شكري بوترعة
(تونس)

كم المكان ... الآن ؟

أسميك ما يحدث فجأة ..
أسميك اختلاف الدود حول مسألة التراب
أسميك الذي لا يسمى
غربة الموت
قلق الجدار
غابة تغادر بلاغة العشب
و تدخل بلاغة البياض
أثوب إلى مائي يغسل الأرض من أدرانها
أثوب إلى سريري
في الرحم المطمئن
أثوب إلي
حين أرى ترسانة حزنك
تعود من التخوم بلا ظلال
أنتظر غيابي من رصيف شيعته
إلى المترجلين علي
سالما
تثوب لي الأزمنة
حين تختلف على شكل الهلال
كم المكان الآن ؟
ضع فراغا بين حزنين
و رمم عليه جدار غربتك
الذي لا يحد
ضع ما تريد
قد تثوب لحماقة الجسد
إذ يموه على الموت
بأعياد الميلاد
فانفخ على الشموع
سينكشف ما أخفى المعنى من صديد
يثوب إلى خلوتي الغزال الجريح
للأطفال لغتهم
في تفسير الدمية
و لدمي صوت يفسره الحديد
فهل حرك النهر الفراغ الذي يعلو للفراشة و ينزل ممتلأ
....بطقوسها
تغيرت في الذاكرة ... تغيرت في الصمت و الصخب و
الانحناء
أنت في الوهم أجمل
تزورك بكامل زينتها الحقول
أنت في الوهم تلة تحتمي بها الوعول
أنت في الوهم حمامة تستجير بها الفخاخ
فاتركي الوهم يقول ......

مارس 2005

خرائط المدن القصية

إلى روح الشاعر عامر بوترعة

على مهل يجئ
على عجل يمر
بمزمار اللغة كان يراقص أفعى الكلام
و الفصول تزداد اتساعا لعبء دهشته
يصطاد لون الغيوم
و يعصره في إناء الفاكهة
كان يضمر للشتاء
حزن المواقد
سترته .... سعاله الناشف
وحوش غربته المسعورة
قد يدخل هذا الراعي البربري
القاعة المطفأة
ضيق مضجعه
ضيق بيت حزن المسلمين
هو لا يعثر على نفسه أبدا
يعرف أسرار العشب
لكنه يرتب الفصول
كما شاءت صباحاته المفتعلة
و يقود شهوته إلى الزوايا المقفرة
كان جحيما من الخمر
جحيما من اللغة البسيطة
و كان يقرأ كف الموج و كف السمك
و كف الشبك
لكنه يخطئ حين يقرأ كف الوطن العائم
فوق الماء
كان يمضي إلى مدن الكلام القصية
ثملا يقطع خطي التوازي
و قد أرهقه الخمر و العشق و الليل
و الذكريات
على مهل يجيء
على عجل يمر
يطلق سراح الحليب من الأمهات
يطلق سراح الذئاب من الكلمات
حاولت ترتيبه من جديد
رائحة الريح في زفرته
عطره المبعثر في الزوايا
مساءاته العتيقة
إصبعه الذي يوقف النزيف
كان علمنا أن للأعشاب خلاصتها في الدماء
و أن للعشاق خجل من زجاج
يتكسر في رفة عين
و يسقط من سقف الكلام
شيئا يشبه لون البكاء
على مهل يجيء
على عجل يفر من رئتيه الهواء .....

جانفي 2003

بروفيلات من أجل استعجال الشعر

بروفيل سعدي يوسف
" ما أوحش أن تبقى مع الزهرة"
وجهك في المرآة نهران
لون المتاهة
مستسلما لإحتفالات المعنى
لقطن يديك يوقظني من الموت
هكذا أنتبه
يلزمني حيرة الآن
و يلزمك وطن يضيء فوانيسه في الصباح

بروفيل محمود درويش
هل فتحت مجراك في مدارات المنافي
فاصعد عاليا
لمدائح التراب
و أمسك بخيط التكوين جيدا
.................................
.................................
ثم أرسل غرابك يستكشف
إنحسار الماء

بروفيل أمجد ناصر
تخرج من تقاليد العشب
والرائحة
تدخل رائحتك البكر
هل يتمتك الحواس ؟
وأنت تلهو ببعض تشكلات الضوء
على جدار كنيسة القديس غابريال
فارقص على عزفك في الطين

بروفيل محمد الماغوط
إلى أي جهة ستعلو/ أنت العصفور الأحدب
جهة الله/ أم جهة عدن

بروفيل آخر لسعدي يوسف أو إحتمالات أخرى للوحة
هل عمدا
كسرت اللون الأحمر
بعشبتين و طائر
أم أنك أزحت إليه
زرقة النهر
كي يشتعل
إحذر
..................
..................
هناك على اليسار
حيث ينام الطفل
سواد يحاول إقتحام اللوحة

بروفيل عبد العزيز المقالح
عد إلى وادي الأحقاف
و أقرأ لهم في الكثيب الأول
مدونة الريح

*بروفيل جاك دريدا
فكك هذا الفراغ
ليخرج القمر من حضانتنا
و يجد أمه المغتصبة

*بروفيل رولان بارط
مستترا بكل الضمائر
مستترا بااللامعنى
ببياض لغتك على البياض
لمحتك تشيع
جنازة الأسلوب

*بروفيل بختي بن عودة
هل كنت تعرف أن دريدا
سيصعد إلى قبرك
وأن نزقك على التخوم سيقتلهم
تعددت أمامهم فارتبكوا
و صاح النهر
كلانا قلق يا صاحبي
خذ شكلي واسترسل
يأتي جسدك إلى اللغة/الموت
و تزدحم النصوص على الخشب الممدد تحتك

*بروفيل منصف الوهايبي
تتعاقب الدوائر في اللوحة
دائرة .. دائرة
وفي كل دائرة أحاول رصدك
فلا أستطيع
لكن الرسام همس في اللوحة
ثمة مخبر في الألوان
حاولت أن أخفي ملامحه
بلون حين يرتسم
يضيع .......

*بروفيل أدونيس
إسمك المستعار
تناص مع الموت
و أنت تلقي بيان الجسدين
تحت ملاءة اللغة
حولك
و أنت تنام فوق الورق الرهيف
فوق الزجاج الرهيف
و تحت الزجاج ينام
مهيار

*بروفيل شكري بوترعة
هو يوسف في الغمغمات
و ما تتناقله القلوب
فاخرج من البئر وحدك
قد تتأخر القافلة
ففي هداة الوهم سنعبر معا
هذا الزقاق
إلى ما يلوح من بعيد
ونلوح له بالإزرقاق

*بووفيل عبد الوهاب ملوح
سيد المجهول
أنقاض المدن السفلى
عشرون إلاها حول مائدة الأعالي
نبيذ الآخرة فوق المغسل الخشبي
هذيان يخرج في رحلة صيد الصمت
مرض الميت
خطأ الملح / لا يلطخ هذا البياض
غباء السكر / يختفي ويبوح بطعمه
شراهة الحزن فيه
لغة تراوغ الكناية والغواية
تجاسد صنمين / و تكون الولادة
زواجه العرفي بالدنيا
تناقض البحر مع حفنة سكر تستحم
هو يكتب بعموده الفقري
و جبهته الباردة
مكواة للريح

فيفري 2003

أبراج

الدلو أن تغمرك المحيطات و لا ترتوي
لكنك تخرج من كل الغزوات منهزما
و تحرج جرحك امرأة بعد ما التأم

العذراء تدخل إلى الدلو من النافذة
تحرك قشة العشق فيه دون انتباه الأسد

القوس يخطئ الجدي
و هو يلتهم خلسة عشب الجسد

السرطان ملك
ينصب مشانقه في الدماء
لحوت يحوم حول جوزاء منشغلة

بعاشق لسعته العقرب في الكبد

للثور ذنوب كثيرة
كأن يفتك من الحمل وداعته
و يلبس تاج الملوك و الرؤساء
و يظن أن الميزان سيرفعه
إلى الأبد

أفريل 2001

أعود مع الريح ... حين تعود إلى أهلها

بعد قليل....
تعود الرياح إلى أهلها
ونمضي إلى حتفنا مبتهجين
للخارطة الآن أن تقول الحقيقة
و للمحكمة أن تعيد للقاتل
إرث القتيل
بعد قليل ....
يولمون للذئب ما تبقى من جثتي جالسة
و ما تبقى من جثتي واقفة
و ما تبقى من جثتي حالمة
و ما لم يتبق من جثتي
بعد قليل ....
يهيئ النحل نفسه للدخان الموسمي
و يفر العسل إلى حاسة لا تعي

هل كان السراب مصيدة
العائدون من الديانات القديمة
إلى العصر الحجري الحديث
بعد قليل ....
أفتح نافذتي لفراشة طائشة
ألم شمل الذئاب
و ما ضاع من جنسي
تحت سقوف الأنبياء
الجدد ....
...........................
جالسا فوق ظلي ... تلك حدودي
أعود مع الريح حين تعود إلى أهلها
أدس هزيمتي في الرموز
بعد قليل .......
نتكئ على جدار من لعاب الشموع

و عائشة تنام منفردة
حين لا يدق الحلم
رتاج أنوثتها
و تعطي للغريزة فرصتها الأخيرة
كي تنام .....

خريف 2000

عائشة تقرع .... باب العزلة

عائشة تقرع باب العزلة
آه ...عائشة لو تقطعين أوردة
الطين فينا
أنت أيها الطين لو تطيل
حزن عائشة في ليالينا
تفتح عائشة ضفائرها للمساء
تقرع أبواب الجنة بالجوع
صمت حنائها يملأ فراغ يديها بالزغاريد
و من عادة عائشة أن تخرج ليلا ترعى قطيع الندى في الحديقة
تقطع ما زاد على الحلم من شوك
ثم تهيئ عريها للغريب
هي...
لم تلد غير أنها تفيض حليبا

حين ترى حجرا يطير
تمتد إلى آخر هذا السياج
تقرع الساعات
و حين تصمت أجراس الوطن
تحزم عائشة حليب أنوثتها
و تدخل قوس الفراغ
....
وليكن
أن يفقد النخيل صوابه و ينزح إلى الشمال
فكيف تفقد عائشة سريرها
على الخريطة

و تنسى قفص الفرح مفتوحا
هي الآن تعد فطور الفراشات
ابنة هذا الزمان الرديء
تبوح بسرها للنحل و أحفادها الأولين
و تعرف أن طعم الملوك
كطعم الهزيمة
و إن التراب إذا مسه دمنا
يصير جنين
و إن الذي بينها و بين الغريب على الضفتين لم يكن سوى دمها قد تعتق في قاع الجرار القديمة
و حين تستيقظ عائشة من صحوها
يغادر قطيع الندى حديقتها
آه ... عائشة لو تنامين
كي ينام التراب على بعضه كعاشقين

و تعود فلول الندى إلى بعضها
و يحتفل النهر بدمك المعتق على الضفتين

جيل من الديدان على صدرها
مزاج الريح في زفرتها الطويلة
فرسا يشق زفاف عائشة للغريب
و يسقط صريعا على باب عزلتها
فلا بد من عائشة على الضفتين
كي ينبض في الجثة الباردة
حبل الوريد .....

خريف 1998

قليلا من هذا الصباح ... يكفي

قليلا من هذا الصباح يكفي
... لهذا الصباح
كي أزيح من قهوتي
بعض الغموض و ينفلت الورد من سطوة هذا الجفاف
قليلا من الضوء ... يكفي
لتهاجر من دمنا الطيور رويدا
.... رويدا
بدأ دمي في النحول
ثم دحرجته الرياح

مارس 1990

كلام حول شيئ يسيل

قالت الشجرة
: عروقي تستحم في حوض من الجمر
و أشتهي و لو في الحلم ماء يدفق من ينبوع
قال الطائر
: يبس الفضاء بي
و الروح يعتريها الارتباك
أشتهي أن ينفتح ثدي الغيمة المسدود
قال الداخل للتو إلى البار
: افتحوا لي كل القوارير كي أستحم
قال الداخل للتو إلى العرش
: ألذ الشراب إلي ما نزف شريان مقطوع

جانفي 2001

أراهنك على لون الغراب

لي شبهي ....
إذا وثقت بالدنيا تنتابه بعض الظنون
لي شبهي
يثير انتباه الضوء
في العتمة
ويقول لي : ضع وجهك في المرآة
وانصرف
إذا فرت كل الطرائد
سأصطاد لي
شبكة ......
لي شبهي يطاردني
ويختبئ في
أطارده و أختبئ فيه

لي ما ليس لكم
شبهي و نقيضي يتحدان علي

لي تبغ رديء
و أصدقاء يتراهنون
على لون الغراب
وكأس يفتكها السكر مني
فألعقها بركبتي
لي ما ليس لكم
وطن لآخر الليل
حذاء للقلب
و عاطفة لقدمي

جوان 2000

خمار

و
يقطع الخمار عنقي
بسيف من نبيذ
أتدلى على شرفات الخراب
أقول
كلوا
واشربوا
مما نزفت
واتركوني في قمة الموت محتفلا
ذا جسدي أقيموا عليه طقوسكم
ذا كفني زج بي في سواد الحليب
سينسل لي من الحلم
نبي
يؤثثني ثم يختفي
وإن خانني طيني
ألف النار على عنقي
أغلق شرفة الله علي
و أفتح مملكة للشياطين .......

جانفي 1987

خيط

و مرت حذو القلب جنازة
..رأيت
خيطا من الناس
طويلا ... طويلا
و في آخر المشهد
سقط كل المعزين موتى
و استفاق القتيل ....

شتاء 1987

قاعدة الملوك

توهمت أن المشي على القدمين
يطيل العمر
و يفتح للرئتين أفق
لكن الملوك
كسروا القاعدة
و قالوا :
زحفا تطول أعماركم
و أعمارنا يطيلها مشيكم
على أربع

مارس 1984

لا أرض .... للساق المبتورة

الى صديقي اللدود عبد السلام العطاري

أنا ....
لم أسئ يوما إلى
نجمة أو سحابة
لم أعكر مزاج النبات
فقط انشغلت بحزني كثيرا
وأقفلت باب الروح في وجه المباهج و الصبوات

أنا لم أسئ يوما
إلى حشرة
إلى عشبة في الحديقة
إلى ضيف الأحد الثقيل

فقط
كنت أستدرج اللغة إلى سرير الليل
و أرمي برماح الشهوة
في المدفأة
و التي صعدت سلم الذكريات
"تغتسل بعسل دوعن حزامها بحر العرب وخلخالها الموج"*
رمت بالجمرة في قاع الحذاء
علمتني الطفولة بعد الأربعين

و سلمتها مفاتيح القرى
فهل يضيء شجر الليل حديقتها
كما يضيء القطن جسد المرأة
التي تنسى أزرار شهوتها فوق الحصى

هل ارتبك المطر على شرفتها
هل ارتبك اللون في عينيها
لقد أينعت شمعة الميلاد
في غفلة من الريح
و كان البئر شحيحا على دلوها
و الماء طليق في دناني
فهل كان علي أن أتنبأ بالماضي؟
وأعرف أن الصحراء لا تخون أحفادها
.... و أن ...
والذي كان في بطن أمي لست أنا
إنما كان حطامي
أسمي الدود
سفينة تمخر عباب العمر
أسمي الستائر أجراس من غبار
أعلق عليها آثام الليل
أربي السعال ليستأنس بي في الفراش
الحزن أخي في الرضاع
الفرح أخي في الضياع

و السمك الغريب
يدخل النهر من نوافذه
الماء ذئب
الفضاء ذئب
ولا أرض للساق المبتورة
أسمي الروح
رمانة تتشقق في غصنها
لا وطن للساق المبتورة
لا حذاء

جانفي 1995
قمر

كأن القمر اثنان ...
قمر لعاشق يؤثثه الوجوم
و قمر يرى ظله في النهر
فيظن النهر سماء
و السمك نجوم ...

أفريل 1985
كلام بشأن الروح

إلى أين تسعى بك الروح
الليل يناولك برد المعاني
و أنت طريح الكلام
هل إرتعشت يداك
و أنت تضم عقارب الساعة إلى بعضها
كي يستكمل الله مهلته فيك
هل ارتعشت يداك
و أنت تسبر أغوار "سعدي"
و هو يبكي في الليل وحيدا
ماذا سيناولك الليل الليلة ؟
هل ستعدو للدود المعلق
كالسمكة .... ؟

كلام بشأن الروح

إلى أين تسعى بك الروح
الليل يناولك برد المعاني
و أنت طريح الكلام
هل إرتعشت يداك
و أنت تضم عقارب الساعة إلى بعضها
كي يستكمل الله مهلته فيك
هل ارتعشت يداك
و أنت تسبر أغوار "سعدي"
و هو يبكي في الليل وحيدا
ماذا سيناولك الليل الليلة ؟
هل ستعدو للدود المعلق
كالسمكة .... ؟

كلام بشأن الروح

إلى أين تسعى بك الروح
الليل يناولك برد المعاني
و أنت طريح الكلام
هل إرتعشت يداك
و أنت تضم عقارب الساعة إلى بعضها
كي يستكمل الله مهلته فيك
هل ارتعشت يداك
و أنت تسبر أغوار "سعدي"
و هو يبكي في الليل وحيدا
ماذا سيناولك الليل الليلة ؟
هل ستعدو للدود المعلق
كالسمكة .... ؟
أحب الزمان
الذي يعبر شارع العمر
ولا يترنح
أحب الزمان الذي يبلل شجر
الذكريات
و لا يخدش الحلم حين ننام
لن أجذب خيط الشبكة
على حمامة تنقر القلب
حين أنسى بأني تذكرت
كأسي على الطاولة

مارس 1997

من عادات العشاق

من عادة العشاق
إذا مروا عل قمر اقتسموه
و قالوا جدنا الأول
من سلالة الماء
إذا حط بنهر توافد النخل
إليه تباعا
و امتقع وجه الحرائق فيه
خجلا
من عادة العشاق
إذا مروا على غيمة
زرعوا فيها عشب غربتهم
و قالوا : يا أختنا الغيمة احترقي
إن أصل الحرائق ماء

جانفي 1998

أيها الماء الموسمي

أخرج من الصلوات
و كن حرا
لقد جفت حقول عينيي
فأهطل....
أيها الماء
و تأكد من سبب النزول
ألغسل الموتى
أم لنبتة تستغيث في الحقول
ليس في باب الحديقة
حارس أو نباح
فادخل
واقطف من شجن الفواكه ما أردت
و خذ من تراب الأرض
واصعد
كي تصنع حقلك في السماء
سوف نتأكد أنه ليس في طريق الموت
قطاع طرق
لنمضي إلى موتنا آمنين
ثم نصعد إليك
أيها الماء ....

جانفي 2001

تقديم :

لعل أهم ما يميز كتابة شكري بوترعة هي الإشتغال
على الصورة ذات التشكيل النووي المتفجر لكأن
الصورة عنده تفجرات ضوئية تتناثر في شكل تشظيات
و هو ما سيؤدي إلى إعتبار كتابة صاحب " عائشة تقرع أبواب العزلة" هي كتابة متشظية و أقصد بمتشظية أنها لا تراهن على مرجعية التلقي المألوفة بما تشترطه من إلزامية الخضوع إلى نظام في الكتابة الأدبية.
كتابة شكري بوترعة هي كتابة عابرة للأجناس بما
أنها تتوفر على السرد تأتي أحيانا في شكل إرتسامات
هذيانية ذهابات حلمية بما قد يخترقها أحيانا من خطابية
تنزع للمباشرة.
هي كتابة شرود.
و هو ما يؤهلها أن تكون كتابة متجاوزة و مختلفة بامتياز.
الشاعر عبد الوهاب الملوح

لست وصيا على أي شيئ

لست وصيا على الشمس
إذا أخطأت طريق الرجوع
و أشرقت خارج الأرض
لست وصيا على نجمة
خلفتها رحلة العدد
من الصفر إلى الآخرة
لست وصيا على سرب الغزال
إذا سقط سهوا
في كمين السراب
و إذا نامت الأرض فوق الحرائق
و نامت الآلهة يوم الحساب
فلست وصيا على الخير و الشر
و الجنة القاحلة
هو جسدي غابة من رخام
هو جسدي هضبة من ركام
فلست وصيا على أي شيء
فقط ألطخ بالعصافير
غابات نومي
فيمطر قبر
و على الأرض يهوي الغمام

مارس 2004

في الشعر الآن ... لا شيئ يحدث الآن ... ما يحدث
هو فوضى أسماء و عناوين فوضى ملاحق و فوضى نشر
و ناشرين ... الثقافة في خط دفاعها الأخير ...
حدثني هشام عن أبيه أن عددا من يرتاد الأسواق والمحلات و الأرباض من الشعراء يفوق الألفين.
الشاعر الآن زهرة خشخاش ... ماريجوانا و إستثناء
حقيقة هناك إستثناءات ... شكري بوترعة سياق من
سياقات الندرة و الاستثناء بضمانة من نصوص و أسماء
"عائشة تقرع أبواب العزلة" / "التشريقة الأخيرة لإبن عربي" / بروفيلات من أجل إستعجال الشعر"/ "مرثية لخرائط المدن القصية"

الناقد : رشيد بوزيان

ليس في جسدي ...ما يثير انتباه الموت

فسد الهواء في الأرض
نحن خارجون
نحن الآن خارجون
فاتركوا الفرس ينام
ليس في الأرض ما يدل علينا
و هذا التراب تغسله خطانا
و نحن خارجون
هذا الهواء تغسله رؤانا
و نحن خارجون
سينهار جدار الكلام على الصامتين
و نحن خارجون
فسد الهواء في الأرض
و ليس في جثتي ما يثير
انتباه الموت
و ليس في الحياة ما يثير شهيتي للحياة
فارفعوا عن جثتي هذا الغطاء
كي تقوم
و تصعد عارية إلى سقف السماء
ليس في جثتي ما يثير انتباه الموت
سوى بعض ندوب الخيانات على قلبي
و خلل في قمر يمر سريعا
فوق أيامنا
فارفعوا عن جثتي هذا الغطاء
كي أعود إلى ماء ولادتي
و أدنو قليلا من أرجوحتي الهاربة ....

أفريل 2004

التشريقة الأخيرة لإبن عربي

أعرفك ... عفوا أتذكر أني كنت أعرفك
كنت / لم تكن تجيئ في الظلمة الأولى
كنت / لم تكن في حيز ليل المفهوم / لم تكن مستقرا بعد في العبارة
........................................
تدنو لتتدلى فوق الماء / عموديا على الماء
ليس تماما
لم تكن منحنيا بعض الدرجة
كان الماء ملانا عشقا و شبقا
بحجم السموات السبع
معذرة لم تكن السماء سوى نصف الصدفة
و أنت نصفها المحجوز في المعنى
بعض وجهي وجهك
بعض وجهك وجهي
كنت أفيض بك
كنت تفيض بي
أنا أنت و أكثر / أنت أنا و أكثر
تجيئ في الصباح / قبل الصباح
لكني أعرفك
فارفع عن وجهك هذا الحجاب
لتدركك الأبصار
نحن قراءتك الخاطئة
إحتظنتك في الغمغمات
و هذه الأرض ليست على ما يرام
أعدني إذن إلى الظلمة الأولى
قبل إقتتال الشقيقين
و عد أنت إلى ما قبل العبارة
عد إلى زاويتك في ليل المفهوم
سأعطيك ولائم الغيب
لم أكن / كنت الغائب الحاضر
الغائب عن البيت
الغائب عن الوعي
الغائب عن الجسد
الحاضر في الموت
المقذوف كآنية الطين نحو المستحيل
المحذوف كجيل
...................................
...................................
إذن نحن محض طيفين / أفق لهذا السديم
فهيأ لي مائدتك و الكوز
لأغتسل و أدخل في تجربتك
سراجي موقدة
انتظرتك متى ترجع
حتى إذا جئت فتحت لك الوقت
و التابوت و معناك القديم
ساعة الرمل امتلأت
و لم تكتنز العين نصفك المخفي عن الأذن
أمهلناك
حتى إذا جئت إحتجزتك الأساطير
قالت لي فراشة القلب :
لا تذهب بعيدا في النبع
و لا تعد من الظلمة صفر العينين
لا فرق الآن بين الأشياء
بين الفرح المغيم
و قلق الآلهة من المعرفة
هي الكينونة / وقدة الطين
تختفي لكنها تظهر لحظة الانسحاب
فاصعد واصعد وكن أفقي الصعود
كي تسود
و كي أعود فذا إلى التراب
لم تكن من قلق خلقتني
إنما أنت عاشقي
و أنا صورتك في العماء
أورثتني القلق الأول / بداية التأويل
أورثتني الخوف من التفاح و النار و المعرفة
أنا المهشم و المهمش في النصوص
منذ عاطفة قابيل
عموديا على الماء / هيأت الغراب و الطين
لحكمة الدفن في المعنى
و حرية الموت في المعنى السجين
الآن وقفت على بابك
تتخاطفني ملائكة و إيقاعات ضوئية
ثمانية أيائل تحتك
و تحتك القلم الأعلى و الكرسي
و عري الخليقة من الذنوب ......

أفريل 2006

ولائم العشب .... ولائم الملح

كان العشب على العتبات
أكثر إلحاحا من ظلنا
و للروح المعطلة أبوابا ستغلق
لقد صدئت مفاتيح الفرح في أيدينا
و هذا دمنا لا ينام
لكنه يدخل ألوان المشهد الشاحب
و يغدق عليه بالسواد
الدم أحمر أحيانا ....
عم مساءا أيها الأحمر...
يا مسكين
اهدأ قليلا ...
أنت أيها الطفل الذي ينام في دفتر الرسم
الذي...
ينام في وعاء القلب
عم وطنا أيها الحبق الشقي ...
عم خنجرا يا شقيق
اجعل الكلب خارج السور
كي تنام أجراس الطريق
أيتها اللغة التي تحرك تحت أقدامنا هذا الفراغ
كالرمال المتحركة تحت سرير المنفى
أيها القتلى
لم يبق غيرنا في هذا الممر
صرختنا بعيدة .... دمهم لا يخجل من الدوران
و دمنا سجين المخابر و الإبر
أيها الأحياء لم يبق لدينا حصان واحد
نراهن عليه في هذا السباق
عم دما يا زقاق
يا نحلة تشنق العسل قبل فصل الخريف
و قبل حلول الخيول
و بعد فصل البكاء
ارفعي صوتك يا فتاة في أغنية اليأس
في رجاحة الحزن عند نهاية المشهد
يا أرض أيتها المرآة الملوثة بالحبر
عم لا شيء أيها الشيء
الذي يحتضن الفجيعة و ينام
عم حذاءا يا وراء ...
يا قبر .. يا قديس .. يا شاسع
أيها الطين الذي يحمل أوزار الطير
أيها الصوت الذي يجرح الحنجرة و لا يخرج
عمي صباحا أيتها القبلة القلقة
التي تنام على شفة العاشق
عم أيها الهلاك الذي يترصد
احتياطي العشب في واحة القلب
أيها البلد الذي القتلى فيه
أكثر من ساكنيه
ولكل عاشقين قمر
أنت أيها الشيئ الغامض على مائدة الطعام
خذ حصتك من لحم الهزيمة
وادخل مكتوف الدم
لرجاحة الموت عند نهاية الألم
عم لا شئ أيها الشئ
خذ حصتك من الإنكسارات
و فتش عن لغة تقاتل بها في الحروب
القديمة
عمي أيتها المرأة التي
تشغل حيزا مهجورا في رقعة العاطفة
عم شيئا أيها اللاشئ
الواضح بعد الذبح
أيها الناسك الذي يعتصم بالظلام
و يبوح بشهوتة إلى ظهر المرآة
أيها القوس الذي يطلق سهامه إلى الخلف
أيتها الكلمة التي تسقط من السطر و لا تترك فراغا
أنت أيتها الأنثى التي تقف في آخر الشهوة إقتربي
أيها الطفل الذي يلقح ضد الإشاعة
التي تدين الملوك
أيها الملك الذي يلقح ضد النهار
يا إمرأة تروض العطر و الفصول
داخل الغرفة
كي يستريح العاشق من رائحة الندم
و الذكريات
نصيبنا من الدنيا
زمان من اللغة القديمة
أنهار من الجنائز
نحن نقطع ساق الماء
حين تشق صحراء ليالينا
و في الصباح تتجدد في خلايانا
خلايا الهزيمة....
سوف أكون أكثر جرأة من البحر
حين يحترم الغرقى
يستقبلهم في أعماقه
و يشيعهم إلى الضفاف
سوف أكون أكثر جرأة
من طين الطوائف التي مزقتنا
و أشعلت النار تحت ثلج العلاقات
و ثلج الخيانات ...
سوف أكون أكثر جرأة مني
و أصب الفصول على بعضها
أمدح كبرياء الماء
أمدح كبرياء الجثة... حين ترفض واقعية الأعشاب
في كتب ابن سينا
و عاطفة الباب لمفتاح قديم
لنبات يشرب من السراب
سوف أكون أكثر جرأة من طفل
تغريه عورة الدمية
الآن أمد لكم بساط اللغة
و سراويل اللواتي خرجن ليلا
يستقبلن ذئاب الشهوة
و صوانة للشتاء
الآن وقد سقط الركام على الغسيل
و سقطت دقائقنا الثقيلة
على الساعد العربي النحيل
لقد قالوا إننا في الكفن طيبين
لنا شرعية الميراث فوق الأرض
قتيل يرث قتيلا ...

فيفري 1995

سنلتقي في الجحيم

كنت في نفق السؤال وحيدا
و الموت يأخذني من يدي
و يقول لي : إمضي إلى فسحة في الغيب و لا تخف
لا طائرات في السماء السابعة
و الموت فيه أكثر براءة
كنت أرى الملائكة يعدون لي إلى العشرة
كي أستفيق
لكني قلت : كأن أعود من الموت
أو من شارع لم أكن فيه
ففي الحالتين أنا أتيه
و بوصلتي السراب
لأمت إذا و أكون أكثر شيوعا في الغياب
و أتخلص من عداوتي الدموية معي
فاسمعي يا دودة القز الصغيرة
يلزمك عمل كثير
روحي عارية
و لست صوفيا كي أتعود الشوك رداءا
و لست نبيا كي أشرب الماء
من السحاب
سأكون جاهزا بعد قليل
سأكون في كامل موتي
كي أفكر بهدوء
فلا تقبضوا علي في أحلامكم
كي أعود
و أبتكر سفرا جديدا للخلود ....

جوان 2006

*ضيقة هذه الأرض .... نحن خارجون

التشريقة الأخيرة لإبن عربي
خمس سونيتات لسيدة النهر
هذا الرصيف لي .

أرتاب في كل شيء
السلام على الجالسين
فوق عبئ الآخرين
السلام على الميتين
تحت عبئهم
السلام على المارقين
عن شهوة القتل
سلام على السالمين
سلام على الهالكين
و أنا السلام الذي لا يمر ....
و أنا العطر الذي لا يبوح
برائحته للغريب
أيها القاضي العميق
كاذبة بصماتي
كذكرياتي
مريب عناق الصديق
و لست الوحيد الذي يحتاط من خطوة العقرب
مريبة يدا تصافحك في الصباح
و تخنقك في المساء
كل شيء مريب
أن ترد السلام على ظلك
أن تذهب إلى دورة المياه
و تترك كأسك مشرعة على الطاولة
عجيب أنت أيها القاضي العجيب
تدخل أمعائي و بيتي
تقاسمني دمي
و النفس
و تحصد ما زرعت يدي
ثم تزرع الريح في حلقي عسس ...

ماي 1996

و .. نعود إلى موتنا سالمين
مساءا ...
يعود إلى بيتنا النهر
كقط أليف
وننصب قرب خيمتنا شركا للرياح
و يعود ماء الغيوم
إلى بئرنا كي ينام
ثم يرجع باكرا إلى كتاب الحقول
مساءا...
نعود من طاولة السلم قتلى
كما تعود الطعنة إلى نفسها نادمة
و نعود من الحرب إلى موتنا سالمين...

فوضى عاشقين .. على سرير الشفق

قليلا عليك تعازي الرصيف
قليلا عليك بكاء البياض اليتيم
كرسيك يخرج الآن .. من البار مترنحا
نحو أصله في الشجرة
في غرفة العمليات نامت
جرعة المخدر في دمك
لو حقنوك بدم المتنبي
لنمت دهرا
ثمة تأويل آخر للغياب .... و الشاعر وحده يدخل الموت قويا .....
ثمة أشياء يفسرها البكاء ... و الشاعر و حده يفهم بكاء النجوم على بعضها ...
ثمة تـأويل آخر لليل ... على مصطبة الأحلام هناك غريب يخرج من ورم في الذاكرة ... هذا الكون آلة لاحمة
.... لا بد أن أعود إلى الريح كي أعرف آثار أقدامك
على قلبي ...
الموت الآن معتدلا و ليس في سلة الأفق ما يقتات العاشقون ....
المصاحف أطردت الشعراء
و الأشياء كما هي البارحة
رائحة الموسيقى
فوضى عاشقين على سرير الشفق

و لنفترض
بأني إبن المراثي
و أنك ابن المرض

لا شيء ينقصني سواي

كنت سيد نفسي
أختار ما أشاء من لغو الحانات
و أختار في أي أرض أموت
و في أي واد أهيم
التيه أغنيتي القديمة
و ينقصني صباح
ينقصني صوتي
و هو يخاطبني في الظلام
أدر مفتاح صمتي ببطء
كي لا يستيقظ الشجن النائم في الذكريات
كنت سيد نفسي
أنا المرصود بكل حواس الليل
أعرف أن المستقبل يغص بالمحن
و لست المحارب الذي ترك البلاد لجحافل النمل
لكني كنت أقتفي أثر الضوء
و لا أستريح ....
أرسم أشياءا غامضة على الجدران
و أسميها الوطن ...
لي في القلب دقة نادمة
و لي توأمان
لغة تحيط بها الحرائق
و لغة تعيد للموتى فسحة في البياض
لي توأمان
زمان تعثر في حصاة الروح الصغيرة
و فراشة مجهدة
ترجو السماء أن تنخفض
قليلا ......

مارس 1989

أحمد المنشق عن الفرح

منذ اكتشاف البكاء
و نحن نهيئ جنازتهم ... نعد لهم جرعة من مزيج العصور
حزن يسوع
كنعان الحديثة .. دم الشرق حين يراق في حدائقهم
كي ينضج ورد جنائزنا
و من زراعة القمح إلى زراعة الأعضاء
كانوا يعدون لنا ....
ما استطعنا من الهزائم وكنا نؤرخ انكساراتنا من ندبة في قلب الحسين
الى ثقب في قلب أحمد المنشق عن فرح الأطفال
لكن أحمد سيعود ليلة العيد
يسقي الحصان في باحة الدار
و يعطي انطباعا سريعا عن الموت
قبل ارتداء الحذاء الجديد
هو يعرف أنه سينهض بعد قليل
يفتح نبضه للأطفال .... لقطة تكسر منع التجول وتجعل السراب ماء.
و ينفخ من روحه في خلايا الأنبياء ....

أفريل 2003

أرى موتي من علو

طال الوقت في الغرفة
التي يعدون فيها موتي و عرس الغريب
كنت وحدي في الممر الأخير
أمسح على قنديلي القديم
ربما يخرج لي السيد الجني
أقول له : إنني ضجر يا سيدي
أرتفع بي قليلا كي أرى موتي من علو
و أرى ما تخبئ سطوح الشهوات
و اللواتي ينجبن أطفالهن فوق قش الفجيعة
و تحت أنشوطة تتدلى
طال الوقت يا سيدي ....
فانظر من النافذة
لترى جثتي فوق مائدة الطعام
وأظافري معلقة على المشجب الدموي
و ذاكرتي تحت مرفق غاضب
إنني ضجر يا سيدي
لماذا يأتينا الدخان فجأة من رماد قديم
هل تسمع رنين دمي على الباب؟
هل كان أجلي ؟
أم أنهم حرفوا الغيب ؟
للوردة نهر يجري من أجلها
و بكارة النحل ....
هل تسمع صرير الروح
و هي تعيد تكوينها .....

جانفي 1994

عرافة

هل تقرئين خطوط يدي المبهمة ؟
و تفتحين في الليل
كتاب الجبين
كنت وحدي … كما كنت دوما وحيدا …
فلا تتعبي
لأني ألغيت من كفي
كل خطوط التنبؤ
و أقحمت فيها خط اليقين …..

ماي 1996

جاذبية

لو رمينا تفاحة تحت اللغة
ستصعد ...
هي الجاذبية
لو رمينا اللغة في إناء الكلام
سيسقط في الإناء
كل تفاح الدنيا ...

شتاء 2005

في المقهى البعيد

من شدة هذا الفرح
نسيت يدي فوق يديها
في المقهى البعيد
و حين عدت ...
وجدت اليدين قد طارتا ..
كزوجين من حجل ..
ثم صارتا قوس قزح ......

مارس 1998

أنت ودمك في الريح.... تختلفان

عكازك السحب
و لا شئ يقودك
إلى ما تقترحه عليك المدن
التي يضيئها الموت ليلا …
لا شيء يقودك
دع خطوتك تفكر
و ضع القمر في قهوتك الصباحية
كقطعة سكر....
لا شئ يقودك إلى حتفك
إلا الحياة...
فأنقذ موتك الآن ....
من الحياة...
توضأ قبل الكتابة
إن الرجس ضد المفردات
لا شيء يقودك و لا شيء يعيدك
أنت ودمك في الريح تختلفان
أنت ودمك في الموت تكتملان
أنت و الموت في دمك توأمان
لا شيء يقودك و لا شيء يعيدك
سوى تآمر الموت و البعث عليك
قد تموت غدا
و تبعث الآن .................
سأغير ثيابي و جسدي
أغير أعدائي
و من غادرني و عاد
و ما ساورني و ساد
ينضج التفاح بين يديك
و في عينيك يشتعل الرماد ....
تدخل الآن... تغير أعداءك ... تغير ساحة الحب... تتساقط أعضاءك و القلب سلاحك الأخير
كثير على القلب أن ينبض و يحب و يحن و لا ينام
هذا الممسك بالحريق دائما ...
ينسحب بدون ضجيج ...
لا شيء في الغرفة يثير اهتمام الورد ليلا ....
سوى الأكسيجين
هذا الملوث بي ...
هذا الذي يخرج من خزائن الله حرا
و تسجنه يدان ....
دعوا الورد يرقص خارج الغرفة
رئتاي معطلتان
سينام بجانبي الليلة الأكسيجين ....
كطفل صغير ...
يسعف الحلم من الإختناق
يوقظني صباحا كي أعرف أني ..
قد مت البارحة ....

ديسمبر 2006

لا شيء يحدث الآن ....

لا شيء يحدث الآن ...
الفرس المريض يمر فوق الحواجز
رصاصة في الرأس
و نقفل المشهد
الفرس مريض و العشب لا يصعد
لا شيء يحدث الآن ...
غير أني أكسر أوثان المعنى
لأسمع بكاء الغراب على لونه
الفرس مريض
لكنه يقفز فوق هذا المدى الأسود ....
ليس في الاستعارة ما يؤذي الغزال
القمر غرفة نومنا الأخيرة
و ليس في البصيرة ما يعطل اندفاع الجمال
يقول الفرس اقتلوني فوق تلة
لا تطل على أي شيء
أقتلوني .................................................
لأدندن بالصهيل ....

فجرا ... ينزل إسماعيل

هو الآن يصعد ....
القيامة فسحتنا
حين تضيق بنا الأرض
و إسماعيل يأكل فواكه الغيب
بعد الرصاصة بقليل
و يقول أعيدوني
ثم أقتلوني
كي أعرف مسافة المستحيل
بعد الرصاصة منعرج
و بعد المنعرج إغماءة
ثم تزف ....................
مرتين على اليمين
مرتين على كل الجهات
و حدق جيدا بعد المرتين
ستجد قبل المرتين
موتك الجميل .....

سقط الرأس الأخير ...
و انعتقت الجثة من سجانها ...
إسماعيل اليوم حر ......
و الحبل الذي عانق رقبته
أسير ......................
بمعطفه الأسود
بشمس نشطت ليلا
كي تراه
بالقتلة ....
يفتشون عن ظله ....
بعد أن تدلى كقمر خرج من أصابع
الله ............................
تدلى ثم انطلق
فرسا يعدو في اتجاه
الآخرة

اللانص

في الساعة الصفر تتعانق العقربان أستند على جاك برال وهو يسكر مع بحارة أمستردام ... رائحة السمك تشبه رائحة ما لا دخل لنا فيه أو رائحة القتل الناعم.
في الساعة الصفر ندخل إحساسا آخر .. هو أن دودة القز تصنع أيضا الموت حريريا.....و أن أسماءنا ليست نهائية.... تماما مثل معاطفنا... العادة أقوى من الاسم ونحن اعتدنا الموت ...
أجمل أوضاع العزلة و أنت تنام على بطنك فوق ما تتخيله أنت مصدر لذة .. متاهة .. امرأة من لغة... سنكون أكثر إخلاصا للنص حين نكتبه بسائلنا المنوي .... القراءة المشروعة هي قرص منع حمل النص ... لا بد من قراءة متوحشة ... تشبه الشاعر و هو يلتهم جسده ليلا ..... انتحر بمائة حرف في جرعة واحدة ....................... في الظلمة ذاتها أو في ظلمة أخرى.. أو ربما بشمس أقل.

كوجيتو بكيت

" أنا أتخيل فأنا موجود" الخيال هو المكان الذي أنت تحدث فيه التفكير بغير مسند إليه بغير ضمير.صوت الفراغ الذي يتاح لصوتنا . هناك أن فقر الدم أو فقر الفراغ من أسباب طنين الأذن. أتخيل + أكتب = تجريب كل الأوضاع الممكنة في العزلة أو تجريب الاستمناء ... من الذي يستمني أنت أم الذي تتخيله أم النص !
في شوارع الكتابة تستطيع القراءة أن تستل قداحة و تحرق نفسها أو تستل مسدسا و تقتلك.و في الحالتين يتم ذلك بنفس اللامبالاة بنفس الملامح.
النص يقوم على التنبؤ بما سيستل قداحة أو مسدسا.

اللانص 2 بعوضة غوانتنامو

ضيق قميص الغزاة علينا
هل كان علينا أن نهزل و نحرر الماء من دنان السراب .... هل كان للحرب أن تستنجد بالكمنجات في الأوبرا لتنبت نخلة في غوانتنامو...
من الصعب على غوان تامو أن يحمل نصف الخريطة ... هوية المجنون جنونه ...و هوية غوانتنامو بيضة الأنتروبولوجيا التي خرج منها.. السجين لا يقتل
البعوضة في زنزانته فهي تؤنسه ثم يجعلها زاجلة .... البعوض وحده قادرا أن يمزج بين دم السجين و دم السجان...
ينهض باكرا.. يلمع حريته من وحل الحراسة ...
يسأل النافذة عن الوقت ... و يمضي إلى مغسله...

وحيدا كظل التراب
وحيدا ... وحيدا ...
.مثل خروج المنافي إلى نزهة عاجلة
أعمى أجرجر ظلي
عصاي المدى
و عيني تعض على اسمك كي لا يضيع
جسدي جهة السهام حين تحيد ...
هذه ذبذبات الشرق الرقمي الجديد :
جنوب الله
صعود الدم على سلم الريح
استسلام الجدران للشعارات
مهارة الموتى في صنع فرحهم اليدوي
فمن شج جبهة البرق و غنى
ليس التابوت من خشب
انما التابوت هو جسدي
متر من الرصيف يكفي
لنبني دولة المنفى
يقول لي الوقت :
أكتب
فأكتب لغة الريح على ورق الهباء
يقول لي الوقت :
أكتب
فأكتب حروف الماء
و أشكلها بالنوارس فوق الصواري البعيدة
يقول لي الوقت:
أكتب

فوق سطح المجرة
انطباع الله حول الشعر و الدول اللقيطة
واكتب صلواتك الخمس نثرا ....
و ليكن طنين الذباب مقفى
كي تنام .....
ستغفر لي اللغة
إن مت في غفلة من الرب
ثم بعثني الحنين
ستغفر لي اللغة
ان مشيت خطأ فوق
صدى الآخرين

على الندى مائلا
على الجسد ينشب لحمه
في الرخام
على طواف الشعراء ليلا
بكعبة المستحيل
على الندى مائلا أو واقفا
فوق نحاس الحدائق
على الرب يدير شؤون الدنيا
بالكلمات
على الذاهبين الى يومهم يولمون أجسادهم للإيقاع
تكلم الذئب و هو يعمل لآخرته كأنه لا يموت.... .

الى عبد الوهاب ملوح متدثرا بالريح
الى فوزي غزلان يصعد جبل الأولمب حافيا

خلف هتاف الأسئلة

متدثرا بالماء
بالشجر يقوسه هبوب اللغات
من كفن القواميس
يأتي
جسد يحرر الشهوات
من الكتب المقدسة
حجر يتدحرج من جبل الأولمب
نحو شعرية دمنا في نصوص الحرب
يأتي
متدثرا بالغابات
بكومونة الذئاب ضد البدو
بذبابة تبيض فوق المعنى
يأتي
بقبعة الندى يثقبها العشاق
ليلا بالعتاب
بسيف النبيذ يأتي
شقيقي السراب

تتشعث في الموسيقى

أتفحص هذا الأفق
أستمر في عاداتي القديمة كأن أرى الأشياء للمرة الأولى ... نار المساء .. ترنيمة الشهوة
هكذا دائما أجلس عند طرف وحدتي و أحلل الفراغات ...
السلم حرب ضد الحرب...النص ارتفاع المعنى لتجريب الله وشحن اللغة بالمترادفات ...
هكذا أحارب الريح بما ترك العشاق خلفهم من أغاني ... بدون لسان أقول أن الحياة أقصر عمرا من الشعراء ... بلا ساق أدخل حقول ألغامكم
و أدخل مشانق الغيب بلا رقبة ....

هكذا أعود مساء بدوني ... تتشعث في الموسيقى....
أشرب كأسا من نبيذ رديئ .. أصب أخرى لشبحي.. حين يعود من رحلة صيد الضلال..

كأني هنا .. تدور العقارب حولي

البلاد التي لم أخن ملحها
البلاد التي صار دمي زيتها .. وأي بلاد تمر
بين الأصابع .. تحت الخواتم مثل الرياح
كأني أنا .. أعود من عقوق الصباحات
من قلق المؤذن و هو يسطو على آخر الحلم...
من تحرش الحدائق بالعشاق..
يرمون لحمهم للفراشات ....
و يرمون أيامهم خلف سياج الذكريات ...
من فتنة الملح يخرج ليلا من البحر..
إلى عطش النبيذ للشعراء ..
إلى قدر الندى فوق فحم النعاس ...
كأني أنا ..
أشمر على قلبي لأبعد الموت قليلا
و أهذي ..
كيف سأعبر هذا المساء ... وأعبر موتي
كيف أصدق مريم .. و أكذب أدوات جسدي ...
كأني هنا .. تدور العقارب حولي
أضرب ضلعي في ضلع الهزيمة
لأجد مساحة ظلي
كأني أنا.... أولد من جديد
أرضع حليب المنافي
نحن مسودة الله .. نشرك باللغة ..
بأنين العسل الفذ.. على شرفة أيامنا..
أسمي الشعر حيض الفجيعة

من حجر البراكين .. هذا المدى

أنجو من نوايا الندى في باطن الكف
من أمي يوقظني حليبها من الموت
و أطرد من صمتها ذباب المقابر
أغيب عن الوعي قليلا
.. لأعرف أني نجوت
و أثقب القلب لنمل أهملته سورة النمل
أنجو قليلا ... من لوركا يجرني من وريدي
الى حانة في الشفق
ينز بنا خشب التوابيت
و نستأجر الأرصفة لجموع الصعاليك حين يقفل جراحنا الملح و خجل الصبايا من طيش دمنا
قمصاننا البحر ...أحذيتنا الريح
مفاصلنا موانئ لسفن لا تحن لتراب .....
وبحارة أهملتهم البوصلة..
من حجر البراكين هذا المدى
تدور المساءات حول عاشقين
يطبخان على الشمس شاي الفجيعة
و يغار الله منا حين نقذف الأرض بعيدا
و ننام......
من حجر البراكين هذا الجسد الذي
تتطاير منه الشهوات
لم تزل بصماته على مقبض الريح
و مفاتيحه التي في القلب
لم تزل تعرف مزلاج الوطن
و لا تحتاج إلى زيت كي تدور
تسرقنا طاعة الوالدين من طاعة النهر
الذي يجري تحت أقدام الغزاة
أنزح الآن من الدنيا ..
إلى موجة ترعى قطيع الندى

أنسخ الماء أو أرتديه

هنا قطرة قمر تضيء المكان بموتي
و أصبح طعما لفخ البكاء
مستوحدا تحت رعشة النهد .. عاريا مني
أذرع الشهوة حافيا من حواسي
كأني المكان أعبق برائحة من غادروه
عاشقا أطردته الرؤى
مستوحدا فيه
أنسخ الماء على ورق الحلم
أو أرتديه
أحتمي بالشعر يبني خيامه ليلا
و يصبغني بالبروق
مستوحدا تحت فكرة ترش المجازات بي
بجوقة من ملائكة يعبرون سريعا
أعراس الموتى وهم يجمعون في سلال الغيب
انكساراتهم ...................................
..............................................
.............................................
يقول لي شبحي الذي أورثته الدنيا : ارفع حجر المسرة عنك وخذني ... توضأ بالريح و أنت تدخل
رواق الخلوة في قاع الجسدين .. سيخرج منك شجر الذكريات .. انقر على زر الملح فيك .. يدخل لك البحر من النافذة ..
أنقر على التابوت بفكرة تشرئب اللغة و ينحل الموت الرديء

لها شغف الأيائل لرمل النبوءةالنبوؤة
و لي سرير البنفسج في خطوها
نبع مختوم بالمعجزات و الذبائح
أحصنها بالمبهمات و الأعشاب العلوية
غزالة الشجن البري تخرج ليلا تتفقد نارها
في كتاب الماء أو تلهو مع ملائكة صغار ...
تجمع الودع المغامر بنفسه .. تدعوه ليبتكر لها المنازل و البحار ...

أنا + أنا = ضجة الخلق

أهذه أرض أم بيضة رخ تخبئ تحت قشرتها مرمر موتنا ... أهذا أنا أصير في قفصها الصدري حرا من أعضائي و من شجني ... صباحا أخرج منها بعد أن أشرب قهوتي فيها ... أدق على الباب فنفتحا الباب .. شبحين من فضة و صندل ...تقاسمني جسدي و قميصي .. زاويتي في المساء القصي ..
أنا +أنا = وطن للخرافات و دولة المنفى
يا أنا تتعبني المسافة و السؤال . تتعبني زجاجة الفودكا و نفاق البياض ... يتعبني سعال النوافذ و علبة فرحي الفارغة ..أنظروا هذا المشهد يتحرك فيه آدم محاولا التعرف على أحفاده في الأرض.. لم يتعرف علي .. قلت له: الأرض هجرتنا الدائمة..
و الغراب نسي حكمته في الدفن ..
أنا +أنا = ضجة الخلق

البيان الأخير .. بيان الغياب

هكذا اذا ... سأغلق باب المزهرية في وجه الحدائق ..و أسكب شارع التيه النبيل في ثلج الفراش ..
و أعلن ما يلي :
- أنا وطني ... و جسدي قاعة للهزائم
- الحب حبر الخاسرين .. ذاكرة الموتى أقوى من مدائح الغياب
-بلا عمر كأنني الله .. أموت أحيانا و أستفيق أكثر موتا .. جنتي حذائي .. و المجد لي وحدي في هذا العراء الطيب...
- أشاطئ نفسي وأنزل من جبل الأولمب إلى تيه جديد .. جسدي فوضاي .. أغادركم بلا مشيعين
أخرج من سلالتي و أحزز اللغة
-أحرر الأفق مني و أنسلخ من اندفاع هزائمي و أقول أن رامبو و مالارميه يعوضان الآن برج إيفيل .. لكن بأكثر طولا ....
- أنا + أنا = ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كاريزما

منتشيا بهذا الفراغ المهيب
بالصدف يتأرجح بين غيمتين/على صدرها
بي .. أتقاطر شبقا و أتشعث في الزوايا المقفرة
منتشيا بتهور الطين على حافة هذا البكاء المرمري..
منتشيا .. أنصب قرب سياج غربتها مشانق لذتي و أكف عنها شغب السماء...
كنت أعرف أ ن الحدائق أقفاص للزعتر البري..

و هذا حدوثي المفاجئ فيها .... أتركني هناك و أحدث هنا رماديا ...
أتشبه بزرقاء اليمامة و ألمحها تستدرك سرير الغبطة في نومها .... أتشبه بي و ألمحها بقفاي تجمع الوعول في آخر السهل و تعلمهم لغة النار ...
أو تعد فطور الماء ....
هكذا حدث .. سأشرب الليلة على نخب ريتسوس
الحدث الغامض- كأسي الممزوج بالغلال و الشموع ... و أعطيها بكارتي في الغرفة الأخرى .. الغرفة التي بكى فيها زوربا قبل موته واقفا و هو ينظر إلى البحر.
هكذا كانت تحرس جنوني .. و هكذا كنت أحدث فيها ..........................................
...............................................
...............................................
................................................
ننال ما وراء العرش و ننجو من الملائكة ..
لعبتنا .. من يدري؟

الليلة تخرج الألوان من سجنها
الأسود يتفقد نقيضه ا لقاطن في القلب
الأحمر خصر امرأة في الريح .. أو في منجم النحاس
الرمادي ذئب يستدرج الغيم الى سقف اللوحة .. أو يقتل الرسام الواقف فوق زيت غيبوبته
الأحمر أيضا قتلة .. ...... دم في فتيل المعصم

... أتقوس في قزح دمها .. إلى نضال

أخرج من قميصي المعلق.... على حبل البكاء... و أشد قزح إلى كثيب يقوسه
ليل إمرأة أتعبها التأمل في نفسها في حالتي و أنا أتقوس فرحا في قزح دمها....
كيف أصالح اذا بين عزلتها و توثب العتبة ... ؟
بين مهب المرارات و طائر الرغبة فينا؟
خصرك في الريح قلبي ... و خلفك يتفتت فخار الأزمنة... .

منتجزا أو أكاد ..
أعرف سر الخشب الذي سيرفعني . منتشيا ..إلى عاقبتي ...
وأعرف سر النزوة ترتقني بالشهوات العصية .. لست أنا ... أخرج من مكائد الغيب سالما ...
ينام بجانبي الجني فأقبله من جبينه و أقول له : أنا لست أنا .. أنا هناك أنام مع الماء في البئر .. ..أودعت وصيتي للشعراء يخرجون من أيامهم عراة .. يتبادلون النكات حول حذاء بونابرت يخوض الشهوات و الحرب و الشرق البعيد.....
لم أكن بستاني هذا الجسد .. لم أكن بستاني الغيب ... كنت مجرد إشاعة تتناقلها الأعشاب حول جدوى لغتي في قتل الطفيليات التي تلتصق بي...
لم يقصد الرب قتلي فقط كان يختبر نفسه في اللغة ويختبرني و أنا اقارن بين خمر تصنعه يدان وخمر يصنعه القرآن ....
سأكون هناك في أقصى يسار الماء النائم في البئر......................................
........................................

هناك في أركيديا جسدها...

هناك حيث تثبت الجهات كلوحة في الجدار .... هناك في وديان أركيديا يمتزج البحر بالغرقى ..و يصفق الماء لمهرجانات الملح .... تلك مهنته ووضاعتي.. حين أتدلى عموديا في المجاز أو أخرج عاريا من غبطتي .. .
وهذا موج انهياراتي يغمرها و هي تجمع ما تريد من قطع الزجاج العاطفي .. لتجرح حدوثي و تسمل عين زرقاء اليمامة .... لست من تلك الوعول لكني .. أبتكر جسوما اخرى في جسدي .. و أستمني بكائي دائما .. اتأوه من لذة الذبح و مني..
قلت : تركت المنام على شجر أيامك و عدت
قلت: أغنية تتلقفني من الماضي و تعيد للكهان شبق الشموع
قلت : أطير من المعنى إليها .. و أحط على أرق يتمي بين يديها ...
قلت : على قدر موتي تنام الخيول في خدرها..
قلت : هبني يا صوتي بحة الذكرى .. كي أناولها حبر الإلاه ....
قلت : أغتسل برطوبة القول و أنظر إلى الفجر يغير ثيابه .. و يحل ضيفا على غربتنا ....
قالت : يكفي من الدوران .

يقال أنني لم أعد

و هو يعبر الشارع صدمته سيارة الإسعاف .. كان ينزف ... إقتربت منه قليلا كان شبهي تماما .. حزنه ملامح غربته . حبه للغيب كان يحاول أن يموت .. . أشعلت سيجارة و مضيت الى غرفتي .. و حين دخلت لم أجدني هناك .. يقال أنني لم أعد من يومها .....

إن كان لابد مني

إن كان لابد أن أنقذ نجمة من غناء الغياب .. فلابد من حجر يحمي الخليقة من عريها في البكاء الطويل .... وهذا سريري يطير بي الى جهة نادرة ..... منذ قليل احتميت من خطوط يدي بالنثر و الحج و خطى العابرين ... و فتحت مداي على فضة هذا السواد يرتدي عباءة القنفد و يسير الى دمية تركض في بكاء الأنوثة .... هنا و جهها غرفة للسؤال .. هنا دمها يسبق الجرح و يغطي حذر السلالات من التاريخ و الأسئلة .. لم أكن سبب غناء النزيف في الأوردة فقط كان لابد مني في تطاير هذا المدى قرب سماء القصيدة .. و كان لابد من غيمة يتكأ عليها جدار الكلام ...
أتفرع مني خاتما يطوق اصبع هذا العراء الجليل...
دمي حاشية للتيه و جسدي جوقة لرعشة الظل
يجمع من طيش الأرض غبار الأزمنة ....

كما تركض الأرض في نفسها

كما تركض الأرض في نفسها
تدور الأغاني حول خيمة الأرجوان ..معصم للنبيذ البعيد .. و معصم لشؤون المكان ..
وقتها لم تكن عائشة قد تزينت بالدماء ... كانت تعالج سقم الندى و تثني على البحر و البر و القادمين من قرطبة ...
كما يركض الليل خلف نافذة تخبئ عاشقين من الخجل العمومي... أسأل غصنا يشد الأرض من نصفها عما سيفعله البحر و البر و الليل بالعشاق و النافذة ....

لم تكن عائشة تعرف طريق الرجوع اليها .. لكنها دونت ظلها في مهب البكاء ....
يقول الغريب الى الجهة التي ضيعته: هنا خيمت لغتي .. هنا كان حواري الاخير مع قرطبة ....

لا تحدق في دمي

لك جرسي يا موت ولك كرسيك على طاولة هذا المساء الحميمي...
لتكن هادئا الآن .. و لنتفاوض حول ما يغريك في جسدي ....
تقول لي مثلا : تطير السطوح حين يعبر فوقها سادن هذا الفراغ ..
أو تقول أن أحفادي في جنة الله كفروا بي .. و قالوا أن القلب فرسا يقتله البكاء ..
فمن أسرى بزوربا ليلا من مصرعه إلى سرير الغبطة....متخفيا في زي يرقة ..

سأشرب على نخبك ماء المسرة وو
و نرقص معا رقصة السمبا .. ثم نتفق على طريقة القتل ..
و لتكن رحيما .. و تمكر بي .. كأن تأخذ شكل الحليب كي أورد جثتي ماء زرقتها و أنزل من سلم العواقب و الأسئلة ...إلى دمعة تحرس خيبتي ...
لا تحدق بي هكذا .. و انتظرني لأجمع النرجس مني
و أعود الى نفسي سيدا .... لا تحدق في دمي ...
إنتظرني .. و لنكن أصدقاء .. لست جاهزا للرحيل
.. لي أن أودع أرض الكلام وسكانها.. و أشعل الماء في غدير الغياب .....
و لي في البعيد أناي تلم عمري من المحطات و الأرصفة ..

مرثية الطير لرعد مطشر

لم يكن غيرنا في الزحام
الذي يصعد إلى نفسه خاليا..
و هذا صوت سعالك يخرج من حنجرة القميص المعلق في الشاهدة ......
لم تكن في ولائم هذا الخراب ...
سوى نجمة تلمع حذاء السماء ...
و أنت تعبر مضيق التأمل ... في وقتك المر ...
كنت منحدرا يرفع الصوت الى آخره ..
و كنت جهاز مناعة الميتين .. و كنت و كنت وكان الزمان يعد لك عرس البلاغة قرب البئر الذي أوله الأنبياء..
كان موت يشبه النثر في الصلوات ... و يشبه خروج الغناء من فوهة القصب في ضفاف الغزال الأليف ..
هل كنت تعرف أن العمر ضيق مثل حذاء مزق قدم التيه و الأسئلة.
سأعترف قرب قدومك أني أرى عرقا ينز من جبين البنفسج .. وأن هنالك من يغرق الموج في دجلة دمك ...

مستوحشا مثل رقيم

مستوحشا مثل رقيم تقرأه الخرائب
أوزع البحر على السفن ..
أوزع انشطاري على الجهات التي عضها الملح
لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين .
وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..
أرى في المنام يدي تزرع الريح في قرى المحبطين .. أصيح : هنا مات قريني بضربة زهر .. هنا اشتبك العاشق مع الحدائق و سقط في الأسر ...
مستوحشا مثل الاه يعد مواعظه و موائده لجاليته في الأرض ...

رسوت هنا قرب البحيرة التي أنقذت الحلم من نفسه .. كنت الضفاف لها ... و كنت البكاء الذي أيقظ الصحو من نومها ..
كما يدخل المعنى حبر الإلاه الهلام .أقول لنفسي ماذا صنعت بأيامك حين بللها ماء الذهول .؟ هنا قدم في الظلام .. وأخرى تركض في اليتم والحرب والحب و الحبر .... أقول لنفسي ماذا صنعت بنفسك حين ادارت الأساطير كؤوسها في حقول الأرز وبنى الحمام المعتق أعشاشه فوق سطح
نهارك ؟
يأس البحر من زرقتي و سلمني للسراطين التي تولم نفسها للسخرية ...

ثم نرتدي قميص الفراشة

يقول الغريب الى ظله:
غدا نحتمي بالمدن التي وهبت وقتها للشائعات
و ينزف معدن غيمها بخواتم الدساتير ...
غدا يكتب البحر نصه الأخير حول حدادين يصنعون السماء ثم يدقون بالمطارق غيمها فتصيح من لذة الطرق ...
وتغسل قدميك السادرتين بتفاهة الماء
في جسد الشجر الميت غيضا من الأقفاص و التوابيت ..
ستدرك بعدها ان البحيرة لا تخون لكنها تعلق عاشقها بدبابيس من الضوء
.. و تشرب من كفه ... حتى يجف نبع التوتر في حواف توثبه .
غدا تحتمي بالأزهار و التهاويل من رعدة الروح...
و نسأل المدن عن ضيق الخرافة قرب موقد الجدة .............................................
.............................................
أو نسأل عن ضيق المسافة بين النجمة و قاع البئر ..... ثم نرتدي قميص الفراشة

و ليكن ...
نهيئ الأرض لنافورة تغسل اليوم مني...
و لتكن الريح طلقتي الصائبة ....
مطر على زغاريد العائدات من المرايا ..
مطر على هلاكي في بخار الأودية..
و الكلام توابيت الأسبيرين في ذاكرة من خلعوا نعالهم و لم يقتلوا العقرب ...
و لأكن :.
منشفة للبكاء على ظلك المنحني في الفراغ..
و منشفة للضحك ....
سأكون ما اريد ..

شرفة للصداع
او شوكة في نخاع الملك...
و هذي البلاد سبحة من سجون

للفقمات التي أينعت في ضفاف يدي
اختلال الموازين بين قلب يطل من خلف الزجاج الملون على دربه في المراثي
و قلب يدرب نفسه على النوم و الحلم فوق سياج المنافي .....

أحصنها بالمبهمات و الزيت المقدس
و النبع المختوم
لي شغفي لقلب تحصنه حمامتين و عنكبوت

profilet@hotmail.com