ُطفولتي التي لا تحبها كثيرا،
زاوية التهم المحتملة في فضاء المثلث.
****
Crossing moods رجالٌ
من أمزجة لا تعرف السكون،
أرواح يجوبون ويختزلون العالم
في نهر الموسيقى.
تسألني عن النبي يحيى
أنا المتعبة من مادة الأديان.
وأسألك "كم تحبني..."؟
وتسألني عن يهود العراق
أقول: طردناهم ... وها نحن نطرد أنفسنا،
"كم سيطول حبك لي؟"
وتسألني عن تأريخ الأكراد ورب ّالأبعاد
"كم آلهة في العراق؟"
Enoooogh!!
أتركك صائمة إلا من عينيّ
وتستغرب فراستي فيك
أقول :لا شيء ... سأحتاج قواميس الجنّ
ستكون نَصَاً...
وتبتسم أيها البربري الغريب
تختفي الموسيقى
ولكنك نسيْت َ
نوتة التسكين!.
وأنت تنام على حكاياتي تنسى قبلة
تتذكر سؤالك المؤجل للصباح...
واستيقظ بوجه ظَهرك...
2007-10
Crossing moods* اسم لشخص
Are you sure you want to delete?
لم لا تتلاشى مثل ملف قديم
بنقرةdelete خاطئة !
لأسمع صوتا لذيذا لاختفائك
من سلة المهملات؟
أو كما فعلتُ سهوا ليلة أمس ،
مع رسائلي الصادرة في هاتفي؟
لأنام بهدوء على طرف الفراش
كالهر( Tegres)*
خالية من كوابيسك.
أو، ان تكون قطعة خبز
أنساك في أل( Toaster)** لتحترق
وأقول:أوه!
لكنه كان كسرة خبز لا أكثر!
أو أن اعتبرك غباء مكلّفا
اشتريتُ به حذاء عاديا في محل ثمين
لأتباهى بك في حفلة سخيفة!
وصباحا- كي أنسى غبائي وسخافتي -
أعطيك بقرف لغجرية ٍ
لا تتقن الرقص أو الغناء أو التأمل أثناء المشي.
تجيد فقط البقاء بدون استحمام أطول فترة ممكنة!
أو أن تكونَ قدحا زجاجيا نسيته على الأرض
وأصدمك بخطوة قويّةٍ وسريعة
وأنا أتدارك تأخري على اجتماع!
لأكنس شظاياك بسرعة كي لا تجرح ( Tegres)!
لم لا تكون
قطعة ُجبن صفراء
تركها مجهول في ثلاجتي،
- وان يعرف إنني لا أحب الأجبان الصفراء-
وانظر إليك كلّ صباح بإهمال
إلى أن تتعفن وأرميك في السلّة
وأنا أ ُجهّز كلمتين فقط لصاحبها الغائب (لقد فسدت)!
لم لا تكون
قطعة جلدية مملوءة بالهواء
تطفو تحت ذراعي
في البحر
ثم يأتي طائر ليثقبك
وأنا ادّعي الغفلة عنك
لأعود أدراجي نحو الشاطئ بدونك!
أو أتحول لتكفيرية
في نطاق حبك فقط،
لأنسف صورتك بجمود مقدس .
لم لا تكون فلما يتم الإعلان عنه طويلا
ثم لأجدك في العرض الأول بلا معنى
لأفقد ثقتي بك تماما في إعلانات أخرى.
لم لا تخرج من شتائي وصيفي وربيعي،
لم لا تترك خريفي لاحتفل بالأوراق الكثيرة
وأرقص مع ليلى في غابة على الطريق
ولو تحوّلت َإلى ذئب
سيكون هناك حارس
فتكون الخاتمة لصالحي معك
ولو لمرة واحدة!
لكن لماذا تطلّ -رغم كل تمنياتي- من بين حروف:
Are you sure, you want to delete?
لتسال بدلا من ثنائية :No! Yes!
عن اختيار ثالث كان يكون:
I do not know yet .
* Tegres: هرّ صغير.
2007
إذا تقدم عمر الحب فيك
إذا استيقظت َيوما ...
وأنت تروم مسحا لملامحي بيديك
ثم تراجعت لسبب غير معلوم.
أرجو أن تسجل ذلك في راسي..
كي لا أتعمد إنزال شَعري.!
إذا رأيت َوردة في طريقك
ولم تذكرك بي للوهلة الأولى
أرجو أن تأتي فارغ اليدين
وان تسجل في حديقتنا غياب وردة !
إذا مشيت َعلى البحر وحيداً
وكنت َسعيدا
وأنا في البيت أعيد صياغة الملح
فلا تأتني بقارب لتمرّر علي غياب الماء
وسجل في فضائنا غياب نورس!
إذا رويتُ لك َكابوس َ ليلة ٍ فائتة
و قلْت َلي ((أرجوك انسي العراق))!
سأفكر طويلا ....
قبل أن اختم تصريحا جديدا لنا على حدود القلب!
إذا بدأت َتحرّك صورتي على مكتبك
ذات اليمين وذات الشمال
قل لي أن أغير صورتي تلك
كي اعلم بأنني لم اعد ركيزة في يومك الجديد.
لو قالت لك الروسية الحسناء بأنك وسيم
واكتفيت بابتسامة وشكر
ولم تقل كالعادة ((لأنني معها))!
ستكون الحصة الأولى لغياب الرقص فينا !
إذا وقعت ْ قبَعتي في الثلج
ولم تركض خلفها
بل استنجدت بالريح لتغير اتجاهها
فذاك أول البرد بيننا ...
إذا نظرت َ في إنسان عيني
ولم يميّزك
فاعلم انه بداية الغياب...
إذا هاتفتني قبل منتصف الليل
وآتاك الرد ((الرقم مقفل أو خارج التغطية))
فأعلم أنني أدركت ُتقدما لحبك بالعمر
وأنني أيضا.... أنام باكرا ....!!
2007
صباح آخر
صباح آخر
وحياتي ليست بين يدي
صباح آخر
وأنا أحاول إخراجك من دمي
أرفو منافذ قلبي
أغلق ستائر الذاكرة
أغيّر قصة شعري
اشتري حذاء واطئا-لست مضطرة أن أكون بطولك.
ما يربك…
انك ترفو معي منافذ قلبي
وتغلق دونك الذاكرة
واكتشف أن قصّة شعري هو ما يعجبك
و طولي لم تكن مهتما به أبدا !!!!!
بُطؤك المدلّل
كم ْ انت بطييييييييئ
كلاعب شطرنج قادرٍ على ألعيش سنة كاملة
وهو يفكر بنقلة ٍواحدة!
أو كأنك بَطريقٌ
يتجول في يومه المشمس الأول
بعد شهور طويلة من الجليد!
بطؤك الذي تُدلله ُ أكثر مني
كم أكرهه!
ميدان عزلته
تبحث عن أكثر طرق العشق فتكا،
لتجعلها زينة لأحلام قديمة.
هو رجل حرب..أو رجل سلام..لا فرق!
ركب طويلا موجة تردد يوميّ
له مشهد تمثيلي في إطار زواج
أو لنقل في ميدانِ عزلة،
هي تمشي بزينتها
وهو..بميدان عزلته !
جميل
يحزنون
حين تنهار السقوف،
أليس جميلا
أن ترى الأنقاض تحت نور؟؟
كم مرة سرقتها؟
لا يروقك رأسي
الملئ بمخلفات بطولتكم،
تروقك نظرتي المليئة بتواريخ
تتوقف أمامها عن أن تكون اللا- انت،
تصفّر بها حواسك
وتلتهي في الغوص،
كم مرّة وجدت َ نفسك هناك،
وكم مرة سرقتني
وتركتني
بلا ألفة.؟؟
إيقاع معاد
لم أغادرك
كان عليّ ان أتهجى هذه الملامح الجديدة
هذه الملامح الغريبة
التي ترقص على إيقاع خساراتنا .
لم اغب عبثا
كانت محاولتي الأخيرة كي لا استيقظ
واجدنا حلماً
لم أتخل عنك
في حزمة الأفكار العنقودية
أودعتك قلبي برهة
كي لا تكون عناقيدي عصيرا
نهاية النهار.
2005
over
صباح المحطة....
اشرب الوجوه وأنت تداعب الهر:
((:لا تأخذي الشمس
سأكون ظلا
سأمنحك الوصول
ومهنتك ِ اجتياز العتبة.))
صباح البرد.....
أتدثر بعيني أبي البعيد
تدمدم:
((زينتك غاضبة
وتدَعين الرماد.))!
صباح الزوال.....
ادخل باب المحطة
مثل خيط ضوء كان محجوبا.
تلملمُ بقايا اللسان:
((لم ارتدِ غير ليلك ِ
واحتمالية واحدة للكبوة))!
الصباح المناسب،
احمل حقيبتين مستنسختين
واحدة في راسي
والثانية للميزان.
تثرثرُ:
((رأسكِ ...))
صباح اللا أبالية ،أبتسم ُ
تلتقط صورة لروحي
وهي تغادرك...
((أخاف صورتك ِهذه...))
..صباح التوقيت..
The time is over…!
ليس كأن شيئا لم يكن!
ستغادر بلا رجعة
تنتظر قليلا...
تعّلق مستخفا بفداحة الكبوة
ان كنت سأعطيك هاتفي النقّال مثل حقيبتي! ]
اسكتُ .....
صوتك المتألم كطفل أخطا بالوصايا
يدغدغ بؤبؤي
اسكتُ..
ويديك تداعبان شَعري المتناثر كما قلبي
اسكتُ...
تسحب يديك
اسحب قلبي على انعكاس هدوئك
الملم جثة الجنون
بهدوء...
أغلق صوتك عني
ليس كان شيئا لم يكن
بل كأنني لن أكون.....
أصابع الصيف الرماديّة
"أطعن بشرف، لا تحرك السكين اكثر من مرتين في كوة الجرح!
في رحلة الأصابع الأولى
كان درب الصليب بنعومة التراب،
كسرْتَ المصابيح
دُستَ على الصليب
لتقطف بعضا من الشقائق.
****
في زقاق نواياك الملثّمة
تمد أصابعك المكوّرة
تقطف نجمة،
تطفئها بعيني غراب .
****
في الصيف المحنيّ بجوع الأصابع
تتقدُّمُ كالهرّ ،
تخدشُ قلبي ورائحة البياض
تحتفل بظلام رأسك
وأنت تزرقني باللاخلاص.
****
الأصابع لغة مفعمة بالأشجار،
ألفاظٌ زُرعت في الليل ،
وأفاقت على نهارك النحيل العاريّ.
****
هو برد أصابعك
الذي لهث معلنا كذبكَ.
****
ألأصابع المملّحة مجنونة ،
لكنها غير مسكونة بالحبّ.
****
تنمو الأظفار
من تثاؤب السماء
من تلوث الحديقة بوحل مفاجئ
من تعشش الفراغ في مسار الأصابع.
****
المنجل الذي حملته أصابع الليل
صلّى على جنازتك .
****
مرحبا ،
يا آثار الأصابع المتلاشية ،
أنا على العتبة ...
أُتمّمُ عملك
أحرق أصابعي على السياج
لأزيّن مدخل الرماد.
أخطاء الملاك
يستيقظ ككل الملائكة ابيضا ً
بلا عباءات سود !
صباحا حين يتذكّر
انه لا يملك أنيابا ليفرشه،
يمسح بالفرشاة على مكروباتهم العالقة على قلبي.
لا يبحث الملاك عن الكراسي
لان جناحيه سينكسران لو جلس.
الملاك ينظر في المرآة
وأنا خلفه
أفكر في كسر المرآة،
صوتٌه كاله محبوب
حين يخلق عالما بلا جحيم .
غضبه ابيض
يطير وحيدا ويطوي جناحيه في غيمة
ليبكي طويلا مطره.
يخطأ الملاك،
لا يفهم تفاوت الألوان خارج بياضه.
لا يستدرك رائحة الدم في راسي.
او صراخ الأحلام.
لا يؤمن بالحجر ..ويخافني
أنا الخائفة الخارجة من بلد النار!
2008-6-25
كانوا يَحرثون الثلج، كانوا يُزرعون في البحر!
"قبلني بدمك قبل الحرب القادمة، أرى أوسمة السيف تعكس العذاب الذي سيأتي والسجناء الذين سيطاردون. وسأكون حينئذ الصمت الذي سيحل.قبلني ضمني إليك بقوة ،واسمح لطوفان جديد من الموت ،من الحضارات،أن يدور" إيزل ريفيرو
كانوا يهيئون اللغة
ويغسلونها بالبخار
ويجفّفونها بما تقتضيها الحواجز،
كانوا يهربون من الجبهات
ويهزمون الحروب
في ملاجئ من إناث .
كانوا يملئون حقائبهم
بالخَوف، بالستر الزيتونية،
بالقطن، بكاتم الألفة بالكافور
وتعاويذ الحياة والحرية.
...
كانوا...
على جبال تطل على إيران ،
حين تتمرد أسلحة الطرفين بالسكوت يتركونها في الثلج ،
ويقفزون من هضبة لهضبة
علّ البياض يمحى مشهد الدم في الرأس.
يقول طالب عبد العزيز*:
"كانت الملائكة تحمي الشعراء، كأمهاتنا
كن يحولن رصاصاتنا إلى زهرة في السماء،
كنا أطفالا وآباؤنا الخنادق!."
كانوا
يَزرعونهم في البحر وشط البصرة والهور
كانوا يعدونهم بيخوت من وطن يسمّى العراق ،
كانوا يزرعونهم كل يوم
حتى لم تعد هناك موجة خالية لسمكة.
كانوا قد سيقوا كالشاة
نحو شحوب الصحراء
حيث لا غبار للملائكة حينها
سوى عواصف الإثم ،
و أسلحة من صمت أقدام حافية .
هي العجلة نفسها الآن
متى يرفضون الدوران؟
المنازل خاليات، لكن أينهم ؟
يصرخون متى نكون مرئيين؟.
وطني الآخر... يحدثني عن موت جدته الجميلة!
رأسه... أحبه هكذا.
ليعيد لي زمن الحزن اللطيف.
بلا ذكريات محنطة! بلا آ ثار لشظايا ولا جزع.
يغرق في الفيروز ولا يفهم جيدا تشنج حواجبي.
جسده مفخخ بالنساء ،
وأنا مفخخة بالشتائم اليومية للعالم.
*طالب عبد العزيز –شاعر عراقي ،خدم في الجبهات طويلا كمكلف اثناء الحرب العراقية الايرانية .
2008-7-4
سأرميهن الخائناتُ!
عطرُ خلاياك َ!:
غابات ٌ،
جَحافلُ من أحصنة ملوك السُلافيين.
أصيلٌ مثل زُجاجيات بيت جدّتي
واضحٌ مثل الفجر،
حاضرٌ بألفةٍ مُحتشدةٍ غارقةٍ في الإيحاء،
منشرحٌ مثل قبضةِ فلاّحٍ على أوّلِ غلة في موسم.
أو كقبضةِ أميرٍ لا يعرفُ سوى النوتات.
خيامٌ خِيْطت من مِسك،
نهارٌ مُشرقٌ من ربيع متأخر
نعاسُ ترابِ قريةٍ بعد رقصةِ مَطَرٍ على عشبها.
سماء مزينة بالنرجس،
بيوت مليئة بأعراس.
حُرّ، ودودٌ، طفل ٌمهدٌ
قطيع عسل بريّ
ضحكٌ، صُراخٌ، لا مللٌ.
أحياناً ،
صامتٌ، غامِضٌ
هادئٌ، فريد ٌ
أو مُزدان ٌكالحدائق المقلّمة بعنايةٍ في ساحاتٍ عامة ".
عطر خلاياك السُلافيّة ،
يخترقُ
أنفيَ الصغيرَ المسكينَ أمام نفحات رقبتك!
أنفي...
كم أتمناهُ ضخماً في هذه القصيدة
كمكتبةٍ المدينة التي تملكُ الحروفَ كلّها،
"هل تَعشق ُالعطورُ بعضَها ..؟؟" أقولُ.
قواريرُ عطوريَ الغائبات ُ الجاحدات،
الممسوساتُ برائحةِ خلاياك،
سأرميهنّ... الخائنات ُ!.
2008-آذار
جبهة غزيرة
كم أنتَ غامق ولذيذ
على جبهة القلب!
كعقد لؤلؤ ابيض
على صدر امرأة افريقية.
وكم أنت متأخر
كحرية العراق!.
ليس على ما يرام الوقت
أحتاجُ لقامتك:
سنة ًلأغمض عليك بقلبي،
وثلاثا للأرق في ليال لا تعرفني فيها.
خمسا لأحبك بهدوء.
وثلاثا بعد ُخارج المنطق.
وبِضعا تحت اختبار الحضارات،
وفوق الكَلَل ِ، وعلى وشك الخيانات أيضا!,
وسنينا عجافا لتلفظ العين والقاف في العراق
وأن تقتنع بان الغين أجمل في بغداد.
واحتاج سنوات لأبكي غيابك اللاحق.
جبهتك غزيرة،
وقامتك أطول من بقايا عمري.
2-2-2008
لكنني لا اعزف البيانو ايها الروسي المعتّق !
تنام مثل النساء الطيبات
ولا تلتفت لكهولة النوم.
تثبّ كالجوزة المفطور فجأة
حين يتعلق الأمر بالنسيان..
لديك حلم معاد
ان تكون بيانو أبيض
كالذي تعزفه والدتك.
كأنني شجرة وكأنك خريف موسكو
جهدي معتق كي أزهو للصيف القادم
وبردك ذهبي ّ لتعانق الأوراق الصفر بلا ملل .
كوَلد روسي ّعتيد
تٌلبس الثلج قسوة عمياء
تقفز فوق الساقية المهملة
تصافح الضباب عند عتبة بابي وتوصيه بيّ.
تتبع ضياءاً لا يدلّ عليّ
لأن بلادي غريبة وجسدي معبّأ بكدر ،
رياحي موغلة في القدم
كي لا أدَعكَ تنام هادئا مثل النساء الطيبات!.
أخيّب أملك
لأني لا أعرف تقطير الوقت
او خياطة صرّة الروبلات* كالجدّات الروسيات.
أخيب أملك لأنني لا اعزف البيانو جيدا ...
أو حين تكتشف كل يوم بأنني أم ميتة
وطفلة مكررة... يتحكم بها قلق الفقدان.
خريف موسكو-2008
كرز معلق
كل عام وأنت لعبتي النارية على شباكي المغلق- 2009
أصطاد النوم بحفنة أنوثة ضالة
ركبتي لا تتحرر منك
مثقلة بفرحنا القليل،
نادر أنت مثل طاقية الاختفاء
لكنني مللت هذه اللعبة
أن تصطادني دائما في حدائق الوحدة
جسدي واضح وكئيب
مثل صباح كرز معلق على شجرة الميلاد
والحكاية كالألعاب النارية
نصف لامع وجسور وعال
وآخر سواد ضوء متلاش .
الثرثارون
يملئون الحانات الصغيرة،
يشربون نبيذاً رديئاً،
يدخنون وجوههم
ولا يتكلمون...
يقسمون بالله دائما
ولا يؤمنون به كثيراً.
ويلعنون الساسة والحروب، وفرصهم الضائعة القائمة .
الثرثارون، رجال وهميين
يملكون الكثير من النساء الوهميات،
ولأنهم لا يستطيعون البوح جيداً...
يضحكون، أو يبكون في نهاية الأمر.
يفرشون على طاولة الاستقبال كتبا يهابونها!
الثرثارون صامتون فيهم.
يوقظهم جرس الباب الذي يخافونه عادة!.
2008 صيف -دمشق
غيرُ أنيس
يستسلم كلّ هذا الشتاء السيبيريّ
لفورة لا تخمد،
لجليس غير أنيس... كتابك!
****
يسقط السكين
على الصفحة الثانية
يذبح حدائق الكلام
تتطاير الحروف وتنتعل عيد حب لا يأتي .
****
السينما
دار الأوبرا، صالة عرض اللوحات،
حتى البحر ... ذهبوا لنزهة طويلة
وتركوني في مأوى لصيد الهاربين من كتابك.
****
كم أنا تائهة في صباح الآحاد
أحمل صليبي
أبحث عن درب ما
لكن كتابك... كتابكَ الجلجلة!
****
المعاطف التي ترقص مع قوة الريح
تُخلع بمزاج رائق ،
معطف حاقد معلق هناك بلا ريح على مدخل بيت- بيتنا،
طالما كتابك!.
****
لن يتأخر الموت
خجلهُ في ثلاجة الموتى
سيأتي مبكرا ،وساعدّ له ديوني على الحياة .
2009
كولالة نوري
تولد:العراق.مدينة كركوك
لها ثلاث مجاميع مطبوعة/لحظة ينام الدولفين :دار ألواح مدريد1999،دار الشموس دمشق 2000
لن يخصك هذا الضجيج: دار الشؤون الثاقافية 2001 بغداد
تقاويم الوحشة :بيروت 2005 المؤسسة العربية للدراسات والنشر
حاليا في سنتها الاخيرة لدرجة الدكتوراه في الأدب الإنكليزي
*دبلوم في اللغة الروسية وآدابها .
تعيش بين العراق وخارجه منذ 2004.
قصائد المجموعة كتبت بين الاعوام 2005-نهاية 2009