سيرة ذاتية
تولد 1966 في الناصرية / الشطرة
نشر اغلب نصوصه في صحف ومجلات عراقية وعربية
ترجمت بعض نصوصة الى لغات اجنبية
له ديوان طفولة آدم / دار ميريت / القاهرة
قصائد مستعملة / دار اكتب / القاهرة
سيرة الطائر الوحشي / لازال مخطوط .
عندما خرج العالم
من حفرة معلقة في أعلى الفخذين
خرج الجسد وخرجت حيواناته
وخرج المسدس بيد الكاهن
محاطاً برفات الورد ونواح الملائكة .
لك كأسي
هذا ما ادخرته الرياح
للقامة الناحلة وما عصرته
من حياء الجبين
وكنت شجراً إبتعد
عنه طريق الطموح
فيه يمد الله طاسته للمطر
ونمد نحن أعناقنا التي أينعت
أغصاناً وورداً لله والمقصلة
لك روحي
ما تبقى من الدرب وما اكتوى
شجر الصفصاف
في وحشة الوجه في العاصفة
وما تكلست عليه الملامح
ومن عيونك
التي سمرتها نذراً جنوبياً للطريق
تيقنت وقتها أن ذراعي
حين مددتها تحت رأسك
ستنبت سوسناً وقمراً صحراوياً
تعلقه الملائكة فوق رؤوسنا
تيمم بدمي اليابس فوق عتبة بابك
واسجد في فيضي
واتلو ما تيسر من محبتي فيك
ثم اطمئن .
أيقظني نواح مر
لقارب فارغ مر قربي
عالياً بارتفاع الخيانة
دماء البلاد على قمصانكم .. تسيل
ترى من منا ينسى الآخر
أنا أم أنت....؟
كمحطة قطار لاتتذكر أي علامة فارقة
للوجوه التي تعبر
وتمجيد للزحام
تمرين ..يلامس كتفك كتفي بلا مبالاة
لقد اقتسمنا دم الهزيمة
وعلقنا تمائم لذكراكم
قال الميت ..كنا مثل أغنية حميمة
انتهت ولم يبق منها غير مراكب
التصقت بقاع النهر
هل تصفحت الوجوه الأخيرة
وتلك الأصابع المأثومة
لنتفق إذا.. نحن صفصاف العبيد
علينا أن نترك ما حلمنا به ليلة البارحة
عند طرف السرير
فقد آن أوان البحر أن يغلق آخر حدائقه .
تابوت
نسته الملائكة مفتوحاً
لحد الآن لم يغلق .
تقف فراديسك
كنجمة من دم
تضيء خواءاً
يسيل على القلب , الليل كله
كم تدوم يامفترق المحو
ونحن نغادرك كهامش منسي
قوافلاً باتجاه الرمل
نحتضر في كل شهقة
ونترك وردة للبكاء .
لا يقين في يديك الملطختين
بحروف الأدعية
ولا بلسانك اللاهج
باسم من أحببت
ولا بعيونك التي سمرتها
على صندوق بريدك الفارغ
قف قبالة شرفة الله
مصلوباً كعمود النور .. وانتظر .
وحدنا في التيه
لا أحد يقرأ ألواح الروح
سوى الريح تقشر شراع القامة العالية
هذا ما أعدته لنا الكهوف والأصابع الآثمة
ونحن نبحث عنك
عن جدار يشبه قامتك
جدار لا ينز دماً
جدار نلوذ به
ريثما تمر توابيتنا
ستبقى أيدينا ممتلئة بالغضب .
قلبك الثمل
علق من جناحية للذكرى
هل أنت ما تمنته القصيدة
وما أنشدته مسرات فيضك .. ؟
ومن مزاياك إنك تغفر
باخضرار ضفتي يديك
لم يبق لي غير إن أصغي
وأنت تمتد في البرية
مثل ظل شجرة
أتهجى أغصانها .
أيها الغريب
ضع جذورك في طاسه
واسقها كل يوم
من ألم المنفى
ومن طموح العائدين
ومن مطر الله
وتريث ...
سينبت لك وطن آخر
مليء بأصدقاء كثر
كملائكة عميان بلا رائحة
لا يسألون عنك أبدا ً
ولا يعنيهم شأن وجودك بينهم .
مثل مجد التوابيت تعلو
وكنا ننظر إليك بلهفة
ونشير باتجاه من رحلو ا
ـــ بلى ..المحطات التي ابتلعت وجهك
تركت ندباً لذكرانا
فلنغلف ما تبقى من طفولتنا الدافئة
بورق (السليفون )
ونتجشم عناء من أحببناهم دفعة واحدة .
1
أوقفني مرة في ( باب المعظم )
وكنت محموماً أبحث عن فاطمة
أتأبط سجادتي
فقال احذر
لئلا يشموا رائحة المحبة فيك
ثم قال لي تذكر بان فاطمة في كل الوجوه
فامنح كل من يمر قربك وردة
إلا الأحياء فأنهم لا يملكون فتنة الموت
2
على دكـــة عالية تطل على قيامتنا
أقف .. وقميصي يقطر وجداً
أرى فاطمة
في آخر انفجار بـــ (كرادة مريم )
توزع البشارة على العابرين من الموتى
3
رأيته مرة في (الباب الشرقي)
فحياني
فقال لي فاطمة في القلب
ثم أدبر يلفه الهجير
وبعد أكثر من انفجار
التقيته في ( ساحة التحرير )
قال فاطمة ستبقى نجمة عالية
فاطمة غصن أخضر
ثم قام يصلي ..فصليت خلفه
تحت (نصب الحرية ) .
كنت أمـــــــــــــــطُّ طموحي
أقصى ما أستطيع
عسى أن يصل مبكراً
إلى ما تصبو إليه روحي
عبق أنت يا طموح ..لا تغفُ
مستيقظاً كما القلب
يا فيض يدي وحماقاتها
وهي تتكئ على سياج الإسطبل
أنا ميراثك كما تدعي
ومأتمك الأبهى كما أدعي
ذلك وضوح حثيث
لا تجيده يد مشلولة وفم أدرد
ولا ما يتداوله الصبية من جمل
مبتورة لا يفهمون مغزاها
هناك حيث أطلس البور بين أيديهم
وهنا شجر العافية يخونني علناً .
مشتعل بممراتك ومنابع أغصانك..
اصعدي ألان ياكلَّ رغبتي
فقد وصلت قوارير اللذة
إني أسمع لهاث موجك
وهو يرتطم بزوارق المؤمنين من بعدي
كي يطلقوا فراشة أعلى فخذيك
لتحلق في حدائقهم الوثنية .
أحتويك دائماً بزعانفك الحادة
وقلت لك علناً في ارتفاع العزلة
انك نشيدي الذي لا يمل
نشيدي الذي أردده كل يوم
في ممرات حنجرتي اليابسة
وكنت مخلصاً
بأشواكك
هكذا أنت دائماً
قلب شديد الضباب وغير مدجن .
كانت لك نوافذ تفتحها
أصابع ملونة الأظفار تشير إليك
و يدان تشمان تعبك
كم أنت غريب الآن .. ووحيد
تعال هادن رصيفك
فلم تعد الأشجار عالية بعد الآن
سأطلق جناحيّ إلى سماوات زرق
محلقاً بحب من أحبني
لا يعنيني الزحام
اصطدم بنفسي أكثر الأحيان
أنا طائر وثني مكابر وجل
لا أؤمن إلا بك
) أعمى يقودني إليك(
على ضوء صلاتك
وكنت أدحرج أمنياتي
التي لم تعد صالحة
في جلال العراء
بعد إن تركت باقة ورد عند الباب
قل: هذا ما احتوته الأصابع من برود المصافحة
وما أنجبه وعاء الوجوه من سكاكين الأسئلة
حينما تمر وحيداً من دوني
قل: أنا العاشق المعتق في دنان السلالات
احتسني الآن كي تسكر
ستراني مضيئاً في الركعة الأولى
ولاثماً شفتيك في الركعة الثانية .
سمائي قبل أن تتفطر
كان تحتها أصوات تخون
وأسماء تطلى بصدأ غيرها
وأرواح كثيرة تطارد أشباحها
ودفوف كانت تأتي كل ليلة
لايعول على سواحلها
وكانت هناك فراشة تهيم
وقد غسلت اسمها بماء الحداد
وقد غطت بورق اليتم
قال الأخر
الذي يقف على بعد دمعتين
تلك روحك فاتبعها أينما تحترق
ولا تتوارى من دمها
وكان هناك غصن
يشير إلى غيمة محنطة ..تلك علامتها
فابدأ الركض في براري العمى
وفي حقول عائدة من العطش
هناك حيث
تبدأ اليد بتذكر انتصاراتها وهي تمسك
برائحتهم بقوة
كنا بين قوسين محصورين على سطر من الخوف
من ذا الذي طوى مراعيك
ورش على جرح غيابك
ملحا فيه رائحته
أحببتك ..
وإنا خارج يديك .
في باب المطهر
ستلتقي
بالضحايا النبلاء وهم يحضنون رؤوسهم
وبالعيون التي أومأت لك مرة
ستمتد إليك مرة أخرى
بوردة آس مسمومة
وسترى وجوه الضغائن كيف تهرم
وكيف يتعفن قلب القاتل .
العين في ممراتها
تفضي إلى نصاعة أديمك
حيث الرذاذ في غاباته
يهب على نوافذ الشهوة
والقبلة المغروسة بالألوان
وكفي سريراً لوعولك الجامحة ..
تمسح المرأة ماتركتهُ الحوافر في مراعيها
وتنشر الجسد معلقاً فوق حبل الغسيل .
تضيء مسامير الصلب وجوهنا
وأنت وحدك تقفين بيننا
تحضنين شعباً من التوابيت
يا بابل الرفض
بابل البقاء
بابل ترعبكم
فنحن الذين رأينا كل شيء
ولا شاهد غير دمائنا
التي تلعقها شقوق أيديكم
وشروخ أرواحكم
فسبحانك أيها الدم المطارد
فلا دم في هذه السماوات إلا دمك .
هيأت عيوني للقادم الوصي
وأعددت له
كل ما تذكرته يدي من عراء القلب
ومن أفق أقرب إلى الحاشية
انتظرتك كثيرا ً
عند جدار القصيدة
وكنت فراشة ظن
تتصاعد مع دخان قامتي .
وجهك أعرفه وكذلك أصابعك حينما تلامس قلب الميت
كنا عند أرصفتكم ..
من أجل مرور الموتى سالمين ..
اتكأنا على رماحنا أدغالاً ووعوداً
كم أسرفنا بانتظارنا وبالحدائق التي شوهوا سمعتها ذات يوم ..
لزوالنا ذاته كنا نسأل متى يكون الرصاص ورداً للجبين ؟
لذلك أسرجنا قناديل محبتنا
أكثر سعة من ضياء خديعتهم
هذا رمادنا
وتلك يداك فيها رائحة فراشات طفولتنا
وزغب أجنحتها
هكذا نحن حقيقيون وممدون في الضوء
من أجل طوابير الموتى المنتظرين خلفي
من أجل الغيوم التي تغير مسارها عندما تقترب من صحرائي
من أجل كل الجهات التي رفضتها وسرت وحيداً بلا هدى حتى وصلت بيتك .. أعرني قلبك ألان أيها الحي .
1
نقف شاحبين
على هاوية مسراتنا الدامية
وأمام بوصلة فيها أكثر من بندول
نتساءل .. أي اتجاه يؤدي إليك
أي اتجاه ؟
2
في كفي . حتماً ليس قلبك
سوى براري تنز بدم الملوك
يالرمادكم وأنتم تحتمون بدم الضحية
هل أيديكم ما أحاطت به المقاصل
وما جرفته الخديعة من كل باب
أم منفى للصفع وسكين للوريد؟
غيري يزكي نفسه بجنرالات قتلى
وقبره ضيق جداً
والموت صقر مهيمن على البراري
يرفض أكل الجيف
3
بغداد كانت نهد عاهر يتدلى لكل فم
هل آوتك مرة ..وهل التقينا ؟
رايتك تسقي ورد الآخرين وتدوس على وردك
كنا نهرع إليك .. نستعين بوجهك .. نرصف أوردتنا العليلة
ونطوف حول رقادك مسربلين بالدم وبالشوق وبالشتائم
بعد أنأيتنا عنك ، على دكتك نقف ألان
نحن الجموحون جدا ً ما أحوجنا إليك
أيها الوطن الوحيد .
قلبك كان الرجاء كله
وكل الوحشة كنت
وها أنت بلا قرابين
تتهدل ولاتترك لمن أحبك
سوى جثة تعلوها الرسائل
معاً كنا ،لايد تلوح الآن
ولااصبع واضح يشير إليك
فقد مضى الآخرون في نهار رطب
سمعتهم يعبرون
تركوا وجوههم تحيط بك
مثل بقع داكنة والمقهى اصطبل لأحصنة هرمة
ثمة أغنية تمجد دفء المنازل
وثمة نشوة آخذة بالزحف خلفك
لم يعد لك غير نزف
يتبرعم خيوطاً غليظة من الدم
تلتف على سيقانك
فأي طريق يرتديه العاشق
وورق الصفصاف يربك غصنه ؟
امرأة متفرغة لسريرها
لذة
لذة
جرحها الجموح ..الفظ ..الأعمى
حيث الورد ينمو على تضاريسها
والرجل العابر في ليلته الوحيدة
مشغولاً في عد براغيثها
وفي وضح سمائه
يركن نفسه في حانة ويرجع بدونها
مثل موج يتعافى
وهو يغادر أسنان الشواطي المخيفة
إلى موجة أنثى أعمق
كالحياة .
أيهما أنت
المتربص لصفيح الوجه
كلما أشرقت شمسه أتيت
أم الواثق المتغطرس
لايرتضي إلا لب الروح
فأين أنت يامبضعاً من هذا الغريب ؟
عندما مرت النهارات الغريبة على أهدابنا
سمعت مياه الأصابع التي تشمكم
تنحدر كشوك تخدش أول الأرض
ونحن مشغولون في تلوين الجثث
مساءآت تنسدل حد الركبتين
وما تبقى من وجوهكم تأخذه الريح
كي يذبل في كف أنثى
سأنزف كل سعاداتك بدلا عنك
إن كان هناك تابوت آخر للبحر
ومدية آدم لوريده يوم انتحاره دونما نعي .